لجريدة عمان:
2025-03-16@00:57:25 GMT

اليابان توسع حضورها على الساحة العالمية

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

تكافح اليابان من أجل استخدام الأمم المتحدة استخداما استراتيجيا منذ عام 1956 عندما أصبحت عضوا فيها، وذلك من أجل تعزيز مصالحها الوطنية وأيضا من أجل الحصول على مكانة متميزة في المجتمع الدولي. وفي الشهر الماضي، زار رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا نيويورك لإلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ركز فيه بصفة عامة على القضايا الحالية المحيطة بالبيئة الأمنية.

ركز كيشيدا على محاولة لتجديد التعاون حمايةً وتعزيزا للكرامة الإنسانية في جميع أنحاء العالم. وكيشيدا من مدينة هيروشيما، وقد جعل نزع السلاح النووي «مهمة عمره» وحث رؤساء الدول النووية على تسريع عملية الانتقال إلى عالم خال من الأسلحة النووية.

ومن أجل تحقيق هذا، تلتزم اليابان أيضا بالإسهام بثلاثة مليارات ين (أي عشرين مليون دولار أمريكي) لإنشاء «كرسي ياباني جديد لعالم خال من الأسلحة النووية» في معاهد بحوث دولية للتغلب على الجدل الخلافي بين الأوساط الأكاديمية والحكومة حول الخيار إما بين الردع ونزع السلاح.

قال كيشيدا إن السبب في هذا هو أنه من المهم تجاوز الجهود الحكومية المحضة والانخراط في جهود متعددة الطبقات. ولما كانت اليابان هي الضحية الأولى للهجمات النووية في العالم، فإن نزع السلاح النووي يشكل بالفعل أحد الأهداف الحيوية لها. ولذلك، فإن اليابان مستعدة للتعاون مع الأمم المتحدة والدول المعنية الأخرى لإجراء مناقشات بين الدول النووية وغير النووية.

فضلا عن ذلك، ترجو اليابان أيضا في تطبيع علاقاتها مع كوريا الشمالية من خلال إيجاد حل شامل للمخاوف المتبقية، مثل عمليات الاختطاف، والصعوبات النووية والصاروخية.

خلال كلمته، أكد كيشيدا أهمية سيادة القانون واهتمام اليابان الكبير بحماية حقوق البلاد والشعوب الضعيفة في العيش في سلام. وتؤيد اليابان بقوة التمثيل الأفريقي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتوسيع العضوية الدائمة وغير الدائمة في المجلس.

وتماشيا مع ذلك، قال كيشيدا إن اليابان سوف تبذل المزيد من الجهود الملموسة لزيادة شفافية مناقشات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، التي تشمل أيضا تحسين الوصول إلى المداولات.

لقد ظلت مؤسسة مجلس الأمن ثابتة إلى حد كبير منذ تأسيسها، برغم محاولات مكثفة وتواصل مع دول في آسيا وأفريقيا ومنطقة المحيط وسط وجنوب المحيط الهادي. وقال كيشيدا إن اليابان تعمل على إعادة هيكلة مجلس الأمن الدولي منذ عقود.

وأضاف أن اليابان تسهم بنشاط في الحفاظ على السلام والأمن باعتبارها عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي. ونتيجة لذلك، تعد الآن مشاركة اليابان في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة واحدة من مجالات التعاون الرئيسية للبلد من أجل السلام والأمن العالميين.

استقبلت مجموعة الأمم المتحدة للمساعدة الانتقالية (UNTAG) في ناميبيا سبعة وعشرين مراقبا انتخابيا من اليابان في عام 1989، فكانت تلك أول مشاركة كبيرة لطوكيو في مهمة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة. وقد التزمت الحكومة اليابانية بتقديم المساعدات لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من خلال الإسهام بتسعة ملايين دولار أمريكي لدعم بناء قدرات الأفراد المنتشرين في عمليات دعم السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.

لم تزل اليابان مقيدة بشدة فيما يتصل بأنواع المهام التي يمكنها المشاركة فيها، برغم أن قواتها الدفاعية قادرة (بل وينبغي لها) أن تفعل ذلك من خلال التعاون بشكل أوثق مع الأمم المتحدة وغيرها من الدول التي تقدم قوات لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وأخذا في الحسبان للبيئة الأمنية المعاكسة المحيطة باليابان، من قبيل سلوك الصين التوسعي وطموحات كوريا الشمالية النووية، أكد كيشيدا على خطة اليابان الجديدة لضمان الحرية والانفتاح لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ حيث تتعايش وتزدهر البلاد المتنوعة معا.

وقال إن اليابان تدين الغزو الروسي لأوكرانيا باعتباره انتهاكا صريحا لسيادة القانون، ودعا إلى بذل جهود لوقف انتهاكات حقوق الإنسان والتهديدات النووية. لقد انتهكت روسيا القانون الدولي، وبالنسبة لليابان، فإن التغييرات الأحادية الجانب في الوضع الراهن بالقوة أمر غير مقبول في المجتمع الدولي.

وخلال كلمته، أصر كيشيدا على أن إصلاح الأمم المتحدة ضروري لخلق مجتمع يحترم الكرامة الإنسانية. وشدد أيضا على أهمية الحد من استخدام حق النقض في مجلس الأمن الدولي، مشيرا إلى أن المجلس يخاطر باختلال في وظائفه نتيجة لممارسة العضوين الدائمين، روسيا والصين، لحق النقض.

قضايا الصحة والمناخ

قال كيشيدا إن اليابان حريصة على دعم الحد من مخاطر الكوارث في البلاد المعرضة لتغير المناخ، وتشمل أيضا البلاد الجزرية. وسوف تسعى اليابان أيضا إلى الحد من الآثار التي يحتمل أن تنجم عن ارتفاع منسوب مياه البحر والظواهر الجوية المتطرفة.

علاوة على ذلك، سوف تدفع اليابان سبعة مليارات ونصف المليار دولار في ما بين 2022 إلى 2025 وفقا لتعهدات الحكومة والقطاع الخاص التي تعهدت بها مجموعة السبع لتحقيق التغطية الصحية الشاملة وتحسين الوقاية والاستعداد والاستجابة للأزمات الصحية. ومن أجل ضمان الوصول العادل إلى التدابير الطبية المضادة في حالات الطوارئ الطبية، ستواصل اليابان التعاون مع الدول النامية.

وفي ما يتعلق بالتحديات التكنولوجية الجديدة، قال كيشيدا إنه من المهم تحقيق التوازن بين الكرامة الإنسانية و«تقدم الرقمنة». فبرغم أن الجميع يستفيد من التكنولوجيا الرقمية، فإن الخصوصية والانتهاكات البشرية أيضا في الحسبان.

بدأت اليابان عملية هيروشيما للذكاء الاصطناعي بهدف تطوير ذكاء اصطناعي يمكن الاعتماد عليه أكثر وإنشاء نظام بيئي رقمي عالمي بمعايير تحترم الكرامة الإنسانية.

لقد ذكّر كيشيدا الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن القوى الكبرى ليست الوحيدة التي تخدمها الأمم المتحدة. واستنادا إلى أن كل دولة عضوة تتمتع بالمساواة في السيادة، فإن الأمم المتحدة موجودة لصالح المجتمع الدولي برمته. وهي موجودة لدعم مطالبات جميع الدول، وليس فقط الدول الصاخبة والقوية، ولكن أيضا الدول الصامتة في كثير من الأحيان والمستحقة بالقدر نفسه.

فمن الضروري أيضا ـ كما قال رئيس وزراء اليابان ـ أن يقوم بلده بتوسيع دوره داخل الأمم المتحدة ليتسنى له معالجة القضايا الملحة المحيطة بالبيئة اليابانية وعلى الساحة الدولية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المجتمع الدولی السلام التابعة للأمم المتحدة الأمم المتحدة مجلس الأمن إن الیابان مع الدول من أجل

إقرأ أيضاً:

اجتماع ثلاثي في بكين حول القضايا النووية الإيرانية

ذكر التلفزيون الصيني الرسمي أن دبلوماسيين كباراً من إيران وروسيا والصين اجتمعوا في بكين، اليوم الجمعة، لبحث القضايا النووية الإيرانية، وذلك بعد أيام من رفض إيران "الأوامر" الأمريكية باستئناف الحوار بشأن برنامجها النووي.

China will hold the Beijing meeting between China, Russia and Iran on the Iranian nuclear issue on Friday, which Chinese Foreign Ministry spokesperson Mao Ning described on Thursday as "China's latest diplomatic effort with the aim of enhancing communication and coordination." A… pic.twitter.com/94UFVbr8JU

— Global Times (@globaltimesnews) March 13, 2025

كانت إيران قد توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في عام 2015 وافقت بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية.

لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحب من الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى.

وفي الأسبوع الماضي، قال ترامب إنه وجه رسالة إلى القيادة الإيرانية يقترح فيها إجراء محادثات مع الجمهورية الإسلامية، التي يخشى الغرب من أنها تقترب بسرعة من امتلاك قدرات صنع أسلحة نووية.

لكن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان صرح بأنه لن يتفاوض مع الولايات المتحدة تحت "التهديد"، وبأن بلاده لن ترضخ "لأوامر" الولايات المتحدة بالتفاوض.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة يستقبل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لبحث التعاون في القطاع الصحي
  • وزير الصحة يستقبل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لبحث التعاون في التنمية البشرية
  • عبد الغفار يستقبل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لبحث التعاون في القطاع الصحي
  • في اليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا: الأمم المتحدة تحذر من تصاعد التمييز ضد المسلمين عالمياً
  • الأمين العام للأمم المتحدة: ارتفاع مقلق في التعصب ضد المسلمين
  • اجتماع ثلاثي في بكين حول القضايا النووية الإيرانية
  • مسؤولان كبار في مجال الإغاثة لمجلس الأمن الدولي: المتحاربون في السودان يذكون أزمة المساعدات “الأشد تدميرا” في العالم
  • متحدث الأمم المتحدة: توثيق 54 اعتداءً على المرافق الصحية في الضفة منذ يناير الماضي
  • تحقيق أممي: هجمات إسرائيل الممنهجة على الصحة الإنجابية في غزة أعمال إبادة
  • تحقيق أممي يعتبر الهجمات الإسرائيلية "الممنهجة" على قطاع الصحة الإنجابية في غزة أعمال "إبادة"