بوابة الوفد:
2025-02-03@04:11:44 GMT

صورة من حرب أكتوبر.. بألف صورة!

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

إذا أردت أن تعرف ماذا فعلت حرب أكتوبر فى إسرائيل من الداخل،عليك أن تقرأ بعض ما كتبته الصحف الإسرائيلية، التى تتعامل مع هذه الحرب باعتبارها صدمة لم يكن يتوقعها قادة الحرب فى تل أبيب.

صحيفة «إسرائيل تايمز» كشفت عن بعض الصور التى نشرها «أرشيف إسرائيل» الحكومى الرسمى بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر، التى أطلقت عليها الصحيفة «حرب يوم الغفران».

 

وقالت الصحيفة إن آلاف الوثائق والصور والتسجيلات ومقاطع الفيديو،التى تم توثيقها فى الأرشيف توفر نظرة متعمقة على الطريقة التى تم بها التعامل مع الحرب والفشل الاستخباراتى (الإسرائيلى) الكبير الذى سبقها. 

من بين الصور التى حرصت الصحيفة الإسرائيلية على نشرها عبر موقعها الإلكترونى، صورة بألف صورة.. صورة قد تبدو عادية.. ولكنها فى الواقع تُلخص مباراة كبيرة ومعركة خارج خطوط المواجهة..نجحت فيها مصر فى خداع إسرائيل..الصورة لجندى فى البحرية الإسرائيلية يتزوج حبيبته فى قاعدته العسكرية، قبل حرب أكتوبر 1973 بأيام قليلة. (الصورة تنقل دلالة حالة الاطمئنان الإسرائيلى لعدم إقدام مصر على الهجوم أو مجرد التفكير فى الحرب وهو ما يؤكد التجهيز الاستخباراتى المصرى وتعمد نقل صورة غير صحيحة للجانب الإسرائيلى بأن مصر غارقة فى مشكلاتها،وأنها -خلال فترة زمنية طويلة- لن تهاجم القوات المُحتلة ناحية الضفة الغربية بأعداد كبيرة من الجيش المصرى).

الصورة التى تم نشرها بالأبيض والأسود، مكوناتها عبارة عن جنود فى القوات البحرية بالجيش الإسرائيلى يحملون قاربًا مطاطيًا (من النوع الذى يصاحب السفن المتوسطة لاستعماله فى التحرك لمسافات صغيرة) وكان يقف فوق هذا القارب الجندى الإسرائيلى وخطيبته، فى احتفالية داخلية بزواج الجندى الذى اطمأن قلبه وقلوب قادته أن مصر لن تهاجم!

الخداع الاستراتيجى الذى أدارته القيادة المصرية، فى ذلك الوقت، بكل احترافية وقدرة وكفاءة عبر أجهزتها ومؤسساتها كان سببًا فاعلًا فى مُباغتة العدو الذى فقد توازنه، مثلما قال الرئيس السادات، فى ست ساعات.

وقالت المسؤولة عن الأرشيف روتى أبراموفيتش: «هذه نظرة شاملة على قصة الحرب، التى أثرت على جميع مناحى الحياة فى إسرائيل». 

الصحيفة الإسرائيلية كشفت عن توفر بعض الوثائق والسجلات للمداولات التى جرت بين رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مائير وقادة الأمن فى الأيام والساعات التى سبقت شن سوريا ومصر الحرب المنسقة فى 6 أكتوبر 1973 بينما كانت إسرائيل تحيى يوم الغفران!.

وقالت الصحيفة من خلال تحليلها لمعلومات موقع الأرشيف الحكومى: «لم تتوقع إسرائيل تنفيذ الهجوم ضدها على الرغم من العلامات الصريحة التى أشارت إلى أن الجيشين يستعدان للغزو، معتقدة أنه فى أعقاب هزيمة مصر قبل ست سنوات فى حرب الأيام الستة، فإن القاهرة لن تهاجم إلا إذا اكتسبت أولًا القدرة على شل سلاح الجو الإسرائيلى».

وأضافت: «قبل يوم من بدء الحرب، قال رئيس المخابرات العسكرية إيلى زعيرا لرئيسة الوزراء جولدا مائير إن التقييم السائد هو أن جاهزية إسرائيل تنبع بشكل أساسى من الخوف منا… أعتقد أنهم ليسوا على وشك الهجوم، ليس لدينا دليل. من الناحية التقنية، هم قادرون على التحرك. وأفترض أنهم إذا كانوا على وشك الهجوم، فسنحصل على مؤشرات تنبهنا لذلك».  (طبعًا المؤشرات لم تظهر..ولم تفق إسرائيل إلا بعد 48 ساعة).

وفى تقييم آخر بعد ساعات، كرر زعيرا ورئيس أركان الجيش الإسرائيلى دافيد إليعازر موقفهما القائل بأن «سوريا ومصر تخططان على الأرجح لعدوان محدود أو حتى مجرد نشر قوات دفاعية». 

وأضاف إليعازر: «لا بد لى من القول، لا يوجد لنا دليل كاف على أنهم لا ينوون الهجوم. ليس لدينا مؤشرات قاطعة على أنهم يريدون الهجوم، لكن لا استطيع أن أقول بناء على المعلومات إنهم لا يستعدون».

وبعد يوم من وقوع الهجوم – الذى فاجأ إسرائيل لأنه حدث فى وقت أبكر مما كان متوقعاً – اعترف ديان لمائير وألون بأن تقييماته حول الحرب كانت خاطئة.

وقال: «كان لدينا تقييم يستند إلى الحرب السابقة عام 1967، وكان تقييمًا غير صحيح. لقد كان لدينا ولآخرين تقييمات خاطئة حول ما سيحدث أثناء محاولة عبور قناة السويس». 

كل هذه التفاصيل، التى أوردتها مستندات ومعلومات الأرشيف الرسمى للحرب –من وجهة نظر إسرائيل– لخصتها صورة خطوبة الجندى الإسرائيلى الذى طلب الاحتفال بعرسه وسط القوات البحرية، وسمح له قياداته بالاحتفال، قناعة منهم بأن مصر لن تحارب، بنفس القدر الذى سعت أجهزة المخابرات المصرية (العامة والحربية) لتوصيله لقادة إسرائيل وأجهزتها المخابراتية.

رحمة الله على كل من حمى ترابنا الوطنى سواء رحل عن دنيانا أم ما زال على قيد الحياة.. رحمة الله على الرئيس السادات، رحمة الله على كل جندى أو ضابط استشهد فى حروبنا من أجل حماية هذه الأرض المصرية الغالية التى يستهدفها الغزاة، ويحميها البواسل من كل محاولة للاستيلاء عليها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حرب اكتوبر إسرائيل الحرب حرب أکتوبر

إقرأ أيضاً:

مصممة أزياء بمسلسل كوكب الشرق: فساتينها «حادة» ولا تعترف بالقصير والكعب العالي

من بعيدٍ.. صبىٌ عربىٌ يلتحف بالبالطو والكوفية والعقال، وعن قريبٍ.. فتاةٌ حُرمت من الألوان الزّاهية، عاشت تحلُم بـ«بلوزة نص كُم»، وتتخيّل كيف سيبدو شكلها إن تجرّأت على «الجلابية اللى بتتجرجر فى الأرض، اللى لونها حشمة»، فتمرّدت على الأولى، لكنّها صارت حتى الخاتمة تتمسّك بـ«الحشمة»، التى صنعت لها خط أزياءٍ متفرّدٍاً، يحمل تحفّظ الريف وعنفوان الحضر، فلا ينشغل «سميع» عنها بألوانٍ تأسره، ولا يسمح له «منديلها» أن تهتز عيناه بعيداً عن هالتها، من هُنا كانت الانتفاضة الأولى للآنسة أم كلثوم؛ لترسمَ موضةً تحمل اسم «كوكب الشَّرق».

حُلم الطفولة صار نائماً فى قلب أم كلثوم، لكنّه لم يمت أبداً حتى بلوغها سن السبعين، الذى أفصحت فيه عن حرمانها «من كل حاجات البنات»، ذلك التعبير المقتضب الذى تعلّقت به طفولتها الغائبة، وصرخت به فى وجه الجميع فى مذكِّراتها المنشورة عام 1970، إلا أنّها رغم ذلك لم تنخلع من جذورها؛ لتُحدّد لنفسها 4 صفات فى الفستان الذى ترتديه، أفصحت عنها فى حديثها مع الكاتب محمود عوض وهى: «أن يكون حشمة، ألا يكون مختلفاً عن خطوط الموضة السائدة، أن يكون هناك ذوق فى ألوانه؛ بمعنى أن تكون الألوان منسجمةً فى تركيبها مع بعضها، أمّا الصفة الأخيرة فهى أن يكون الفستان بسيطاً، إن البساطة دائماً هى المشكلة.. وهى الحل».

مصممة أزياء بمسلسل كوكب الشرق: فساتينها «حادة» وعصرية ولا تعترف بالقصير والكعب العالى

ذلك تحديداً ما وجدته مصممة الأزياء منى الزرقانى داخل دولاب كوكب الشرق، الذى اطّلعت عليه لعملها كمساعد مصممٍ ثانٍ فى مسلسل كوكب الشرق الذى أُنتج عام 1999، تحت إشراف المصممة الرئيسية دكتورة سامية عبدالعزيز، وكشفت «الزرقانى» فى حديثها لـ«الوطن»، مكنون اللمسات الفنية لأم كلثوم فى أزيائها؛ لتشعر بين طيات ملابسها بتلك الشخصية «الحادة»: «اختارت من الموضة الغوامق، فساتينها بين الأسود والزيتى والكُحلى والدهبى، ماراحتش للبينك ولا الأحمر أو فوشيا أو أزرق زهرى، مع إنّهم كانوا موضة وقتها، ولا راحت لفساتين بوسط، ومكانتش بتلبس قصير، أقصر حاجة عندها بعد الركبة، وصدرها مقفول، وتلبس تحت الفساتين توب».

لم تسْرِ تلك القاعدة على فساتينها فقط، لكنّ الأحذية نالت نصيباً من شخصيتها، التى لم تتمرّد تماماً على طبيعتها القروية ونشأتها الدينية، فتقول «الزرقانى» إنّها لم ترتدِ «الكعب العالى» كحال أهل الفن: «كبيرها 3 سم، وألوانها بُنى وبيج وأسود».

استطاعت أم كلثوم بذكائها أن تُجارى الطبقة المتوسطة فى القاهرة، التى كانت تقوم، فى مرحلة انتقالها من الريف إلى المدينة، على أساس المبدأ والبحث عن الربح، مثلما ذكر الكاتب سعيد الشحات فى كتابه «أم كلثوم وحكام مصر»: «فليس عبثاً أن ينفق المذيع وقته فى وصف فستان السهرة الجديد الذى تلبسه أم كلثوم ولون منديلها الذى تُمسك به فى أثناء الغناء، كما تتحدث الصحف عن الفراء الثمين الذى تتدثّر به، فكلّ هذه المظاهر مهمة وضرورية فى تأكيد مركز الفنان»، لكنّها وضعت شروطها الخاصة؛ لتستنكر فى حديثها مع الكاتب محمود عوض، المنشور فى كتابه «أم كلثوم التى لا يعرفها أحد»، شائعة أنّها ترتدى فستاناً تكلفته 400 جنيه؛ لتكشف أنّ فساتينها تتكلف أقل من ذلك بكثير، وتُعلن مبدأها: «أنا لا أنقل الموضة مع أنّنى أتابعها، أتابعها لكى آخذ منها ما يناسبنى، أنا لا أُريد أن أرتدى فستاناً يلفت نظر الناس، وإلا تبقى معرض مش موضة».

تلك المعادلة عايشتها مصممة الأزياء منى الزرقانى فى أثناء عملها على المسلسل: «كانت ماشية على الموضة بس عاملة خط لوحدها، الفستان يكون استريت بس القماش من الجُبير اللى كان موضة والأغلى فى سعره، ولازم تطرزه ممكن من عند الصدر بس أو حرف الكُم أو الياقة، فيبقى محترم وفيه لمستها».

قد يندهش بعض مُعجبيها من أنّها كانت ترتدى نوعين من المناديل، كشفت عنهما مصممة الأزياء: «كان عندها أحجام، الكبير اللى كانت بتطلع بيه على المسرح، والصغير 20x20 شابك فى دبلتها»، ذلك المنديل الذى كتبت عنه الباحثة الدكتورة هند الصوفى عساف فى كتاب «باحثات» أنّه كان رمزاً للأنوثة: «الأنوثة التى قرّرت أن تكشف قناعها الذكورى، إنّه جاذب، شفاف.. كثرت التساؤلات حوله، واعتبرته هى علماً وكأنّها ترفع العلم وهى تنشد، بات المنديل طرازاً خاصاً للسيدة، ابتدعته لنفسها، رُبّما لتخفيف حدة التوتر، ورُبّما لشدّ نظر المشاهد وجذبه نحو حركة القماش الشفاف المتطاير».

لم ترَ «الزرقانى» إكسسواراً قد لمسته يداها: «كل الأطقم ألماظ، وحتى نضاراتها اللى لبستها بسبب تعبها بالغدة الدرقية اللى تسببت فى جحوظ عينها، كانت معاصرة جداً، حتى هناك سرٌ لا يعرفه أحد، وهو أنّ نظارتى الشمسية كانت تشبه تلك التى كانت ترتديها أم كلثوم، وعندما رأتنى بها المخرجة إنعام محمد على صمّمت على ارتداء صابرين، بطلة العمل لها، وتم التصوير بنظارتى، ويمكن تلخيص ذوق أم كلثوم بأنّه كان راقياً وهادئاً ومعاصراً». 

مقالات مشابهة

  • مصممة أزياء بمسلسل كوكب الشرق: فساتينها «حادة» ولا تعترف بالقصير والكعب العالي
  • الحِرَف التراثية مشروعٌ قومي
  • إسرائيل ومعرض الكتاب
  • تحرك برلماني لمواجهة حملات الإعلام الإسرائيلى ضد مصر
  • أمريكا ترسل ٢٤ ألف بندقية لإسرائيل
  • ترامب وحلم السطوة
  • مشيرة عيسى.. صاحبة الطلة المبهجة
  • الأدب والفن بين الدمار والإبداع
  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية
  • محمود مسلم عن صورة الصحيفة الإسرائيلية للرئيس السيسي: حماقة واستفزاز