شهدت جلسات الاجتماع الختامي لاستراتيجية صون التراث الثقافي غير المادي في البلدان العربية وتوظيفها في التنمية والذي استضافته سلطنة عمان خلال اليومين الماضيين ممثلة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) «إعلان مسقط» بمشاركة خبراء وممثلي (16) دولة عربية إلى جانب اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بحضور سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة وأكد الإعلان على ضرورة تبني الدول العربية استراتيجية صون التراث الثقافي غير المادي في البلدان العربية كوثيقة استرشادية ودعوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والدول العربية إلى إيلاء الأهمية التي تستحقها هذه الاستراتيجية والعمل على التعريف بها والسعي إلى الاستفادة منها وتنفيذ ما ورد فيها باعتبارها وثيقة استرشادية للعمل على حماية وصون التراث الثقافي غير المادي.

كما دعا «إعلان مسقط» الذي تلاه الدكتور مراد محمودي أمين المجلس التنفيذي والمؤتمر العام والقائم بأعمال مدير إدارة الثقافة بالاكسو إلى توفير المزيد من الحماية للتراث الثقافي غير المادي في بعض البلدان العربية لما يتعرض له من تهديدات وأضرار بسبب الكوارث الطبيعية والأزمات والنزاعات. كما أشار إلى مواصلة العمل العربي المشترك في مجال الصون والحصر والتوثيق والدراسات وفق المنهجيات العلمية المتبعة والاستفادة من التقنيات الحديثة في ذلك، مؤكدا على مواصلة تثمين عناصر التراث الثقافي غير المادي في البلدان العربية والترويج لها من خلال المعارض والمهرجانات والملتقيات ومختلف المنصات الإلكترونية، والتأكيد على استمرار العمل في تقديم الملفات العربية المشتركة لقوائم منظمة اليونسكو وفق وثيقة الخطة الخمسية للملفات العربية المشتركة التي تم اعتمادها في الدورة (٢٢) لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في عام ٢٠٢١م.

وقبيل إعلان مسقط قدم سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة شكره للمشاركين في الاجتماع وأثنى على دورهم وجهودهم التي بذلوها خلال يومي الاجتماع للخروج بهذه التوصيات التي تعزز صون التراث الثقافي غير المادي في البلدان العربية وتوظيفها في التنمية.

كما شهدت الجلسات الختامية للاجتماع صباح اليوم في فندق جراند ملينيوم مسقط مراجعات لمسار ومراحل إعداد الاستراتيجية العربية لصون التراث الثقافي غير المادي وتوظيفه في البلدان العربية، ومناقشة المحاور الكبرى للاستراتيجية والتي تمثلت في «التشريعات وسياسات الصون»، و»الحصر والتوثيق والدراسات»، و«إحياء عناصر التراث الثقافي غير المادي والترويج لها» و»التسجيل لدى اليونسكو»، وخلص الاجتماع إلى الاتفاق على البنود والتوصيات وتعديل بعضها وإضافة وحذف بعضها الآخر انتهاء بصياغة «إعلان مسقط».

ويؤكد الاجتماع في مجمل تفاصيله على التوجه العام للدول العربية نحو حماية التراث الثقافي غير المادي كخطوة استراتيجية ذات أهمية كبرى في تعزيز الهوية العربية والترويج لها على الساحة الدولية، وأن التعاون الثنائي والجماعي بين الدول العربية في هذا السياق سيسهم بشكل فعال في تقديم صورة إيجابية عن الثقافة العربية والتراث ويعمل على تحقيق التكامل الثقافي بين الدول العربية، كما ينظر بشكل وثيق إلى أن التكنولوجيا الحديثة سيكون لها دور أساسي في ترويج هذه المبادرات ونشر الوعي حول أهمية الحفاظ على التراث الثقافي العربي غير المادي.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

حصاد 2024 الإقليمى.. احتلال 3 دول عربية!!

من غزة ولبنان إلى إيران، توسعت دائرة الصراع وتعددت محاور المواجهة، أما المتغير الأكبر فهو سقوط قواعد الاشتباك وفى مقدمتها القصف المتبادل بين طهران وتل أبيب.

غيرت غزة مشهد الشرق الأوسط وخرقت موازين القوى فيه، وفى المقابل تغيرت هى أيضا، فغزة بعد السابع من أكتوبر 2023 لم تعد كما كانت قبله.

أعلن المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة أن عدد الشهداء والمفقودين منذ السابع من أكتوبر يفوق أكثر من 55 ألف شهيد بينهم أكثر من 17 ألف طفل وما يزيد عن 234 رضيعاً ولدوا وقتلوا، فيما تجاوز عدد القتلى من النساء 12 ألف، وأن حوالى 1140 عائلة فلسطينية مسحت من السجل المدنى بالكامل، وأكثر من 100 ألف جريح ومصاب.

وعلى أرض غزة واصلت الفصائل الفلسطينية مواجهة توغل الاحتلال الصهيونى واستهداف قواته اصطياد ضحايا منه رغم محدودية إمكاناتها.

فى المقابل تمكن الكيان الصهيونى من استهداف قادة حركة حماس، وكان أبرزهم يحيى السنوار رئيس المكتب السياسى وقائد المعركة الميدانية فى قطاع غزة، والذى قتل فى السابع عشر من أكتوبر 2024.

أما فى لبنان فقد عاش شيئاً من ما يحدث فى غزة، فجنوب لبنان وبيروت ومدن وقرى لبنانية كثيرة كانت هدفا لغارات لطيران الكيان الصهيونى لشهور عدة، وتركت أكثر من 4 آلاف شهيد لبنانى وما يزيد عن 16 ألف مصاب وجريح، أما فى ميدان المعركة فقد حدث تحول كبير فى قواعد الاشتباك بين الكيان الصهيونى وحزب الله، فصواريخ الحزب وصلت إلى حيفا وما بعدها، فقد وصلت إلى تل أبيب نفسها وأسدود وبئر السبع وعسقلان ومدن كثيرة داخل الكيان، وأدخل حزب الله لأول مرة صواريخ بعيدة المدى فى استهدافه للكيان الصهيونى، أبرزها صواريخ فادى، وقادر، ونور، وفلق.

فى المقابل تمكن الكيان الصهيونى من اغتيال قيادات الصف الأول من حزب الله وقيادات عسكرية ميدانية.

وتلقى حزب الله ضربة عسكرية كبيرة باغتيال أمينه العام، حسن نصر الله، فى غارة جوية للكيان الصهيونى استهدفته فى الضاحية الجنوبية ببيروت، فى 27 سبتمبر 2024، كما اغتالت القيادى البارز بالحزب، هاشم صفى الدين، الرئيس السابق للمجلس التنفيذى للحزب فى الثالث من أكتوبر 2024، والقيادى العسكرى، فؤاد شكر، فى 30 يوليو 2024، وأيضا تفجيرات أجهزة البيجر التى أدت إلى مقتل العديد من عناصر الحزب ومدنيين.

واجتاح الكيان الصهيونى لبنان عسكرياً، لكن الوضع على الأرض ليس كما هو فى السماء، وجد الكيان صعوبة كبيرة فى عملياته البرية وفقد الكثير من جنوده فى مواجهة عناصر حزب الله جنوب لبنان، مما أدى إلى إعلان هدنة بين حزب الله والكيان الصهيونى فى نهاية نوفمبر 2024، وهو يصارع الصمود التجاوزات التى اتهمها حزب الله للكيان بارتكابها.

أما بين الكيان الصهيونى وإيران فقد سقطت حدود المواجهة، لأول مرة تسقط صواريخ إيران على الكيان فى مشهد لم يعشه الكيان فى تاريخه، ففى 13 أبريل 2024 شنت إيران هجوما صاروخيا والطائرات المسيرة على الكيان، والذى كان أول رداً عسكرياً مباشراً على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى السابق لحركة حماس فى 31 يوليو 2024 فى طهران.

وفى الأول من أكتوبر 2024 أعادت إيران هجومها على الكيان رداً على اغتيال حسن نصر الله، وآخرين، لكن هذه المرة كان الهجوم أشد وأوسع، وانطلقت صفارات الإنذار فى جميع أنحاء الكيان الصهيونى، مع ورود أنباء عن وقوع انفجارات فى سماء تل أبيب والقدس المحتلة، واستهداف نقاط حساسة فى عمق الكيان الصهيونى.

ورد الكيان على هجوم إيران بهجمات محدودة فى وقت مبكر من صباح السبت 26 أكتوبر 2024، وشن سلسلة من الغارات الجوية على إيران، رغم عدم وجود معلومات دقيقة عن أهداف الهجمات إلا أن التقارير أوضحت أنها تركزت على مواقع تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة ومنصات الإطلاق وأنظمة الدفاع الجوى الإيرانى.

ومن غزة إلى إيران، توسعت المعركة وتضاربت التكهنات والتخوفات من توسعها أكثر من ذلك، خاصة بعد تنحى بشار الأسد عن السلطة فى سوريا، والتصعيد الصهيونى الكبير والسريع الذى تلاه داخل سوريا.

 

‏[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • لإحياء التراث.. وهابيات تجمل معهد الموسيقى العربية
  • سلطة الطيران المدني تشارك في اجتماع الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للمنظمة العربية بالرباط
  • حصاد 2024 الإقليمى.. احتلال 3 دول عربية!!
  • شيخ الأزهر ووزير التعليم يتفقان على تعزيز الهوية العربية وقيم الدين في مواجهة الغزو الثقافي
  • محافظ جنوب سيناء يبحث مع رؤساء المدن استراتيجية التنمية المستدامة .. صور
  • محافظ جنوب سيناء يبحث مع رؤساء المدن استراتيجية التنمية المستدامة
  • العراق يحتل المرتبة الثانية بين أكثر 10 دول عربية استخداماً لـسناب شات
  • إعلان القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية .. اعرف الموعد
  • حزب المؤتمر يؤكد دعمه للقيادة السياسية في كافة القرارات التي تتخذها لصالح الوطن
  • السوداني يؤكد أهمية المراجعة واستثمار أفضل الفرص لتعظيم إيرادات الدولة