الفن والتعليم

انشغلت السوشيال ميديا بما قامت به وزارة التربية والتعليم بذكر الفنانة سميحة ايوب من الشخصيات المؤثرة فى منهج الصف السادس الابتدائى.. وبعيدا عن صدق أو عدم صدق ما ورد فى منهج دراسى مؤثر بشكل كبير على تشكيل جيل من الشباب إلا أن ما قامت به الوزارة ربما يكون شيئا من التعجل باختيار ممثلة مهما كانت شهرتها والاعمال الجادة التى قامت بها فى كتاب الوزارة، حيث يتم تشكيل الطالب والتأثير عليه مع حجب تعريفه بالمجال الذى جعل من الفنانة من الشخصيات المؤثرة وهو المسرح والدراما، حيث لا توجد فى المناهج عروض مسرحية أو تعريف وافٍ بفن المسرح والاكتفاء بأحد نجومه.

. والغريب وما اثار السوشيال ميديا فى هذا الجدل هو عدم اختيار علماء أو أدباء مصريين كشخصيات مؤثرة وخاصة فى مجال العلم والتكنولوجيا، وهو ما بالفعل نحتاجه فى تلك المرحلة.. ربما تقتضى الصراحة والمكاشفة القول بأن الفن رغم دوره الهام فى المجتمع ولكنه ليس اكسير الحياة أو دينامو الدولة حتى يتم اختياره المؤثر الرئيس على الناس، ولو كان كذلك لكان قدوة للناس فى التحرك نحو العمل والإنتاج والانجاز، ولكن للاسف أصبح الفن قدوة للشباب والأطفال لكل ماهو غريب وفضح عورات المجتمع، حتى يظن القاصى والدانى أن هذا المجتمع كله عورات وعنف وتفكك أسرى أو أنه مجتمع الهزل والقلش والاستظراف.. دائما ما تقترن الدراما المصرية سواء على الشاشة أو خشبة المسرح إما بالاستظراف وكوميديا الزغزغة أو بالعنف والتفكك الأسرى والخيانة والغدر، وللأسف رغم أن تلك الدراما لها جماهير تشاهدها وتتفاعل معها إلا أنها لا تقدم رسالة ولو قدمت غالبا ما تكون رسالة سلبية، وبعد أن فقد الناس الثقة فى تلك الدراما وسيل الانتقادات من رواد الدراما أنفسهم ظهرت النجومية فى عالم جديد وهو السوشيال ميديا، حيث ظهرت مجموعة من النجوم الهواة على السوشيال ميديا بلقطات درامية ناجحة لتظهر الشهرة داخل الشاشات الصغيرة أو الموبايل فى شكل مقاطع درامية قصيرة، ولكن لها مفعول السحر وظهر نجوم بالفعل خطفوا الاضواء من كبار الفنانين والمحترفين بل وظهر فن هادف ورائع على السوشيال ميديا يحمل الدراما والمعلومة أيضا منهم على سبيل المثال المتألق  أحمد الغندور أو الدحيح فى برنامجه الرائع الذى يقدم المعلومة فى شكل درامى وخفة دم لا مثيل لها، مع جدية فى تقديم المعلومة الصحيحة.. ومنهم أيضا من يقدم الكوميديا مثل اسلام فوزى والاء ابوذكرى ومحمود السيد وغيرهم من اروع الكوميديانات، الذين يحتاجون بالفعل أن يتعرف عليهم الجيل ويشار إليهم بالبنان.

 

المصدر: بوابة الوفد