اليمن " وكالات": حذّرت 48 منظمة إنسانية يمنية ودولية من تأثير الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في اليمن على آلاف الأسر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، في بيان مشترك نُشر اليوم، بعد عام من انتهاء مدّة الهدنة في البلد الغارق في الحرب منذ تسع سنوات.

وقالت 13 منظمة غير حكومية دولية بينها لجنة الإنقاذ الدولية و"سايف ذا تشيلدرن" إضافة إلى 35 منظمة من المجتمع المدني المحلي، إن "معدّلات التضخم وتدهور الخدمات العامة تزيد من معاناة الآلاف من الأسر في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة".

وأشارت المنظمات إلى أن انقطاع التيار الكهربائي في عدن، المقر الموقت للحكومة اليمنية، يصل إلى 17 ساعة يوميًا و"ابتداءً من أغسطس 2023، أصبح أكثر من 50% من الأسر في المناطق" التابعة للحكومة "غير قادرة على تلبية متطلباتها الغذائية الأساسية".

ويغرق اليمن وهو أصلًا أفقر دول شبه الجزيرة العربية، بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

ويشهد اليمن نزاعًا داميًا منذ أواخر عام 2014 بعد سيطرة انصار الله على مناطق واسعة أبرزها صنعاء، وتفاقم اعتبارًا من 2015 مع تدخل تحالف عسكري دعما للحكومة اليمنية التي باتت تسيطر على جنوب البلاد.

ويعتمد أكثر من 75% من اليمنيين على المساعدات للاستمرار وسط أزمة اقتصادية حادة تسبّبت بها الحرب وانهيار العملة والقيود المفروضة على عمليات الاستيراد والتجارة مع الخارج.

وبعد عام على انتهاء مفاعيل هدنة أُعلنت في أبريل 2022، لا تزال حدّة المعارك منخفضة بشكل ملحوظ.

إلا أن المنظمات أوضحت أن رغم ذلك فإن "التنافس على إيرادات الموانئ والتجارة والخدمات المصرفية والموارد الطبيعية والاشتباكات المسلحة المتفرقة تزيد من التوترات الحالية".

وللتخفيف من معاناة السكان، طالبت المنظمات طرفَي النزاع بـ"التعاون للاستجابة لاحتياجات جميع اليمنيين" والمجتمع الدولي بـ"دعم خطة إنعاش اقتصادي ممولة".

كما ناشدت الجهات المانحة من أجل "سدّ فجوة التمويل الإنساني والبالغة 70 %للقطاعات الحيوية، بما في ذلك الحماية والصحة والتعليم".

وفي 18 أغسطس، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تقليص مساعداته الغذائية لأكثر من أربعة ملايين يمني اعتبارًا من الشهر الحالي بسبب أزمة تمويل حادة. وسبق أن قلّص البرنامج في يونيو 2022، مساعداته إلى ما دون 50 %إلى اليمنيين للسبب نفسه.

وفي سياق متصل بالازمة اليمنية، اختتم المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج، اليوم، زيارته إلى قطر، في إطار مساعي الجهود الأممية لتحقيق السلام في اليمن.

والتقى جروندربج، وفقا لبيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية، نسخة منه، بوزيرة الدولة للتعاون الدولي، لولوة الخاطر، ومسؤولين قطريين آخرين لمناقشة أهمية تعزيز الدعم الإقليمي والدولي لجهود الوساطة الأممية في اليمن.

وذكر البيان، أن النقاش تناول التقدم المحرز لدعم الأطراف للاتفاق على تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، وعلى الالتزام بتنفيذ وقف إطلاق للنار في جميع أنحاء البلاد، واستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.

وقال جروندبرج "في حين أن حل النزاع يجب أن يتم التفاوض عليه من قبل اليمنيين، فإن زيادة التلاحم الإقليمي يعطي بلا شك أملا أكبر في التوصل إلى حل للوضع في اليمن. ستلعب المنطقة دورا كبيرا في مرافقة اليمن على طريق السلام، فضلا عن إعادة الإعمار والتعافي".

ورحب المبعوث الأممي، بالتأييد وبالدعم للتوصل لحل سلمي للنزاع الذي أعرب عنه أمير قطر خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما شارك المبعوث الأممي جروندبرج في فعالية إطلاق المعهد العالمي للبحوث الاستراتيجية "حيث تحاور مع مجموعة من الخبراء حول المداخل الممكنة للعمل الجماعي لمعالجة تحديات بناء السلام وإعادة الإعمار في اليمن، وعلى ارتباط سلام واستقرار البلاد بأمن المنطقة ومسارات التجارة الدولية".

يأتي ذلك وسط استمرار المساعي الدولية والأممية الرامية إلى وقف شامل لإطلاق النار في اليمن، تمهيداً لانطلاق مفاوضات سلام بين أطراف الصراع، لإنهاء الحرب التي خلفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم.

وفي سياق آخر، اتخذت وزارة الزراعة التابعة لجماعة انصار الله في اليمن إجراءات لمنع استيراد الزبيب، معتبرة ذلك جزءا من استراتيجيتها لدعم المزارعين المحليين وتشجيع استهلاك الزبيب المنتج محليا.

ويستهدف الحظر المفروض على واردات الزبيب تهيئة بيئة مواتية للمزارعين اليمنيين لتمكينهم من تلبية الطلب المحلي.

وقال سمير الحناني، وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع تنمية الإنتاج، "من ضمن الوسائل والطرق التي تساعد المزارع على الاستمرار، عملية التسويق الزراعي وبالتالي اتخذت وزارة الزراعة إجراءات بمنع استيراد الزبيب حتى تمهد للمنتج المحلي أن يحل محل المنتج الخارجي".

ويوضح مزارعو عنب في اليمن أن حظر استيراد الزبيب يتيح لهم فرصة فريدة للتغلب على التحديات التسويقية التي يواجهونها بسبب وجود الزبيب المستورد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

إجراءات ترامب تهدد بايقاف مشاريع ومنظمات مدنية تمولها امريكا

5 فبراير، 2025

بغداد/المسلة:  جاء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجميد برنامج المساعدات الخارجية ليضع العراق أمام أزمة جديدة، تهدد المشاريع التنموية والإنسانية التي تنفذها منظمات أميركية ودولية في البلاد.

وأكدت مصادر سياسية في بغداد أن هذا القرار قد يؤدي إلى توقف عشرات المشاريع التي تتركز في قطاعات إعادة الإعمار ودعم النازحين وتنمية المجتمعات المتضررة من العنف والإرهاب، خاصة في المناطق الشمالية والغربية من العراق.

وتدير الولايات المتحدة عبر وزارتي الخارجية والدفاع، إلى جانب وكالة التنمية الأميركية، مشاريع تقدر بملايين الدولارات، كما تدعم امريكا منظمات المجتمع المدني، و جهات تدافع عن النساء والمثلية والتحرر الفكري.

ورغم أن القرار لم يؤدِ إلى توقف فوري للمشاريع، إلا أن تأثيراته بدأت تظهر بالفعل، حيث أوقفت المنظمات الأميركية في العراق استقبال أي طلبات جديدة للتمويل.

وأكد نواب في البرلمان العراقي أن توقف التمويل الأميركي سيضع العراق أمام تحديات كبيرة، مشيرين إلى أن المنظمات المحلية تعتمد بشكل رئيسي على الدعم الخارجي، خاصة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وفي المقابل، اعترف ناشطون في المجتمع المدني العراقي بوجود فساد في إدارة المنح والمساعدات، وأشار أحدهم إلى أن الأموال لا تصل إلى المستفيدين بشكل مباشر، بل تمر عبر وسطاء مثل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مما يفتح الباب أمام التلاعب والهدر المالي.

وأوضح أن من بين المشاريع التي قد تتأثر بشكل مباشر، مشروع إعادة العوائل العراقية من مخيم الهول السوري إلى العراق، حيث تموّل وكالة التنمية الأميركية برامج إعادة إدماج هذه العوائل في المجتمع. كما أن مشاريع أخرى مثل “تعافي”، الذي يعنى بتأهيل المجتمعات المتضررة من النزاعات، قد تواجه مصيراً مشابهاً.

ورأى محللون أن تقليص أو وقف التمويل الأميركي سيؤثر على برامج حساسة تتجنب الحكومة العراقية التعامل معها لأسباب سياسية، مثل دعم إعادة إدماج العائدين من النزوح ومحاربة التطرف العنيف، وهي ملفات تولتها منظمات دولية بدعم أميركي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • تحذيرات من ارتفاع الأسعار خلال رمضان وتفاقم الأزمة الاقتصادية في ليبيا
  • سابقة تهدد قطاعات حيوية.. عاصمة اليمن المؤقتة تغرق في الظلام
  • إجراءات ترامب تهدد بايقاف مشاريع ومنظمات مدنية تمولها امريكا
  • أشرف العربي يستعرض رؤية شاملة لتجاوز الأزمة الاقتصادية المصرية
  • منظمات دولية تدعو الاتحاد الأوروبي لحظر التجارة مع المستوطنات
  • معرض الكتاب يناقش سبل تجاوز الأزمة الاقتصادية.. صور
  • معرض الكتاب يناقش سبل تجاوز الأزمة الاقتصادية
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب يناقش سبل تجاوز الأزمة الاقتصادية
  • أكثر من 20 منظمة دولية ومحلية تدعو الحوثيين إلى الإفراج الفوري عن الموظفين الأمميين
  • أكثر من 20 منظمة دولية ومحلية تدعو الحوثيين إلى الافراج الفوري عن الموظفين الأمميين