استبشرنا خيراً فى اليوم الأول من العام، عندما توارت شمس سبتمبر الحارقة، مصحوبة برذاذ منعش من قطرات المطر، ونسمة هواء عليلة طوقت أعناق أبنائنا الطلاب، لترفع عنهم عناء شهرين كاملين من العذاب، بداية من شهر أغسطس وحتى أول أكتوبر وهم يتنقلون بين السناتر ومقار الدروس الخصوصية، طمعا في اللحاق بزملائهم، وخوفا من ان يتخلفوا عن جمع المنهج فى هذه المدة البسيطة، التى تبدأ من شهر اغسطس وتنتهى فى شهر أكتوبر من كل عام.
لم تكن هذه المداعبة المناخية لأبنائنا الطلاب في الاول من اكتوبر فقط، ولكن هذه المداعبة ايضا اطربت اغصان الاشجار واوراقها، ومالت على بعضها البعض، تتهامس بلغتها الخاصة والتى تهنئ فيها انفسها ولسان حالها يقول: عيدكم سعيد، ووداعا لحرارة سبتمبر وما قبلها من شهور أحرقت قلوبنا وافجعتها على البشرية، التى اقدمت على سنوات عجاف، ستجف فيها انسجتنا، وتتساقط اوراقنا، وسيعانى ضيوفنا الدائمون من فصيلة الماشية من جفاف الضرع وقلة ما تحمله من لحوم، وسيكون بنو ادم هم الذين سيتضررون مما نحن فيه، وهذا ما جنوه علينا وما جنيناه على انفسنا، هم من توسعوا فى اسلحة الدمار الشامل والقنابل العنقودية، وهم من رفعوا حرارة الارض حوالى درجة والنصف وتسببوا فى التصحر والجفاف، واصبحنا ننتظر المطر ولا نجده ونبذل قصارى جهدنا لتصل جذورنا الى الآبار فنجدها ايضا قد غارت وغيض الماء بين ثناياها وصخورها، وسيدفع الآدميون الثمن غاليا بعد ان ارتفعت أسعار الخضراوات والفواكه والمحاصيل الى معدلات غير مسبوقة، واصبح الحصول عليها بأسعار معقولة مستقبلا دربا من الخيال، وتحنو اغصان الزروع على مثيلاتها لتقدم لها العزاء عن اختفاء اصناف كانت تملأ الحقول نسيما وعطرا وتملأ المخازن بالزكائب والاجولة مثل العدس والحلبة والفول والقمح، واصبحنا نرافق المستورد منها فى المخازن والتى لا لون لها ولا رائحة ولا طعم، ورغم ذلك بنو ادم لا يجدون غيرها وليس لديهم رفاهية الاختيار.
هذا الحوار الهامس والذى لا يفقه لغته احد مهما كانت ثقافته الزراعية، اتمنى ان يصل الى قادة الدول الذين يتنقلون من دولة لأخرى، لحضور مؤتمرات المناخ يرددون نفس الكلمات، ويطلقون نفس الوعود، ويذرفون دموع التماسيح على الدول التى تصحرت وأصبحت لا تجد قوت يومها، لذلك يجب الا تغفل مصر عن قضية السد الإثيوبي مهما كانت مراحل الملء وطبيعته، لأن النيل هو حياتنا ومصر هبة النيل.
حفظ الله مصرنا الحبيبة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شمس العذاب اسلحة
إقرأ أيضاً:
إعداد بسيط في هاتفك قد يجعلك تبدو أصغر بـ10 سنوات!
كشفت دراسة كندية مثيرة أن إيقاف اتصال الإنترنت على الهاتف المحمول لمدة أسبوعين قد يساعد في عكس شيخوخة الدماغ بمقدار 10 سنوات.
وفي دراسة أجريت على 400 شخص - طلاب وبالغين في سن العمل - طلب الباحثون من المشاركين تنزيل تطبيق يحظر وصول هواتفهم الذكية إلى الإنترنت، ولكن لا يزال بإمكانهم إجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية، وفق "دايلي ميل".
وأكمل المشاركون استبيانات قبل الدراسة وبعدها، لقياس وظائف أدمغتهم وصحتهم العقلية.
وأظهرت النتائج أن انتباههم المُستدام - أي قدرتهم على التركيز على موضوع واحد - قد ازداد بشكل كبير، لدرجة أنه أصبح يُعادل مدى انتباه شخص أصغر سناً بعشر سنوات.
يُظهر الرسم البياني، أعلاه، كيف تحسّنت القدرة على الانتباه المستدام (أي التركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة)، إلى جانب الصحة النفسية على مدار شهر.
ويمثل اللون الأزرق المجموعة التي حظرت الوصول إلى الإنترنت من هواتفها خلال الأسبوعين الأولين، بينما يُظهر اللون الأحمر نتائج الأسبوعين التاليين.
كما أفاد 90% من المشاركين بتحسّن ملحوظ في صحتهم العقلية، وهي نسبة تفوق بكثير التأثير المتوقع لتناول مضادات الاكتئاب لمدة أسبوعين.
وأكد المشاركون أنهم شعروا بتحسن في صحتهم وشعورهم بالرضا عن الحياة.
وقال الباحثون إن هذا التحول في الدماغ يُرجَّح أن يكون نتيجةً لتغيرٍ في كيفية قضاء الناس لوقتهم، حيث أصبح الأفراد يقضون وقتاً أقل على الإنترنت، ويزيدون من التواصل الاجتماعي المباشر، وممارسة الرياضة، والتواجد في الطبيعة.
ثمن الاتصالوجد الباحثون أيضاً، خلال فترة الدراسة، أن وقت استخدام الشاشة انخفض إلى النصف تقريباً - حيث انخفض لدى إحدى المجموعات من 5 ساعات و14 دقيقة إلى ساعتين و41 دقيقة يومياً في المتوسط.
وفي الدراسة، قال فريق من جامعة كولومبيا البريطانية: "على الرغم من الفوائد العديدة التي يُقدمها الإنترنت عبر الهاتف المحمول، فإن تقليل الاتصال المستمر بالعالم الرقمي يُمكن أن يكون له آثار إيجابية كبيرة".
وأضافوا: "تُقدم نتائجنا دليلاً على أن حظر الإنترنت عبر الهاتف المحمول عن الهواتف الذكية لمدة أسبوعين يُمكن أن يُؤدي إلى تحسينات كبيرة في الرفاهية والصحة العقلية والقدرة على الحفاظ على التركيز، والتي تُقاس موضوعياً، وحتى أولئك الذين لم يلتزموا تماماً بالتدخل شهدوا تحسينات كبيرة، وإن كانت أقل قوة، وتشير هذه النتائج إلى أن الاتصال المستمر بالعالم الإلكتروني له ثمن، حيث يتحسن الأداء النفسي عند تقليل هذا الاتصال".