بلغراد"أ.ف.ب ": أعلنت وزارة الداخلية الصربية اليوم الثلاثاء توقيف ميلان رادويتشيتش المشتبه بتزعّمه مجموعة مسلّحة قتلت الشهر الماضي شرطيا ألبانيا في كوسوفو، في حادث كان الأخطر منذ أعوام وأثار مخاوف من تصعيد عسكري.

ولقي أحد عناصر شرطة كوسوفو مصرعه في كمين نفّذته مجموعة من الصرب في 24 سبتمبر، أعقبه إطلاق نار بين الشرطة والمجموعة المسلحة أودى بحياة ثلاثة من المسلحين الذين لجأوا إلى دير أرثوذكسي في قرية بانجسكا في شمال كوسوفو قرب الحدود مع صربيا.

والأسبوع الماضي، أعلنت واشنطن رصد "انتشار صربي عسكري كبير على طول الحدود مع كوسوفو"، داعية الى "سحب" هذه القوات. وأكدت بلغراد الإثنين أن انتشار قواتها في المناطق الحدودية مع كوسوفو عاد الى "الوضع الطبيعي".

و اليوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الداخلية الصربية توقيف رادويتشيتش، موضحة في بيان أنه تمّ وضعه قيد الحبس الاحتياطي 48 ساعة وتسليمه الى النيابة العامة في بلغراد، مؤكدة تنفيذ عمليات دهم وتفتيش شقته وعقارات أخرى عائدة له.

ولم تقدم الشرطة تفاصيل إضافية بشأن مكان إلقاء القبض عليه أو المداهمات.

ورادويتشيتش هو رجل أعمال وممثل سياسي سابق لصرب كوسوفو. وقدم الأسبوع الماضي استقالته من منصب نائب رئيس "القائمة الصربية"، وهي التشكيل السياسي الأساسي لصرب كوسوفو.

وخضع رادويتشيتش للاستجواب لدى الشرطة الصربية مرة أولى السبت، وذلك بعد أيام من تأكيد الرئيس ألكسندر فوتشيتش أنه موجود في "وسط صربيا" ويمكن للسلطات الاستماع إليه.

وكوسوفو إقليم صربي سابق أعلن استقلاله في 2008، في خطوة لا تزال بلغراد ترفض الاعتراف بها. وغالبية سكان كوسوفو من الألبان، لكن الصرب يشكّلون غالبية في شمال هذه المنطقة.

وشهد شمال كوسوفو في 24 سبتمبر أعمال عنف كانت الأخطر في الأعوام الأخيرة. وأردت مجموعة من المسلحين الصرب شرطيا كوسوفيا ألبانيا وأصابت آخر عند حاجز قرب قرية بانسكا.

ثم شنت شرطة كوسوفو عملية واسعة النطاق ضد هذه المجموعة التي لجأت إلى دير تابع للكنيسة الأرثوذكسية الصربية. وقتل ثلاثة من أفرادها واعتقل ثلاثة آخرون. وفر الباقون وبينهم ميلان رادويتشيتش الذي أعلن في بلغراد عبر محاميه أنه نظم وجهز المجموعة بدون علم بلغراد.

وقال رادويتشيتش في رسالة عبر محاميه غوران بيترونييفيتش، إنه تحرك ردا على "إرهاب" حكومة كوسوفو ضد المجتمع الصربي المحلي، مشيرا الى أن الهدف مما قام به كان "تهيئة الظروف لتحقيق حلم الحرية لشعبه في شمال كوسوفو".

وأتى ذلك بعدما اتهم وزير داخلية كوسوفو جلال سفيتشيلا، رادويتشيتش بأنه قائد المجموعة. وأرفق ذلك بمقطع فيديو تم تصويره بطائرة مسيّرة تابعة لشرطة كوسوفو خلال الاشتباكات يظهر رادويتشيتش وسط عدد من المسلحين.

وأتى الإعلان عن توقيف رادويتشيتش غداة تأكيد صربيا أنها أعادت مستوى قواتها على طول الحدود مع كوسوفو "الى الوضع الطبيعي"، وذلك في أعقاب اتهام بريشتينا لها بالتخطيط لـ"ضم" أراض تابعة لها في شمال الإقليم السابق.

وقال رئيس أركان الجيش الصربي ميلان مويسيلوفيتش الاثنين إن "نظام عمل الوحدات... في المنطقة الأمنية" على طول "الخط الإداري مع كوسوفو أعيد الى طبيعته"، في إشارة الى وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الإثنين أن واشنطن تنتظر "تلقي تأكيد" لعودة القوات الصربية الى الوضع الطبيعي.

وأضاف "إذا كان ذلك صحيحا، فسيكون إجراء مرحبا به".

وكانت واشنطن، الحليفة الرئيسية دوليا لكوسوفو، حذرت الجمعة من انتشار عسكري صربي على طول الحدود، داعية بلغراد الى "سحب قواتها" ونزع فتيل التوتر.

وأعلن حلف شمال الأطلسي الأحد أن مهمته العسكرية في كوسوفو، التي تضم 4500 جندي، سيتم تعزيزها بـ600 جندي بريطاني، 400 منهم على الأرض في إطار تدريبات.

ويعود التوتر في شمال كوسوفو الى أشهر خلت، بعد قرار رئيس الوزراء ألبين كورتي في مايو، تعيين أربعة من الألبان على رأس مجالس محلية في أربع بلدات تقطنها غالبية من الصرب، بعدما قاطع هؤلاء الانتخابات التي أجريت في مناطقهم.

والتوتر الأخير في الشمال هو الأحدث ضمن سلسلة من الأحداث التي تهزّ المنطقة منذ إعلان استقلالها في 2008.

ولا تزال صربيا، بدعم من حليفتيها روسيا والصين، ترفض الاعتراف بهذا الاستقلال الذي أعلن في أعقاب حرب دامية خلال التسعينات بين القوات الصربية والمتمردين الألبان انتهت بتدخل من حلف شمال الأطلسي ضد بلغراد.

ولم تحقق أعوام من المباحثات بين الطرفين أي تقدم ملموس نحو سلام دائم.

ويقطن 120 ألف صربي في كوسوفو، من أصل إجمالي عدد السكان البالغ 1,8 مليون نسمة. ويعيش ثلث صرب كوسوفو في شمال الإقليم السابق، وهي منطقة حدودية مع صربيا. ويرفض هؤلاء أن يدينوا بالولاء لبريشتينا الراغبة بدورها ببسط نفوذها على المنطقة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: شمال کوسوفو فی کوسوفو مع کوسوفو فی شمال على طول

إقرأ أيضاً:

إيران ترفض بيان مجموعة السبع وتصفه بـ المتحيز وغير الواقعي

ردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، مساء السبت، على البيان الصادر عن وزراء خارجية مجموعة السبع خلال اجتماعهم في كندا، مؤكداً أن ما ورد فيه من اتهامات ضد إيران "لا أساس له من الصحة".

وفي بيان نقلته وسائل إعلام رسمية، وصف بقائي البيان بأنه "تحريف صارخ للواقع واتهام خبيث لإيران فيما يتعلق بسلوكها في المنطقة"، مشيراً إلى أن دول مجموعة السبع تسعى لتشويه صورة بلاده من خلال هذه المزاعم.

وأضاف أن "الاتهامات التي تروج لها هذه الدول بشأن زعزعة إيران للاستقرار في المنطقة ليست سوى محاولة للتغطية على سياساتها الفاشلة في الشرق الأوسط"، مشددًا على ضرورة محاسبة مجموعة السبع على دعمها المستمر لانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة.

الملف النووي

وفيما يتعلق بالملف النووي، أكد بقائي أن الأنشطة النووية الإيرانية تتماشى مع احتياجاتها التقنية والصناعية، ويتم تنفيذها وفق التزاماتها الدولية. كما وصف المخاوف التي أعربت عنها مجموعة السبع بأنها "لا أساس لها"، مشيراً إلى أن العائق الحقيقي أمام نزع السلاح النووي في المنطقة هو إسرائيل، التي تواصل تطوير أسلحة الدمار الشامل، وترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بحق الفلسطينيين.

محلل أمريكي: جماعة الحوثيين عرائس تحركها إيرانشواطئ إيران تتحول إلى اللون الأحمر بعد سقوط الأمطار.. ما السبب؟تركيا تعتقل 5 أشخاص في 3 ولايات بتهمة التجسس لصالح إيرانالصين: نطالب بإنهاء العقوبات أحادية الجانب وغير القانونية ضد إيرانالخارجية الصينية: ندعم سياسة إيران بمواصلة التعاون مع وكالة الطاقة الذريةإيران: لن ندخل بمفاوضات مباشرة مع أمريكا إلا من موقع متكافئبسبب الاتفاق النووي.. أمريكا تدعو مجلس الأمن لإدانة سلوك إيران

أما على الصعيد الإقليمي، فقد شدد المتحدث الإيراني على أن بلاده لن تتهاون في الدفاع عن شعبها وسيادتها، مؤكداً أن القدرات العسكرية الإيرانية ذات طبيعة دفاعية بحتة وتهدف إلى ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. كما نفى أي تدخل إيراني في الحرب الأوكرانية، داعياً الدول الغربية إلى تصحيح سياساتها بدلاً من تحميل الآخرين مسؤولية إخفاقاتها.

وكان وزراء خارجية الدول الصناعية السبع الكبرى قد أصدروا بياناً مشتركاً عقب اجتماعهم في كندا، حذروا فيه من أن إيران "يجب ألا تمتلك الأسلحة النووية مطلقاً"، متهمين النظام الإيراني بأنه "مصدر لعدم الاستقرار في المنطقة".

وتضم مجموعة السبع الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان، إلى جانب ممثل عن الاتحاد الأوروبي. وقد اختُتم اجتماع وزراء خارجية هذه الدول يوم الجمعة في مدينة شارلوفو الكندية.

مقالات مشابهة

  • فيديو لاستخدام سلاح صوتي ضد متظاهرين في صربيا..والسلطات تنفي
  • مقتل 20 مسلحًا في غارة جوية شمال نيجيريا
  • مقتل وإصابة 7 أشخاص في هجمات مسلحة بإقليم "خيبر بختونخوا" شمال غربي باكستان
  • صربيا.. الرئيس فوتشيتش يؤكد إصابة 56 شخصا خلال احتجاجات السبت المناهضة للحكومة
  • إيران ترفض بيان مجموعة السبع وتصفه بـ المتحيز وغير الواقعي
  • عشرات الآلاف يتظاهرون ضد الحكومة الصربية في بلغراد
  • شرطة العاصمة توقف 11 شخصا وتحجز كيف ومهلوسات
  • بالفيديو: 6 شهداء بينهم صحفيان برصاص الاحتلال في بيت لاهيا
  • حبس قيادي في مجموعة مسلحة بمدينة ترهونة
  • مجموعة السبع: إيران مصدر رئيسي لعدم استقرار المنطقة