أ.ف.ب: مصر المنهكة اقتصاديا تستعد لولاية جديدة مع السيسي
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
بعد أن منحه المصريون "تفويضا" في العام 2013 للقضاء على "الإرهاب"، تربّع قائد الجيش السابق عبدالفتاح السيسي على رأس السلطة، ويسعى اليوم لولاية ثالثة في بلد منهك اقتصاديا.
وقال السيسي، البالغ 68 عاما، الإثنين، أمام حشد من مؤيديه في العاصمة الإدارية الجديدة الواقعة شرق القاهرة: "كما لبيت نداء الشعب من قبل، إنني باذن الله ألبّي نداءهم مرة أخرى وعقدت العزم على ترشيح نفسي لكم لاستكمال الحلم بمدة رئاسية جديدة".
وفي حال فوزه المرجح هذه المرة أيضا، ستمتد ولايته حتى العام 2030.
وأظهرت مشاهد بثّتها محطات تلفزة موالية للحكومة آلاف الأشخاص يحتفلون بالإعلان على منصات أقيمت مسبقا في مختلف أنحاء البلاد.
وفي غرب القاهرة قالت المعلمة سحر عبدالخالق، التي رافقت حافلة تنقل طلابا إلى تجمع حاشد لدعم ترشّح السيسي: "انهارت البلدان في كل مكان حولنا ولم تتعاف أبدًا.. أما نحن فنتقدّم الى الأمام بسبب رئيسنا وجيشنا".
ويرجّح محللون أن تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة طابعا أقرب إلى الاستفتاء مثلما حدث في النسختين السابقتين من الانتخابات، وكما كان يحصل خلال عقود حكم الرئيس الراحل حسني مبارك الذي أسقطته ثورة يناير/كانون الثاني في 2011.
اقرأ أيضاً
مظاهرات في مرسى مطروح تطالب برحيل السيسي.. وأخرى مؤيدة (فيديو)
شعبية لم تعد كما كانتلكن من الواضح أن القاعدة الشعبية للمشير السيسي لم تعد كما كانت، وكذلك موقعه على الصعيد الدولي، خصوصا مع توجيه اتهامات له بالتنكيل بمعارضين وناشطين في مجال حقوق الإنسان منذ تولّيه الحكم في 2014 بعد إطاحة الجيش بالرئيس الإسلامي الراحل محمد مرسي وشنّ السلطات حملة قمع واسعة شملت إسلاميين وليبراليين.
بالإضافة الى ذلك، تشهد مصر التي يبلغ عدد سكانها 105 ملايين يعيش ثلثهم تحت خطّ الفقر، واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها بعدما سجل معدل التضخم مستوى قياسيا عند نحو 40% مدفوعا بتراجع قيمة العملة المحلية ونقص العملة الأجنبية في بلد يستورد معظم حاجاته الغذائية.
في سنوات حكمه الأولى، لُقِّب السيسي بالـ"المنقذ"، بسبب إطاحته بالإسلاميين الذين أوصلتهم الثورة الى الحكم، لكنهم خسروا شعبية بسبب تفردهم بالسلطة وفرضهم قوانين متشددة.
وفاز في الانتخابات الرئاسية لولايتين بنسبة تخطت 95%، وألصق بعض المؤيدين صوره على منتجات غذائية ومخبوزات.
كذلك ساهمت حملة "100 مليون صحة"، التي أطلقها على مدار الأعوام الماضية في تعزيز شعبيته وسط الطبقات المحدودة الدخل، إذ ساهمت الحملة في علاج ملايين المرضى.
اقرأ أيضاً
كاتب مصري يهاجم السيسي عبر شبكة سعودية: الانتخابات قد تكون مهندسة لصالحه (فيديو)
فقدان الشرعيةويرى الناشط المصري البارز في مجال حقوق الإنسان حسام بهجت أن السيسي بدأ "يفقد شرعيته بين مختلف الطبقات"، مشيرا إلى أن أنصاره أصيبوا مؤخرا بخيبة أمل على وقع تراجع مدخراتهم في ظل الأزمة الاقتصادية.
ولد السيسي في العام 1954 في حي الجمالية بقلب القاهرة الفاطمية، وهو أب لأربعة أبناء، بينهم محمود الذي يشغل منصبا رفيعا بجهاز المخابرات العامة.
ومنذ وصوله الى السلطة، يصف السيسي الذي تخرّج من الكلية الحربية عام 1977، نفسه بأنه "أب لكل المصريين"، ويقوم بتوجيه النصائح والإرشادات للمصريين في معظم المناسبات والمحافل العامة ويالسطالبهم بمزيد من "التضحيات" لتجاوز الأزمة الاقتصادية.
ويعتبر السيسي الذي كان مديرا للمخابرات الحربية في العام 2011، مع انطلاق الربيع العربي، وكان عضوا في المجلس العسكري الذي تسلّم السلطة من مبارك، أن الثورة خطأ وأن الثورات في المنطقة لم يكن مردودها إيجابيا.
اقرأ أيضاً
السيسي يعلن ترشحه لولاية رئاسية ثالثة: شاركوا حتى لو لم تختاروني
الجوع والحرمانوقد قال في مؤتمر عام، السبت: "إذا كان البناء والتنمية والتقدم ثمنه الجوع والحرمان، إياكم يا مصريين أن تقولوا نأكل أفضل".
وضرب مثلا بدولة لم يسمها – كان واضحا أنها الصين – أصبحت "قوة عظمى" بعد أن مات "25 مليون من شعبها جوعا".
وأثار هذا الكلام انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي التي عادة ما يستخدمها المصريون بحرص خشية بطش النظام.
ويقول بهجت لوكالة "فرانس برس" إن "جيلا كاملا بلغ سن الرشد وهو يعتقد أن القاعدة العامة هي الحياة في ظل القمع في ظل عدم وجود آفاق اقتصادية".
اقرأ أيضاً
الطنطاوي يشن هجوما على السيسي بسبب تصريحات الجوع والترامدول.. ماذا قال؟
الجمهورية الجديدةوعلى مستوى الاقتصاد، ينتقد الخبراء المشروعات العملاقة التي تبناها السيسي وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة التي كلّفت 58 مليار دولار تقريبا، فضلا عن القطارات الفائقة السرعة والجسور والطرق التي يعتقدون أن لا عائد لها بينما تستنزف موازنة الدولة وتؤدي إلى مضاعفة الديون.
وكان لهذه المشاريع صداها على مؤيدي وأنصار السيسي في شتى المجالات، ووضعت معظم القنوات التلفزيونية المصرية شعار "الجمهورية الجديدة" على يسار شاشاتها، احتفالا ودعما لما تشهده البلاد من تغيير وفق رؤية الرئيس.
وكثيرا ما يؤكد السيسي للمصريين مدى خبرته في الحكم على الأشياء سواء في مجال الاقتصاد أو غيره من المجالات، حتى أنه لا يجد خطأ في أن يعلن أنه المشرف والمراقب على صناديق الثروة السيادية في البلاد وليس الجهاز المركزى للمحاسبات.
واعتمد السيسي لسنوات طويلة على التمويل الممنوح من صندوق النقد الدولي عبر القروض أو عبر ودائع الحلفاء الخليجيين، وهو ما يصفه الباحث في المعهد الإيطالي للشؤون الدولية روبرت سبرنجبورج بأنه نموذج اقتصادي فقدت معظم البلدان في العالم ثقتهم فيه.
اقرأ أيضاً
السيسي يحذر من الفوضى: أستطيع أن أدمر مصر بالترامادول وملياري جنيه
ويوضح سبرنجبورج أن هذا النموذج يتبنى سياسة "العسكرة" و"الإسراف في الاقتراض من أجل مشاريع مرموقة ذات فوائد اقتصادية محدودة".
وتوجد مؤشرات كثيرة على أن المستثمرين الخليجيين باتوا يطلبون "عوائد استثماراتهم"، ويرفضون تقديم مساعدات مالية غير مشروطة.
وترى المحللة المستقلة حفصة حلاوة أن بلدان الخليج "لم تعد تعتقد أن هناك إرادة سياسية داخل هذه القيادة (المصرية) لتغيير أي شيء"، مشيرة إلى أن هذه الدول "تعاني الآن إحباطا حقيقيا، إن لم يكن غضبا".
ويرى بهجت أن السيسي "وحده يُلام" على ما تمر به البلاد من أزمات.
المصدر | أ.ف.بالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الاقتصاد المصري عبدالفتاح السيسي انتخابات الرئاسة المصرية مصر اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
ترامب يفاجئ الجميع بوعود جديدة بعد فوزه بالرئاسة الأمريكية
شمسان بوست / وكالات:
أعلن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، في وقت مبكر، الأربعاء، فوزه في انتخابات الرئاسة على منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس.
وفي كلمة ألقاها أمام أنصاره في فلوريدا، قال ترامب: “لقد كتبنا التاريخ هذه الليلة. انظروا إلى ما حدث، أليس هذا جنونيا؟”.
وخلال كلمته، شكر ترامب الحضور وأنصاره من الشعب الأميركي على انتخابه “الرئيس الـ47 للولايات المتحدة”، وفق تعبيره.
وأكد فوزه في ولايات بارزة، منها بنسلفانيا، نيفادا، وألاسكا. وقال: “هذا سيؤدي إلى فوزنا بنحو 350 صوت في المجمع الانتخابي”، مشيرا إلى أنه كسب التصويت الشعبي أيضا.
ترامب أعلن أيضا أن حزبه الجمهوري فاز بمجلس الشيوخ، معبرا عن فرحته بالنصر وسط تصفيق أنصاره الذين انتظروا خطابه لساعات طويلة.
وقال: “الانتصارات رائعة… لم يتوقع أحد هذا… أود أن أشكركم على ذلك، ويبدو أننا سنحافظ أيضا على سيطرتنا على مجلس النواب”.ونجح الجمهوريون في استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي، بعد أن انتزعوا مقعدين كان يشغلهما الديمقراطيون في ولايتي وست فيرجينيا وأوهايو، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
إلى ذلك، شكر ترامب زوجته ميلانيا على دعمها خلال حملته الانتخابية، وقال: “وأشكر أيضا كل عائلتي وأبنائي الرائعين”.
كذلك، شكر ترامب رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، الذي كان من بين الأوائل الذين أعلنوا فوزه .
بذات المناسبة، هنأ ترامب المرشح لمنصب نائب الرئيس، جي دي فانس، قائلا: “أود أن أكون أول من يهنئه”، قبل أن يأخذ فانس الكلمة ليشكر بدوره الناخبين الجمهوريين.
ولدى استعادته الكلمة، شدد ترامب على أن الولايات المتحدة “من أعظم البلدان ويمكنها أن تكون الأعظم على الإطلاق”، وفق تعبيره، وأشار إلى أن “البلاد كانت تسير في مسار سيئ”.
وبشأن ملف الهجرة، قال ترامب: “عليناآ أن نصلح الحدود بسرعة. نريد أن يأتي الناس إلينا بطريقة قانونية”، وأضاف “سنساعد البلاد على الشفاء”.في ختام خطابه توجه ترامب بالشكر لملايين الأميركيين “الذين كانوا قلب وروح هذه الحركة العظيمة”، وفق قوله.
ووعد ترامب بتخفيض الضرائب قائلا “نحن نستطيع فعل أشياء لا أحد يستطيع أن يفعلها.. الصين لا تملك ما نملك لا أحد يملك ما نملكه”.
وقال “سنغير مسار البلاد بعدة طرق وهذا سيذكر على أنه اليوم الذي استعاد فيه الشعب الأميركي السيطرة على بلاده”.
وأشار ترامب إلى الديناميكية التي خلقتها حملته، وقال إن الحملة استطاعت أن تستقطب مختلف الأميركيين “هؤلاء الناس جاؤوا من كل الأماكن.. من النقابات، أميركيين سود، لاتينيين، عرب أميركيين، أميركيين مسلمين.. لدينا الجميع، هذا جميل هذا تحالف تارخي وحد الناس من مختلف الخلفيات”.
وتابع متحدثا عن محاولتي الاغتيال اللتين تعرض لهما خلال الحملة الانتخابية، قائلا “الله نجاني لسبب وهذا السبب هو إنقاذ البلاد واستعادة عظمة أميركا والان سنحقق هذه المهمة سويا”.
وختم بالقول “سأحكم بشعار بسيط.. الوعود التي تقطع هي وعود نحافظ عليها وننفذها، لن يمنعني أي شيء من تحقيق الوعود التي قطعتها على نفغسي أمامكم”.وتابع “حان الوقت لتنحية انقسامات السنوات الأربع الماضية، حان الوقت للوحدة. النجاح يجمعنا سويا، وسنبدأ بوضع أميركا أولا” ثم أضاف “سويا نستطيع أن نجعل أميركا عظيمة مرة أخرى لكل الأميركيين”.
وحتى اللحظة التي صعد فيها ترامب إلى المنصة أمام جمهوره، كان قد حصل على 267 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، مقابل 214 لمنافسته كامالا هاريس، وهو ما يضعه على بعد ثلاثة أصوات فقط لتحقيق 270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي لضمان الفوز بالبيت الأبيض.