وسط تفاؤل أوبك وتحذيرات الهند.. الأسواق تترقب وصول برميل النفط إلى 100 دولار
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
القاهرة- عمر حسن: يُنهي النفط الربع الثالث من العام الجاري مرتفعا بنحو 30 بالمئة نتيجة نقص الإمدادات، إذ تسببت تخفيضات الإنتاج الطوعية لتحالف أوبك+ في الضغط على إمدادات النفط الخام العالمية.
وخلال الأسبوع الماضي ارتفع خام برنت بنحو 2.2 بالمئة، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.84 بالمئة، مع اقتراب العقود الآجلة للنفط من 100 دولار للبرميل.
تترقب الأسواق مستقبل أسعار النفط مع نهاية 2023 وبداية 2024، وسط تنبؤات ببلوغ سعر البرميل 100 دولار، وتداعيات ذلك على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل بدء التعافي في الصين.
أوبك.. متفائلة
منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أعربت عن تفاؤلها بخصوص الطلب، وذلك على لسان أمينها العام هيثم الغيص، خلال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2023".
وفي الوقت نفسه أشار أمين "أوبك" إلى التهديد الذي يشكله نقص الاستثمار لأمن الطاقة، مؤكدًا على أهمية مواصلة الاستثمار في قطاع النفط والغاز.
وقال "لا نزال نتوقع أن يكون الطلب على النفط قويا بشكل كبير هذا العام كما كان في العام الماضي"، مشيرا إلى أن توقعات المنظمة تشير إلى نمو الطلب على أساس سنوي بأكثر من 2.3 مليون برميل يوميا.
100 دولار
لا يستبعد الرئيس التنفيذي، لـ "توتال إنرجيز" باتريك بويانيه، أن تتجاوز أسعار النفط حاجز الـ 100 دولار للبرميل.
"باتريك" قال في تصريحات على هامش "أديبك 2023"، إن هناك طلبا قويا على النفط خلال عام 2023، والسوق تشعر بتداعيات نقص الاستثمارات.
وفي الوقت نفسه حذر رئيس "توتال" من من ضرورة عدم ارتفاع الأسعار بشكل كبير لدرجة تجعل العملاء يشتكون.
وأشارت في تصريحاته إلى أن "أرامكو" السعودية بدأت بالفعل بيع النفط بسعر 100 دولار للبرميل، رغم أن سعر خامي برنت والأميركي الخفيف مازال أقل بـ 5 دولارات، أما الخام السعودي الخفيف فعند 100 دولار للبرميل.
الهند تحذر
حذرت الهند من تجاوز سعر النفط حاجز الـ 100 دولار، وذلك على لسان وزير البترول والغاز الطبيعي هارديب سينغ بوري، بقوله: إن هذا السعر لن يكون في مصلحة أحد، وستكون هناك فوضى كبيرة.
وأضاف الوزير الهندي: "أملي هو ألا يتجاوز السعر 100 دولار.. لا ينبغي أن تقلقوا بشأن التأثير على الهند، الهند ستتدبر أمرها، الهند اقتصاد كبير، ولديها الكثير من الإنتاج المحلي، سنجري خفضا، سنفعل شيئا... أشعر بالقلق حيال ما يحدث لأجزاء أخرى من العالم النامي".
العرض والطلب
يرى جوزيف مكمونيجل الأمين العام لـ"المنتدى الدولي للطاقة" أن سوق النفط العينية تشهد حالة عجز واضح في المعروض، فالطلب ارتفع إلى 103% في حين يشكل المعروض 96% مقارنةً بمستويات ما قبل الجائحة، مشيراً إلى توقعات بارتفاع أسعار النفط.
وتوقع في مقابلة مع "الشرق" على هامش معرض "أديبك 2023" في أبوظبي، أن تعاود الأسعار الارتفاع بعد تراجعات أمس في ظل انخفاض المخزونات. قال إنه من الصعب تحديد سعر يؤدي إلى تدمير الطلب، ولكن من المهم مراقبة الوضع لنرى عند أي سعر قد يتأثر الطلب.
تراجع المخزون
وفي الوقت نفسه أدى تراجع الإمدادات إلى السحب من المخزونات في المركز الرئيسي للولايات المتحدة في كوشينغ، أوكلاهوما، حيث يجري تعويض نقص الإمدادات جزئياً من خلال زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة.
وسيركز المتداولون على البيانات التي سيعلنها معهد البترول الأمريكي الممول من القطاع بهدف معرفة تقديرات المخزونات الأميركية خلال الأسبوع الماضي، قبل صدور البيانات الرسمية يوم الأربعاء.
تداعيات الارتفاع
ستعاني الدول النامية من آثار ارتفاع سعر برميل النفط بحسب التوقعات، ما يعني إحياء ضغوط الأسعار وتبديد الآمال في انخفاض أسعار الفائدة.
على سبيل المثال، اعتمدت مصر سعر برميل النفط عند 80 دولارا في موازنة السنة المالية الحالية 2023-2024، بتراجع 15% عن سعر البرميل في الميزانية السابقة.
وهذا يعني أن الدولة أمام أمرين أولهما أن تتحمل تلك الزيادة في شكل عبء إضافي على تكلفة دعم المنتجات البترولية، أو أن تلجأ لزيادة أسعار هذه المنتجات بما يوازي 10% كحد أقصى من الأسعار الحالية طبقا لقرار مجلس الوزراء.
لكن مسؤول حكومي رفيع كان قد صرح لموقع "اقتصاد الشرق" مع بداية الشهر الجاري، بأن الحكومة المصرية تحوطت على ما يصل إلى 35% من احتياجاتها البترولية للسنة المالية الحالية 2023-2024، ضد مخاطر ارتفاع أسعار النفط العالمية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه مصر من ضغوط تضخمية وارتفاع في الأسعار، وسط توقعات بتعويم مرتقب للجنيه مع بداية 2024.
للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا
المصدر: معلومات مباشر
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط ترتفع بدعم إقبال على المخاطرة وسط مخاوف الطلب في الصين
ارتفعت أسعار النفط بعد انخفاض أسبوعي، في الوقت الذي عاد فيه الإقبال على المخاطرة للأسواق الأوسع نطاقاً، وعلى الرغم من استمرار المخاوف حيال توقعات الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، وفي ظل وفرة الإمدادات العالمية.
تم تداول خام "برنت" عند ما يزيد عن 71 دولاراً للبرميل بعد انخفاضه بنسبة 3.8% الأسبوع الماضي، بينما اقترب خام "غرب تكساس" الوسيط من 67 دولاراً، في الوقت الذي ارتفعت فيه الأسهم الآسيوية وصعدت أسعار السلع الأساسية. وظل مؤشر الدولار منخفضاً مما يدعم إلى حد ما مشتري المواد الخام المقومة أسعارها بالعملة الخضراء.
وأثر ضعف الاستهلاك الصيني على مبيعات الخام الأنغولي في ديسمبر، في حين يرى الخبراء بما في ذلك وكالة الطاقة الدولية، احتمال حدوث فائض كبير في المعروض العام المقبل.
تأرجح النفط بين المكاسب والخسائر منذ منتصف أكتوبر، حيث أثارت الأعمال العدائية في الشرق الأوسط في بعض الأحيان مخاوف من تصعيد وانقطاع محتمل للإمدادات، كما ضغط ارتفاع قيمة الدولار على الأسعار مؤخراً، مما جعل السلع الأساسية المقومة بالعملة أكثر تكلفة.
يراقب المستثمرون التطورات بشأن حرب روسيا في أوكرانيا، حيث يحث الحلفاء فولوديمير زيلينسكي على التفكير في طرق جديدة لإشراك فلاديمير بوتين في التفاوض على إنهاء الصراع. كما تقترب الولايات المتحدة من اتخاذ قرار برفع بعض القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة غربية الصنع، لضرب أهداف عسكرية محدودة في روسيا، وفقاً لأشخاص مطلعين.