اليوم 24:
2024-10-02@03:32:14 GMT

"جنرالات" العدالة والتنمية.. لماذا ينسحبون؟

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

نشر الدكتور أحمد الريسوني يوم الجمعة 08.09.2023 مقالا بعنوان “جنرالات الحزب… لماذا انسحبوا؟” متحدثا عن القيادات السابقة لحزب العدالة والتنمية التي لم تنسحب فقط من العمل السياسي بل حتى من العمل الفكري والدعوي، هذه القيادات التي كانت بالأمس القريب تتصدر الواجهات السياسية، وتحظى بمواقع المسؤولية والصدارة كوزراء أو برلمانيين أو رؤساء مجالس منتخبة، والتي كانت تبرر صمتها وهي في تلك المناصب بواجب التحفظ أو بالخوف من عرقلة برامجها ومشاريعها، وكان الأستاذ الربسوني وغيره ينتظر من هؤلاء أن يحافظو على مواقع الصدارة في متابعة الشأن السياسي والتفاعل معه بعد خروجهم من مواقع المسؤولية، أو على الأقل الإسهام في مراكمة التجربة في القطاعات التي كانوا يتحملون فيها المسؤولية والكشف عن العراقيل التي واجهتهم فيها.

لو كان يعي هؤلاء أن تجربتهم السياسية ليست تجربة أشخاص بل تجربة مؤسسة حزبية اسمها العدالة والتنمية لجال هاؤلاء المغرب طولا وعرضا، شمالا وجنوبا، متحدثين عن تجربتهم السابقة في التدبير مع عموم أعضاء الحزب والمواطنين، وذلك لتحقيق التراكم المطلوب والاستفادة من الأخطاء والتجارب السابقة، أو على الأقل لاقتسموا جزءا من يومياتهم في مقالات وتحليلات في أفق كتابة مذكرات مفيدة للأجيال القادمة. إلا أنه للأسف عكس ذلك وقع فكل ذهب لحال سبيله حاملا معه مساره وأخباره، كما لو أنه استطاع خوض تلك التجربة بسبب مهاراته وإمكانياته الذاتية، وليس لأنه كان يركب سفينة اسمها العدالة والتنمية أوصلتها نضالات أعضاء الحزب وتعاطف المواطنين لمواقع المسؤولية. هذا مع العلم أنه بعد خروجهم من مواقع المسؤولية طفت على السطح أزمات كثيرة كأزمة الماء والتضخم والطاقة وغلاء الأسعار وفشل مشاريع التنمية في العالم القروي وكان الأجدر أن تكون لهم مساهمة مهمة في إغناء النقاش وتنوير الرأي العام حول هذه القضايا والملفات التي كانوا يدبرونها ،إلا أنهم آثروا صمت أهل القبور، وبصمتهم ذلك تركو الحكومة الحالية تتجرأ عليهم أكثر فأكثر وتتهم الحكومات السابقة بأنها المسؤولة عن أزمات اليوم دون أي رد من هؤلاء الذين كانوا يوما ما يتبوؤون مواقع الصدارة في المجالس.

إن هذا الصمت هو دليل على الانسحاب كما لاحظ ذلك عن حق د.الريسوني، ودليل ذلك هو ما جرى هلى إثر البيان الأخير للأمانة العامة.
قبل أيام قليلة صدر بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، يناقش الدروس المستفادة من الزلزال الاخير الذي ضرب المغرب، وكان ما كان من ردود الفعل..
لكن المثير في هذه الردود هو ردة فعل بعض هؤلاء الجنرالات الذين تبين لنا أنهم لم ينسحبو من المشهد، بل كانو يتحينون الفرصة للتخلص من عبئ الانتماء لحزب سياسي لم تعد رياح السياسة البئيسة في البلد تخدمه، هؤلاء النماذج الذين يتحملون المسؤولية الكبرى في ما آل إليه الحزب، لم تكن لهم الشجاعة للقيام بنقد ذاتي والاعتراف بالأخطاء التي ارتكبوها سواء في التدبير الحزبي أو في مواقع المسؤولية، واليوم يقفزون من فوق السفينة، فقط لأن بلاغ الامانة العامة لم يكن محل رضا جهات معينة.
لا يدري هؤلاء الجنرالات أن جزءا كبيرا من الرأي العام الحزبي والوطني لم يكن مقتنعا بحكومة تشكلت ضدا على روح الإرادة الشعبية واستهلكت جزءا من رصيد ومصداقية الحزب وبددته في قرارات لم تنل رضا قواعد الحزب من قبيل عار التوقيع على الاتفاق الثلاثي من طرف رئيس الحكومة والحزب آنذاك د. العثماني، لم تكن قواعد الحزب مطمئنة لسياسة الصمت على جرائم قمع الصحافة وحرية التعبير، وانطلاق مسلسل الإجهاز على المكتسبات الديمقراطية…) فهزيمة الثامن من شتنبر لم تكن إلا تحصيل حاصل لسنوات طلّق فيها جنرالات الحزب السياسة واعتنقو التدبير الجاف المعزول عن التواصل مع الجماهير.

هؤلاء الذين قادوا الحزب بعد 2017، أداروا انتخابات 8 شتنبر بطريقة كشفت عن حجم الضعف والهشاشة التي تسكن عقولهم، إلى درجة أنهم باتوا مقتنعين أن هزيمة الثامن من شتنبر كانت نتيجة لممارسات غير ديمقراطية شابت الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية التي جرت في يوم واحد، إلا أن المصيبة هي أنهم عجزو عن فضح هذه الممارسات، والطعن في العملية الانتخابية واكتفو بوصف نتائج الانتخابات بأنها غير مفهومة.
ومع ذلك صبرت قواعد الحزب ولم تطالب بالمحاسبة، واكتفت بتغيير القيادة بعدما قدمت القيادة السابقة استقالتها، إلى أن فوجئنا بواحد من هذه الجنرالات الذي لم يسمع له رنين في المرحلة السابقة يدون في صفحته على الفايسبوك استقالته من الحزب، فقط لاختلاف في التقدير مع مضامين بلاغ قيادة الحزب تعليقا على الزلزال!!
متى كانت الاستقالة لمثل هذه الأسباب؟ لقد صبر آلاف المناضلين ولم يقدموا استقالتهم من الحزب بعد أن أوصلته القيادة السابقة إلى ما وصل إليه، ومنهم الوزير السابق اعمارة!!
كان بعض الفضلاء يقترحون مبادرة صلح بين قيادات الحزب لطي صفحة الماضي، لكن الذي يظهر أن بعضهم ينظر لانتمائه الحزبي كعبئ ينبغي التخلص منه عند أقرب فرصة..
إن أي مبادرة لطي جراح الماضي ينبغي ان يسبقها نقد ذاتي حقيقي مشفوع بإرادة حقيقية لاستنتاج ما ينبغي استنتاجه من مراجعات.

اليوم وبفضل لله لا زال في حزب العدالة والتنمية بكل أجياله أناس فضلاء يقرون بالأخطاء المرتكبة ويعتذرون عنها ويعبرون عن استعدادهم في المساهمة في بناء المستقبل على أسس متينة علمية وفكرية بعيدا عن نزعات وحسابات شخصية لا زالت تنخر النفوس حتى بعد مرور أربعة عقود من الزمن.

رسالتنا من هذا المقال هو أن لا خير ينتظر ممن ليست لديهم الشجاعة والقدرة على الاعتراف بأخطائهم، وهم جزء من الأزمة التي تعيق تطور حزب العدالة والتنمية وتمنعه من انطلاقة جديدة ومتجددة.. والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: العدالة والتنمیة

إقرأ أيضاً:

هذه شروط التسجيل في قرعة الحج

أعلنت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، أن تسجيلات المواطنات والمواطنين الراغبين في المشاركة في القرعة لأداء مناسك الحج لموسم 1446هـ / 2025م، ستنطلق يوم الخميس 03 أكتوبر 2024 وتمتد إلى غاية يوم الأحد 27 أكتوبر 2024.

وأكدت وزارة الداخلية، أنه يتعين على المترشحين الذين يستوفون الشروط المذكورة في الملحق أن يشرعوا في إجراءات التسجيل ، إما : عبر الموقع الإلكتروني الخاص بوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية www.interieur.gov.dz . بالنسبة للمواطنات و المواطنين الحائزين على جوازات سفر بيومترية على مدار الساعة وخلال كامل أيام الأسبوع.

أو بالبلديات، لاسيما بالنسبة للمواطنات والمواطنين الذين لا يحوزون على جوازات سفر بيومترية، من خلال إستعلام الإستمارة الموضوعة تحت تصرفهم بالمكاتب المخصصة لهذه العملية، طيلة أيام وساعات العمل الأسبوعية.
كما تدعو وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية المترشحين المعنيين إلى الحرص على تقديم بيانات صحيحة ودقيقة قبل تأكيد عملية التسجيل.

ومنن شروط التسجيل في قرعة الحج هو التمتع بالجنسية الجزائرية، بلوغ سن 19  سنة كاملة يوم التسجيل، عدم الحج خلال 7 سنوات السابقة يبدأ إحتسابها من سنة 2018.  بإستثناء المحرم لإمرأة
لم يسبق لها الحج خلال السبع سنوات السابقة.

إستعلام إستمارة المعلومات الموضوعة تحت تصرف المترشح، وإجبارية المحرم الشرعي للمرأة البالغ سنها أقل من 45 سنة، أما المرأة البالغ سنها أكثر من 45 سنة فيمكنها التسجيل مع محرمها الشرعي أو لوحدها.

أما بالنسبة للمرأة الراغبة في التسجيل مع محرمها فيشترط أن يسجلا الإثنين معا عبر نفس وسيلة التسجيل، على أن يقوم المحرم بالتسجيل أولا من خلال إدخال رقم التسجيل ليظهر إسمه ولقبه، ثم يتم تأكيد بياناته. وفي حالة وجود اختلاف في مقر إقامة المرأة عن مقر إقامة المحرم، يتم التسجيل مع المحرم في بلدية مقر إقامته.

ويمكن لعدة نساء التسجيل مع نفس المحرم، كل واحدة منهن على حدى في نفس بلدية إقامة المحرم فقط، عدم إمكانية التسجيل في أكثر من بلدية. كما أن التسجيل المزدوج على مستوى الشبكتين الداخلية لدائرتنا الوزارية والإنترنت سيترتب عنه شطب التسجيل عبر شبكة الإنترنت والإبقاء فقط على التسجيل عبر الشبكة الداخلية.
10- ذكر عدد التسجيلات السابقة.
-11- يتعين على المواطنات والمواطنين الراغبين في التسجيل على مستوى البلدية، والذين لا يحوزون على جوازات سفر بيومترية تقديم تعهد بإيداع ملفاتهم لاستخراج جوازات سفر، عند الفوز في القرعة في أجل أقصاه ثلاث (03) أيام ابتداء من تاريخ إجرائها.
في حالة الإدلاء بأية تصريحات كاذبة لاسيما بالنسبة لعدد المشاركات السابقة في قرعة الحج، سيتم تنفيذ العقوبات الواردة في المادة 228 من قانون العقوبات وذلك بغض النظر عن الإجراءات الإدارية التي ستتخذ بشأنه من خلال حرمانه من التسجيل في القرعة

مقالات مشابهة

  • العدالة والتنمية يدعو المغاربة إلى المشاركة في مسيرة 6 أكتوبر لمساندة فلسطين ولبنان
  • هذه شروط التسجيل في قرعة الحج
  • شغل خرفان..!!
  • لماذا لم يترك نصرالله الضاحية قبل اغتياله؟
  • لماذا نجحت إسرائيل أمام حزب الله وفشلت في غزة؟
  • الرئيس السيسي: الدولة تعمل في مسار إصلاحي لإعداد أجيال قادرة على تحمل المسؤولية
  • لماذا ورط المتهمين بفبركة سحر مؤمن زكريا مجدي عبد الغني؟ الأمن يكشف
  • مبالغ ضخمة.. الرئيس المصري يكشف حجم الخسائر في إيرادات قناة السويس ويحمّل الحوثيين المسؤولية
  • حزب الله يعلن استهدافه مواقع إسرائيلية مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة
  • حزب العدالة والتنمية يعزي في وفاة حسن نصر الله