جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-25@17:49:42 GMT

حياتنا.. أسيرة أولوياتنا

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

حياتنا.. أسيرة أولوياتنا

د. قاسم بن محمد الصالحي

 

عذرًا منك أيها القارئ العزيز لأنَّ كلامي كثير، لاعتقادي أنك تشاركني أهميته عندما يكون كلاما مهما عن شيء يزعج الجميع ويحتاج لحل ما، لربما الحل بين ثنايا القول، أو بالاستماع إليه، كلما شعر بالعجز في أكثر من حين عن تحقيق ما يصبو إليه، وفي الغالب كل شيء نؤجله إلى حين نصبح فيه جاهزين أو قادرين، كنت دائمًا لست مع فكرة التأجيل أو إيجاد التبريرات التي لا تخدم تحقيق طموح نحمله معنا في مسيرتنا، ولأن لا أحد يعرف ما في داخلي معرفة جيدة قررت أن أكتب، أن أفصح أكثر في الكلام، أن أهمل ذلك الجانب التواكلي الصامت، وأن أتوكل في اقتناص الفرص وتحليل الأمور ودراستها ووضع الخطط المُثلى.

لم يكن لدي في بداياتي الكثير من الأحلام ولم أكن احتاج لأن الرعاية الأبوية كفلت لي كل شيء، أكملت المشوار وعزمت في داخلي على تحقيق أعلى الدرجات بما لدي من تطلعات وما أملك من إمكانات، فمنذ كنت في سنواتي الأولى من العمر عبرت لمن حولي عن ذلك، وكانوا يعلمون بمحاولاتي، وكيف كنت أخفق ولا أحصل على ما أريد، تحديت ذلك الأمر، واستطعت أن أوظف قدراتي مع الإمكانات المتوفرة، وأكملت على هذا النحو، وأصبحت أكثر وعيا بالفرص ومتطلبات الواقع، إن أخفقت لا أيأس، رضيت وسعدت بما أحصل وأناله، لم أكن أقارن نفسي بأي أحد، وارتضيت بما لدي من قدرات، وجدت تشجيعا وفخرا من والديّ، وصلت إلى ميدان العمل، كنت كحال الآخرين، لم أشعر بتميز، لكن شعرت في لحظة بأنني استعيد ثلاثية جدي حينما قالها لي في الأيام الأخيرة من حياته، التي لم تغادر عقلي ووجداني، الأوهام، والطموحات المبالغ فيها وغير الواقعية، والتشكيك في قدرات ونتائج الأعمال، ثلاثية يكمن خطرها في قبول التعايش معها وملازمتها في مسيرة الحياة، وهي اليوم تحاصرنا من كل حدب وصوب، وإذا لم نتمكن من تحديد الأولويات فيها أو بالأحرى ترتيبها وفق الأولوية نالت منَّا وقضت على أحلامنا وطموحاتنا، أما البقاء خارج دائرة الأوهام والأحلام غير الواقعية والشك كفيل بأن نهتدي إلى الحلول المثلى دون مؤثرات.

ووصف العالم الذي نعيشه اليوم، بالمثالية أو الظلم، يقوم في جزء كبير منه على جهد وطموحات الإنسان نفسه، ولكي يقدم هذا الأخير إنجازا ذا أهمية لا بد أن يكون في البدء لديه أهداف واضحة عما يريده، ولا بد أن يكون قد قرر ما هو الممكن وما هي قدراته، وهذا يتطلب دائما تصورا عن ما هو مجهول في طموحاته، وأن يبدأ بما هو ممكن، في بداية بناء الأحلام والطموحات كنت احتاج إلى القليل فقط من الاستفادة سواء كان نجاحًا أم فشلًا!

وقد آثرت التوكل على التواكل في داخلي، وكنت أتجاوز الكثير مما يزعجني بلا أدنى شكوى، أسعد نفسي بنفسي، وأصمت طويلا مع عائلتي واكتفي بالاستماع، ثم لم أشعر بشيء بعد تلك الفترة سوى بالرغبة العارمة في العمل والاجتهاد في تحقيق الحلم الذي أصبح واضح المعالم، لم أتوقف ولم يخطر ببالي التأجيل في تحقيقه، بقيت مُصِرًّا على الأمر، عملت، اجتهدت، قرأت، كتبت، صادقت ولم أخاصم، تمسكت بطموحاتي، وعشت واقعها ولازلت أعيشه وأسعد به مع من كانوا حولي ولازالو يعيشون، الحياة أسيرة الأولويات تلك قناعة لم تغب عني طرفة عين، لأن ذلك يعني توفير الوقت والجهد وإحراز ثمرة العمر التي نتمناها، لذا علينا أن نرى المهم مُهمًا فنقدمه، والهامشي هامشيًا فنؤخره.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم مع تدهور الأوضاع الإنسانية

أفاد تقرير أممي بأن أكثر من 7.4 مليون شخص نزحوا داخل السودان، مع انهيار الأمن الغذائي وانتشار الأمراض بشكل متزايد.

التغيير: وكالات

يشهد السودان أكبر أزمة نزوح داخلي على مستوى العالم حيث تجاوز عدد الأطفال النازحين داخليًا وخارجيًا منذ بداية النزاع 3 ملايين، وسط ظروف إنسانية كارثية.

وقال تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في السودان يعاني من نقص حاد في الأمن الغذائي، مما يفاقم معاناة السكان.

كما أشار إلى أن موجة العنف المستمرة أسفرت عن زيادة عدد الضحايا المدنيين، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية والمرافق الأساسية، ما ساهم في تعميق أزمة النزوح.

وذكر التقرير أن أكثر من 7.4 مليون شخص اضطروا إلى مغادرة منازلهم بحثًا عن الأمان منذ اندلاع النزاع الأخير.

يُضاف إلى ذلك 3.8 مليون نازح نتيجة صراعات سابقة في البلاد. وحذر التقرير من تدهور النظام الصحي في السودان، مع تزايد خطر انتشار الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والحصبة والملاريا، في ظل انهيار الخدمات الصحية الأساسية.

ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، تفاقمت الأزمات الإنسانية في البلاد.

أثرت الصراعات بشكل كبير على المدنيين، حيث تسببت في موجات نزوح جماعي، مع تدمير البنى التحتية وانهيار الاقتصاد. يأتي ذلك في وقت يعاني فيه السودان من تداعيات صراعات سابقة وتدهور في القطاعات الأساسية كالصحة والتعليم.

ومع استمرار الأزمة دون حلول سياسية واضحة، يُتوقع أن يزداد الوضع سوءًا. ويؤكد التقرير الأممي على الحاجة الملحة لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، بما في ذلك تعزيز الاستجابة الصحية والغذائية للسكان المتضررين، وتوفير الحماية للنازحين.

الوسومأزمة النزوح الأمم المتحدة الامن الغذائي السودان الصحة

مقالات مشابهة

  • وزيرة التضامن: التوسع في برامج «الحماية الاجتماعية» على رأس أولوياتنا (حوار)
  • العرادي: التخلف أصاب كل حياتنا في ليبيا
  • خبير سياسي: تصرفات ترامب ستؤدي لزلزال داخلي له توابع خارجية (فيديو)
  • توتر داخلي إسرائيلي بسبب تحقيقات في أحداث طوفان الأقصى
  • السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم مع تدهور الأوضاع الإنسانية
  • البابا فرنسيس: في الحب فقط تجد حياتنا النور والمعنى!
  • الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم
  • محافظ الغربية: الخدمات الصحية على رأس أولوياتنا .. صور
  • محافظ الغربية: الخدمات الصحية على رأس أولوياتنا
  • زوجي يبث تفاصيل حياتنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي