جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-06@12:58:23 GMT

حياتنا.. أسيرة أولوياتنا

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

حياتنا.. أسيرة أولوياتنا

د. قاسم بن محمد الصالحي

 

عذرًا منك أيها القارئ العزيز لأنَّ كلامي كثير، لاعتقادي أنك تشاركني أهميته عندما يكون كلاما مهما عن شيء يزعج الجميع ويحتاج لحل ما، لربما الحل بين ثنايا القول، أو بالاستماع إليه، كلما شعر بالعجز في أكثر من حين عن تحقيق ما يصبو إليه، وفي الغالب كل شيء نؤجله إلى حين نصبح فيه جاهزين أو قادرين، كنت دائمًا لست مع فكرة التأجيل أو إيجاد التبريرات التي لا تخدم تحقيق طموح نحمله معنا في مسيرتنا، ولأن لا أحد يعرف ما في داخلي معرفة جيدة قررت أن أكتب، أن أفصح أكثر في الكلام، أن أهمل ذلك الجانب التواكلي الصامت، وأن أتوكل في اقتناص الفرص وتحليل الأمور ودراستها ووضع الخطط المُثلى.

لم يكن لدي في بداياتي الكثير من الأحلام ولم أكن احتاج لأن الرعاية الأبوية كفلت لي كل شيء، أكملت المشوار وعزمت في داخلي على تحقيق أعلى الدرجات بما لدي من تطلعات وما أملك من إمكانات، فمنذ كنت في سنواتي الأولى من العمر عبرت لمن حولي عن ذلك، وكانوا يعلمون بمحاولاتي، وكيف كنت أخفق ولا أحصل على ما أريد، تحديت ذلك الأمر، واستطعت أن أوظف قدراتي مع الإمكانات المتوفرة، وأكملت على هذا النحو، وأصبحت أكثر وعيا بالفرص ومتطلبات الواقع، إن أخفقت لا أيأس، رضيت وسعدت بما أحصل وأناله، لم أكن أقارن نفسي بأي أحد، وارتضيت بما لدي من قدرات، وجدت تشجيعا وفخرا من والديّ، وصلت إلى ميدان العمل، كنت كحال الآخرين، لم أشعر بتميز، لكن شعرت في لحظة بأنني استعيد ثلاثية جدي حينما قالها لي في الأيام الأخيرة من حياته، التي لم تغادر عقلي ووجداني، الأوهام، والطموحات المبالغ فيها وغير الواقعية، والتشكيك في قدرات ونتائج الأعمال، ثلاثية يكمن خطرها في قبول التعايش معها وملازمتها في مسيرة الحياة، وهي اليوم تحاصرنا من كل حدب وصوب، وإذا لم نتمكن من تحديد الأولويات فيها أو بالأحرى ترتيبها وفق الأولوية نالت منَّا وقضت على أحلامنا وطموحاتنا، أما البقاء خارج دائرة الأوهام والأحلام غير الواقعية والشك كفيل بأن نهتدي إلى الحلول المثلى دون مؤثرات.

ووصف العالم الذي نعيشه اليوم، بالمثالية أو الظلم، يقوم في جزء كبير منه على جهد وطموحات الإنسان نفسه، ولكي يقدم هذا الأخير إنجازا ذا أهمية لا بد أن يكون في البدء لديه أهداف واضحة عما يريده، ولا بد أن يكون قد قرر ما هو الممكن وما هي قدراته، وهذا يتطلب دائما تصورا عن ما هو مجهول في طموحاته، وأن يبدأ بما هو ممكن، في بداية بناء الأحلام والطموحات كنت احتاج إلى القليل فقط من الاستفادة سواء كان نجاحًا أم فشلًا!

وقد آثرت التوكل على التواكل في داخلي، وكنت أتجاوز الكثير مما يزعجني بلا أدنى شكوى، أسعد نفسي بنفسي، وأصمت طويلا مع عائلتي واكتفي بالاستماع، ثم لم أشعر بشيء بعد تلك الفترة سوى بالرغبة العارمة في العمل والاجتهاد في تحقيق الحلم الذي أصبح واضح المعالم، لم أتوقف ولم يخطر ببالي التأجيل في تحقيقه، بقيت مُصِرًّا على الأمر، عملت، اجتهدت، قرأت، كتبت، صادقت ولم أخاصم، تمسكت بطموحاتي، وعشت واقعها ولازلت أعيشه وأسعد به مع من كانوا حولي ولازالو يعيشون، الحياة أسيرة الأولويات تلك قناعة لم تغب عني طرفة عين، لأن ذلك يعني توفير الوقت والجهد وإحراز ثمرة العمر التي نتمناها، لذا علينا أن نرى المهم مُهمًا فنقدمه، والهامشي هامشيًا فنؤخره.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السفير التركي بالقاهرة: نود أن يكون لنا حضورا قويا بمهرجان الإسكندرية السينمائي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال السفير التركي بالقاهرة صالح موطلو شن، إن تركيا تود أن يكون لها حضور قوي في كافة الفئات “فيلم طويل، فيلم قصير، ‏أفلام الأطفال" في مهرجان الإسكندرية الذي سيقام عام 2025.‏

والتقي السفير شن، أمس الأربعاء الموافق 2 أكتوبر الجاري،  بمحافظ الإسكندرية اللواء أحمد خالد على هامش مشاركته في افتتاح مهرجان الإسكندرية ‏السينمائي الأربعون لدول البحر المتوسط. وعبر عن تقديره للدعم الذي يقدمه السيد المحافظ للاستثمارات التركية في مدينة برج ‏العرب بالإسكندرية.  ‏

كما التقي السفير شن بوزير الثقافة المصري الدكتور  أحمد فؤاد هنو وذلك على هامش المهرجان. ‏

وكان قد زار الأسبوع الماضي وفد مصري برئاسة رئيس اتحاد النقابات الفنية، السفير شن و توافق الطرفان خلال اللقاء على ‏تنظيم "أسبوع الفيلم التركي" في الأعوام القادمة. ‏

وأشار السفير شن إلى أن هناك أكثر من ألف عام من التاريخ المشترك والثقافة السينمائية المشتركة بين تركيا ومصر وأن هذا ‏يعد كنز ثقافي.‏

وقال السفير شن إن بعض أبطال هذه الكنوز الثقافية يقبعون في اضرحة بعضها بإسطنبول وبعضها بالقاهرة، ولم تُنشر قصصهم بعد.‏

وقال السفير شن إن بعض هذه الكنوز الثقافية مخبأة في الآثار والنوافير العامة والأضرحة والمخطوطات والأرشيفات والمساجد ‏والمآذن والقصور التي تنتظر الزيارة في اسطنبول والقاهرة. ‏‎

وأفاد السفير شن أن كل ذلك يمكن نقله إلى الأجيال القادمة بشكل سليم وصحيح من خلال الروايات و فن السينما. ‏‎

مقالات مشابهة

  • في السينما: نمو داخلي للعقل والروح
  • بعد عودة 286 مصريا من لبنان.. وزير الطيران: سلامة وراحة المواطنين في مقدمة أولوياتنا (صور)
  • مسرور بارزاني يهنئ الإيزيديين بعيد جما: خدمتكم في مقدمة أولوياتنا
  • ماكرون: لا يمكن التضحية بالشعب اللبناني.. ولن يكون هذا البلد غزة جديدة
  • فيديو| حمدان بن محمد: أهم وظيفة لأي أب أن يكون معلماً.. وأنا وأبنائي من مدرسة محمد بن راشد
  • دراسة: مرض السكري من النوع الأول قد يكون ناجما عن عدوى بكتيرية
  • فيلتمان للحرة: يجب أن يكون اغتيال نصر الله دافعا لتوحيد اللبنانيين
  • حزب "الجرار" يعقد مجلسه الوطني في 19 أكتوبر في "اجتماع تطهير داخلي" غير مسبوق
  • فؤاد: “الشكري” أضاع فرصة أن يكون محافظاً لسنوات عديدة دون عزل
  • السفير التركي بالقاهرة: نود أن يكون لنا حضورا قويا بمهرجان الإسكندرية السينمائي