مبعوث الأمم المتحدة بليبيا يعرب عن قلقه بشأن مبادرات إعادة الإعمار المنافسة
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
دعا كبير مسؤولي الأمم المتحدة في ليبيا المقسمة، إلى آلية موحدة لقيادة إعادة إعمار المدينة الساحلية التي دمرتها الفيضانات المدمرة الشهر الماضي.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باثيلي، في بيان، إن مثل هذه الآلية مطلوبة وسط "مبادرات أحادية ومتنافسة" من قبل الجهات الفاعلة والمؤسسات الليبية بشأن إعادة إعمار مدينة درنة على البحر الأبيض المتوسط وغيرها من المناطق المتضررة من الفيضانات.
ضربت الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عن عاصفة البحر الأبيض المتوسط دانيال أجزاء من شرق ليبيا الشهر الماضي.
غمرت الفيضانات سدين مستنفدين خارج درنة في 11 سبتمبر، مما تسبب في حدوث مياه هائلة جرفت المباني السكنية إلى البحر وتركت ما يصل إلى ثلث المساكن والبنية التحتية في درنة متضررة، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمور.
وقدر المسؤولون الحكوميون ووكالات الإغاثة أعداد القتلى التي تتراوح بين أكثر من 4000 إلى أكثر من 11000.
ولا تزال جثث العديد من القتلى تحت الأنقاض أو في البحر الأبيض المتوسط، بحسب فرق البحث.
ومع استمرار انقسام ليبيا، مع ادعاء إدارتين متنافستين بالشرعية ورغبة كل منهما في الإشراف على إعادة إعمار درنة.
دعا باتيلي إلى "آلية وطنية موحدة، مطلوبة للمضي قدماً بجهود إعادة الإعمار بفعالية وكفاءة في المناطق المتضررة من الفيضانات".
وحث السلطات الليبية المتنافسة وشركائها الدوليين على تسهيل إنشاء الآلية الموحدة لضمان “الشفافية والمساءلة”.
وكرر بيان المسؤول الأممي مخاوف الشعب الليبي بشأن تقديرات التكلفة التعسفية ومبادرات إعادة الإعمار الأحادية الجانب المعلن عنها دون شفافية.
وفي أعقاب الكارثة، دعا كثيرون داخل ليبيا وخارجها إلى إجراء تحقيق دولي، مما يعكس انعدام الثقة العميق لدى الرأي العام في مؤسسات الدولة. ولم تتم صيانة السدين منذ عقود رغم التحذيرات المتكررة من استنزافهما.
وسرعان ما حظيت دعوة باتيلي لإنشاء آلية موحدة بدعم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.
وقالت الحكومات الخمس في بيان مشترك إنها "تدعم بقوة" اقتراحاً "لتقديم إغاثة واستجابة شفافة وخاضعة للمساءلة لاحتياجات إعادة الإعمار في أعقاب كارثة الفيضانات".
وكان شرق البلاد وجنوبها تحت سيطرة الجنرال خليفة حفتر وجيشه الوطني الليبي، المتحالف مع حكومة أكدها البرلمان. وتتمركز إدارة منافسة في العاصمة طرابلس، وتتمتع بدعم معظم المجتمع الدولي
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفيضانات المدمرة ليبيا إعادة إعمار مدينة درنة مدينة درنة الفيضانات إعادة الإعمار
إقرأ أيضاً:
إعادة الإعمار بين فكي التمويل والشروط الأميركية
كتب معروف الداعوق في" اللواء": يبدو ان اطلاق عملية اعادة الاعمار المطلوبة، مايزال دونها عوائق وصعوبات عديدة، تجعل من امكانية تسريع المباشرة بها وضمن الوقت الطبيعي، صعبة إن لم تكن معقدة وشبه مستحيلة، في ظل الظروف السائدة حاليا، ما يعني ضمنيا، ان كل الوعود المقطوعة لتسريع خطى عملية اعادة الاعمار، تبقى مجرد وعود، اذا لم تتبدل الظروف وتزول العوائق واهمها، طلب الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، ربط عملية اعادة الاعمار بنزع سلاح حزب الله، بموجب اتفاق وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١، واطلاق مسار سياسي داخلي يقلص نفوذ الحزب وتاثيره بالواقع السياسي، خلافا لما كان عليه خلال العقدين الماضيين .
ويأتي استمرار القوات الإسرائيلية بخرق وقف اطلاق النار، واحتلالها لبعض مناطق الجنوب، ومواصلتها قصف مواقع ومراكز عسكرية بحجة انها تابعة لحزب الله، واستهداف كوادر وعناصر الحزب، والمواطنين داخل القرى والبلدات الجنوبية، واتهامات إسرائيل من جهتها للحزب، بخرق اتفاق وقف اطلاق النار من العوامل السلبية التي تعيق عملية اعادة الاعمار، وتبقي المناطق المدمرة، رهينة الموقف الاميركي على وجه الخصوص، باعتبار الولايات المتحدة الأميركية، الدولة الوحيدة التي تستطيع التأثير على إسرائيل.
وما دام الموقف الاميركي متماهياً مع الموقف الإسرائيلي،بالنسبة للتغاضي عن الاحتلال الإسرائيلي لبعض مناطق الجنوب والاصرار على اضعاف تأثيرحزب الله، في المعادلة السياسية الداخلية، هذا معناه ربط عملية اعادة الاعمار المطلوبة في مختلف المناطق اللبنانية المتضررة، بتنفيذ الشروط الاميركية المعلنة والمخفية منها والاسرائيلية وراءها، ليس من الناحية السياسية فقط، ولكن لناحية تمويلها مادياً ايضا، باعتبار الولايات المتحدة الأميركية أحد الممولين لهذه العملية، او صاحبة التاثير الأقوى على الدول والصناديق والمؤسسات المالية والاستثمارية بالعالم، ومن دون موافقتها، واعطائها الضوء الأخضر لتمويل العملية، يصعب تأمين الاموال اللازمة لاعادة الاعمار في لبنان من مصادر أخرى.