يكافح اللاجئون الأوغنديون من أجل البقاء على قيد الحياة بعد خفض المساعدات الإنسانية، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

وفي مواجهة نقص التمويل لأكثر من 60% لتلبية احتياجاتها العالمية، اضطرت وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة إلى خفض حصصها الغذائية في أوغندا من 70 إلى 30% في يوليو من هذا العام وإعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفاً.

وتقول الوكالة، إنه من المرجح أن يتم إجراء المزيد من التخفيضات.

ومع احتمال حدوث المزيد من التخفيضات، أصبح توفير الطعام على المائدة معركة يومية للعديد من اللاجئين في البلاد.


أعلى الدول المضيفة للاجئين

وتستضيف أوغندا عددًا أكبر من اللاجئين مقارنة بأي دولة أخرى في إفريقيا، حيث يعيش ما يقرب من 1.5 مليون لاجئ و32000 طالب لجوء في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا في عام 2022.

ومع استمرار وصول اللاجئين، والعديد منهم من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان، فإن الحصص الغذائية المنخفضة تهدد الحياة.

وقد تحول العديد من اللاجئين إلى التجارة الصغيرة، حيث لجأ البعض إلى بيع ممتلكاتهم، في حين اضطر آخرون إلى الانخراط في أنشطة إجرامية من أجل البقاء.

وقال سانتو أسيموي، أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي في مستوطنة ناكيفالي بالقرب من الحدود مع نيجيريا: “نرى بعضهم يلجأ إلى بيع أصولهم المنزلية، لديهم عنزة أو كوب أو حتى جهاز راديو أو هاتف، وهم يبيعونها”، تنزانيا.

ما يصل إلى 70% من اللاجئين في ناكيفالي هم أمهات يائسات لإيجاد طرق لرعاية أطفالهن.

وترتفع معدلات سوء التغذية بين الأطفال في ناكيفالي وغيرها من المستوطنات، حيث يعاني 7% من الأطفال الصغار من سوء التغذية الحاد.

تصاعد العداء

ويقول أسيموي إن المجتمعات المضيفة أصبحت أكثر عدائية تجاه اللاجئين، حيث يتهم البعض اللاجئين بالسرقة.

ومؤخراً، قالت وزيرة الإغاثة والتأهب للكوارث، هيلاري أونيك، إن "الجوع يجبر [اللاجئين] على الإجرام" وأن الوضع "ليس مستداماً".

وقال أونيك إن أوغندا دعت المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم.
دعم الجهات المانحة

ويناشد برنامج الأغذية العالمي الآن التدخل الفوري قبل أن يتدهور الوضع أكثر.

"إذا لم يتم حشد دعم المانحين في أقصر وقت ممكن، فلن نشهد بعد كارثة إنسانية أخرى. إذن، ما هو مستوى الاحتياجات الإنسانية التي نتحدث عنها؟ نحن نتحدث عن 78-79 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2024". قال أسيموي: فبراير.

في عام 2022، تم تلقي أقل من نصف التمويل المطلوب للاستجابة للاجئين في أوغندا، وفقًا للمجلس النرويجي للاجئين (NRC).

وقد أشاد المجتمع الدولي بأوغندا بسبب "استجابتها التقدمية للاجئين" والتي تركز على تعزيز الاعتماد على الذات ودمج اللاجئين في المجتمعات المضيفة لهم.

ومع ذلك، هناك مخاوف الآن من أن النقص الحالي في التمويل قد لا يمنح الحكومة الأوغندية "أي خيار آخر سوى تقليص دعمها للاجئين".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمهورية الكونغو الديمقراطية جنوب السودان نيجيريا تنزانيا من اللاجئین للاجئین فی

إقرأ أيضاً:

"المارد"

 

 

أحمد الرحبي

 

طاقات الإنسان الكامنة بداخله لا تحدها حدود، وهي تشكل تناقضًا مع الهشاشة والضعف الباديين عليه من الوَهلة الأولى، حال الإنسان، فعندما يُواجه مُشكلة أو مُعضلة، وتدفعه بعض المواقف في الحياة، إلى التَّحدي وجها لوجه، وتحشره إلى الزاوية، بلا ما لا مناص منه من مواجهة مصير قد يؤدي إلى حتفه، تستيقظ عندها قوى المقاومة الشرسة الكامنة في داخله، وهي القوى التي صقلتها ودربتها تجارب صراع البقاء، وتحدي الصعوبات والمخاطر التي تُهدد حياته، المطبوعة في جيناته الوراثية عبر ملايين الأجيال، صقل ودربة نتجت عن مواجهة المخاطر والأخطار التي تحيق به، استجابة لغريزة البقاء وحفظ الحياة وصيانتها.

تكمن هذه القوة والطاقة الجبارة في الإنسان، متوارية في داخله كبركان خامد، وذلك بغض النظر عن كون هذا الإنسان هو إنسان هادئ أو إنسان مسالم، أو كونه إنساناً لا تبدو عليه من الوهلة الأولى صفات القوة والعزيمة والجلد، في سلوكه وتعامله مع الأمور ومواجهته لها.

وتحت تحفيز الخطر وبدافع من مواقف صعبة وقاسية يتعرض لها الإنسان، تتحدد ردود أفعاله التي تأتي مفاجئة وغير متوقعة، وهي ردة الفعل التي يتحول فيها الإنسان خلال ثانية واحدة وبقدرة قادر في امتلاك زمام الأمر، واستعادة المبادرة في التصرف مهما كان الخطر مُحدِّقًا، والنجاة بأعجوبة من مصير مُحقق.

هذه الثانية العجيبة من التحول التي تقلب التوازنات في اللحظات الأخيرة، يستغرق الأديب المصري يوسف إدريس- تشيخوف القصة العربية كما يُعرف- التنقيب فيها، ثماني صفحات كاملة، بما يقارب ألفي كلمة، من البحث والاستقصاء، لثانية أو برهة من الزمن تعدل عمرًا كاملًا؛ حيث يبحث في قصته "المارد" بشكل عميق -كعادته في قصصه-، في برهة الانتفاض في وجه الخطر، والدافع الغريزي، في التعامل معه ومجابهته، وهي مجابهة يكون الإنسان معد لها منذ آلاف السنين وتكون على أساسها، عبر الخبرات المتراكمة في مواجهة تقلبات الطبيعة وتطور غريزة البقاء لديه، والنجاة في صراعه مع الطبيعة ومع وحوشها الكاسرة وأخطارها الداهمة.

القصة تكشف عن قانون طبيعي يتعلق بالمنطقة اللاوعية في الإنسان، وما ينبجس منها، في لحظات الخطر وفي حالات التحدي القاسية التي قد نواجهها في حياتنا، من قوة مادية هائلة، وطاقة معنوية جبارة، طاقة وقوة المارد.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الأغذية العالمي: ليبيا بحاجة إلي تمويل مادي لتغطية احتياجات اللاجئين من السودان
  • برنامج الغذاء العالمي يقدم مساعدات إنسانية بمدينة أم روابة
  • «الغذاء العالمي» يطالب بتوفير 19.8 مليون دولار لدعم اللاجئين الكونغوليين في بوروندي
  • برنامج الغذاء العالمي: 70 ألف لاجئ كونغولي ببوروندي مهددون بالمجاعة
  • الحوثي ينفي نهب مخازن الغذاء العالمي في صعدة ويتهم الأمم المتحدة بعدم الحيادية
  • ليبيا | “الأغذية العالمي”: مساعدات لـ70 ألف محتاج في مناطق النزوح و18 مليون دولار لسد العجز
  • سفير مصر ببروكسل يؤكد اهتمام مصر بدعم أبناء الجالية وتمكينهم في الدول المضيفة
  • من البيت إلى الخيمة للعراء.. الغزيون يكافحون في رمضان وسط العدوان الإسرائيلي (شاهد)
  • تغريم بلدية تركية رفعت رسوم الزواج للاجئين 25 ضعفا
  • "المارد"