القاهرة - أ ش أ:

قال رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 الدكتور محمود محيي الدين إن الحق في البيئة الصحية جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان.

جاء ذلك خلال مشاركة رائد المناخ والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة في اجتماع بمفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان في جنيف، وذلك أثناء تواجده بجنيف لحضور اجتماعات مؤتمر بناء الجسور (Building Bridges Conference).

وأضاف محيي الدين - في كلمته، وفقًا لبيان وزارة البيئة اليوم الثلاثاء- أن الحق في البيئة الصحية يضمن التمتع بعدة حقوق وهي الحق في الحياة والصحة والمياه والغذاء والسكن والمستوى المعيشي اللائق.

ونوه بأن الحكومات والأطراف غير الحكومية الأخرى ينبغي أن تتصدي لتغير المناخ بطريقة تتماشى مع التزاماتها بحقوق الإنسان وحمايتها وتعزيزها والوفاء بها، بما في ذلك الحق في التنمية.

وأوضح أن تغير المناخ من شأنه الإضرار بحقوق الإنسان في الحصول على الماء النظيف والغذاء والمسكن وغيرها من الاحتياجات الإنسانيّة الأساسية حيث أن مواجهة تغير المناخ تستلزم التصدي العاجل للفجوة القائمة بين ما هو مطلوب من قدرات وتمويل وتكنولوجيا؛ للتخفيف من الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ لدى الدول النامية وما هو متاح منها.

وأكد أهمية التعامل مع الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ لحماية حقوق البشر بالمجتمعات الأكثر تضررًا، حيث أن COP27 بشرم الشيخ حقق إنجازًا كبيرًا بتدشين صندوق الخسائر والأضرار الذي تعمل اللجنة الانتقالية على وضع الترتيبات التنظيمية والهيكلية له؛ تمهيدًا لتفعيله.

وفي السياق، قال محيي الدين - خلال مشاركته باجتماع منظمة العمل الدولية - إن نجاح عملية التحول العادل إلى الاقتصادات الخضراء مرهون بضمان تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات.

وتابع "أن العمل المناخي يجب أن يتناسق ويتكامل مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في إطار النهج الشامل الذي يوثق الصلة بين مواجهة تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة الأخرى".

وأضاف أن تنفيذ التحول العادل يستلزم تنمية المهارات وتحقيق التنوع الاقتصادي وتعزيز الدعم الاجتماعي والحوكمة وتفعيل آليات التمويل اللازمة لجعل الاقتصادات منخفضة الانبعاثات حقيقة واقعة، بجانب إدراج المبادئ التوجيهية لعملية التحول ضمن المساهمات المحددة وطنيًا.

ونوه بأن حماية المجتمعات من آثار عملية التحول للاقتصادات الخضراء يجب أن تتم من خلال حماية الأفراد الأكثر تضررًا عن طريق دعم القطاعات كثيفة الانبعاثات في مرحلة التحول، وتوفير وظائف بديلة لائقة للعمالة المتضررة، وتقديم الدعم المالي والتقني للدول والأقاليم شديدة الاعتماد على إنتاج أو استهلاك الوقود الأحفوري.

ومن ناحية أخرى، بحث محيي الدين - خلال اجتماعه مع نجوزي أوكونجو إيويالا المدير العام لمنظمة التجارة العالمية - الدور المهم للتجارة في التحول لاقتصاد عالمي منخفض الانبعاثات وخلق مجتمعات أكثر استدامة، وأوضح الجانبان أن التعريفات الجمركية على سبيل المثال تعد من الأدوات الهامة التي تستخدمها الحكومات لتوجيه إشارات للأسواق عن طريق التسعير الصحيح.

كما أفاد محيي الدين - في لقاءاته مع نجوزي وريبيكا جرينسبان الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، وبورج براندي رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي - بأن الآلية الحدودية لتعديل ضريبة الكربون التي أقرها الاتحاد الأوروبي تعد من الآليات التي تفرض قيودًا على الدول النامية وتحد من قدرة منتجاتها على المنافسة، كما تؤثر الآلية بالسلب على القطاعات صعبة التحول في الدول النامية المصدرة للاتحاد الأوروبي وتؤدي لتراجع حجم التجارة بين الطرفين، وهو ما سينعكس على تراجع الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدول.

يشار إلى أن هذه الاجتماعات نظمتها البعثة الدائمة لمصر لدى الأمم المتحدة بجنيف، وشارك فيها السفير الدكتور أحمد إيهاب جمال الدين مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى بجنيف، والسفير محمد نصر مدير إدارة المناخ والبيئة والتنمية المستدامة بوزارة الخارجية.

هذا المحتوى من

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: الدكتور محمود محيي الدين الأمم المتحدة التغير المناخي حقوق الإنسان وزارة البيئة منظمة العمل الدولية الأمم المتحدة حقوق الإنسان تغیر المناخ محیی الدین الحق فی

إقرأ أيضاً:

سلمان إسماعيل: حقوق الإنسان متجذرة في الحضارة المصرية وليست مستوردة من الغرب

 

قال الكاتب الصحفي المتخصص في حقوق الإنسان والعلاقات الدولية، سلمان إسماعيل، إن قرار اللجنة الفرعية المعنية بالاعتماد التابعة للتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان (SCA – GANHRI) بالإبقاء على تصنيف المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري في الفئة "A" يُعد إنقاذًا حقيقيًا لسمعة المجلس على المستوى الدولي ويعكس جهودًا استثنائية بذلتها الدولة خلال عام واحد فقط.

 

الأمم المتحدة تعارض إعدام الأسرى الفلسطينيين وتؤكد ضرورة احترام حقوق الإنسان جامعة الفيوم تنظم برنامج تدريبي للتثقيف وبناء القدرات في مجال حقوق الإنسان

 


وأضاف إسماعيل، خلال مداخلة هاتفية، عبر قناة "إكسترا لايف"، أن خفض التصنيف كان سيحرم المجلس من المشاركة الفاعلة في المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، مثل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ودوراته الثلاثة السنوية، إلى جانب اجتماعات اللجان التعاقدية في مفوضية الأمم المتحدة، حيث لا يُسمح للمؤسسات المصنفة أقل من "A" بالمشاركة الرسمية أو تقديم أوراق ومداخلات شفاهية.
وأوضح أن الحفاظ على التصنيف الأعلى رغم التوصية السابقة يُعد إنجازًا كبيرًا، ويؤكد وجود جهود جبارة من عدة جهات، أبرزها المجلس القومي نفسه، ووزارة الخارجية، وبعثة مصر لدى الأمم المتحدة في جنيف، مما ساهم في تغيير موقف اللجنة واعتماد التصنيف دون خفض.
وتابع بقوله، إن المجلس القومي لحقوق الإنسان يؤدي دورًا مهمًا وحيويًا، ويجب أن يمارسه باستقلالية تامة، من خلال تسليط الضوء على المشكلات والانتهاكات قبل الإشادة بالإنجازات، مؤكدًا أن النقد البنّاء من داخل المؤسسة الوطنية هو السبيل الأفضل لحماية سمعة مصر الحقوقية دوليًا.
وأشار إسماعيل، إلى أن الانتقادات الخارجية غالبًا ما تكون مصحوبة بنوايا غير طيبة تستهدف تشويه صورة مصر، ولهذا يجب أن يكون المجلس القومي هو من يبادر بالنقد الداخلي الموضوعي، ويكون داعمًا للدولة ليس فقط بالإشادة، بل أيضًا بالانتقاد الشديد عند وجود مشكلات واضحة.
وأشار إلى أن المجلس يضم مجموعة من الكفاءات والخبراء الدوليين في مجال حقوق الإنسان، ويجب الاستفادة منهم بشكل كامل، خاصة أن لا توجد دولة في العالم تخلو من التحديات الحقوقية، ولا توجد دولة تحترم حقوق الإنسان بنسبة 100%.
وأوضح أن النجاح في تعزيز وصون كرامة المواطن المصري يبدأ من الاعتراف بالمشكلات والعمل على حلها بشجاعة، وهو ما يمنح المجلس احترامًا دوليًا ويعزز مكانته كمؤسسة وطنية مستقلة.
وأكد أن المجلس القومي لحقوق الإنسان مؤسسة عريقة عمرها يقارب 20 عامًا، ترأسها شخصيات بارزة مثل الوزير بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، والوزير محمد فائق، أحد رواد الحركة الحقوقية العربية، ما يعكس الثقل التاريخي والمهني للمجلس.
وأكد أن حقوق الإنسان في مصر شأن وطني، يجب أن ينبع من إرادة سياسية ومجتمعية حقيقية، تضع المواطن المصري وكرامته في صدارة الأولويات، مع الحفاظ على السمعة الدولية للدولة كدولة تحترم الحقوق وتصون الكرامة.

https://www.youtube.com/watch?v=IdR_FVcc95E&t=125s

مقالات مشابهة

  • ووتش: انسحاب واشنطن من آلية أممية يفاقم تدهور حقوق الإنسان
  • مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة يعقد جلسة طارئة 14 نوفمبر
  • سلمان إسماعيل: حقوق الإنسان متجذرة في الحضارة المصرية وليست مستوردة من الغرب
  • الأمم المتحدة تعارض إعدام الأسرى الفلسطينيين وتؤكد ضرورة احترام حقوق الإنسان
  • غوتيريش: العالم أمام خيارين إما قيادة التحول المناخي أو السير نحو الدمار
  • غوتيريش في قمة المناخ: إما أن نقود أو نُساق إلى الدمار
  • الأمم المتحدة: لا سلام دائم دون حماية البيئة من آثار الحروب
  • “الأمم المتحدة الإنمائي”: مستعدون لتعزيز دعم التنمية المستدامة في ليبيا
  • النيابة العامة تنظم دورة إقليمية بالشراكة مع الأمم المتحدة لتعزيز العدالة وحقوق الإنسان
  • قادة العالم يتجمعون في بيليم لإنقاذ جهود مكافحة تغير المناخ