أبرز الردود على اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
للأسبوع الثالث على التوالي، تتواصل اقتحامات المستوطنين المكثفة للمسجد الأقصى، تلبية لدعوة جماعات متطرفة بمناسبة حلول الأعياد اليهودية، وسط تنديد متواضع من الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي.
وبدأت الأعياد اليهودية منتصف سبتمبر/أيلول الماضي وتستمر حتى نهاية الأسبوع، ويتخللها اقتحام الأقصى على شكل مجموعات بمصاحبة عشرات من أفراد الشرطة الإسرائيلية.
وفي ما يلي نرصد أبرز الردود والتعقيبات الدولية والفلسطينية على تلك الاقتحامات في الساعات الأخيرة:
فلسطين: حذّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة اليوم الثلاثاء من استمرار الاقتحامات، مضيفا أن "هذه الاستفزازات من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه تشكل منهجًا خطيرا هدفه تفجير الأوضاع؛ الأمر الذي سيؤدي إلى تداعيات خطيرة لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها".
كما دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية "بأشد العبارات" التصعيد الحاصل "وما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من استهداف جدي وتصعيد في أعداد المشاركين في الاقتحامات".
كما دانت محاولة فرض وقائع جديدة على المسجد الأقصى من شأنها إدخال تغييرات حاسمة على واقعه التاريخي والسياسي والقانوني عن طريق تقسيمه مكانيا.
الأردن: قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة -في بيان صحفي أمس الاثنين- إن "على إسرائيل احترام التزاماتها وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال في القدس الشرقية".
وطالب إسرائيل بـ"الكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى، واحترام حرمته"، مضيفا أن "المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين".
تركيا تعبر عن قلقها من الانتهاكات المتزايدة في "الأقصى" وعن رفضها المساس بالوضع التاريخي للأماكن المقدسة في القدسhttps://t.co/UMvwu29fPc
— TRT عربي (@TRTArabi) October 2, 2023
تركيا: أعربت وزارة الخارجية التركية أمس الاثنين عن قلقها إزاء "تصاعد الممارسات المتزايدة مؤخرا التي تنتهك قدسية المسجد الأقصى".
وأضافت -في بيان- أن أنقرة ترفض "جميع الاعتداءات التي تستهدف قدسية الأماكن المقدسة في القدس، وعلى رأسها الحرم الشريف، وتنتهك مكانتها التاريخية".
ودعت الحكومة الإسرائيلية إلى تجنّب كافة "الأعمال الاستفزازية التي من شأنها تصعيد التوتر على أرض الواقع"، واتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الخصوص "على الفور".
منظمة التعاون الإسلامي: دانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي -في بيان أمس الاثنين- اقتحام المسجد الأقصى "والاعتداء السافر على المصلين واعتقال عدد منهم".
واعتبرت ذلك "امتدادًا لانتهاكات إسرائيل، قوة الاحتلال، المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة وحرية العبادة، وخرقا صارخا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي.
دانت الأمانة العامة ل #منظمة_التعاون_الإسلامي بشدة اقتحام قوات الاحتلال #الإسرائيلي للمسجد #الأقصى المبارك، والاعتداء السافر على المصلين واعتقال عدد منهم، وإغلاق الحرم الإبراهيمي، معتبرةً ذلك امتداداً لانتهاكات #إسرائيل، قوة الاحتلال، المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة وحرية العبادة. pic.twitter.com/yeaLYBbM0b
— منظمة التعاون الإسلامي (@oicarabic) October 2, 2023
مجلس الأوقاف بالقدس: عقد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس الشريف اليوم الثلاثاء جلسة طارئة على ضوء الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى، أكد فيه "رفضه المطلق لفرض سياسات الأمر الواقع الظالمة القائمة على منطق القوة التي تمعن بها سلطات الاحتلال في المسجد".
وأكد هوية المسجد الأقصى "كمسجد إسلامي بكل مساحته وفضائه فوق وتحت الأرض"، مضيفا أن "الانتهاكات الأخيرة دليل قاطع على أن الأقصى في خطر كبير".
وطالب دول العالم الحر -خاصة العربية والإسلامية- "بوقف حالة التهاون والتواطؤ بحق القدس ومقدساتها والتحرك العاجل الجاد بمستوى الخطورة التي تتعرض لها قضية الأقصى".
الهيئة الإسلامية المسيحية: حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات اليوم الثلاثاء من تصاعد العدوان الإسرائيلي "غير المسبوق على المسجد الأقصى واستباحته من المستوطنين بحماية شرطة الاحتلال".
وقالت إن المسجد الأقصى "تحول إلى بؤرة استهداف من كافة مكونات المؤسسة الإسرائيلية التي تسعى لفرض وقائع وحقائق جديدة تتيح لليهود الصلاة بصورة علنية في باحات المسجد".
حماس والجهاد: قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الثلاثاء إن منع الاحتلال المصلين من الوصول إلى المسجدين الأقصى والإبراهيمي "تصعيد خطير للحرب الدينية على المقدسات".
وأضاف المتحدث باسمها حازم قاسم أن الشعب الفلسطيني "لن يسمح بتمرير مخططات الاحتلال"، داعيا "المقاومة إلى تصعيد ضرباتها".
كما حذّرت حركة الجهاد الإسلامي من أن جرائم الاعتداء على المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى "لا يمكن أن تمر من دون رد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: التعاون الإسلامی الیوم الثلاثاء المسجد الأقصى فی القدس
إقرأ أيضاً:
الإبعاد أبرز أساليب تفريغ القدس من أهلها
القدس المحتلة- من نحو عامين ونصف العام يعيش المقدسي مراد العباسي (44 عاما) بعيدا عن بلدته سلوان وعائلته، وذلك بعدما أبعده الاحتلال في يونيو/حزيران 2022 عن المدينة الفلسطينية المقدسة نهائيا بحجة وجود "ملف سريّ" لينضم إلى عشرات المبعدين عنها بشكل دائم أو مؤقت، والذين وصل تعدادهم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 120 مواطنا، وفق إحصاء محافظة المدينة الفلسطينية المقدسة.
"خسرت حياتي، أقول دائما الأكل والشرب يعوض ولكن العائلة لا تعوض، حرمت من عائلتي وأبنائي الستة، كبروا وهم بعيدون عني، لم أستطع مشاركتهم أفراحهم ونجاحاتهم، أو حتى الوجود بقربهم وقت مرضهم" يصف العباسي للجزيرة نت ثمن الإبعاد الذي دفعه وما زال.
وأضاف أن ابنته تزوجت في القدس ولم يستطع حضور "الجاهة" وهي مراسم التقدم بطلبها، والخِطبة، وتمكن فقط من انتظارها عند باب قاعة حفل الزفاف الذي أقيم خارج القدس.
الاحتلال أبعد مراد العباسي قبل 18 شهرا عن بلدته سلوان وعائلته (الجزيرة) مبررات الإبعادومثل العباسي هناك وزير القدس الأسبق خالد أبو عرفة، ونواب المجلس التشريعي محمد أبو طير وأحمد عطون ومحمد طوطح، الذين أبعدهم الاحتلال نهائيا عن القدس إلى الضفة بعد انتخابهم ممثلين عن كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس وفوز الأخيرة بانتخابات عام 2006.
وإلى جانبهم جرى إبعاد أسرى مقدسيين إلى غزة أو خارج فلسطين بعدما تحرروا في صفقة وفاء الأحرار عام 2011. إضافة إلى المحامي والناشط المقدسي صلاح حموري الذي أبعد عن القدس نهائيا إلى فرنسا في ديسمبر/كانون الأول 2022.
وخلال أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، أبعد الاحتلال عن القدس بشكل مؤقت لفترات متفاوتة 7 مقدسيين -وفق إحصاء محافظة المدينة المقدسة- بينهم أسرى محررون، قرن الاحتلال تحررهم بإبعادهم عن القدس عدة أيام، لمنع استقبالهم أو الاحتفاء بهم في المدينة، والتنغيص على عائلاتهم، كما حدث مع نصر الله الأعور (سلوان) ومحمود أبو صبيح (الرام) ووليد عليان (العيساوية).
ويصدر قرار الإبعاد من مكتب وزير الأمن الإسرائيلي أو وزير الداخلية أو من ينوب عنهما، بتوصية مباشرة من جهات أمنية سياسية مثل جهاز الأمن العام والاستخبارات الداخلية الإسرائيلية المعروف بـ "الشاباك" ويكون بشكل مؤقت أو دائم، يترافق مع سحب بطاقة الإقامة الدائمة "الهوية المقدسية" ويُعلل غالبا بحجة "تهديد الأمن العام أو الإخلال به".
وإلى جانب حجة تهديد الأمن، يبرر الاحتلال قرار الإبعاد بعدم ولاء المبعد لإسرائيل، أو تعبيره عن رأيه المعارض للاحتلال (يندرج تحت بند التحريض على الإرهاب) أو انتمائه لتنظيمات فلسطينية مقاومة، أو ضمن سياسة العقاب الجماعي. وفي مرات عديدة يمتنع الاحتلال عن كشف التهمة، ويكتفي بوصفها أنها ملف سري، كما يحدث بالاعتقال الإداري.
ويكمن هدف الإبعاد الرئيس في تفريغ شرقي القدس من سكانها الفلسطينيين، وتغليب الكفة الديموغرافية الإسرائيلية فيها، عدا تأثيراته المباشرة على المبعد نفسه من خلال إضعاف روابطه الاجتماعية وفصله عن بيئته، وتعريضه للضغط النفسي والعبء الاقتصادي بعد خسارة عمله أو تراجع مدخوله.
المحامي معين عودة: المقدسي يخسر إقامته بمجرد سكنه لمدة معينة خارج المدينة المقدسة (الجزيرة) المواطن يصبح مقيمايقول المحامي والخبير في القانون الدولي معين عودة للجزيرة نت إن إسرائيل بعد احتلالها شرقي القدس منحت سكانها وضعا غريبا من نوعه، وهو "الإقامة الدائمة" التي يسهل خسارتها وفقدانها، مضيفا أن المواطن المقدسي يعيش في حالة ركض دائمة لإثبات سكنه بالمدينة التي ولد وأجداده فيها.
وأكد عودة أن التضييق على المقدسي في وثيقة إقامته الدائمة يعتبر نوعا من أنواع الإبعاد غير المعلن، حيث يخسر إقامته بمجرد سكنه لمدة معينة خارج القدس أو حصوله على جنسية أخرى.
وعن نظرة القانون الدولي، يقول المحامي إن هذا النوع من الإبعاد مرفوض ومحرم، كما نصت اتفاقية جنيف الرابعة على منع الإبعاد الفردي أو الجماعي للأشخاص المحميين، حيث ينظر القانون للقدس الشرقية كمنطقة محتلة سكانها محميون، ويمنع على الاحتلال طردهم أو إبعادهم عن مكان سكنهم.
ويؤكد عودة أن إسرائيل ترى في نفسها القوة المسيطرة على الأرض شرقي القدس، ولا تعطي قيمة للقانون الدولي، كما حدث إبان إبعاد نواب المجلس التشريعي، حيث قالت المحكمة حينها إن القانون الإسرائيلي هو النافذ لو تعارض مع الدولي.
ويختم متعجبا "إسرائيل هي من جاءت إلى المقدسيين واحتلت مدينتهم وضمتها إلى داخل حدودها، كان المقدسيون جالسين في بيوتهم، وها هي اليوم تبعدهم عنها".