سيرحل الحوثي بتململ شعبي وإنتفاضة داخلية
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
هي ليست جردة حساب ولا بحث في جداول الربح والخسارة ، حوالي نصف مليون قتيل وبلاد مدمرة وبنية إجتماعية محتربة ، ومشاريع طالعة من عفن التاريخ تتشرعن بقوة السلاح ، كل هذه التصدعات تضعنا جميعاً أمام الحقيقة الصادمة:
الحرب جعلت الجميع في خانة الهزيمة والإدانة الإخلاقية ، لا دولة قائمة تستحق جولة جديدة من الصراع، ولاشيء فيها يحفز كي تُحكم.
نحن أمام منتج حرب يحمل صفات العبث وغياب العقل السياسي وكل أعراض الجنون.
الحوثي مهزوم بحكم المستقبل القريب ،وغياب مشروعية مستمدة من المحكومين ،وعقد إجتماعي لايملكه الحوثي ،ويقاوم بإستماتة تنحيتة جانباً، وإعتماد بديلاً عنه أساطير الخرافة حول العصمة والقداسة والحكم بتوصية من الرب.
بالحرب الحوثي يدمر البلاد ، وبالسلم المراوح يمص دم وقوت المنكوبين بسيطرته ، وكل محاولة لتسميته سلطة أمر واقع، تؤجل سقوطه ولا تلغي حتمية الرحيل بضغط الشارع والحقوق المدنية .
الحوثي وإن طبّع علاقاته مع الجوار سيصنع له مسوغات حرب أُخرى يستهدف فيها عموم فئات الشعب، ولأنه مشروع حرب لا دولة ، يُنضِج الآن بخطى متسارعة صورة العدو القادم وهو داخلي بإمتياز ، يرفع صخب خطاباته بوصف المجتمع بالجاهلية ، ومحاولة تفكيك وإعادة تركيب الموزاييك السياسي الديني الإجتماعي المتنوع، وفق رؤية مذهبية واحدة ، ووضع سقفه الخاص للوطنية ومسطرة قياس تبدأ وتنتهي من مع ومن ضد المسيرة الإيمانية، أما أن تكون حوثياً بالتشييع الإجباري، أو ان تكون أدوات ضغط ناعمة وطابور خامس.
هو يدرك يقيناً أن الحرب مع الخارج حبله السري، يتغذى منها يعبئ ويحشد حوله ، ويرحل الأستحقاقات الحياتية للناس، بخلق سُلّم أولويات يستقيم عودها على مقاومة العدوان والحرب ، بالتصعيد بين حين وآخر مع الجوار ، مالم فبالإستدارة لمقاتلة الداخل المحتقن .
الحوثي سيرحل بحامل فشله بالقيام بدور الدولة ، سيرحل بجذر منهجه العنصري، بوضع جزمته السلالية على عنق واحدية المواطنة، التي يتطير منها ويرى في نفسه سيداً وكل الملايين عبيد ، سيرحل الحوثي بتململ شعبي وإنتفاضة داخلية، صحيح سيقاوم سقوطه بشراسة ،ولكنه لن يستطيع أن يبيد الملايين وان يحكم الواحد في المئة كل الشعب.
في قلب مشروعه الطائفي تكمن بذرة موته.
بحسابات التاريخ لا قلق.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية للإسلام
قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر إن المشتبه به في هجوم ماغديبورغ كانت له مواقف معادية للإسلام.
وقالت فيزر في ماغديبورغ:" لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين سوى إن مرتكب الجريمة كان يعاني بشكل واضح من الإسلاموفوبيا"، مشيرة إلى أن كل التفاصيل الباقية موضوعة قيد التحقيق.
وأكدت فيزر أن ما يتعلق بما إذا كانت وردت تحذيرات قبل الهجوم أو لم ترد، مسألة متروكة لسلطات التحقيق، مضيفة أن المكتب الاتحادي للتحقيقات الجنائية تم إشراكه ويدعم التحقيقات الجارية.
ووصفت السياسية المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي الهجوم الذي وقع في ماغديبورغ بأنه جريمة مروعة وقالت: "هذه جريمة تؤثر علينا بشدة في جميع أنحاء ألمانيا". وأوضحت الوزيرة أنه تم نشر أكثر من 500 فرد من قوات الإنقاذ وأن الجهود تتركز حاليا على كشف جميع ملابسات الجريمة. وأضافت: "نعمل على ذلك بكل قوة".
وحول الأوضاع الأمنية في أسواق عيد الميلاد بألمانيا أوضحت فيزر أنه جرى عقد اجتماع بين الحكومة الاتحادية وجميع الولايات بشأن التدابير الأمنية وصرحت بأنه سيتم تعزيز الإجراءات الأمنية حسب الوضع في كل منطقة.
يذكر أن الرجل اقتحم بسيارته سوقا لعيد الميلاد في ماغديبورغ مساء الجمعة ودهس حشدا من الناس مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 200 آخرين.
يشار إلى أن المشتبه به المعتقل هو طبيب من مدينة برنبورغ معروف بانتقاده للإسلام وهو من أصول سعودية. من جانبه صرح وزير العدل الاتحادي فولكر فيسينج بأن المدعي العام الاتحادي أنشأ مركزا لإدارة الأزمة. وأكد أن الخطوات التالية موضوعة قيد الدراسة المكثفة وأن المدعي العام الاتحادي سيعلن قراره بأسرع وقت ممكن.