درنة المنكوبة.. ليبيون ما زال يحدوهم الأمل في العثور على ناجين
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
لا يزال عبد السلام القاضي يبحث عن والده وشقيقه منذ أن اجتاحت سيول قوية أحياء بأكملها في مدينة درنة الليبية الشهر الماضي، ورغم أنه لا يتوقع أن يجدهما على قيد الحياة فإنه يريد أن يدفنهما ليكون لديه قبر يرثيهما عنده.
وبحث القاضي مع أصدقائه عن والده وشقيقه في التلال الطينية، حيث كان يوجد منزل عائلته ذات يوم، كما سأل عنهما في جميع المستشفيات، حتى إنه أمعن النظر في صور الجثث التي جرى انتشالها حتى الآن والبالغ عددها 4 آلاف جثة.
وقال القاضي (43 عاما) الذي أمضى يومين مسافرا إلى درنة من منزله الجديد في الولايات المتحدة "قلنا ربما أخذهم البحر، ربما هم هنا في الميناء… كانت أياما صعبة جدا والله".
وبعد مرور 3 أسابيع على السيول التي أودت بحياة الآلاف، لم يتمكن عدد كبير من الناجين حتى الآن من العثور على أحبائهم بينما يحتدم الخلاف بين الفصائل الليبية المتنازعة في من يتحمل مسؤولية هذه الكارثة وسبل إعادة بناء المدينة المدمرة.
وتواجه عدة عائلات الآن احتمال عدم معرفة ما حدث للآباء أو الأطفال أو غيرهم من الأقارب، على الرغم من الجهود المبذولة لتحديد هوية الجثث باستخدام الصور الفوتوغرافية أو اختبارات الحمض النووي، ودُفنت الكثير من هذه الجثث على عجل في مقابر جماعية.
ويقول القاضي، الذي لم يتمكن من التعرف على مدينته عندما وصل إليها، إن والدته وشقيقته لا تزالان يحدوهما الأمل في نجاة والده وشقيقه، لكن القاضي يرى أنه ينبغي عليه أن يتعايش مع حقيقة وفاتهما.
وأضاف "الصعوبة في الأيام الأولى مع الأمل.. يأتي أحدهم ويقول لك إنه رآهم هناك، وآخر يقول لك إنه شاهدهم في مكان آخر.. كأن من فقدناه يموت كل يوم".
عملية إعادة بناء معقدة
بُنيت مدينة درنة على نهر موسمي يمتد من سلسلة جبلية إلى البحر، وهي مدينة ساحلية تقع في شرق ليبيا وتُعرف بأنها مركز ثقافي.
وعانت المدينة من الفوضى في أعقاب الانتفاضة الليبية التي دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011. واستولى عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة في عام 2015، مما أدى إلى مقتل أحد شقيقي القاضي قبل أن تسيطر عليها قوات شرق ليبيا بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
ويبدو الدمار الآن على نطاق مختلف، فبين عشية وضحاها، تحول واد ضيق يمتد بين الشوارع والمباني الأنيقة إلى مساحة واسعة من الطين والصخور وكتل مواد البناء.
لكن ترتيب عملية إعادة إعمار درنة سيكون معقدا مع انقسام ليبيا بين حكومة معترف بها دوليا في طرابلس بالغرب، والمناطق الشرقية التي يسيطر عليها حفتر مع مؤسسات موازية.
ويمكن رؤية جهود الإغاثة في الشوارع حيث تعمل الحفارات على إزالة الأنقاض. لكن السكان، الذين تحدثوا إلى رويترز الأسبوع الماضي، اشتكوا من أنهم لم يتلقوا أي مساعدة في ترميم أو إعادة بناء المنازل أو الشركات.
وكان محمد الغويل (49 عاما) يحاول إزالة الطين الذي غطى رفوف محل بقالة يملكه شقيقه، وقال "هناك غياب تام للدولة لطمأنة المواطنين.. قررنا تخفيف بعض آلامنا من خلال التنظيف على قدر استطاعتنا لإعادة الحياة إلى المناطق المنكوبة".
وقالت الحكومة في شرق البلاد، وهي غير معترف بها دوليا، يوم الأحد إنها أجّلت مؤتمرا دوليا لإعادة الإعمار كانت دعت إليه سابقا، في حين قالت حكومة طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة أيضا إنها ستعقد مؤتمرا لكنها لم تحدد موعدا.
ويقول محللون إن إعادة الإعمار والتنسيق المطلوب في دولة ممزقة يمكن أن يشعل صراعا آخر على السلطة.
وتظل الأولوية بالنسبة للقاضي هي العثور على أفراد عائلته المفقودين، وهي مهمة شاقة بالنسبة له ولآلاف آخرين.
وقال القاضي "مدينة كاملة تحت المياه.. ما زال هناك ناس بالعمارات.. يعني بالإمكانيات اللي عندنا مستحيل نطلعوهم".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
محافظ الغربية يفتح أبواب الأمل لـ 36 أسرة.. عقود عمل وماكينات خياطة لذوي الهمم
استقبل اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، مساء اليوم، بديوان عام المحافظة، 36 أسرة من أبناء المحافظة، ضمن لقاءاته الدورية للاستماع لمطالب واحتياجات الأهالي عن قرب، والعمل على تلبيتها بالتنسيق مع الجهات التنفيذية المختصة، في استجابة سريعة تعكس التزام المحافظة بدعم الفئات الأولى بالرعاية، بحضور الأستاذ احمد القللي وكيل وزارة العمل .
جهود محافظ الغربيةوخلال اللقاء، أجرى محافظ الغربية حواراً مفتوحاً مع المواطنين، استمع خلاله لظروفهم المعيشية والاجتماعية وناقش احتياجاتهم، حيث ارتسمت ملامح السعادة والفرحة على وجوه الحضور، عقب توزيع محافظ الغربية عدداً من المساعدات التنموية التي تنقل الأسر المستحقة من الاحتياج إلى الإنتاج، حيث قام بتسليم 4 ماكينات خياطة للأسر المستفيدة، إلى جانب شهادات تخرج أوائل دفعة مراكز التدريب المهني التابعة لمديرية العمل، وشهادات اجتياز دورة التدريب المهني لمهنة التفصيل والخياطة.
وفي إطار دعم ذوي الهمم، سلم اللواء أشرف الجندي عقدي عمل لشاب وفتاة من أصحاب الهمم، مؤكداً حرص المحافظة على تمكينهم ودمجهم في سوق العمل تحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص، كما قام بتسليم 30 عقد عمل آخر للمواطنين، في خطوة تترجم التزام الدولة بفتح آفاق جديدة للحياة الكريمة وتوفير فرص عمل مستدامة.
وخلال كلمته، أكد محافظ الغربية أن تحقيق الحياة الكريمة حق أصيل لكل مواطن، وهو ما تعمل عليه المحافظة تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي تضع بناء الإنسان وتوفير سبل العيش الكريم على رأس أولوياتها، مشدداً على أن المحافظة مستمرة في جهودها لرفع المعاناة عن كاهل الأسر الأولى بالرعاية، وتقديم كافة صور الدعم المباشر والمستدام للأسر المستحقة وذوي الهمم، من خلال خطط متكاملة تعتمد على التدريب والتأهيل والتمكين الاقتصادي.
أهالي الغربيةوأعرب أهالي الغربية عن سعادتهم البالغة بهذه اللفتة الإنسانية من المحافظ وحرصه الدائم على تلبية احتياجاتهم وتخفيف أعباء الحياة عنهم، مثمنين هذه المبادرة التي عكست روح المسئولية الاجتماعية الحقيقية، وطلبوا التقاط الصور التذكارية معه تعبيراً عن امتنانهم واعتزازهم بهذا اللقاء الإنساني الذي أدخل البهجة إلى قلوبهم.