حفيد ساسون اليهودي العراقي يروي قصة عائلة شغلت العالم: لسنا مثل آل روتشيلد
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
شفق نيوز/ تناولت صحيفة "جويش نيوز" العبرية البريطانية، تاريخ عائلة ساسون البغدادية اليهودية، من خلال حفيد العائلة المقيم في العاصمة الأمريكية واشنطن، مؤكداً أن أرشيف العائلة اليهودية يؤكد أنه لا يمكن مقارنتها بعائلة روتشيلد اليهودية الألمانية الأصل.
وأشار التقرير البريطاني الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن عمل الحفيد جوزيف سامون ببحثه في أرشيف عائلته، جعله يشعر بالغضب ويتفاجأ أيضاً بنفس المستوى.
أغنى العائلات اليهودية
ولفت التقرير إلى أن جوزيف هو سليل إحدى أغنى العائلات اليهودية في العالم، وتحدث من مقر إقامته في واشنطن حيث يحاضر في جامعة جورج تاون.
وجاءت المقابلة قبل المحاضرة المقررة في المعهد البريطاني حول العراق في 16 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، والتي سيتناول فيها صعود وتراجع عائلته.
وذكر التقرير أن جوزيف يتناول قصة عائلته، الأسرة اليهودية البغدادية التي تمتعت بالثراء منذ القرن الـ18، وينقل عنه قوله إنه "كان للشيخ ساسون بن صالح (1750-1830) العديد من الأبناء، أكبرهم هو ديفيد ساسون. وكان من بين أبنائه بنيامين، وأنا من نسله".
ولفت التقرير إلى أن هذا الوصف البسيط هو لعائلة تجار استثنائية، كان مقرها في الأصل في بغداد، ثم انتقلت بعد ذلك إلى مومباي في الهند، ثم هاجرت إلى الصين وبريطانيا، وهي عائلة من بين نجومها أيضاً شاعر الحرب العالمية الأولى الذي لا مثيل له سيغفريد ساسون.
القصة المذهلة
ونقل التقرير عن جوزيف قوله إن بحثه في تاريخ العائلة بدأ من خلال "العثور على كنز مذهل من الأرشيفات في المكتبة الوطنية في القدس، وقد ذهبت إلى هناك، ولم أكن أعرف ما أتوقعه، وغادرت في ذلك اليوم وأنا أفكر: إنه أمر رائع، فهناك قصة مذهلة تستحق أن تروى".
وأوضح جوزيف ساسون أنه كان هناك "100 صندوق وآلاف وآلاف من الوثائق".
وتابع قائلاً إنه كلما كان يأخذ إجازة من التدريس في واشنطن، كان يذهب إلى القدس "ليمضي أربعة أو خمسة أيام مكثفة، ويلتقط صوراً للوثائق بالكاميرا. وكانت العملية بعد ذلك هي قراءة كل شيء وفهرسته".
وينقل التقرير عن جوزيف وصفه لتاريخ عائلته بأنه تاريخ مرتبط بـ"الهجرة والعولمة والسياسة والأعمال التجارية مثل الأفيون؛ وبمدى أهمية ألا تفقد هويتك أولاً كبغدادي وثانياً كيهودي. ويتعلق الأمر أيضاً بالتقاليد والغيرة".
الغيرة العائلية
وحول موضوع الغيرة العائلية، يعرض جوزيف ساسون قصة فلورا ساسون، التي خصص لها فصلاً كاملاً، بينما في كتب أخرى لم يتم تناولها غالباً سوى بسطرين بوصفها كانت مضيفة جيدة وزوجها بستة صفحات على الأقل.
لكن من خلال تصفح الارشيف، يقول جوزيف ساسون إن فلورا كانت تظهر بشكل دائم، مضيفاً "صحيح أنها كانت مضيفة جيدة، إلا أنها كانت أيضاً مديرة تنفيذية تدير شركة تجارية عالمية. وكل حيل الرجال في العائلة كانت تتآمر ضدها. لقد كنت أشعر بالغضب عندما كنت أكتب عنها".
ويقول ساسون إنه كان يردد مقولة "كيف يمكن لأرملة لديها ثلاثة أطفال أن تدير شركة عالمية؟، وكان هذا (التشكيك) يأتي من رجال كانوا منشغلين بسباق الخيول والنوادي والرماية بنمط حياة ملكية".
عائلة روتشيلد الشرق
وذكر التقرير أنه عندما تتم الإشارة إلى الساسونيين فغالباً ما يطلق عليهم اسم "عائلة روتشيلد الشرق"، لكن جوزيف ساسون يعتبر أن الاختلافات واضحة تماماً، إذ أنه على الأقل كانت عائلة روتشيلد تعمل في مجال البنوك وعائلة ساسون تعمل في التجارة.
وتابع قائلاً إن "البريطانيين لم يكونوا يحبون الأثرياء الجدد مثل عائلة روتشيلد، إلا أن ذلك لم يكن ينطبق على عائلة ساسون لأنهم كانوا بالفعل من الطبقة العليا في بغداد. وعندما انتقلوا إلى بومباي، ومع حلول الوقت الذي غادروا فيه كانوا معروفين باسم أمراء التجارة. لم تكن المسألة أبداً أنهم صعدوا من لا شيء".
ولفت جوزيف ساسون إلى أن العديد من الناس لا يعرفون عن بغداد سوى صدام حسين والحرب والدمار، مشيراً بذلك إلى مقابلة إذاعية أجريت معه مؤخراً، مضيفاً أنه "يخبرهم أن هناك مجتمعاً عمره 2500 عام لم يمر أبداً بما مر به أخوانهم في أوروبا. الناس لا يعرفون هذا".
لكن جوزيف يلفت إلى أن المرة الأخيرة التي كان فيها في شمال العراق كانت في العام 2008، مضيفاً أنه "في كل مرة كنت أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لكي أعود، لكن الوضع يتدهور أكثر".
وتابع قائلاً إنه كلما كان يدقق في أرشيف العائلة، كان يدرك أكثر المفارقات القائمة في التاريخ، موضحاً أن "ديفيد ساسون هرب في العام 1830 في منتصف الليل. هرب هو ووالده إلى إيران ثم ذهبا إلى بومباي. وعندما كنت مراهقاً، وجدنا أنا وأبي أنفسنا، ليس على نفس الطريق، ولكن أيضاً نهرب ونترك كل شيء ونذهب أيضاً إلى إيران في ذلك الوقت لأنها كانت ودية في عهد الشاه. لذا فإن أوجه التشابه التي استمرت لأكثر من 150 عاماً استمرت في العودة. الأمور لا تتغير".
وختم التقرير بالإشارة إلى أن جوزيف ساسون يشغل الآن منصب مدير مركز الدراسات العربية المعاصرة وأستاذ التاريخ والاقتصاد السياسي في جامعة جورج تاون الأمريكية.
وأضاف أن ندوة "التجار العالميون: مغامرة سلالة ساسون"، ستقام في يوم الاثنين 16 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في المعهد البريطاني لدراسة العراق في لندن.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي التجارة العالمية الحرب العالمية الاولى إلى أن
إقرأ أيضاً:
عـبد الله علي صبري: بين الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية
إذا كانت بريطانيا صاحبة الدور الأكبر في دعم الحركة الصهيونية وتحقيق هدفها الرئيس في قيام دولة يهودية على أرض فلسطين، فقد انتقلت الراية بعد الحرب العالمية الثانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت أول دولة تعترف بإسرائيل عند الإعلان عنها في مايو1948م. وما كانت أمريكا لتقف هذا الموقف لولا تغلغل ما يسمى بالمسيحية الصهيونية في الكنائس والجامعات الأمريكية، وبروز ما بات يعرف باللوبي الصهيوني أو الإسرائيلي.
ومعروف أن الصهيونية العالمية نشطت في عواصم الدول الإمبريالية، وراهنت طوال تاريخها على القوى الكبرى في تحقيق أهدافها ومشاريعها، التي كانت حتى الآن على حساب الحقوق العربية. وإذا كانت الدول الاستعمارية قد وجدت في الصهيونية أداة مهمة لتحقيق أهدافها في تجزئة الوطن العربي، واستمرار الهيمنة الغربية على مجتمعاته، فإن البعد الديني والثقافي كان حاضرا بقوة في مفاصل المشروع الصهيوني.
التقت المسيحية الصهيونية بالهدف اليهودي في إقامة وطن قومي لهم بفلسطين، ومنحت المشروع الصهيوني دفعة دينية ربما كانت مفاجئة لليهود أنفسهم. وقد تناول مؤلف كتاب الصهيونية المسيحية بول مركلي بشيء من التفصيل جذور العلاقة بين الحركة الصهيونية والصهيونية المسيحية، منذ اللقاء الأول الذي جمع مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل بالقسيس والدبلوماسي البريطاني وليم هيتشلر عام 1896.
وإذا كان هرتزل قد ألف كتاب ” دولة اليهود “، فإن هتشلر مؤلف كتاب ” إعادة اليهود إلى فلسطين طبقا للنبوءة “، وعنوان هذا الكتاب يلخص طبيعة ومحتوى الصهيونية المسيحية.
بل ثمة من يطرح أن الكنيسة البروتستانتية التي نشأت على يد القس الألماني مارتن لوثر في القرن السادس عشر، هي من آمن وبشر بنبوءة عودة اليهود إلى فلسطين، كونها أرض الميعاد، وهكذا وجدت الصهيونية في البروتستانتية المسيحية، سندا حقيقيا وفاعلا لا يزال تأثيره جليا حتى اليوم.
إلا إن الحركة الصهيونية لم تركن إلى المشاعر والدوافع الدينية على أهميتها في إقامة الدولة اليهودية، بل رفدتها بمشاريع وخطط تنفيذية، بحيث لا تبقى الأهداف حبيسة الشعارات الرومانسية. ومنذ انعقاد المؤتمر الأول للحركة الصهيونية في بازل/ سويسرا 1897، باشر يهود الشتات في أوروبا إلى الهجرات المتلاحقة والمنظمة إلى فلسطين، ويوما بعد يوم توفرت في فلسطين الظروف المادية للصراع بين اليهود والعرب، الذي ما كان له أن يتفاقم ويتطور لصالح اليهود والحركة الصهيونية لولا أن فلسطين كانت تحت الاحتلال البريطاني.
اليوم وقد جرت في النهر مياه كثيرة وأحداث ومنعطفات وأزمات على مدى أكثر من 70 عاما، ما يزال الكيان الصهيوني يعتمد في بقائه على الدعم الغربي والأمريكي، ولا تزال الولايات المتحدة منحازة على نحو فج إلى جانب إسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني. وعلى مدى يوميات طوفان الأقصى وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني، رأينا كيف أن الإدارة الأمريكية قد غدت جزءا وشريكا كاملا في كل الجرائم التي أمعنت إسرائيل في ارتكابها، فقد أعلن الرئيس بايدن أنه صهيوني ويدعم الكيان الصهيوني، وقال وزير خارجية واشنطن أنتوني بلينكن أنه يزور إسرائيل باعتباره ” يهودي ” أولا وآخرا، والنتيجة أن كل شعارات حقوق الإنسان سقطت وتبخرت، وبات القانون الدولي الإنساني معلقا ما دام القتلة صهاينة والضحايا عرب..!
تعرت أمريكا والدول الغربية، ولزمت الأمم المتحدة الصمت، وغدا الدم الفلسطيني مستباحا بلا مكابح، وكانت هذه جناية الصهيونية المسيحية التي وقف أقطابها بالكونغرس الأمريكي وقدموا عرضا سخيفا من التصفيق الحار للمجرم الأكبر نتنياهو.