حكومة مهام…! بقلم /محمد المقالح
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
كتب / محمد محمد المقالح
الذين يضخمون عملية الإصلاح ويبالغون بعناوينه ومضامينه بهدف تصعيبه وجعله أقرب للمستحيل يخرجون عمدا من حساباتهم حقيقة أن سلطة صنعاء بكاملها لا تمثل سوى طرف واحد من الأطراف الأخرى في سلطات الأمر الواقع ببقية ال80 % من اليمن ولا تزال في حالة حرب ومحاصرة وبالتالي ليست مهمتها تغيير الدولة والقفز فوق مؤسساتها ودستورها وأنظمتها التي تمثل شرعية الدولة اليمنية فهذا أمر لا يملكونه ولا يستطيعونه ولايرديونه ويكفيهم في هذه المرحلة عمل حكومة مصغرة ذات كفاءات وبخطاب وطني لا مذهبي وملزمة بأمرين اثنين غاية في الأهمية هما:
الأول : تقديم برنامج مزمن من حيث الخطط والموارد والموازنة لإنجاز كل ما ورد في خطاب السيد من توجيهات عملية تتعلق في محاربة الفساد وتحسين أداء الخدمات وتسريع اجراءات التقاضي وتفعيل قانون السلطة المحلية والتقليل من الجبايات وتحسين الايرادات وتطوير الانتاج الزراعي والصناعي الخ
الثاني : يتعلق بقضايا المفاوضات ومعالجة آثار الحرب وتداعياتها كفتح الطرقات وإطلاق الأسرى والمعتقلين وإعادة الإعمار وإخراج الأجنبي وصولا لاقامة سلطة مشتركة حتى إجراء انتخاب الرئيس وبالتالي انتخاب الشرعية مع ملاحظة أن بند المرتبات يتقدم أولويات ما سبق والا تحول حصريا على صنعاء وصورايخها
كلا الأمرين في يد الحكومة المرتقبة لا في يد بقية الأطراف وأي تباطوء أو مماطلة خطير جدا لان الوضع لم يعد يسمح والزمن يمر بسرعة ولا يتلكأ في مشيته كحكومة الانقاذ ابدا
والخلاصة أنتم حكومة مهام مؤقتة وإضطرارية ولستم شرعية انتخابية ومن يعمل لإصلاحات غير واقعية لا يريد خيركم بل خرابكم.
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
الهياكل الثلاثة (450-500) الخيزران والسجاد بقلم : محسن عصفور الشمري ..
كلاهما نتاج جهد جماعي مستمر لوقت طويل ومن سيرة انتاجهما أمور تفيدنا في بناء مناهج في مختلف مجالات الحياة الخاصة والعامة كما تعلم قابيل من الغراب وكما اخذ منتجوا شكل طائرتهم الشبح من الشاهين.
خيارات الانسان أوالمجتمعات أوالشعوب الخاطئة لا تمثل عدوانا على الاخرين حتى تتحول مناهج ونتائج هذه الخيارات في حالة الخروج من الحدود المعنوية والمادية الموثقة او المعروفة.
مراكز البحث العلمي تعتمد على العمل الجماعي والعصف الذهني ولا تخشى الوعي وتستقطب كل ما يدعم عملها وتعمل بعيدا عن الأضواء كما تعمل أشجار الخيزران عندما تستمر في النمو تحت مستوى الأرض لعدة سنوات وعندا تخرج فوق السطح فانها تنمو بسرعة تتراوع بين(50-100سم)في الشهر.يوازي هذا ان الباحث يعيش حياة طبيعية وتمويل بحثه يأتي من نسبة يقتطعها من الاعمال التي يقوم بها كفرد او مجموعة او من تمول من الموازنة العامة السنوية ونتاجات البحوث بعد خروجها الى الناس فانها لا تصبح محتكرة لانها تصبح في متناول جميع الناس وتساهم في تلبية حاجاتهم اليومية وملأ الفراغات وحمايتهم مهما طال الزمن كما ذهب قارون وطريقة استخراج الذهب من التراب متداوله الى يومنا هذا.
حياكة السجاد تحتاج الى جهود جماعية لكنها تحتكر العصف الذهني في عدد محدود ولا توسع الوعي لانها تخشاه فلتجأ الى الاستفادة من جهد الانسان المبرمج(الالي) فلذلك يلجأ صانعوا السجاد الى بناء هالة حول الفريق المحتكر لصناعة السجاد وتنسج حولهم الاساطير والخرافات والترهيب عند تجاوز الحدود المحددة حصرا من قبل المحتكرين والترغيب لمن يبقى خلف الحدود وتحت السقوف.
التنافس بين العصف الذهني في مراكز البحوث والاحتكار الميتافيزيقي مستمر بين البشر منذ ادم ويستمر حتى قيام الساعة والقراءة الواعية للتاريخ تصل بنا الى مرحلة الرشد فتجعلنا نرى الأمور ببصيرة حاضرة كاشفة على كل ما بين أيدينا وما يحيط بنا لنرى بانه لم تصمد سجادة واحدة اما الخيزران عندما تنتهي فترة نمو جذوره ويبدأ بالخروج من تحت الأرض.