خبراء الطاقة يناقشون سبل حشد التمويل وتحفيز الابتكار خلال أديبك 2023
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
أبوظبي في 3 أكتوبر / وام/تركّزت النقاشات في ثاني أيام "أديبك" – على أهمية توحيد القطاعات من خلال الأفراد والسياسات والتكنولوجيا ورأس المال لضمان انتقال عادل وفعّال في الطاقة. وفي معرض حديثه حول أهمية بناء هذه المنظومة المشترك، قال لوسيان بولديا، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة هانيويل للتقنيات والمواد عالية الأداء: "عندما ننظر إلى الانتقال في الطاقة وخفض الانبعاثات، لم تكن هناك أي إنجازات نوعية العام الماضي.
كانت فعّاليات "أديبك" انطلقت أمس تحت شعار "خفض الانبعاثات أسرع معاً"، جامعةً مختلف الأطراف المعنية من قطاعات الأعمال والمالية والتكنولوجيا والحكومة والأوساط الأكاديمية والمجتمع الأوسع، وقد أظهرت جلسات اليوم الثاني من "أديبك" أهمية حشد الأصوات والقطاعات المختلفة لضمان خفض الانبعاثات بشكل شامل وفعال من نظام الطاقة العالمي. هذا التوازن المعقد بين المجتمع وقطاع الطاقة والقطاع الحكومي موضوع الجلسة الوزارية، والتي حملت عنوان "الطريق إلى مؤتمر الأطراف (COP28): المناخ والاستدامة والانتقال العادل". شهدت الجلسة مشاركة نخبة من الوزراء الذين يضطلعون بمسؤولية رسم مستقبل السياسات المتعّلقة بالمناخ، حيث شاركوا وجهات نظرهم حول الفرص والتنازلات المصاحبة لعملية الانتقال في الطاقة. وتركّزت النقاشات حول أهمية تمكين الحلول المناخية القابلة للتطبيق بشكل تجاري وتسريع الاستثمار، حيث أكّد أسامة مبارز، الأمين العام لمنتدى غاز شرق المتوسط، على أهمية المواءمة بين الأمن والطاقة قبيل انطلاق الحدث في نوفمبر قائلا: "يتوجب علينا تحقيق التوازن بين أمن الطاقة وعملية الانتقال في الطاقة. يرى الكثيرون أن أمن الطاقة هو أمر قصير الأجل، وأن الانتقال في الطاقة هو أمر طويل الأجل. أعتقد أنه يجب اعتبار كلا الأمرين أهدافاً طويلة المدى." .
كما انطلقت اليوم الدورة الافتتاحية لمؤتمر الهيدروجين الاستراتيجي، والتي جمعت قادة قطاع الطاقة من جميع أنحاء العالم لرسم مسار لدراسة الجدوى التجارية للهيدروجين واستخدامه على نطاق واسع. وعند الأخذ بعين الاعتبار الدور المحوري الذي يمكن لحلول الهيدروجين أن تلعبه للمساهمة في تمكين مستقبل منخفض الكربون، فإن استخدامها على نطاق واسع أمر ضروري جداً، كما أشارت أستريد بوبارت لافارج، الرئيس العالمي لقطاع الطاقة والكيماويات، شنايدر إلكتريك: "هذا القطاع هو قطاع قديم وحديث في نفس الوقت، وهو بحاجة إلى إعادة هيكلة.. هو قديم لأننا أعدنا ابتكار منجية عمرها يمتد لعقود... لكننا بحاجة إلى النضوج بحيث نصبح قطاعا حديثا بوتيرة سريعة جداً." وكان تسريع التسويق التجاري من المواضيع الرئيسية التي تمت مناقشتها خلال جلسة تناولت دور الوقود المستدام في دفع عملية إزالة الكربون. واتفق المشاركون على أن التوسع هو التحدي الرئيسي، كما أشار فيل كالدويل، الرئيس التنفيذي لشركة سيريز باور: "لقد قطعت التكنولوجيا شوطاً طويلاً - لكنها لا تزال بحاجة إلى التوسع، كما أن التساؤلات الموجودة حالياً تدور حول الوتيرة والحجم. أعتقد أن هذا هو الجانب الذي يمكن للقطاعات المشاركة هنا أن تساعدنا من خلاله. وكلما أسرعنا في اعتماد هذه التقنيات، كلما تمكنا من التوسع بشكل أسرع". من جانبه لخص نيال هانيغان، المدير المالي التنفيذي لشركة "مصدر"، دور التمويل في حشد جهود الانتقال في الطاقة، وذلك خلال الجلسة التي تناولت كيفية تسريع التمويل وتحديد أولويات الاستثمارات من أجل الانتقال في الطاقة، وقال "يحتاج المستثمرون إلى التوسع. وهم يريدون رؤية إطار سياسي واضح ضمن منطقة جغرافية معينة، تدعمه قواعد تنظيمية مستقرة وشفافة. لن تجتذب الحكومات المستثمرين بمفردها، فنحن نحتاج إلى الهيئات التنظيمية، والمطورين، وبنوك التنمية، والبنوك التجارية للتعاون من أجل إنشاء برنامج. هذه المحادثة التعاونية ضرورية".
ويواصل "أديبك" ترسيخ مكانته الرائدة كمنصة دولية تدعم تأسيس الشراكات اللازمة لدفع الانتقال العادل والفعال في مجال الطاقة إلى الأمام. ومن خلال الجمع بين قادة الطاقة والتمويل والسياسات، يوفر "أديبك" المنتدى الوحيد المعترف به عالمياً، والذي يجمع المصالح المتنافسة للتعاون من أجل إعطاء الأولوية لخفض الانبعاثات وتعزيز النمو الاقتصادي.
محمد نبيل أبو طه/ أحمد النعيمي/ زكريا محي الدينالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الانتقال فی الطاقة
إقرأ أيضاً:
الوزراء: نستهدف الوصول لـ«صفر» انبعاثات كربونية باستخدام وقود الطيران المستدام
ذكر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أنه يمكن لوقود الطيران المستدام أن يُسهم بنحو 65% من خفض الانبعاثات اللازمة للطيران للوصول إلى صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050، وذلك وفقا للاتحاد الدولي للنقل الجوي.
وأوضح مركز المعلومات- في التحليل الذي أصدره، حول وقود الطيران المُستدام أن ذلك سيتطلب زيادة هائلة في الإنتاج من أجل تلبية الطلب، ومن المتوقع أن يحدث أكبر تسارع في إنتاجه في ثلاثينيات القرن الواحد والعشرين مع زيادة الدعم السياسي العالمي، وتحول وقود الطيران المُستدام إلى وقود منافس للوقود الأحفوري.
وأشار التحليل إلى أن الحكومة المصرية اتخذت العديد من المبادرات والخطوات التنفيذية خلال الفترة الأخيرة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتعزيز الاستدامة البيئية، وذلك بما يتماشى مع الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ من خلال تعزيز مصادر الطاقة الصديقة للبيئة والمتجددة على المدى المتوسط والطويل، وفي هذا الإطار أعلن قطاع البترول والغاز المصري تأسيس الشركة المصرية لوقود الطائرات المستدام (ESAF)، وهي شركة مخصصة لإنتاج وقود الطيران المُستدام باستخدام المخلفات المحلية كمادة خام أساسية، مع توظيف أحدث التقنيات العالمية.
وبين أن المشروع يستهدف تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 400 ألف طن سنويًّا، وبتكلفة استثمارية تقدر بنحو 530 مليون دولار، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في غضون السنوات القليلة المقبلة. ويعكس تأسيس تلك الشركة التزام مصر باللوائح الدولية التي تلزم شركات الطيران العالمية بمزج وقود الطائرات التقليدي مع وقود الطائرات المستدام لتقليل الانبعاثات الكربونية الناجمة عن قطاع الطيران.
وأشار التحليل إلى أن جولي كيتشر الرئيس التنفيذي للاستدامة في شركة إيرباص صرحت بأن وقود الطيران المستدام هو أكثر الطرق فاعلية لخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في صناعة الطيران، حيث شهَّد قطاع الطيران نموًّا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من التحسينات التي طرأت على كفاءة الطائرات، فإن الرحلات الجوية لا تزال أحد مصادر الانبعاثات الكربونية، وفي إطار التوجهات العالمية نحو خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، يمكن لشركات الطيران تقليص انبعاثاتها من خلال استخدام بديل منخفض الكربون والذي يُعرف باسم وقود الطيران المستدام (Sustainable Aviation Fuel).
وأوضح التحليل، أن قطاع الطيران يُعد من القطاعات الحيوية في الاقتصاد العالمي، حيث يُسهم في نقل الأشخاص والبضائع عبر القارات، ومع ذلك، فإن له تأثيرات بيئية ملحوظة، خاصة فيما يتعلق بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2)، ففي عام 2022، شكل قطاع الطيران حوالي 2% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، و12% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في قطاع النقل على المستوى العالمي. وعلى الرغم من أن صناعة الطيران تمتلك حصة صغيرة نسبيًّا من الانبعاثات العالمية، فإنها واحدة من أكثر القطاعات تحديًا في إطار تخفيض انبعاثات الكربون، وذلك نظرًا للاحتياج إلى وقود سائل كثيف الطاقة لتشغيل طائرة ستحمل عدة مئات من الركاب والبضائع على بعد آلاف الأميال بسرعات عالية في مركبة يمكن أن تزن عدة مئات من الأطنان. وفي هذا الصدد، ظهرت الحاجة إلى اتخاذ العديد من التدابير التي من شأنها تخفيض الانبعاثات الكربونية لقطاع الطيران، وقد وضعت منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) هدفًا طموحًا للوصول إلى صافي انبعاثات كربونية صفرية لقطاع الطيران الدولي بحلول عام 2050.
وفي هذا السياق.. يُمثل وقود الطيران المستدام فرصة بالغة الأهمية لخفض الانبعاثات الكربونية المرتبطة بالطيران للوصول إلى هدف صافي انبعاثات صفرية من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050.
وأشار التحليل إلى أن وقود الطيران المُستدام هو وقود حيوي يستخدم لتشغيل الطائرات وله خصائص مماثلة لوقود الطائرات الأحفوري التقليدي ولكن ببصمة كربونية أصغر، كما يُعرَّف بأنه الوقود المتجدد أو المشتق من النفايات، بالشكل الذي يجعله يلبي معايير الاستدامة البيئية من خلال تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري خلال دورة الحياة بشكل كبير مقارنة بالوقود الأحفوري التقليدي. ويمكن إنتاج وقود الطيران المستدام من خلال عدد من المصادر، منها: الزيوت النباتية أو الدهون الحيوانية، النفايات العضوية أو البلاستيكية.
ونوه بأن وقود الطيران المستدام يعد صديقًا للبيئة، حيث لا تتطلب المواد الخام التي يستخدمها الانتقاص من المحاصيل الغذائية أو الإنتاج، ولا يتطلب استخدامًا متزايدًا للموارد مثل المياه أو إزالة الأراضي، كما أنه لا يُعزز التحديات البيئية مثل إزالة الغابات أو فقدان إنتاجية التربة أو فقدان التنوع البيولوجي.
وفي حين أن الوقود الأحفوري يضيف إلى المستوى الإجمالي لثاني أكسيد الكربون، فإن وقود الطيران المستدام يعيد تدوير ثاني أكسيد الكربون الذي امتصته الكتلة الحيوية -مثل الخشب والنفايات الزراعية- المستخدمة في المواد الخام أثناء مسار حياتها، أي أن ثاني أكسيد الكربون الذي تمتصه الكتلة الحيوية أثناء مرحلة نموها يعادل تقريبًا الكمية المنتجة عند استخدام الوقود، وذلك من شأنه أن يجعل وقود الطيران المستدام محايدًا للكربون.
وأكد التحليل في ختامه أنه على الرغم من أن تخفيض الانبعاثات الكربونية في قطاع الطيران يمثل تحديًا كبيرًا، فإن التوسع في استخدام وقود الطيران المستدام يُمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة في قطاع الطيران، وذلك نظرًا لمساهمته بشكلٍ كبير في تعزيز الاستدامة البيئية وتخفيض الانبعاثات الكربونية، علاوة على تحسين أداء الطائرات، وخلق فرص اقتصادية في المُجتمعات الزراعية. وعلى الرغم من التحديات التي تواجه إنتاجه، فيمكن أن يصبح وقود الطيران المستدام جزءًا أساسيًّا من مستقبل الطيران المستدام.
اقرأ أيضاًمعلومات الوزراء: 89% من المصريين يركزون على الأعمال الخيرية في رمضان
معلومات الوزراء يحتفي بنماذج مشرفة من القيادات النسائية المساهمة في تحقيق أهداف المركز
معلومات الوزراء: 177 منطقة صناعية في مصر والقاهرة تستحوذ على الصدارة بـ 14%