دعم الفن التونسي و التعريف به و التسويق له ضمن معرض بيع اللوحات والمنحوتات بفضاء " Maison Interbois"..
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
سام برس
دعم الفن التونسي و التعريف به و التسويق له ضمن معرض بيع اللوحات والمنحوتات بفضاء " Maison Interbois"..
المنذر السلامي ".. لدينا في تونس معالم مهمة منها ما يضمه متحف الجم للموزاييك الذي يجب أن نبرزه للسياح و نسوقه للعالم.."
شمس الدين العوني
لقاءات و معارض جماعية و شخصية و ضمن هذا السياق الثقافي الفني التشكيلي يشهد فضاء Maison Interbois بجهة الحمامات معرض بيع اللوحات والمنحوتات وما إلى ذلك ضمن معرض فني حيث أقيم حفل استقبال يوم الجمعة 15 سبتمبر والسبت 16 والأحد 17 سبتمبر 2023 من الساعة 7 مساءً ليستمر المعرض الى غاية يوم 15 أكتوبر 2023 و ذلك بمشاركة عدد من الفنانين التشكيليين .
و تمثل الأسماء المشاركة تنوعا في مجالات الفن التشكيلي وفق عدد من التقنيات و الأساليب و الاتجاهات الفنية...و في هذا السياق من دعم مؤسسته "أنتار-بوا " تحدث السيد المنذر السلامي عن أهمية الثقافة و خاصة لدى الناشئة و منها الرسم و تربية الصغار على ثقافة الرسم و الفنون و غير ذلك قائلا "..أنا أدعم الفن و أشجعه من هذا الجانب فقد كبر معي حب الفن التشكيلي و الرسم منذ أن كنت صعيرا حيث تأخذني والدتي الى المعارض الفنية التشكيلية و الأروقة وتنامى لدي و معي هذا الميل للفنون و اطلهت على الفن و تاريخه و مدرسة تونس كانت تجربة مهمة حيث أنها ضمنا و صنعت لها سوقا للفن آنذاك من تاريخ الفن التونسي ..
ليوم لا بد من تشجيع الفن و الفنانين و هذا ما أفعله كرجل أعمال و صاحب مؤسسة و هو ابراز رصيدنا الفني و دعم الفنانين و من ذلك ما قمنا به استقبال للفنانين و اقامة المعارض و اقتناء الأعمال الفنية و هو مهم للفن التونسي و تسويقه للخارج و الفنانة التشكيلية هندة العبيدي مثلا تقوم بعمل مميز في المنحى التجريدي فنيا و جماليا و يجب اطهار هذا الجهد و نقله الى الخارج للتشجيع و اطلاع الآخرين على ابداعاتنا الوطنية فتونس تزخر بالابداع و المبدعين و لا بد للعالم أن يطلع على ذلك فمثلا الفن التشكيلي التونسي حري به أن يطلع عليه العالم مثل الأمريكان و الروس و الألمان و عيرهم فهو فن نابع من الأعماق ...أنا أسعى لتشحيع الابداع ضمن مؤسستي و هذا دور وطني و لدينا معالم مهمة منها ما يضمه متحف الجم للموزاييك الذي يجب أن نبرزه للسياح و نعرف كيف نسوقه للعالم ضمن التعريف به و بمخزوننا الفني الحضاري ...قمنا بعديد المعارض منها معرض سنة 2003 التجميعي ..COLLECTION """نعم... و ضمن هذا المعرض فان الرسامة هندة العبيدي تذهب في هذا السفر الملون تحضن طفولتها و تكتفي باللوحة المعلقة في الجدار حيث القماشة الطافحة بالشجن و الممتلئة أحيانا بالبهجة العارمة..".
و بين الحالتين تغنم الطفلة الكامنة فيها شيئا من حرقة اللون و عذاب الأسئلة و بهاء العبارة....في تجريدية حالمة و مبهجة.و هكذا ..معرض آخر و تجربة متواصلة للفنانة هندة العبيدي ضمن السياق الفني التونسي... و تجربة في دعم الفن التونسي اقتناء و تشجيعا و عرضا و تسويقا ..و لقاء جديد ضمن معرض جماعي متواصل الى غاية يوم 15 أكتوبر المقبل.
المصدر: سام برس
كلمات دلالية: الفن التونسی ضمن معرض دعم الفن
إقرأ أيضاً:
زمن بورقيبة التونسي
أسماء وُلدت في رابعة ظهر التاريخ. سطع ضوء في سماء الوعي، وتحرك التغيير في مساحات واسعة من العالم. الاستعماران البريطاني والفرنسي، امتدا في قارتي آسيا وأفريقيا، وبعد الحرب العالمية الأولى، اتخذ التاريخ منحنيات سياسية كبيرة. البلاد العربية التي غرب عنها العصر العثماني، صار جزء منها تحت الهيمنة الفرنسية والبريطانية والإيطالية، بتوصيفات مختلفة. استعمار إيطالي مباشر في ليبيا، وفرنسي في الجزائر، وحماية فرنسية في المغرب، وحماية بريطانية في كل من مصر والعراق والخليج العربي. انطلقت معارك الاستقلال في هذه البلدان. منها ما كان عسكرياً، ومنها ما كان سياسياً مع مواجهات عسكرية مختلفة العيار. القرن العشرون وُلد بقسمات جديدة فوق الأرض، وفي الفكر والثقافة والعلم، والقوى السياسية والعسكرية. صار للآيديولوجيا أوراق في شجرة القرن الوليد. حكم الأتراك بلداناً عربية تحت مسمى الدولة العثمانية قروناً طويلة، امتدت من القرن السادس عشر، إلى بداية القرن العشرين. كل منطقة كانت ولاية (إيالة) يحكمها والٍ عثماني، يُعيَّن من الباب العالي في إسطنبول. بعد انهيار الدولة العثمانية، هيمن الفرنسيون والبريطانيون على المنطقة العربية، بعد انتصارهما في الحرب العالمية الأولى. بدأت بعد ذلك مرحلة استقلال بعض الدول العربية، ووجد العرب أنفسهم أمام وضع جديد ما عرفوه من قبل. الدولة هي الكيان الذي يشكّل الوعاء السياسي الذي يجمع سكان البلد المستقل. النمط الأوروبي للدولة، كان النموذج الذي أنتجه من تولى قيادة الأوطان المستقلة، إلى استنساخه وبنائه في واقعهم الجديد. قامت كيانات تبنت النظام الملكي، وأخرى تبنت النظام الجمهوري، لكن الموروث الاجتماعي القديم، ظلَّ فاعلاً بقوة في مفاصل التكوينات العربية الجديدة. القبلية والطائفية والجهوية والأمية والفقر، وغياب الخبرة السياسية والإدارية، أعاقت وجود النسيج الاجتماعي الأساسي المكون للدولة، وهو (الأمة) التي يربطها الحبل الوطني الجامع لكل المواطنين الذين يعيشون على أرضها. في بعض الدول العربية الوليدة، بقي الموروث الاجتماعي، القديم الذي ساد في زمن ما قبل الدولة المستقلة، فاعلاً بقوة وأعاق عملية تحقيق الهوية الوطنية الجامعة للكيان السياسي الجديد، وهي الأمة الواحدة.
الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، خاض معركة سياسية طويلة مع المستعمر الفرنسي لبلاده. درس في المدرسة الصادقية بتونس، ثم توجه إلى باريس، حيث درس القانون والعلوم السياسية. عاد بعدها إلى تونس ومارس المحاماة، واندفع في العمل السياسي. سجنه المستعمر الفرنسي وهرب إلى مصر سيراً على الأقدام لعرض قضية وطنه المحتل، كما زار الأمم المتحدة للهدف ذاته. أعاد تأسيس الحزب الدستوري التونسي، واستمر في مواجهته المستعمر الفرنسي. في سنة 1956 تولى رئاسة الوزارة في المملكة التونسية، التي كانت تتوارث عرشها بايات العائلة الحسينية من أصول تركية. في سنة 1957 عُيّن رئيساً للدولة بعد إنهاء حكم البايات وإعلان الجمهورية، وإنهاء الوصاية الفرنسية.
الحبيب بورقيبة قاد الحزب الدستوري التونسي، وكان الحزب الواحد الذي حكم تونس طيلة زمن حكم بورقيبة، وجعل من هذا الحزب قوة لتأسيس الدولة التونسية الحديثة، التي تقوم على تحقيق كيان (الأمة) الموحدة. المناضل المثقف الذي اندمج في المجتمع الفرنسي، وتزوج منه أم ولده الوحيد الحبيب الابن، وتمكن من اللغة الفرنسية، وغاص في الفلسفة والقانون والسياسة، وعاش في خضم الحداثة والتنوير والثقافة الفرنسية. منذ السنة الأولى التي ترأس فيها الدولة، كان همه تكريس هوية الأمة، وتأسيس تونس الجديدة الحديثة. وظَّف الجزء الأكبر من ميزانية الدولة في التعليم، وسخَّر جهده متنقلاً في أنحاء البلاد مخاطباً الرجال والنساء مباشرة، محرضاً على إلغاء مجتمع القبائل (العروش)، وتأسيس مجتمع الأمة التونسية الواحدة الموحدة. تحرير المرأة عدَّه الحبيب بورقيبة شرطاً أساسياً لتأسيس المجتمع الجديد، وفتح أمامها باب التعليم والعمل، ونظَّم عملية الطلاق بأن تتم أمام المحاكم. وتحدث في خطابات كثيرة عن مسؤولية الرجال في النهوض بالمرأة، وتسهيل انتقالها من ظلام الماضي، إلى آفاق ضوء المستقبل. كان بورقيبة صريحاً ومباشراً في قضية الحرية السياسية والديمقراطية، وقال إن ذلك لا يمكن أن يكون في مجتمع يغرق في مستنقع الأمية والجهل، وإن النهضة الاجتماعية الشاملة بالتعليم وتحرير المرأة وتحقيق العدل، هي الشروط الضرورية للوصول إلى ذلك الهدف المنشود.
تمكن من إنجاز بنية تحتية حديثة في كل أنحاء البلاد، رغم محدودية الإمكانات المالية للبلاد. تحدث عن أهمية الوعي المهني، وقال إن الحرفيين والمزارعين عليهم تطوير قدراتهم، بالتعليم والإلمام بما يضيفه الدارسون والباحثون في كل المجالات. نجح في تجسيد الدولة الأمة، وقاد بلاده إلى أفق الحداثة والتنوير.
قيل الكثير عن سياسات بورقيبة الداخلية والخارجية. هناك من وصفه بالديكتاتور المستبد والرجعي، وأدانوا اغتياله الزعيم صالح بن يوسف، وقفزاته السياسية والاقتصادية التي كلفت البلاد خسائر كبيرة. لكن رؤيته السياسية العقلانية الواقعية، وبخاصة في القضايا العربية، مثل القومية والوحدة العربية والقضية الفلسطينية، اتسع الحديث عنها الآن، وارتفعت أصوات تتحدث عن زمن بورقيبة التونسي.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.