صدى البلد:
2024-10-06@14:08:49 GMT

منال الشرقاوي تكتب: أجمل شعور بالعالم

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

في غرفة مكتبي الهادئة وعلى أصوات رذاذ المطر، والتي تُبشر بقدوم الشتاء ،اقتربت من شباك الغرفة كطفل صغير يود اللحاق بالمنظر كي يستمتع به، ورددت مع نفسي جملة بسيطة "أجمل شعور بالعالم". وللحظة تسمر ذهني وسرحت في هذه الجملة، وهنا، جاء السؤال الذي دفعني لأجلس مرة ثانية على كرسي المكتب وابدأ به مقالي: ما هو أجمل شعور بالعالم ؟
ووجدت أن الإجابة على هذا السؤال تعتمد على الأشخاص وتفضيلاتهم الشخصية، فهناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تكون أجمل شعور في العالم بالنسبة للأفراد.

فبعض الأشخاص يعتبرون أن أجمل شعور هو حينما يكونون مع عائلتهم وأحبائهم، بينما يرى آخرون أن السعادة الداخلية أو تحقيق أهدافهم الشخصية هو أجمل شعور. كل هذه المشاعر في الحقيقة  تندرج تحت قائمة أجمل شعور بالعالم ، لكنها لن تكتمل مهما حاولنا إلا إذا غُلفت بحافظة متينة الصنع رقيقة الحس وهي "الأمان" 
نعم ، الأمان في نظري هو أجمل شعور بالعالم ، فهو أساس السعادة والإستقرار.إنه الأساس الذي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على نوعية حياتنا وسعادتنا، وإذا نظرنا إلى حياتنا من حولنا، سنجد أن معظم الأمور التي نتوقعها من أجل حياة مثمرة ومستدامة تتوقف في الأساس على وجود هذا الشعور القوي بالأمان.
والأمان لا يرتبط بالمكان فقط ، إنما يعتمد في جزء كبير منه على العلاقات الاجتماعية، فعندما نثق في الأشخاص الذين حولنا ونعرف أننا في مكان آمن حيث يمكننا التعبيرعن أفكارنا ومشاعرنا دون خوف من الانتقاد أو الرفض، فإننا نشعر بالارتياح والثقة. وهذا يعزز العلاقات الاجتماعية القوية ويساهم في تعزيز التواصل وفهم الآخرين، سواء كانت هذه العلاقات قرابة أو صداقة وحتى في مجال العمل أو الدراسة، وهنا يأتي دور الأمان "العاطفي" ، فالأمان العاطفي يعني أننا نشعر بأننا محبون ومهمون لشخص ما، وعندما نكون في علاقة سوية نشعر فيها بالدعم والاهتمام والحب، يصبح لدينا القدرة على التعامل مع تحديات الحياة بشكل أفضل. الأمان العاطفي يعني أنك تعلم أن هناك شخصًا يقف بجانبك في أوقات الصعاب. والعلاقات العاطفية الصحية تعزز من الشعور بالأمان والاستقرار الداخلي.
ولكن يبقى سؤال : هل الشعور بالأمان معنوي فقط ؟
بالطبع لا ، فالأمان المادي إذا لم يتوفر سيبقى الأمان العاطفي والاجتماعي دون ضلع يغلق المثلث 
فالاستقرار المادي يلعب أيضًا دورًا مهمًا في الشعور بالأمان. عندما نملك وظيفة أو موارد كافية لتلبية احتياجاتنا الأساسية، نشعر بالاستقرار المالي والأمان من الضغوط المالية، وعندما نشعر بالأمان المادي، نستطيع التفكير والتصرف بوضوح وثقة.
وهذا يأخذنا إلى الأمان الذاتي والذي ينبع من داخلنا، فالثقة بالنفس هي أساس الأمان الشخصي، وعندما نكون واثقين من قدرتنا على تحقيق أهدافنا والتعامل مع الضغوط اليومية، نشعر بالأمان الذاتي والثقة في أنفسنا. إذا كنت تثق بنفسك،هنا ستكون قادرًا على التغلب على تحديات الحياة. ولا يمكن تحقيق النمو والتطور دون الأمان الذاتي والقبول الذاتي لنفسك، فالثقة بالنفس والأمان تشكلان قاعدة قوية لبناء علاقات صحية ومثمرة فيما بعد.
في النهاية، يعتبر الشعور بالأمان محركاً أساسيًا للسعادة والاستقرار في حياتنا. إن الاهتمام ببناء هذا الشعور من خلال العلاقات الاجتماعية الصحية والرعاية الذاتية والاستقرار المادي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين نوعية حياتنا وجعلها أكثر رضاً وسعادة.الأمان هو الشعور بأن الحياة تسير في الاتجاه الصحيح، وأنك تعيش "أجمل شعور بالعالم".

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

جمعية اهالي ضحايا انفجار المرفأ: مع كل غارة تعود ذكريات 4 آب لتفتح جراحنا من جديد

 صدر عن "جمعية اهالي ضحايا مرفأ بيروت" بيان، قالت فيه :"في ظل الأحداث المؤلمة التي يمر بها لبنان اليوم، نجد أنفسنا، كأهالي ضحايا  المرفأ نعيش مرة أخرى جراحا لا تندمل. فمع كل غارة، ومع كل صوت استغاثة يأتي من تحت الركام، تعود ذكريات ٤ آب لتفتح جراحنا من جديد.

نشعر بألم يتجاوز حدود الوصف، صوت سيارات الإسعاف و صور القتل و الجرحى و الدمار تعيد لنا ذكريات الفاجعة التي لا تنسى.

ما يحدث اليوم هو جريمة ضد الإنسانية، وعدوان لا يرحم أبرياءنا، لا يفرق بين كبير وصغير. العدو الغاشم يضرب في كل مكان، وقلوبنا تتفطر على الشهداء والضحايا والجرحى. نشعر بالعجز والغضب في كل مرة نرى فيها أمهات تبكي أطفالهن، وأسر تحرم من أحبتها، وأطفال يجبرون على الهرب من منازلهم بحثا عن الأمان".

أضاف البيان :"إن هذا العدوان يكشف بوضوح عجز الدولة عن حماية مواطنيها. المؤسسات التي يفترض بها أن تكون حامية لنا، أثبتت فشلها الذريع في تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة. نحن نشعر بالغضب لأن الوطن الذي كنا نأمل أن نحميه، يتحول إلى ساحة حرب جديدة.

لا يشعر مع الموجوع إلا الموجوع، ونحن نشعر بجراحكم وقد ضممناها إلى جراحنا لأن الضمير العالمي والقانون الدولي والأمم المتحدة العاجزة عن انصافكم ووقف المجازر في حق الأبرياء، نخشى أن تصيب بالعدوى الذين يجب عليهم انصافنا ومحاسبة المسؤولين عن جراحنا ومقتل أبنائنا".

ختم البيان :"نحن، أهالي ضحايا مرفأ بيروت، نقف مع جميع المنكوبين، نشاركهم آلامهم ونؤكد أننا لن ننسى. قلوبنا معكم في كل لحظة، نترحم على الأرواح التي سُلبت، وندعو بالشفاء العاجل لكل من أصيب. نطالب بالعدالة، نصرخ من أجل الحق، ولن نتوقف حتى نرى أن دماء أبنائنا لم تذهب سدى.                                                                      

سنظل نرفع أصواتنا، وسنستمر في النضال من أجل وطن يسوده الأمن والكرامة. لن نبني مجد لبنان على أنقاض أرواح الشهداء، بل سنعمل معًا لنصنع غدًا أفضل، نليق به كل من فقدناهم.

معًا، لنواجه الظلم، حتى آخر نفس".

مقالات مشابهة

  • الشرهان: لا تصدقوا غرور النساء وأفعالهن فنحن أجمل أحلامهن
  • إعلام عبري: هجوم “السابع من أكتوبر” حطم شعور الإسرائيليين بالأمن والاستقرار
  • متى نشعر ببرودة الجو؟.. اعرف حالة الطقس غدا
  • إسرائيل تخطط لرد ضخم على إيران والأخيرة ترد: «لا نشعر بالقلق»!
  • أجمل أسماء البنات 2024 ومعناها.. دليل مهم لكل أب وأم في انتظار مولود
  • غادة البدوي تكتب: نصر أكتوبر.. 51 عاما تحت راية الانتصار
  • جمعية اهالي ضحايا انفجار المرفأ: مع كل غارة تعود ذكريات 4 آب لتفتح جراحنا من جديد
  • بالإنفوجراف.. ننشر حصاد التنمية المحلية في أسبوع
  • طفلة فلسطينية تكتب وصيتها قبل استشهادها: لا تبكوا عليّ ولا تصرخوا على أخي!
  • صور.. مسابقة لاختيار أجمل قطة وكلب في دهوك