حكاية جميلة وزوجها الكذاب.. تصرف صادم من محمد بعد علمه بمرض زوجته
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
تقدم محمد لخطبة جميلة جارته التي أحببها منذ نعومة أظافره وهي كذلك بادلته نفس الشعور.. كانت ظروفه الاقتصادية والاجتماعية صعبة إلى أن استطاع الحصول على وظيفة بشهادته الجامعية، وافقت جميلة وكذلك أسرتها، والتي تساهلت كثيرًا في طلبات الزواج من الحبيب الذي سكن قلب ابنتهم خاصة وأن ظروفه المعيشية خاصة مع بدايته كشاب متخرج حديثًا من الجامعة كانت متعسرة.
تزوج الحبيبان في عشهما الهادىء وحلما بمولود يأتي ليضيف سعادة إلى حياتهما الجديدة، ترددت جميلة على العديد من أطباء النساء والتوليد ولكن كانت الصدمة عندما علمت استحالة أن تنجب أطفالا حتى ولو بالطرق الحديثة، حزن الزوج وكذلك جميلة ولكن محمد لم يبدي لها أي تأثر أو حزن عليه وساءت حالته النفسية لدرجة أن تشاجر مع صاحب تاعمل الذي قام بطرده دون رجعة.
وظل والد جميلة يساعد الأسرة الناشئة على المعيشة حتى قال القدر كلمته ومات الأب فورثت جميلة من والدها أموالًا طائلة ساعتها طلب الزوج من زوجته أن تعطيه ميراثها على سبيل السلفة وأن يرد لها هذا القرض ليستغل هذا الميراث في إقامة مشروع يدر عليهم بالدخل، وافقت الزوجة العاشقة خاصة وأن حالته النفسية أصبحت سيئة حيث أنه بلا عمل ولا أطفال.
حقق المشروع الجديد أرباحًا كثيرة ولم يفقد محمد وجميلة الأمل في الإنجاب ولكن الرد كان نهائيًا بأنها غير قادرة على الإنجاب، يأس محمد وقرر بعد أن أصبحت الأموال تجري في يديه مجرى السيل من فوق الجبل أن يتزوج دون علم زوجته أملا في أن ينجب أطفالًأ، وبعد عام ذهبت الزوجة العاشقة لتحصل على التموين الخاص بأسرتها اكتشفت أن بيانات زوجها على الكمبيوتر تؤكد أنه متزوج من أخرى.
لم تتمالك الزوجة نفسها وأسرعت إلى زوجها لتسأله عن حقيقة المر ليرد عليها بمنتهى الجفاء أنه متزوج عليها وأنجب منها وأنه حقه وليس لديها الحق أن تغضب لأنها عقيمة ولا تنجب وهو يريد أن يتمتع بزينة الحياة الدنيا، انهمرت الدموع من عيون الزوجة المسكينة، مطالبة بحقوقها وميراثها من أبيها وأن يطلقها ولكنه رفض.
لجأت الزوجة إلى محكمة الأسرة بأكتوبر رافعة دعوى طلاق للضرر مطالبة بحقوقها كاملة وبعمرها وأموالها وحبها الذي أنفقته على من لا يستحق، وحددت المحكمة جلسة الأول من دور نوفمبر المقبل لإعلام الزوج.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جميلة زوجة أخبار الحوادث محكمة الاسرة
إقرأ أيضاً:
حكايات المؤسسين (4): حكاية جيش التأسيس – الحلم الذي اقترب من أن يصبح حقيقة
د. احمد التيجاني سيد احمد
لماذا جيش التأسيس؟
السودان اليوم أمام مفترق طرق حاسم؛ فإما أن يتوحد السودانيون تحت مظلة جيش قومي حقيقي يدافع عن البلاد، وإما أن يظل السودان رهينة للمليشيات، والتدخلات الأجنبية، والمؤسسة العسكرية الفاسدة التي لطالما استخدمت ٨٠٪ من ميزانية الدولة في تعزيز سلطتها بدلاً من حماية الوطن والمواطن.
لطالما كانت المؤسسة العسكرية السودانية أداةً في يد الأنظمة الاستبدادية، منذ قمع تمرد توريت إلى قصف القرى الجنوبية بقيادة حسن بشير، وصولاً إلى الانقلابات العسكرية المتكررة، وأخيرًا الحرب التي أشعلتها مليشيات الإسلاميين في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ لإعادة عقارب الساعة إلى حكمهم الشمولي. لكن الأوضاع اليوم مختلفة، إذ تشكلت قوى مقاومة واسعة تسيطر على أكثر من ٧٠٪ من السودان، وهي فرصة ذهبية لتأسيس جيش قومي جديد هدفه حماية السودان، وليس حماية نظام بعينه أو عقيدة شمولية.
١. توحيد الفصائل المقاومة: ضرورة وجودية
السودان يعيش حالة تشرذم عسكري خطير، حيث تتوزع السيطرة بين الجيش الرسمي المودلج الشمولي والمليشيات والقوات المتحالفة مع النظام السابق. هذا الوضع لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج ٣٥ عامًا من الحكم الإسلاموي الذي قوّض الجيش القومي لصالح كتائب الظل والمليشيات الموالية، والتي أُعيد إنتاجها في عدة أشكال بعد سقوط البشير.
لكن على الضفة الأخرى، هناك واقع جديد:
- الفصائل المناهضة للانقلاب العسكري تسيطر على الغالبية العظمى من السودان، وتملك القدرة على تأسيس جيش جديد على أسس قومية.
- القوى المدنية والمسلحة المتضررة من حكم العسكر بدأت تفهم ضرورة التنسيق العسكري والسياسي لخلق كيان قادر على فرض معادلة جديدة في البلاد.
وهنا يبرز السؤال إلى خالد عمر والقوى المدنية فيما اسموه تحالف الصمود :
لماذا لا يكون هناك تحالف شامل يوحد الفصائل المقاومة ضد الانقلابيين الذين تحصنوا في بورتسودان؟ لماذا لا تنضمون إلى تحالف التأسيس، الذي يسعى إلى تشكيل جيش قومي يحمي السودان من التفكك والخضوع للنفوذ الأجنبي؟
٢. الأدلة الإحصائية والمنطقية على الحاجة لجيش قومي جديد
أ. انهيار الجيش الرسمي وسيطرة المليشيات
- فقد الجيش السوداني الرسمي أكثر من ٦٠٪ من قوته القتالية بسبب الانشقاقات والصراعات الداخلية.
- أصبحت المؤسسة العسكرية مخترقة بالكامل من الإسلامويين، وتحولت إلى أداة لحماية مصالحهم وليس حماية الوطن.
- المليشيات المنتشرة الآن تتجاوز ٨٠ مجموعة مسلحة، ما يجعل السودان أقرب إلى الفوضى إذا لم يتم بناء جيش قومي موحد.
ب. التجارب السابقة لفشل الدمج العسكري
- كل محاولات دمج المليشيات في الجيش الرسمي فشلت لأنها لم تكن قائمة على أساس قومي حقيقي.
- تجربة اتفاق جوبا للسلام أثبتت ، بالرغم من اهمية الاتفاقية و الامال العريضة التي بنيت عليها، هشاشة الحلول الجزئية، إذ لم تسهم في توحيد القوات بل زادت من تشرذمها.
ج. البوادر المشجعة نحو جيش التأسيس
- على المستوى السياسي، هناك توافق على ميثاق ودستور لدولة التأسيس، ما يمهد لإطار قانوني لجيش قومي جديد.
- على المستوى العسكري، بدأت بوادر تنسيق بين الفصائل المسلحة، وهي خطوة يجب تعزيزها بإعلان توحيد الجيش بدون تأخير.
٣. المخاطر الإقليمية: مصر، روسيا، وتركيا تتربص بالسودان
في ظل انهيار الجيش الرسمي، بدأت قوى إقليمية ودولية في فرض أجنداتها على السودان:
- مصر تدعم بقايا النظام القديم، وتسعى لإبقاء السودان ضعيفًا لضمان عدم تهديدها في ملف النيل. كما أنها فرضت عقودًا تمتد ٩٩ عامًا للاستحواذ على مساحات شاسعة من الأراضي السودانية.
- روسيا تستغل الوضع لتمرير مشاريع التعدين ونهب الذهب، وتسعى لإنشاء قاعدة عسكرية على البحر الأحمر.
- تركيا تدخل على خط الأزمة بعلاقات مشبوهة مع فلول النظام البائد لضمان مصالحها الاقتصادية والعسكرية.
لذلك، فإن بناء جيش وطني مستقل ليس خيارًا، بل ضرورة وجودية لحماية السودان من التبعية والانهيار.
٤. جيش التأسيس: كيف يبدو الحل؟
إنشاء جيش قومي جديد لا يعني فقط استبدال الأشخاص، بل بناء مؤسسة قومية عسكرية جديدة بالكامل، تستند إلى المبادئ التالية:
✅ محايد سياسيًا: يعمل وفقًا لدستور وقوانين الدولة، وليس وفقًا لأيديولوجيا حزبية أو دينية.
✅ متنوع قوميًّا وجغرافيًا: يمثل كافة أقاليم السودان بعدالة، لمنع احتكار السلطة العسكرية.
✅ تدريب احترافي: يعتمد على معايير عسكرية حديثة، بدلاً من التعبئة العشوائية الحالية.
✅ خاضع للحكم المدني: لا يتدخل في السياسة، بل يكون تحت إشراف حكومة ديمقراطية منتخبة.
٥. الخطوات المطلوبة الآن
1. الإعلان عن هياكل دولة التأسيس، بما يشمل قيادة الجيش الجديد وآلياته التنظيمية.
2. دمج الفصائل المقاومة في كيان عسكري قومي يضمن عدم تكرار تجارب الفشل السابقة.
3. عزل بقايا النظام السابق عن أي ترتيبات عسكرية جديدة لمنعهم من التسلل وإفساد المشروع.
4. رفض أي تدخل خارجي في تشكيل الجيش الجديد، خاصة من القوى التي تسعى لاستغلال السودان لمصالحها.
٦. الخاتمة: البناء أو الانهيار
السودان يواجه خيارًا واضحًا:
- إما بناء جيش قومي جديد يحمي وحدة البلاد ويمنع التدخلات الأجنبية.
- أو الاستمرار في دوامة الفوضى، مما سيؤدي إلى تقسيم البلاد وتحويلها إلى ساحة صراع دولي.
تحالف السودان التأسيسي (تاسيس Tasees) هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ السودان من التفكك والخضوع للنفوذ المصري والروسي والتركي. إن لم يتم استغلال هذه الفرصة الآن، فإن الأجيال القادمة لن تتذكرنا سوى كجيل فرّط في السودان.
نواصل
د. احمد التيجاني سيد احمد
٩ مارس ٢٠٢٥ نيروبي كينيا
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com