جاكرتا- في مشهد مؤلم إنسانيا ممتد منذ أشهر تمتلئ مستشفيات بنغلاديش بالمصابين بحمى الضنك، فيما تجاوز عدد الوفيات أكثر من ألف شخص، في أسوأ حصيلة شهدتها بنغلاديش منذ عقود.

وبينما تتحدث الأرقام عن إصابات تجاوزت 167 ألف إصابة تشير بعض المصادر إلى أن الإصابات الفعلية أكثر من 200 ألف، وشهدت الأيام الأخيرة نحو ألفي إصابة جديدة يوميا.

وحسب أرقام الأمم المتحدة، فإن بنغلاديش شهدت أول موجة لإصابات واسعة بحمى الضنك عام 1964، وكان عام 2000 من أكثر الأعوام سوءا بإصابة 5500 شخص، ثم كان الصعود واضحا عام 2019 حين بلغت عدد الإصابات أكثر من 100 ألف إصابة، مما يعني أن أرقام هذا العام هي الأعلى خلال خمسة عقود، كما أنها أكثر من إصابات حمى ضنك خلال عشرين عاما مضت، وكان سبتمبر/أيلول الماضي الأسوأ خلال شهور هذا العام.

وحسب تقرير للأمم المتحدة صدر قبل أيام، فإن العاصمة داكا شهدت 44% من الحالات المؤكدة حسب الفحوص المخبرية و69% من الوفيات.

الإصابات لا تفرق بين الفئات العمرية ويعد الأطفال الأكثر معاناة من حمى الضنك (مواقع التواصل) التغير المناخي

الأزمة المتفاقمة دفعت الحكومة البنغلاديشية إلى طلب العون من المجتمع الدولي، خاصة ما يخص مستلزمات الفحص المخبري وأدوية مواجهة الحمى، فيما تشير منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة اتباع إجراءات احترازية ووقائية لوقف انتشار وتكاثر البعوض الذي يصيب الإنسان بهذه الحمى.

وأشارت تقارير منظمة الصحة العالمية إلى التحديات التي تواجه المنظومة الصحية في بنغلاديش جراء انتشار هذا المرض، ويتحدث خبراء صحة في بنغلاديش عن انتشار فصيل مختلف من حمى الضنك هذا العام عن الأعوام السابقة، وأن تغيرات المناخ التي انعكست على أحوال طقس متقلبة وقاسية وفرت البيئة الأنسب لتكاثر البعوض الناقل للحمى.

وممن يقولون بهذه الفرضية مدير البحث في معهد بنغلاديش للدراسات الدولية والإستراتيجية محفوظ كبير الذي يرى أن العلاقة واضحة بين تغير درجات الحرارة وتكاثر البعوض، وأن أي تغير بيئي يعين على تكاثر هذا النوع من البعوض سينعكس في مواسم معينة من العام في إصابات أكثر بين السكان.

وكان تقرير صادر عن البنك الدولي عام 2021 قد أشار إلى أن بنغلاديش شهدت ارتفاعا في درجات الحرارة خلال 44 عاما بمعدل نصف درجة مئوية، وأن الصيف فيها صار أطول زمنا، فيما يميل الشتاء إلى الدفء أكثر من ذي قبل، متوقعا أنه بحلول عام 2050 سترتفع معدلات درجات الحرارة في بنغلاديش بنحو 1.4 درجة مئوية.

مبيدات مكافحة للبعوض المتسبب بحمى الضنك وسط حديث عن تأثير التغيرات المناخية على تزايد انتشاره (مواقع التواصل) سوء التخطيط

بدوره، أشار عضو الرابطة الصحية البنغلاديشية محمد مشتاق حسين إلى أن سوء التخطيط الحضري والعمراني في المدن والقرى وفر البيئة المناسبة لبعوض حمى الضنك، حتى أن المواطنين صاروا يصابون بالأصناف الأربعة من فيروسات حمى الضنك، وهو ما يمثل قلقا للخبراء الصحيين، على حد قوله.

من جهته، أشار كبير البشار الأستاذ في جامعة جهانغير نغار بالعاصمة داكا إلى عامل آخر تسبب في تفاقم الأزمة، وهو سوء تخطيط إدارة النفايات وتراكمها في العديد من المناطق والشوارع، فضلا عن المياه الراكدة حول المساكن والبنايات ومواقف السيارات في طوابقها السفلية.

وحمى الضنك حمى استوائية بالأساس، لكنها بدأت تنتشر في مناطق ذات طبيعة مناخية مختلفة حول العالم في السنوات الأخيرة، وتنتقل إلى الإنسان عبر لسعات البعوض، وتسمى حمى تكسير العظام لما يصاحبها من ألم شديد في عظام الإنسان، خاصة في قدميه.

وتتشابه أعراضها مع أنواع أخرى من الحمى، بل ومع بعض إصابات فيروس كورونا في بدايتها، حيث تتسبب في صداع مع ارتفاع درجات الحرارة وغثيان وقيء وآلام في العضلات والمفاصل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: درجات الحرارة حمى الضنک أکثر من

إقرأ أيضاً:

حلقة عمل تناقش خطة التأهب والاستجابة القطاعية اللامركزية لحمى الضنك في شمال الباطنة




صحار-خالد بن علي الخوالدي


نظم مكتب محافظ شمال الباطنة بالتعاون مع المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة شمال الباطنة، ومركز مراقبة الأمراض والوقاية منها بوزارة الصحة حلقة عمل، حول إعداد خطة التأهب والاستجابة القطاعية اللامركزية لمرض حمى الضنك، لمدة يومين في الفترة من 2 إلى 3 يوليو 2024 ، وذلك تحت رعاية سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة، وبحضور أصحاب السعادة ولاة المحافظة وعدد من المسؤولين.


استهدفت الحلقة مختلف الفئات من القطاع الحكومي والخاص والمدني، وهدفت إلى الخروج بخطة تنفيذية لتعزيز واستجابة قطاعية لامركزية لمكافحة حمى الضنك في المحافظة. وقد تخلل حلقة العمل سلسلة من الورش التدريبية المتواصلة لمدة يومين، التي تهدف إلى وضع أسس لمكافحة مستدامة ومتكاملة لنواقل الأمراض، من خلال توحيد الجهود بين المؤسسات المعنية ودعم اللامركزية في المحافظة، كذلك وضع خطة مستدامة للإصحاح البيئي في المحافظة، ورفع الوعي المجتمعي وتحسين صحة أفراد المجتمع. كما تم التركيز على غرس الوعي الصحي وتغيير السلوكيات والممارسات للقضاء على البعوضة الزاعجة في المنازل والبيئة المحيطة، كأهداف رئيسية لتحسين البيئة الصحية للمجتمع.


وفي كلمته الافتتاحية تحدث الدكتور خالد بن سعيد السعدي، مدير عام الخدمات الصحية بمحافظة شمال الباطنة، عن أهمية هذه الحلقة في تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة حمى الضنك، وأضاف أن الخطة الجديدة تعتمد على رؤية طموحة لتحقيق مكافحة مستدامة للبعوضة الزاعجة من خلال تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص. كما أكد على أهمية الحد من انتشار هذا المرض وأثره البالغ على الصحة العامة، وتطرق إلى نتائج التقصي الوبائي لمرض حمى الضنك في عدد من محافظات سلطنة عمان، مشيراً إلى أن حمى الضنك يعد من الأمراض الحيوية ذات الأهمية الكبيرة على مستوى الصحة الوطنية والعالمية، والتي تستوجب وضع خطط فعالة للتعزيز والاستجابة لمواجهتها.


من جانبه، استعرض بدر بن سيف الرواحي، مدير دائرة مكافحة الأمراض المعدية، الوضع الوبائي لحمى الضنك على المستويين المحلي والإقليمي، مشيراً إلى تجارب المحافظات في تطبيق خطة التعزيز والاستجابة اللامركزية متعددة القطاعات، كما أكد على أهمية تبادل الخبرات والمعرفة بين المحافظات لضمان تنفيذ الخطط بكفاءة وفعالية. وتحدثت الدكتورة صبرية بنت مطر المرشودية، رئيسة قسم الملاريا والأمراض المنقولة بالنواقل والأمراض المستجدة، عن خطة العمل والمتابعة والتقييم لمرضى حمى الضنك، مؤكدة على أهمية التنسيق بين مختلف الجهات المعنية لضمان فعالية الخطة.
في السياق ذاته، قدمت الدكتورة فاطمة بنت هاشم الهاشمية، مديرة دائرة مراقبة ومكافحة الأمراض بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة شمال الباطنة، عرضاً لتجربة المحافظة في مكافحة حمى الضنك، موضحة الجهود المبذولة والتحديات التي تواجههم في هذا المجال.


وتضمنت الحلقة أيضاً جلسة حوارية أدارها الدكتور إبراهيم بن فاضل الشبلي، مدير دائرة الرعاية الصحية الأولية بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة شمال الباطنة، تناولت مناقشة الوضع الراهن لحمى الضنك وأهم التحديات والحلول الممكنة لمكافحة البعوضة الزاعجة. كما ألقى سعادة محافظ شمال الباطنة كلمة خلال الجلسة، حيث أكد على أهمية توحيد الجهود والاستمرارية في مكافحة البعوضة الزاعجة والتعاون المشترك بين القطاعين الحكومي والخاص. وأشار سعادته إلى إن التحديات المستمرة في مكافحة حمى الضنك تستدعي استراتيجيات متكاملة ومستدامة، تتطلب تضافر الجهود والمواصلة الحثيثة في تطبيق الخطط الإستراتيجية. كما أكد على أهمية دور الإعلام في تعزيز الوعي بين أفراد المجتمع، وتثقيفهم حول أساليب الوقاية والسلوكيات الصحية التي تساهم في الحد من انتشار البعوضة والأمراض المنقولة.


واختتمت حلقة العمل بتشكيل لجنة محلية دائمة خاصة بخطة التأهب والاستجابة القطاعية اللامركزية لحمى الضنك، برئاسة سعادة محافظ شمال الباطنة، تضم مختلف القطاعات المعنية في المحافظة، تختص اللجنة بالإشراف العام والمتابعة لتطبيق الخطة والوقوف على الاحتياجات وتوفير الأدوات وممكنات خطة المحافظة، ومتابعة سير الوضع الوبائي والحشري، والإشراف على أعمال المكافحة وسير أعمال الإصحاح البيئي؛ لضمان الفاعلية وتقييم سير أعمال المكافحة في المحافظة.

 

مقالات مشابهة

  • فيروس قاتل يضرب عدة مدن إسرائيلية ووفاة 8 أشخاص.. ماذا يحدث في الاحتلال؟
  • هل يؤثر التغير المناخي على الإصابة بعدوى الليستريا؟.. طرق الوقاية
  • دراسة: تسارع وتيرة ذوبان الجبال الجليدية في ألاسكا بخمسة أضعاف والتغير المناخي في دائرة الاتهام
  • حلقة عمل تناقش خطة التأهب والاستجابة القطاعية اللامركزية لحمى الضنك في شمال الباطنة
  • خطة لتعزيز مكافحة حمى الضنك بشمال الباطنة
  • درجات الحرارة المرتفعة تنذر العالم بانتشار 5 أمراض جديدة وعودة أوبئة سابقة.. ما هي؟
  • تعزيز العلاقات مع بنجلاديش
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره في بنغلاديش تعزيز العلاقات الثنائية
  • 2.8 تريليون دولار خسائر العالم خلال 20 عاماً جراء التغير المناخي
  • طرق الوقاية من حمى الضنك