الأديبة الفلسطينية ربا شعبان الفائزة بمنحة البدر لـ24: الجائزة حفزتني على إنجاز "هندسة الإنسان"
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
أكدت الأديبة الفلسطينية ربا شعبان التي فازت مؤخراً بـ "منحة البدر"عن روايتها "هندسة الإنسان"، أنها قبسات من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعمل أدبي يفكر في السيرة النبوية بطريقة مختلفة، وينظر إليها من زاوية أخرى.
شعبان: نحن أصحاب حضارة حقيقية ينبغي أن نفخر بها
روايتي القادمة عن فاطمة الفهرية التي أنشأت أول جامعة في العالم
وقالت: "لم أتحدث عن السيرة النبوية كسرد تاريخي، أو كنص معلوماتي، ولكن قمت بربطها برواية تتحدث عن حياتنا المعاصرة، واحتوت الرواية على شخصيات من الواقع تعيش أزماتنا الفكرية، ومشاكلنا اليومية، وترنو إلى الخلاص فوجدته في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واخترت اسماً غير تقليدي للرواية "هندسة الإنسان" وفي ذلك إشارة لما فعله نبي الإنسانية من هندسة للنفس أولاً ثم للمجتمعات الإنسانية ثانياً، حيث أنه هدم الفاسد وبنى الصالح، ورمم النفوس وأقام بناء الإنسان وسما ورقى في هذا البناء، تاركاً لنا إرثاً حضارياً فكرياً تاريخياً نعتز به".
وربا شعبان شاعرة فلسطينية أقامت في الامارات معظم حياتها وتقيم الآن بكندا، تعتز بانتمائها لفلسطين والامارات وسوريا، عملت في سلك التدريس وهي إنسانة تحب التميز والابداع وقد شاركت في مسابقة أمير الشعراء في الموسم الثاني، وترشحت مع نخبة من الشعراء، وهي أم لـ3 أبناء، صدر لها مجموعتان شعريتان، "صهيل الصباح" و"سنخدع السراب"، ولها مجموعة أعمال موجهة للأطفال، ولديها أعمال غير مطبوعة في القصة و المسرح الشعري للأطفال، اتجهت لكتابة الرواية التاريخية منذ فترة قريبة، وصدرت لها رواية "المرأة التي قرأت الجهات مريم الاصطرلابية"، و"هندسة الإنسان قبسات من السيرة النبوية" والآن تعمل على رواية عن فاطمة الفهرية المرأة التي أنشأت أول جامعة في العالم.
وصرحت لـ24 أن الرواية موجهة لجميع شرائح المجتمع وخاصة فئة الشباب، قائلة: "أبطال الرواية من 3 أجيال الجد بعمر الشيخوخة، والأبناء بمنتصف العمر والأحفاد في العشرينات، وقد ارتأيت أن أعالج في الرواية مشاكل تعاني منها جميع فئات المجتمع، ومنها مشكلات تتعلق في التشكك والإلحاد والإيمان وبناء العقيدة، ومشكلات أخرى تتعلق في الأسرة وبنائها، كما تناولت موضوع الإعلام، والإعلام البديل، ووسائل التواصل المنتشرة، كما تحدثت عن النظرة الخاطئة للإسلام على أنه دين عنف وإرهاب، وعرّجت على طاقة الشباب وبناء المجتمع، ووجهت الحديث لفئة الشباب لما أتوسم فيهم من خير وصلاح في بناء المجتمع و الرقي به والخروج من أزماته الفكرية التي يعيشها الآن".
وأضافت: "لأني توجهت للشباب جعلت اللغة مختصرة، ومبسطة وجعلت النص مكثفاً في معلوماته لم أدخل في تفاصيل كثيرة، ولكن ركزت على المواضيع التي تعالج المشكلات التي نعيشها، وأعتبر هذه الرواية جسراً يمتد بين الحاضر والماضي، ويأخذ من السيرة النبوية ما يفيدنا لصلاح وبناء الحياة التي نعيشها الآن".
وبالنسبة للفوز بمنحة البدر قالت شعبان: "فخورة بالفوز لأنه ليس أدبياً عادياً، ولكنه فوز في كتابة قبسات من سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، هذا الإنسان العظيم الذي غيّر أمة ونهض بها وأحياها وما زال إلى الآن يمتلك قوة كبيرة في التغيير والتجديد والبناء وهندسة النفس الإنسانية، وأعتبر الفوز شعوراً بالمسؤولية، كما أني فخورة لأن الجائزة من الإمارات، البلد الذي عشت ونشأت وكبرت فيه، وإن غادرته إلا أنه ما زال في نفسي وقلبي، وهو فوز عظيم لأنه مقدم من ولي عهد الفجيرة الشيخ محمد بن حمد الشرقي، الشخص الذي يمتلك رؤية واعية وينتمي لجيل الشباب الذين يطمحون بتحقيق الأفضل".
وأوضحت: "أخذت من السيرة الرحيق كما يأخذ النحل رحيق الأزهار، أخذت ما اعتقدت أنه يصلح لإصلاح النفس الإنسانية وليس فقط المسلمة، وبالنسبة لحجم الرواية لم أسترسل فيها واعتمدت على التركيز والتكثيف، لأنه ليس باستطاعتي التحدث عن كل تفاصيل السيرة النبوية، ولكن كثفت النظرة والرؤية، فالرواية تقع في 250 صفحة من القطع المتوسط".
وأضافت: "فكرة الرواية كانت في ذهني منذ زمن بعيد، أردت أن أكتب عن محمد عليه السلام، أن أكتب بشكل غير تقليدي، وأن أبحث عن حلول لمشاكلنا التي نعيشها ويعيشها العالم، وصدقاً الجائزة حفزتني على تجسيد الفكرة وعلى إنجاز الرواية، وكنت حريصة على التوثيق، ولم أستقي معلوماتي إلا من منابع للسيرة النبوية أصلية وفكرية موثوقة، كالبخاري ومسلم وابن هشام، وكتب أخرى معاصرة".
وذكرت: "أوردت في الرواية إضاءات من بعض المستشرقين العادلين عكست النظرة العالمية المنصفة لشخص الرسول، أما بالنسبة للزمن الذي استغرقته الكتابة فقد كان أكثر من 3 شهور، وأعتقد أنها المرة الأولى التي يربط عمل أدبي السيرة بحياتنا المعاصرة، فالفكرة جديدة".
وعن عملها القادم قالت: "أعمل على كتابة رواية تاريخية لقد أحببت هذا النمط من الكتابة لأنه يجمع بين الأدب والتاريخ، وهو جديد على مجالي، فقد أثار اهتمامي وشغفي، لقد عرفت كشاعرة وكاتبة للأطفال، ولكن حالياً أعمل على كتابة رواية عن شخصية تاريخية نسائية عظيمة وهي فاطمة الفهرية المرأة التي أنشأت أول جامعة في العالم، فالموضوع مثير للشغف والاهتمام بالنسبة لي، وقد سبق وأن كتبت عن شخصية مريم الاصطرلابية وهي التي اخترعت الاصطرلاب الأب للبوصلة و "الجي بي اس" وقد صدرت الرواية ضمن سلسة دار المحيط عن شخصيات نسائية مميزة غير معروفة، أود من هذا الجيل أن يتوقف عن جلد الذات ويعرف من هم أجداده وأن يفخر بهم، نحن أصحاب حضارة حقيقية ينبغي أن نفخر بها".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة منحة البدر الفجيرة الشيخ محمد بن حمد الشرقي
إقرأ أيضاً:
بصرى الشام.. مدينة البشارة النبوية والآثار التاريخية
وتشير الروايات إلى أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مرَّ من بصرى الشام عندما كان طفلا في أثناء مرافقة عمه أبي طالب في قافلة تجارية متجهة إلى بلاد الشام. كما تقول الروايات إن الراهب بحيرى التقى هناك النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
ويروي خليل المقداد، وهو باحث أكاديمي في حضارات البحر الأبيض المتوسط، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء إلى المدينة في تجارة مع عمه وهو في السادسة من عمره، وأن الراهب بحيرى أخبر أبا طالب أن الغلام هو النبي المرتقب، وأن عليه أن يحافظ عليه خشية أن يعلم اليهود بذلك.
كما تأخذ بصرى قدسيتها من وجود صومعة تقول الروايات إن الخضر صاحب نبي الله موسى -عليهما السلام- كان يتعبد فيها.
وبالقرب من دير الراهب بحيرى، يوجد مسجد قديم تشير الروايات إلى أنه عندما نزل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هذا المكان وبركت ناقته فيه، شيد الناس مسجدا سموه مسجد "مبرك الناقة".
ومن حيث أهميتها الاقتصادية، تقع المدينة على طريق الحرير، وهو من أهم طرق التجارة في التاريخ، وكانت هناك سوق للتجار القادمين من الجزيرة العربية.
وبالإضافة إلى حركتها التجارية، عُرفت بصرى الشام بأنها كانت عاصمة المنطقة، وبوابة الشام من جهة الحجاز ونجد واليمن.
إعلانوما يعكس ازدهار المدينة قديما هو وجود محطة قطار كانت قد أنشأت عام 1912 واختصرت مسافة الحجاج القادمين من أوروبا والشام إلى مكة المكرمة من 40 يوما إلى نحو 5 أيام.
وتتضمن المدينة كثيرا من الآثار، ومن أهما مدرج بصرى والمسجد العمري، وهو أقدم مسجد في المدينة وما حولها، ويختلف عن المسجد العمري في درعا، ولكنهما بنيا في وقتين متقاربين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ورُفعت مئذنة المسجد العمري في بصرى بعد بنائه بـ100 سنة، لكن نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد هدمها خلال قصفه البيوت والمدنيين في المنطقة.
ويؤكد الباحث والأكاديمي في حضارات البحر الأبيض المتوسط أن المسجد من أقدم المساجد في العالم الإسلامي، ووجد في مدينة تعددت فيها العبادات وأماكن العبادة.
أما المعلم الأشهر في بصرى، فهو المدرج الروماني الذي يرجح أنه بني ما بين عامي 117 إلى 138 للميلاد، وفيه كانت تقام أقوى المهرجانات والعروض الفنية والحفلات.
ويصف المقداد هذا المسرح بأنه "مَلِك المسارح".
16/3/2025