رأي الوطن : تفعيل الدور الرقابي يعزز النزاهة والشفافية
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
لَمْ يَعُدْ خافيًا على أحَدٍ أهمِّية الدَّوْر الذي تؤدِّيه الجهات الرقابيَّة، سواء على النَّواحي الماليَّة أو الإداريَّة، فقَدْ أصبحت الرقابة الماليَّة والإداريَّة ركنًا مُهمًّا من أركان الإدارة في الدَّولة الحديثة، وهي عنصر أساس لتحقيق نجاح كُلِّ عمل مُنظَّم، حيث تعمل تلك الجهات في إطارٍ قانونيٍّ يعمل على تعزيز النَّزاهة والشفافيَّة، والتقليل من التجاوزات وترشيد الإنفاق، فهي ضمانة تُعبِّر عن إرادة الشَّعب وتسعى إلى تسيير أموال الدَّولة وتوجيهها الوجهة الصحيحة، كما تعمل تلك الجهات على الحيلولة دُونَ حدوث أيِّ تهاون في تحصيل الإيرادات أو زيادة في المصروفات عن المبالغ المُحدَّدة، ثمَّ التأكُّد من توافُق ما تمَّ تنفيذه مع الخطط والبرامج التنفيذيَّة.
ومن هذا المنطلق فإنَّ جهاز الرقابة الإداريَّة والماليَّة هو جهة تتمتع بالاستقلاليَّة لأداء دَوْر مُهمٍّ وحيويٍّ في الحفاظ على المال العامِّ من سوء التصرُّف أو الانحراف، والتأكُّد من سلامة طُرق الإنفاق وصحَّة المستندات المُقدَّمة، وكذلك الكشف عن الإسراف في النفقات، ما يجعله إحدى الأدوات المهمَّة في ترسيخ مصداقيَّة الدَّولة، وتوجُّهها نَحْوَ القضاء على الفساد الماليِّ والإداريِّ، وتُعدُّ سلطنة عُمان من أبرز الدوَل التي تعمل على تحقيق رقابة قادرة على ترجمة الرؤية السَّامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ في إعلاء مبادئ الشفافيَّة والنَّزاهة والمساءلة والمُحاسَبة في كُلِّ القِطاعات، وإشراك المُجتمع في الإسهام الفاعل في تعزيز منظومة الرقابة لتحقيق الأهداف الوطنيَّة.
ويأتي إصدار جهاز الرقابة الماليَّة والإداريَّة للدَّولة ملخَّصًا للمُجتمع عن نتائج أعماله الواردة بتقريره السنويِّ للعام 2022، مستعرِضًا ما أسفرت عَنْه نتائج المتابعة الماليَّة والإداريَّة لبعض الوحدات الحكوميَّة والهيئات والاستثمارات والشركات المشمولة برقابته بعد استيفاء الإجراءات المتَّبعة مع تلك الجهات، إلى جانب استعراض جهود الجهاز في تعزيز النَّزاهة خلال العام الماضي، كخطوة مهمَّة تعمل على تجسيد الشراكة المُجتمعيَّة، وتعزيز قِيَم النَّزاهة وترسيخ ثقافة حماية المال العامِّ وصون مكتسبات الوطن، وتعمل على إشراك المواطن وتعريفه بما تمَّ إنجازه في هذا الصَّدد من خلال استعراض الخطوات التي اتَّبعها جهاز الرقابة الماليَّة والإداريَّة للدَّولة، حيث اشتمل هذا الملخَّص المُجتمعيُّ للتقرير السنويِّ على إحصاءات عامَّة بعدد وأنواع المهام الرقابيَّة التي تضمَّنتها خطَّة الفحص السنويَّة للعام الماضي، حيث نفَّذ الجهاز (181) مهمَّة صدر عَنْها (147) تقريرًا تضمنت (1591) ملحوظة، توزَّعت على بعض الوحدات الحكوميَّة والهيئات والاستثمارات والشركات المشمولة برقابة الجهاز.
وتضمَّن المُلخَّص بيانًا عن الآثار الإيجابيَّة لنتائج أعمال الجهاز لعامِ 2022 وتمثَّلت في تحقيق قِيمة مضافة مباشرة من واقع تحصيل واسترداد مبالغ ماليَّة لصالح الخزانة العامَّة بلغَتْ نَحْوَ (17.8) مليون ريال عُماني توزَّعت على الوحدات الحكوميَّة والهيئات والاستثمارات والشركات، بالإضافة إلى (80) مليون ريال عُماني حُصِّلت في عام 2021م وأُدرجت في التقرير السنويِّ لعام 2022 في ضوء متابعة الجهاز لتلك المبالغ وتلقِّي مؤيِّدات تحصيلها بعد رفع التقرير السنويِّ عن العام 2021، إضافة إلى تعامل الجهاز مع (113) قضيَّة تتعلَّق بالأموال العامَّة في عام 2022، صدرت بشأن بعضها أحكام بالإدانة. وكعنصرٍ آخر في طريق تعزيز الشراكة المُجتمعيَّة، بلغ عدد الشكاوى والبلاغات التي تلقَّاها الجهاز (587) خلال العام الماضي بنسبة إنجاز بلغت نَحْوَ (84) بالمئة، وهي نسبة تؤكِّد عُمق الاستجابة وسرعتها.
إنَّ ما يضطلع به جهاز الرقابة الماليَّة والإداريَّة للدَّولة من مهامَّ ومسؤوليَّات تحظى بالمتابعة والتقدير ـ وإنْ كانت تقَعُ في نطاق عمله ـ مع الآمال العِراض بأنْ يتضاعفَ حجْمُ هذه المسؤوليَّات والأدوار مع سرعة معالجة المخالفات والملاحظات وتسمية الأشياء بمُسمَّياتها.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الرقابة المالی جهاز الرقابة ة والإداری
إقرأ أيضاً:
نائب أمير مكة يستقبل محافظ الهيئة الوطنية للأمن السيبراني والقنصل العام المالي
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة في الإمارة اليوم، معالي محافظ الهيئة الوطنية للأمن السيبراني المهندس ماجد بن محمد المزيد.
وناقش سموه خلال الاستقبال, سبل تعزيز التعاون بين الإمارة والهيئة في الموضوعات ذات الصلة بالأمن السيبراني.
اقرأ أيضاًالمجتمعبرعاية أمير المنطقة الشرقية.. الأمير سعود بن بندر يدشن أعمال ملتقى صيانة الطرق بمحافظة الخبر
كما استقبل سموه، في مقر الإمارة بجدة، القنصل العام لجمهورية مالي شريف حامدو باه.
وجرى خلال الاستقبال تبادل الأحاديث الودية ومناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.