سواليف:
2024-09-30@15:58:37 GMT

إعــادة إحــياء الــتاريــخ

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

إعــادة إحــياء الــتاريــخ

إعــادة #إحــياء_الــتاريــخ

#موسى_العدوان

بعد أن أنهيت المشاركة بدورة كلية الأركان الأردنية عام 1968 ومارست عمل الأركان والقيادة لأربع سنوات، ابتعُثت في إلى #دورة_الأركان_البريطانية الشهيرة / كامبرلي عام 1972، لاكتساب المزيد من المعرفة في الثقافة والفنون العسكرية. وكان منهاج الدورة يتضمن زيارة دراسية إلى ميدان المعركة ( Battle Field Tour ) في فصل الصيف، بعد أن مر عليها ما يزيد عن ربع قرن.

كانت الزيارة الدراسية عام في ذلك العام إلى ميدان المعركة في فرنسا، وبالتحديد في القاطع البريطاني، خلال عملية الإنزال الجوي والبحري في #نورماندي.

حُددت للزائرين عدة مواقع للتوقف عندها، وتلقي إيجازا مفصلا عن مجريات #المعركة، من قبل الذين خاضوها إن كانوا أحياءا، أما إن كانوا متوفين فيستعاض عنهم بتسجيلات لأصواتهم قبل وفاتهم، والاستماع إليها من خلال المسجلات واستخدام مكبرات الصوت. فيقوم أحد ضباط الأركان البريطانيين بالتأشير والتوضيح للحديث الصوتي على الأرض، كما يرد في ذلك التسجيل، وتاليا مثالين على ذلك :

مقالات ذات صلة كلفة الإشاعات والأكاذيب 2023/10/03

كان من بين الأحياء الذين شاهدناهم في أحد مواقع الزيارة، قائد كتيبة ( Green Howards)، والذي كان يبدو بمنتهى لياقته البدنية. إذ نزل إلى أحد الخنادق، وأخذ الموضع الذي كان يحتله خلال المعركة، وراح يشرح كيف هاجم الألمان كتيبته في ذلك الموقع بتفاصيله، وكيف جرى صدّهم، فعشنا تلك اللحظات وكأننا في أجواء المعركة الحقيقية. وفي موقع آخر كان الإيجاز عن اصطدام لواء مدرع بريطاني بمقاومة ألمانية. وبما أن قائد اللواء البريطاني كان متوفيا، فقد استُخدمت تسجيلا بصوته، ليشرح لنا مجريات ما حدث للوائه قائلا :

” كنت أتقدم بلوائي المدرع في هذا السهل الفسيح ( وكان ضابط الركن البريطاني يؤشر بعصاه إلى الجهة التي تقدم منها اللواء )، وعندما وصلت طليعة اللواء إلى ذلك المكان، واجهته نيران مقاومة دروع عنيفة من قبل العدو الألماني، أوقعت بها خسائر كبيرة. حاولنا القضاء على هذه المقاومة إلا أن العدو كان شرسا ولم تضعف مقاومته، الأمر الذي جعلنا نطلب إسنادا جويا لإسكات تلك المقاومة، بعد أن أخر تقدم اللواء لمدة 48 ساعة، كانت ثمينة في إعطاء القوات الألمانية فرصة للاستعداد في مواجهتنا.

وما أن انتهى التسجيل الصوتي لقائد اللواء، إلاّ وأحد الأشخاص مرتديا اللباس المدني قد قفز أمامنا من بين الحضور وقال : أنا ( المقدم فون لوك) قائد قوة المدافعين، التي اعترضت تقدم القوات البريطانية كما تحدث عنها قائد اللواء في تسجيله الصوتي.

كنت متمركزا في ذلك الموقع ( مشيرا له بيده )، أقود كتيبة من القوات الخاصة ( SS ) بموجود يقل عن 60 % من قوتها، ولكني كنت مصمما على أن ندافع عن هذا المحور بقوة، ونمنع تقدم القوات البريطانية لأطول وقت ممكن، لكي نفسح المجال لباقي قواتنا بالاستعداد لصد الهجوم . فتمكنت فعلا من تأخير تقدم اللواء المدرع البريطاني 48 ساعة، كانت ثمينة لقواتنا.

كان ذلك المشهد وما دار به من حديث أشبه بحلم يقظة جعلنا نعيش أجواء المعركة. إذ تعرّفنا خلاله على عدوين كان قد التقيا في ميدان المعركة، وهام يلتقيان مجددا بعد انتهاء الحرب، ليرويان لنا اليوم موقفيهما في ذلك الحين، وكيف أن كتيبة مشاة بثلثي قوتها، قامت بعمل خارق في العلم العسكري، إذ تمكنت من وقف تقدم لواء مدرع يومين كاملين في سهل فسيح، كان له قيمة كبيرة في الحرب. ذلك الموقف جعلنا نعيش أجواء الحرب العالمية الثانية، ونشاهد أو نسمع أصوات بعض من شاركوا فيها.

* * *

وقياسا على ذلك . . أتمنى على القوات المسلحة الأردنية، أن تشمل في مناهجها للدورات العليا بشكل خاص، برامج زيارات دراسية إلى ( ميدان المعركة )، التي خاض فوقها جيشنا الأردني العديد من معارك البطولة والتضحية، سواء كانت على مستوى الوحدات أو على المستويات الفردية، فوق أراضي فلسطين والأردن في أواسط القرن الماضي، حتى وإن كان ذلك بتنسيق مع العدو، مستهدفين الفائدة المهنية.

هذه الزيارات الدراسية لميدان المعركة، وعلى رأسها معارك : ف اللطرون، باب الواد، مدينة القدس، وفي الكرامة وغيرها، كي تعيد إحياء تاريخ الآباء والأجداد، الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن فلسطين والأردن، وتعرّف الدارسين بطبيعة الأرض، التي دارت عليها المعارك الماضية وقد تدور عليها مستقبلا. ومن ثم يجري استنباط الدروس المستفادة منها، بما يزيدهم انتماء وارتباطا بوطنهم كما هو نهج الذين سبقوهم. ولكنهم في حل من ذلك، إلاّ إذا اعتبروا أن الخطر على الوطن قد زال، وأن عصر الحروب قد ولّى إلى غير رجعة، بعد أن جرى استبداله بعصر الازدهار والسلام الموهوم . . !

* * *

مع المقدم الألماني ( فون لوك ) في زيارة ميدان المعركة عام 1972.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: نورماندي المعركة فی ذلک بعد أن

إقرأ أيضاً:

من خدمة الحجاج إلى الاحتفال بالوطن.. قصة إحياء "باص وسمي" في الأحساء

أعادت أسرة في مدينة العيون بمحافظة الأحساء إحياء باص مرسيدس قديم يعود لعام 1950، كان يستخدمه والدهم في نقل الحجاج قبل أكثر من 40 عاماً، تزامنًا مع احتفالات المملكة باليوم الوطني 94.
وتميز الباص الذي يحمل اسم ”باص وسمي“، بلونه الأخضر الذي يزينه شعار السيفين، ما جعله محط أنظار الكثير من الأهالي والمقيمين.
أخبار متعلقة الموقع الجيد والري المنتظم والإضاءة.. 3 عوامل تحدد جودة إنتاج "اللومي الحساوي"فيديو| بيت الملا.. مقر البيعة الشرعية بين الملك عبدالعزيز وأهالي الأحساءسفراء 3 دول في جنوب إفريقيا يشيدون بدور المملكة العالمي في خدمة الإسلاموقال عبدالرحمن وسمي الكليب، أحد أفراد الأسرة: ”بدأت قصة إعادة إحياء باص وسمي قبل عامين، وقد تمكنا هذا العام من إعادته بطراز جديد وشعار جديد يحمل ذكرى اليوم الوطني 94“.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } من خدمة الحجاج إلى الاحتفال بالوطن.. قصة إحياء "باص وسمي"تحفة تاريخيةوأضاف أن الباص أعيد على نفس الماكينة والقير والدفرنشات الأصلية، وذلك بفضل جهود أخيه سعد وفريق عمل مكون من حوالي 50 عاملاً، مشيرا إلى أن الباص كان يعمل سابقاً في نقل الحجاج والمعتمرين بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } من خدمة الحجاج إلى الاحتفال بالوطن.. قصة إحياء "باص وسمي"
وأكد الكليب، أن الأسرة حرصت على إعادة الباص إلى هيئته القديمة، بما في ذلك الكراسي الحديدية ونظام فتح الأبواب بالهواء، مضيفا: ”غيرنا لون الباص هذا العام إلى اللون الأخضر ووضعنا شعار السيفين عليه احتفالاً باليوم الوطني“.
وبين أن الباص يحمل 32 راكبًا، وتم إعادته على هيئته القديمة، حيث تجد الكراسي من نفس الحديد المصنوع عام 1950.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } من خدمة الحجاج إلى الاحتفال بالوطن.. قصة إحياء "باص وسمي"
وأكمل: ومن ميزة الباص هو الاتساع، وأيضا وجود الكراسي المتقابلة مع بعضها في الجهة الخلفية، أما موضوع التكييف فهو تكيف النظام القديم الاعتماد على فتح النوافذ الصغيرة لدخول الهواء إلى الباص.
وأوضح أن باص ”وسمي“ يعد تحفة تاريخية تجسد جزءاً من تاريخ المملكة، وهو يمثل رمزاً للوفاء والعطاء في خدمة ضيوف الرحمن، وستقتصر استخدامات هذا الباص على مناسبتي اليوم الوطني ويوم التأسيس.

مقالات مشابهة

  • NYT: المعركة الجديدة ضد حزب الله بدأت بعملية مصياف في سوريا
  • نعيم قاسم .. المعركة طويلة والخيارات مفتوحة
  • أبوغسان والفرق بين ان تحكم ثلاثة ايام وثلاثين عام(3/1)
  • ???? العطا: (نحن ما ماسكين اللجام لكن المعركة بدأت)
  • (الجيش).. معركة كسر العظام!! تقدمٍ كبيرٍ في محوري دارفور والجزيرة
  • ابنة السيد حسن نصر الله: المعركة مع العدو بدأت الآن
  • من خدمة الحجاج إلى الاحتفال بالوطن.. قصة إحياء "باص وسمي" في الأحساء
  • اللواء سلطان العرادة ورئيس الوزراء يعقدان اجتماعاً موسعاً بقيادة رئاسة الأركان العامة والمناطق والمحاور العسكرية
  • أحاديث عن التاريخ.. مختلفاته!
  • جرد حساب للعمليات العسكرية في الخرطوم .. معاشيون الجيش يكشفون تفاصيل المعركة