بدأت قوى غربية تغيير سياستها في دعم كييف بالأسلحة، فبدلا من تسليمها جاهزة أبرمت معها اتفاقات لتصنيعها داخل أوكرانيا، خشية تعرض مخازنها للنضوب.

وحسب تقرير لصحيفة "بوليتيكو" الأميركية، قررت شركات دفاع فرنسية وألمانية إنشاء مقار في أوكرانيا لصيانة الأسلحة، في خطوة أولى نحو تصنيع الأسلحة بالداخل الأوكراني.

وهذا الأسبوع، أعطت وكالة حكومية ألمانية الضوء الأخضر لمشروع مشترك مقترح بين شركة "راينميتال" لتصنيع الأسلحة ومؤسسة صناعة الدفاع الأوكرانية، وهي مجموعة مملوكة لحكومة كييف.

وسافر وزير القوات المسلحة الفرنسي سيباستيان ليكورنو إلى كييف مؤخرا مع نحو 20 مقاولا دفاعيا من بلاده، لتسهيل شراكات صناعة الأسلحة مع المسؤولين الأوكرانيين.

والجمعة، استضافت كييف منتدى الصناعات الدفاعية، وهو معرض للأسلحة حضرته 165 شركة دفاع من 26 دولة.

وفي هذا الحدث، التقى مسؤولون أوكرانيون مباشرة مع شركات الدفاع لتوقيع العقود، من دون المرور عبر الحكومات الغربية، لاستكشاف فرص الإنتاج المشترك للسلاح في مواجهة الهجوم الروسي المستمر منذ فبراير 2022.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، قال وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا إن الهدف هو "تعزيز الإنتاج المشترك والتعاون، لتقوية أوكرانيا وشركائنا".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في بيان: "هذا هو الوقت والمكان المناسبان لإنشاء مركز عسكري كبير. أوكرانيا مستعدة لتقديم شروط خاصة للشركات الراغبة في تطوير الإنتاج الدفاعي مع بلادنا".

ويقام معرض الأسلحة تزامنا مع وصول جيوش غربية، خاصة في أوروبا، إلى الحد الأقصى لما يمكن أن تقدمه لأوكرانيا من مخزوناتها الخاصة.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، سعت أوكرانيا إلى تعزيز صناعة الأسلحة الخاصة بها، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الانتخابات الأميركية المقررة العام المقبل قد تقود إلى عودة دونالد ترامب رئيسا، علما أنه لمح إلى وقف الدعم السخي لكييف إذا فاز بولاية ثانية.

وبينما تستعد كييف لحرب طويلة على ما يبدو، تسعى عواصم مثل باريس إلى التحول من الدعم المباشر إلى إبرام العقود مع أوكرانيا، بقطاعيها الحكومي والخاص.

المحور الفرنسي

الأسبوع الماضي، بدأ مسؤولون فرنسيون توجيه رسالة جديدة: لم تعد باريس قادرة على الاستمرار في تقديم الأسلحة إلى أوكرانيا، وستعمل بدلا من ذلك على إشراك الأوكرانيين في صناعتها على أرضهم. وفقا لتقرير حكومي، سلمت فرنسا أسلحة بقيمة 640.5 مليون يورو إلى أوكرانيا عام 2022 فقط. قال ليكورنو للتلفزيون الفرنسي، الأحد: "لا يمكننا الاستمرار في أخذ الموارد من قواتنا المسلحة إلى أجل غير مسمى، وإلا فسنلحق الضرر بقدراتنا الدفاعية ومستويات تدريب قواتنا". أكد ليكورنو للمشرعين بعد يومين أن إنشاء الجسور بين المسؤولين الأوكرانيين والشركات الفرنسية، سيخلق "صلابة طويلة الأمد وعلاقة تعاقدية أكثر فيما يتعلق بالذخيرة والصيانة". في كييف هذا الأسبوع، وقع مقاولو الدفاع الفرنسيون صفقات مع أوكرانيا لشراء المدفعية والمركبات المدرعة والطائرات من دون طيار ومعدات إزالة الألغام. أعلنت شركات دفاع فرنسية أنها تبحث عن شركاء من كييف، لتأسيس شركات صناعة وصيانة أسلحة في الداخل الأوكراني.

ألمانيا والسويد وبريطانيا

يأتي هذا التحول في أعقاب خطط مماثلة من شركة تصنيع الأسلحة البريطانية "بي إيه إي سيستمز" والحكومة السويدية. في أغسطس، وقعت كييف وستوكهولم بيان نوايا لتعميق التعاون "في الإنتاج والتشغيل والتدريب والخدمة" لمنصة المركبة القتالية "سي في 90" المصنعة من قبل فرع سويدي لشركة "بي إيه إي سيستمرز". بعد بضعة أيام، أعلنت الشركة البريطانية أنها ستنشئ كيانا محليا لزيادة إنتاج مدافع المدفعية الخفيفة عيار 105 مليمترات في أوكرانيا. القرار الذي اتخذته ألمانيا بإعطاء الضوء الأخضر لمشروع مشترك مع أوكرانيا، يمهد الطريق لإنشاء مراكز لصيانة وخدمة المركبات العسكرية، وسيشمل أيضا تجميع وإنتاج وتطوير هذه المركبات. يأمل الطرفان أيضا في تطوير الأنظمة العسكرية بشكل مشترك في نهاية المطاف، بما في ذلك التصدير من أوكرانيا لاحقا. الرئيس التنفيذي لشركة "راينميتال" الألمانية أعرب عن رغبته في تصنيع الجيل المقبل من دبابة "بانتر" الخاصة بالشركة في أوكرانيا، بقدرة نحو 400 دبابة سنويا. رغم أنها لا تزال نموذجا أوليا، فإن الدبابة الجديدة ستكون خليفة للدبابة الرئيسية للشركة "ليوبارد 2".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أوكرانيا كييف الهجوم الروسي فولوديمير زيلينسكي الأسلحة باريس ليوبارد 2 الأسلحة أخبار أوكرانيا أخبار روسيا أخبار العالم أخبار أميركا دعم أوكرانيا الحرب أوكرانيا كييف الهجوم الروسي فولوديمير زيلينسكي الأسلحة باريس ليوبارد 2 أزمة أوكرانيا

إقرأ أيضاً:

كيف تغير الأقمار الصناعية طريقة رصد الغابات؟

تعد الغابات من أهم الوسائل لمكافحة تغير المناخ، فهي تمتص ثاني أكسيد الكربون وتنظم هطول الأمطار، بالإضافة إلى كونها موطنا لجزء كبير من التنوع البيولوجي. رغم ذلك، لا يزال رصد وفهم عدد كبير من غابات العالم مهمة صعبة حتى باستخدام تقنيات الفضاء المتقدمة. لكن ثمة مشروع جديد قد يُمثّل بداية ما يطلق عليه العلماء "عصر فضاء الغابات".

وعادة ما كان رصد الغابات يعتمد بشكل رئيسي على الفرق الميدانية التي تقوم بقياس الأشجار يدويا، ورسم خرائط التنوع البيولوجي، وتقدير كميات الكربون المخزنة في النظم البيئية، وفق موقع "إيرث".

ورغم أهمية هذه الجهود، كانت العمليات بطيئة وتتطلب جهدا بشريا مكثفا، كما كانت تواجه صعوبة في التضاريس الوعرة أو القيود التمويلية.

وحاليا تُوجّه أدوات علوم الفضاء الحديثة نحو غابات الأرض، وهو جهد عالمي لتغيير فهمنا للغابات عبر النظر إليها من الأعلى.

استخدام الأقمار الصناعية لا يغني عن العمل الميداني لمراقبة الغابات (أسوشيتد برس) ثورة الفضاء

وفي 29 أبريل/نيسان الجاري، من المخطط أن تطلق وكالة الفضاء الأوروبية مهمة "الكتلة الحيوية"، التي تشمل إطلاق أول رادار يعمل بالنطاق "بي" (P) إلى الفضاء، بحسب المصدر السابق.

إعلان

ونطاق "بي" هو نوع من الموجات الراديوية التي تُستخدم في تقنيات الرادار، وتحديدا في رصد الغابات باستخدام الأقمار الصناعية.

وتعمل الموجات الراديوية في هذا النطاق على التفاعل مع الأسطح المختلفة في الغابات، مثل جذوع الأشجار والفروع. وبالتالي توفر تفاصيل دقيقة حول بنية الغابات، بما في ذلك حجم الكتل الحيوية والكربون المخزّن في الأشجار.

وتساعد هذه الميزة على تحسين فهم كيفية تخزين الكربون في الغابات، وهو أمر مهم جدا في سياق مراقبة التغيرات المناخية.

ولن تقتصر مهمة "الكتلة الحيوية" على هذه التقنية المتقدمة فقط، إذ سيلتحق بها قريبا القمر الصناعي "نيسار" (NISAR)، وهو مشروع مشترك بين الولايات المتحدة والهند.

ومن المتوقع أن يمكن المشروع العلماء من الحصول على صورة متعددة الطبقات للغابات، بالاستعانة بتقنيات أخرى مثل رادار "جي إي دي آي" (GEDI) التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، وهذا يساعد على رصد الأنماط والاتجاهات المتعلقة بصحة الغابات ونموها وفقدانها.

ضرورة للميدان

ورغم التقدم الكبير في تكنولوجيا الفضاء، فإن الأقمار الصناعية لا تستطيع القيام بكل شيء. فعلى سبيل المثال، لا يمكن للأقمار الصناعية قياس الكتلة الحيوية بشكل مباشر أو التعرف على أنواع الأشجار من الفضاء، خاصة في الغابات الاستوائية التي تضم آلاف الأنواع المختلفة.

ولذلك من الضروري أن تتكامل بيانات الأقمار الصناعية مع العمل الميداني الدقيق. فالبحث في الغابات الاستوائية، مثل تلك الموجودة في الأمازون، يتطلب جهدا مستمرا من العلماء الميدانيين الذين يقومون بقياس الأشجار، وتحديد أنواعها، وقياس كثافة الكربون في مختلف أجزاء الغابة.

وبسبب هذا التعقيد البيولوجي، لا يمكن للأقمار الصناعية التمييز بين أنواع الأشجار المختلفة من دون مساعدة من العلماء الميدانيين. كما أن بعض الأنواع تتطلب فحصا مباشرا على الأرض لكي يتم تحديدها بدقة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • روبيو: الأسبوع المقبل قد يكون مفصليا لإبرام اتفاق ينهي النزاع في أوكرانيا
  • الولايات المتحدة: اتفاقية المعادن النادرة مع أوكرانيا ستتم
  • كيف تغير الأقمار الصناعية طريقة رصد الغابات؟
  • رئيس الوزراء: ملتزمون بسداد مستحقات شركات البترول والغاز العاملة في مصر
  • عضو غرفة الأخشاب: دعم الدولة والمكون المحلي مفتاح اختراق الأسواق العالمية
  • تعزيز المخزون الدوائي في ليبيا بشحنة أدوية جديدة إلى مخازن الإمداد الطبي
  • ‏الجيش الأوكراني: تأكيد موسكو إنهاء توغل قوات كييف في كورسك غير صحيح
  • استطلاع: غالبية الناخبين الديمقراطيين الأمريكيين يؤيدون تقييد تسليح إسرائيل
  • الراهب: السومة يركز على التسجيل وعسيري يعلق: ما يقدمه لا يكفي لبقاء العروبة.. فيديو
  • بسعر 30 جنيها.. التموين تضخ كميات كبيرة من السكر الحر