انتحار اثنين ومحاولة آخرين.. قلق من انتشار الأمراض النفسية بين الناجين بدرنة
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
طرابلس- أمٌّ مستيقظة طوال الليل خوفا من أن يعود ابنها وهي نائمة؛ ابنها الذي قضى نحبه في كارثة الفيضانات التي عصفت بمدينة درنة (شرقي ليبيا) الشهر الماضي، وشاب آخر يرى أنه لا طائل من حياته بعد أن فقد جميع أفراد أسرته وأصدقائه في الكارثة ذاتها وبات وحيدا.
هكذا تبدلت حياة عدد ليس قليلا من سكان درنة التي تعرضت لكارثة لم تشهدها البلاد في تاريخها، ولا زالت تظهر آثارها المأساوية التي حلت بالأهالي الذين باتوا في أمس الحاجة إلى دعم وعلاج نفسي متواصل.
وسجلت درنة في الأيام الماضية حالتي انتحار، وعزاها المختصون إلى شعور المنتحرين بأعراض اكتئاب حاد جراء فقد ذويهم وعدم تقديم الدعم النفسي المبكر لهم.
وذكر اختصاصيون نفسيون ميدانيون -تحدثوا للجزيرة نت- أن مراكز الدعم النفسي في درنة تشهد محاولات انتحار لمصابين، وأن الفرق الطبية تتخذ كافة الإجراءات الاحترازية لمنع وقوع حالات انتحار جديدة.
ورغم الجهود المبذولة في هذا الجانب، فإن قلة أعداد الاختصاصيين النفسيين المؤهلين للتعامل مع الصدمات الناجمة عن الكوارث الطبيعية قد تفاقم الحالة النفسية للسكان، وفق مختصين.
أعراض متفاوتة
محمد بالأشهر أحد أعضاء الفرق التطوعية التي بادرت بالذهاب من طرابلس إلى درنة مبكرا لتقديم خدمات الدعم النفسي، وصف الوضع النفسي للسكان الناجين في الأيام الأولى بشديد السوء، وأن اللحظات التي عاشها الناجون وفرت أسباب الإصابة بأعراض انتحارية لدى البعض.
وقال بالأشهر للجزيرة نت إن الأعراض الظاهرة على الناجين من الكارثة تتفاوت بين البسيطة والمتوسطة والشديدة، وتصحبها اضطرابات انتحارية وتخوف من المستقبل وكوابيس مزعجة، ومشاكل في النوم وفقدان الشهية وحدة في المزاج وحزن وبكاء مستمر، فضلا عن قلق واضطرابات في النوم.
وتباينت الأعراض التي بدت على الأطفال المصابين -حسب بالأشهر- بين قضم الأظافر والإمساك والغضب والضرب ونتف الشعر والتبول اللاإرادي.
واعترض بالأشهر على ما يقوم به البعض من تقديم الألعاب للأطفال وتنظيم أنشطة ترفيهية لهم، مبينا أن هذا النوع من الدعم النفسي الاجتماعي يتسبب في كبت المشاعر مؤقتا قبل أن تعود الاضطرابات النفسية إلى الأطفال من جديد.
اضطرابات ما بعد الصدمة
بدورها، قالت الاختصاصية النفسية تغريد شنيب إن أغلب الحالات التي تمت معاينتها مصابة بحزن شديد، وإن طرق تفكيرهم تتسم بالضبابية وعدم الوضوح، مضيفة أن الجميع بات يعاني من اضطرابات في النوم والأكل وعدم القدرة على أداء المهام الحياتية اليومية، مع أعراض نفس جسمية كالصداع وآلام المعدة.
وفي حديثها للجزيرة نت، أشارت تغريد شنيب إلى ظهور بعض حالات اضطرابات ما بعد الصدمة، خاصة أثناء هطول المطر، مشيرة إلى أن أغلب الحالات المصابة تعرضت إلى نوبات هلع وترقب عند هطول الأمطار قبل يومين.
وتابعت "رصدنا أطفالا أصيبوا بالاحتباس الكلامي والتبول اللاإرادي، كما حدث انتكاس لبعض الحالات التي كانت تعاني من أمراض نفسية بسبب عدم حصولهم على الدواء خلال أسبوع من الكارثة".
من جهته، ذكر مدير مكتب الطوارئ بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض كامل التلوع للجزيرة نت أن هناك معاناة كبيرة من الناحيتين النفسية والاجتماعية، وأن عددا كبيرا من المصابين يمرون حاليا بمرحلة الذهول والصدمة جراء الكارثة.
قلة الاختصاصيين
أعداد الأطباء النفسيين في ليبيا قليل جدا، كما أنهم لم يتعاملوا في السابق مع إصابات نفسية جراء الأزمات والكوارث الطبيعية، والحالات المصابة بحاجة إلى مختصين في تقنيات وأساليب العلاج النفسي، حسب المختص النفسي محمد بالأشهر.
وأضاف بالأشهر أن فريقهم كان يستقبل يوميا نحو 7 أو 8 حالات فقط لقلة عدد المختصين في الدعم النفسي، فضلا عن أن طبيعة الدعم النفسي للحالات تتطلب تخصيص وقت ليس قصيرا لكل حالة، مشددا على أن الوضع يتطلب عددا كبيرا من المختصين في العلاج والتأهيل النفسي.
وطالبت المختصة النفسية تغريد شنيب بضرورة تقديم دعم دولي في هذا الجانب، منوهة أن الأهالي بحاجة إلى فرق مختصة في علاج الصدمات الناتجة عن الأزمات والكوارث الطبيعية.
وتعزز تغريد مطالبها بأن الأسر والأطفال من غير المصابين ومقدمي الخدمة من فرق الإنقاذ والإغاثة هم أيضا بحاجة إلى الدعم والتأهيل النفسي.
ويقتصر دور الفرق الطبية في الشهر الأول من الصدمة على تقديم الدعم النفسي الأولي، وطمأنة الحالات التي تعاني من اضطرابات نفسية، وتنتقل بعدها إلى مرحلة تقييم الأعراض المتباينة من شخص لآخر، والتي قد يحتاج بعضها إلى علاج دوائي.
مخاوف وقلق
وعن مخاطر إهمال الدعم النفسي، حذرت تغريد شنيب من أن التقاعس في تقديم الخدمات النفسية اللازمة للسكان قد يسبب مضاعفات اضطراب ما بعد الصدمة وحالات اكتئاب حادة، وقد تؤدي بدورها إلى فقدان القدرة على تحقيق التوازن النفسي والتكيف الاجتماعي وسيطرة الأفكار السلبية، مما قد يقودها إلى التفكير في الانتحار.
وتجزم المتحدثة بأن إعادة الحياة بشكل جزئي إلى المدينة ومرافقها في أسرع وقت، وعودة الأسر النازحة، وخلق بيئة مستقرة؛ من شأنه أن يقلل الأعباء النفسية على السكان ويساعد في تعافيهم.
بدوره، يتوقع التلوع -الذي كان حاضرا مع فرق الدعم النفسي في درنة- أن مغادرة مزيد من السكان مدينتهم سيعقد الوضع النفسي للأهالي المتبقين فيها، وسيمرون بمرحلة نفسية أصعب من المرحلة السابقة جراء الشعور بالوحدة، مؤكدا أن المدينة تمر بمرحلة حساسة.
وبعد مرور نحو 3 أسابيع على الكارثة، شكلت الحكومة المكلفة من البرلمان هيئة وطنية للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، تعنى بتقديم الدعم والعلاج النفسي والاجتماعي للأهالي القاطنين في المناطق التي تتعرض للكوارث الطبيعية.
ويرى التلوع أن قرار إنشاء الهيئة إيجابي، ومن شأنه أن ينظم جهود فرق الدعم النفسي المشتتة وإنشاء قاعدة بيانات مركزية، ويضمن تقديم الخدمات للمصابين والأدوية العلاجية، وفق أسس صحيحة ومن قبل مختصين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدعم النفسی للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
انتحار ياسمين بسبب أثينا.. أحداث الحلقة الـ 13 من مسلسل أثينا
بدأت الحلقة الـ 13 من مسلسل أثينا بـ طلب وفاة من زوجها عمر بأن يعتذر لابنته عن تصرفاته التي كانت نابعة من خوفه الشديد عليها بعد وفاة والدتها، حيث كان يخشى عليها وعلى شقيقتها مي.
والتف عدد من الصحفيين بوالد مي عمر ودفاعه عن نادين وافتخاره بها وبعملها في قطاع غزة، التي تسعى لإظهار الحقيقة للعالم، أما مي فنفى أنها لا تتعاطى أي مواد مخدرة.
كما شهدت الحلقة توتراً كبيراً بين الدكتورة إيمان السعداوي ودينا سالم بسبب استيلاء السعداوي على مشروع أثينا من الجامعة، وقد جرى بينهما حديث حاد، حيث تم تهديد دينا بعدم المشاركة في أي مشروعات مستقبلية مع السعداوي.
واصل حساب أثينا ضغطه على ياسمين، وحاول أن يجعلها تحاول التخلص من حياتها، كما التقى الدكتور أدهم بالدكتور إيمان السعداوي «سوسن بدر» ليسألها حول بعض مشاريع التخرج.
وذهبت داليدا إلى نادين لتخبرها بأن أثينا يتواصل مع ياسمين، ويضغط عليها من خلال تهديدها بالجرائم التي ارتكبتها في حق زملائها في الجامعة، ومنها التسبب في تخلص آدم، وهو سالم الوشاحي، من حياته.
وانتقلت نادين للقاء ياسمين، حيث التقت بأبيها ياسمين ليخبرها بأن ياسمين أغلقت الباب على نفسها ولا تأكل أو تشرب، لتطلب منه الدخول إليها والتحدث معها، وطلبا من ياسمين فتح الباب، لكن لم تجب على سؤالهما، وقرروا كسر الباب والدخول ليتفاجأ بتخلص ياسمين من حياتها.
التقت نادين بـ دينا سامي، والتي كشفت بعض التفاصيل حول مشروع أثينا، حيث نوهت بأن إيمان السعداوي هي من رفضت مشروع محمود نظرًا لرفض محمود عرض كان قد تلقاه منها، بهدف تحقيق مصلحة مشتركة، مشيرة إلى أن إيمان عرضت عليها المشروع وإنشاء شركة خاصة به نتيجة لرفض محمود عرضها.
وأشارت دينا إلى أن إيمان السعداوي عرضت الشراكة على محمود قبلها، وهو ما جعله يتخلص من حياته، وفي الخلفية، انتقلت الحلقة إلى لقاء إيمان ومحمود، حيث سألته عن رغبته بعد التخرج، ليخبرها أنه يريد أن يكون له مكان في الجامعة «التعيين في الجامعة»، وأن الدكتور أدهم «نبيل عيسى»، هو من زرع الفكرة في تفكيره.
مسلسل أثيناأجرت نادين، اتصالا هاتفيا بكلا من اليوتيوبر يوسف وهو أحمد مجدي وهشام خطاب، حول الطرق التي يمكن من خلالها التوصل إلى حساب أثينا من خلال الدكتورة إيمان السعداوي عميدة الجامعة، ودينا سالم، التي تسعى للتخلص من إيمان ومن شراكتها.
وفي نهاية الحلقة طردت العميدة إيمان السعداوى ابنها أدهم، من الجامعة، وأوقفته عن العمل، بعد أن فضحها وأنها تأخذ مشاريع الطلاب وتحولها إلى مشاريع مع شراكات وتأخذ أموالا مثلما حدث مع مشروع أثينا لمحمود ورفضته لتشارك دينا سالم وهددته أنها سوف تحبسه في مصحة للأدمان، وأوقفته عن العمل.
يتكون مسلسل أثينا من 15 حلقة، وتلعب دور بطولته ريهام حجاج، وبجانبها مجموعة من النجوم الكبار، أبرزهم أحمد مجدي، جنا الأشقر، تامر هاشم، سلوى محمد علي، نبيل عيسى، ميران عبد الوارث، سوسن بدر، دونا إمام، محمود قابيل، على السبع، شريف حافظ، من تأليف محمد ناير، وإخراج يحيى إسماعيل.
اقرأ أيضاًماذا ينتظر سوسن بدر؟.. موعد عرض الحلقة الـ 13 من مسلسل أثينا
سرقه إيمان مشروع أثينا وبيعه لـ دينا سامي.. أحداث الحلقة الـ 12 من مسلسل أثينا
تأثير الذكاء الاصطناعي على عقول البشر.. أحداث الحلقة الـ 11 من مسلسل أثينا