تكثف جماعة "حزب الله" نشاطها في منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوبي لبنان (اليونيفيل)، في ما يبدو أنه استهداف للقوة الأممية، بحسب نيكولاس بلانفورد، في تحليل بـ"المجلس الأطلسي" الأمريكي للأبحاث (Atlantic Council) ترجمه "الخليج الجديد".

بلانفورد  تابع أن "الكشف مؤخرا عن بناء جماعة حزب الله المسلحة، المدعومة من إيران، مدرج إسفلتيا (للطائرات) بطول 1200 متر في إحدى قواعدها العسكرية، هو أحدث مثال على نمط السلوك الوقح المتزايد للحزب، خاصة في المنطقة الحدودية الجنوبية، حيث تم نشر قوة حفظ السلام الأممية على مدى الـ45 عاما الماضية".

وأضاف "كما أنشأ حزب الله ما يصل إلى سبعة ميادين للرماية في منطقة عمليات اليونيفيل، حيث يمارس المسلحون مهاراتهم باستخدام أسلحة مختلفة"، كما "يُرى أفراد حزب الله بشكل متزايد وهم يرتدون الزي الرسمي ويحملون أسلحة على طول الخط الأزرق".

والجماعة تمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة تقول إنها مكرسة حصرا لمقاومة إسرائيل، التي تحتل أراض ٍ لبنانية.

وأردف بلانفورد أنه "من غير الواضح ما الذي دفع حزب الله إلى تبني وجود أكثر وضوحا واستفزازا في منطقة عمليات اليونيفيل في أواخر 2020 وأوائل 2021، لاسيما أن الجماعة لا تعاني من نقص في معسكرات التدريب شمال منطقة عمليات اليونيفيل".

اقرأ أيضاً

وسط ترحيب وجدل لبناني.. مجلس الأمن يصوت على تمديد مهمة اليونيفيل

مهمة اليونيفيل

و"ربما يكون الهدف الأساسي لموقفها (الجماعة) الحازم هو قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان نفسها، إذ تتلخص الفكرة في تقويض القوة وتشويه سمعتها وإضعافها إلى أن تصبح غير ذات أهمية أو تحفز مجلس الأمن الغاضب على البدء في تقليص المهمة"، كما أضاف بلانفورد.

وتابع: "قبل ثلاثين عاما، عندما احتلت القوات الإسرائيلية قطاعا من الأراضي جنوبي لبنان، كانت قوات اليونيفيل بقوام 4500 جندي آنذاك تشكل جزءا من المجتمع المحلي".

وأردف أن "جنود حفظ السلام كانوا يشترون البضائع من المتاجر المحلية ويأكلون في المطاعم ويقدمون المأوى للمدنيين خلال أوقات العنف المتزايد، ويزورون منازل عمداء القرى والمسؤولين المحليين للجلوس والدردشة واحتساء القهوة".

و"لكن المناخ اليوم أصبح أكثر عدائية؛ جراء شكوك حزب الله في قوة حفظ السلام الموسعة والوجود الضخم للدول الأوروبية المساهمة بقوات، فحاليا تضم اليونيفيل نحو 10,500 جندي من 48 دولة، ويهيمن عليهم أعضاء (حلف شمال الأطلسي) الناتو مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا"، كما استدرك بلانفورد.

والولايات المتحدة هي الدولة المهيمنة على قيادة "الناتو" والحليف الرئيس لإسرائيل التي تعتبر إيران، حليفة "حزب الله"،  العدول الأول لها.

اقرأ أيضاً

اليونيفيل تجري اتصالات مع لبنان وإسرائيل لمنع مزيد من التصعيد

حماية القوة الأممية

و"حزب الله هو اللاعب السياسي المهيمن في جنوب لبنان ويتمتع بالنفوذ اللازم لتصعيد الضغط بسهولة على اليونيفيل، ويمكن أن تتراوح علامات الاستياء المحلي من إلقاء الشباب بإلقاء على مركبات اليونيفيل المارة إلى نوبات غضب أكثر عنفا"، بحسب بلانفورد.

وزاد بأنه "في المحادثات مع قوات حفظ السلام، يوجد اعتراف مؤسف بأن حماية القوة الأممية أصبحت أهم من تنفيذ الولاية (المهام). إذا قام أعضاء حزب الله بمنع دورية من الوصول إلى منطقة معينة، فستقوم قوات حفظ السلام بتسجيل الحادث والعودة إلى القاعدة بدلا من المخاطرة بحدوث مواجهة ورد فعل عنيف".

وأفاد بـ"يوجود شعور متزايد بخيبة الأمل بين بعض عناصر قوة حفظ السلام، وهم يتساءلون سرا عن جدوى مواصلة المهمة عندما تكون غير قادرة على تحدي وجود حزب الله وأفعاله على الأرض".

و"مع ذلك، لا تزال اليونيفيل تؤدي دورا مهما، فوجود نحو عشرة آلاف من قوات حفظ السلام الأجنبية في جنوبي لبنان يساعد على ضمان استمرار الاهتمام الدولي بهذا الجيب الصغير الذي يحتمل أن يكون مضطربا في الشرق الأوسط"، كما أردف بلانفورد.

ورأى أنه "إذا اندلعت حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل، فسيكون هناك عشرة آلاف أجنبي محاصرين في المنتصف؛ ما يشجع المجتمع الدولي على وضع حد للأعمال العدائية في أسرع وقت ممكن".

كما شدد على أن "دور اليونيفيل كمحاور بين اللبنانيين والإسرائيليين في الاجتماعات الثلاثية هو عنصر أساسي، وربما الأكثر أهمية، في مهمة القوة".

اقرأ أيضاً

على خلفية هجوم اليونيفيل.. محكمة لبنانية توجه اتهامات لسبعة أشخاص

المصدر | نيكولاس بلانفورد/ المجلس الأطلسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لبنان إسرائيل اليونيفيل حزب الله نشاط منطقة عملیات جنوبی لبنان حفظ السلام حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل اقترب التطبيع بين لبنان وإسرائيل؟

بينما كان أعضاء حزب الله وأنصاره محتشدين في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت يوم الأحد لدفن زعيمهم حسن نصر الله، الذي قُتل في قصف لسلاح الجو الإسرائيلي في سبتمبر(أيلول)، تردد هدير بين الحشد.

لى الغرب أن يتصرف بشكل استراتيجي لدعم هذا التحول

اخترقت أربع طائرات مقاتلة إسرائيلية سماء الملعب في تحليق نقل رسالة واضحة تردد صداها في العالم. كانت الرسالة هي أن الطائرات هي المسؤولة عن مقتل نصر الله، وأن إسرائيل لن تتردد في ضرب قادة حزب الله الآخرين إذا اقتضت الضرورة، حسب ياكوف كاتز، باحث في معهد سياسة الشعب اليهودي.
وضمت المقاتلات طائرتان نفاثتان من الجيل الخامس من طراز إف-35، واسمهما بالعبرية "أدير"، الذي يعني "القوة"، أما الطائرتان الأخريان فمن طراز إف-15 بعيدة المدى، والمعروفتان بـ "ثاندر" أي رعد.

#Hezbollah daily says #Lebanon government is preparing for normalization with #Israel, and threatens with civil war if the state chooses peace.
No mincing of words here.
Hezbollah and Lebanon cannot exist. One must die for the other to live.https://t.co/IfJzHBoaE1

— Hussain Abdul-Hussain (@hahussain) February 27, 2025

وكما ذكر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق، كان العرض بمنزلة "رعد قوي" سُمع صداه في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
كان هذا التحليق الدرامي أكبر من مجرد لفتة رمزية. قبل اندلاع الحرب بـ16 شهراً، لم تكن إسرائيل لتحلق فوق تجمع لحزب الله للاستعراض. كان الظن الأول أن يؤدي احتمال شن ضربة انتقامية إلى صراع أوسع نطاقاً.
وفي هذا الإطار، أوضح ياكوف كاتز، في موقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن سبب قدرة إسرائيل على ذلك اليوم هو أن المنطقة تغيرت في أعقاب الحرب التي أُجبرت إسرائيل على خوضها بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وقرار حزب الله اللاحق بالانضمام إلى المعركة.


تراجع حزب الله ووكلاء إيران

يشهد الشرق الأوسط الآن حالة وقف إطلاق نار هش بين إسرائيل وحزب الله، الذي من المفترض أن يبقى خارج جنوب لبنان. تم القضاء على قيادة حزب الله، وتعرضت بنيته التحتية في جنوب لبنان لتدمير واسع النطاق. وتحولت مراكز القيادة ومرافق تخزين الأسلحة، التي كانت تشكل العمود الفقري لقدراته العملياتية، إلى أنقاض.
وفي غزة، في حين ما تزال حماس في السلطة، فإنها ما تزال بلا شك ظلاً لما كانت عليه في السادس من أكتوبر (تشرين الأول). وفي سوريا، سقط نظام بشار الأسد، وأصبحت إيران ــ الممول الرئيس لحزب الله ــ في وضع ضعيف على نحو متزايد.
وأدى فقدان وكلاء حزب الله، إلى جانب القصف الإسرائيلي الذي دمر أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتطورة، إلى جعل إيران أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى.
ويقدم هذا الوضع، خاصةً في لبنان، للغرب فرصة فريدة من نوعها. ويبدو أن القيادة الجديدة في بيروت ملتزمة ظاهرياً على الأقل بمواجهة حزب الله ومنعه من إعادة التسلح.

????????????️????????????️????????????️????????????️????????????️????????
A Unique Opportunity for Israel to Normalize Ties With Lebanon https://t.co/TQRvs4plAb

— Carlos Abadi (@NewSamawal) February 28, 2025

 وأعرب الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام عن رغبتهما في تقليص النفوذ الإيراني على لبنان وتفكيك قوة حزب الله غير المتناسبة في هذا البلد الممزق.
على سبيل المثال، حظرت الحكومة الجديدة الرحلات الجوية من إيران إلى لبنان بعد أن هددت إسرائيل بإسقاط أي طائرات يشتبه في استخدامها لتهريب المواد المحظورة إلى البلاد.
في الوقت نفسه، يخضع الشعور العام في لبنان إلى نوع من التحول. فقد تزايدت الانتقادات الموجهة لحزب الله، وتشعر وسائل الإعلام اللبنانية التي كانت حذرة ذات يوم بالجرأة للتشكيك في الرواية التي طالما تبناها التنظيم بأنها حامية للشعب اللبناني.
وتضج وسائل التواصل الاجتماعي بدعوات لتفكيك حزب الله، بل إن بعض اللبنانيين يدعون إلى التطبيع مع إسرائيل، وهو الأمر الذي كان يبدو مستحيلاً قبل بضعة أشهر.


الدور الأمريكي في تطبيع لبنان

 

وتتمتع الولايات المتحدة وأوروبا بنفوذ كبير للمساعدة في تحقيق ذلك، لكنهما لا تستطيعان القيام بذلك بمفردهما؛ وسوف يتطلب أي تقدم شجاعة دبلوماسية في القدس وبيروت.
ويسعى عون إلى تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، التي تقدم بالفعل دعماً كبيراً للقوات المسلحة اللبنانية من خلال المساعدات المالية وإمدادات الأسلحة وبرامج التدريب.
وبوصفه قائداً سابقاً للقوات المسلحة اللبنانية، يدرك عون أن تحسين قدرات القوات المسلحة اللبنانية وضمان قدرتها على مواجهة حزب الله بفعالية يتطلب المزيد من المعدات الحديثة والدعم الاستراتيجي. وهذا يمنح الإدارة الأمريكية نفوذاً في المفاوضات.
لكن على الجبهة الإسرائيلية، فإن التوتر المستمر في غزة وتهديد تجدد الصراع يجعل من الصعب تحقيق التقدم، حسب الكاتب. وكما تنتظر المملكة العربية السعودية انتهاء الحرب، لا يمكن أن يحدث الكثير مع لبنان قبل انتهاء القتال.
ورأى الكاتب أن الرئيس دونالد ترامب في وضع فريد يسمح له باغتنام هذه اللحظة. فهو يهدف إلى أن يُنظَر إليه باعتباره صانع صفقات وصانع سلام، ومع مرور الشرق الأوسط بواحدة من أكثر لحظاته تحولاً في تاريخه المتقلب، هناك الآن فرصة لبدء عصر جديد من التعاون والاستقرار الإقليمي.


على الشعب اللبناني أن يساعد نفسه

في نهاية المطاف، يقول الكاتب، يقع العبء الحقيقي للتغيير على عاتق الشعب اللبناني نفسه. ويقع على عاتقه مواصلة الضغط على حزب الله وأن يضمن عدم إعادة تسليح الجماعة.
لفترة طويلة، قدم حزب الله نفسه كمدافع عن الشعب اللبناني. وبعد سنوات من الخراب المالي والآن حرب أخرى، يدرك الشعب اللبناني زيف هذه الرواية. وهم وحدهم القادرون على تغيير مستقبلهم.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "يقف لبنان عند مفترق طرق. وإذا اغتنم قادته وشعبه هذه اللحظة، فسوف يتمكنون من تحرير أنفسهم من عقود من الحرب. ويتعين على الغرب أن يتصرف بشكل استراتيجي لدعم هذا التحول. ويتوفر الخيار والفرصة الآن".

مقالات مشابهة

  • لبنان يعود إلى السعودية.. أين حزب الله من ذلك؟
  • أحمد موسى: نتنياهو لا يريد السلام والعرب سيردون برسائل قوية غدًا
  • تعليقات الفنانين على عودة شيماء سيف لزوجها ..ماذا قالوا؟
  • ماندوليسي: اليونيفيل ملتزمة باستقرار جنوب لبنان
  • ماذا تعني المناطق الإسرائيلية في لبنان وسوريا وغزة؟
  • أمّة المقاومة.. مقاومة الأمّة
  • هل اقترب التطبيع بين لبنان وإسرائيل؟
  • عن التطبيع بين لبنان وإسرائيل.. ماذا يُقال في تل أبيب؟
  • ماذا تعرف عن المقام المحمود يوم القيامة؟
  • لقاء بين مفتي صور وقائد القطاع الغربي في اليونيفيل