عربي21:
2025-02-03@19:19:12 GMT

نصف قرن على حرب تشرين: إسرائيل في أمان عربي

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

تحتفي مؤسستان عسكريتان في العالم العربي (مصر- سوريا) بحرب تشرين 1973 (حرب رمضان أو أكتوبر)، مناسبة تتعرض لتعظيمٍ ونفخٍ مستمر بها، وأنتجت طفرة واسعة في أدبيات العسكر وأنظمتهم المقتاتة على مناسبةٍ بالإصرار على وصفها بـ"الانتصار" على عدوٍ سوّق لجيشه بأنه لا يقهر، وقدرة العرب حينها على كسر هذه الهيبة، وتحقيق ثغرات في جبهات القتال في الجولان وسيناء.



لكن أياً تكن الإنجازات المسجلة في أدبيات السياسة المصرية والسورية عن حرب تشرين منذ نصف قرن، فهي تبقى آخر الحروب الرسمية مع إسرائيل كما دلت وقائع التاريخ العسكري والسياسي على الجبهتين المصرية والسورية، والتي انتهت باتفاقيات "سلام" مع إسرائيل في 1979، وقبلها التوقيع على اتفاق فصل القوات مع النظام السوري 1974.

كيفية استثمار حرب تشرين بدت واضحة في سياق سياسة عربية رسمية، كُتب وقيل الكثير عنها منذ اندلاعها حتى استذكار المناسبة كل تشرين. وما قيل عن الحشد الاستراتيجي للتسلح حينها وتأمين التفوق اللازم والحسابات الديناميكية ومسألة الزمان والمكان المناسبين للرد على عدوان الاحتلال، دلت نتائجها في عصرنا الحالي على حقيقة محزنة بجواب شمعون بيريز لسؤال عن مستقبل إسرائيل، أمام معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي بعد عام من الحرب في 1974:

قال بيريز: "أريد اليوم أن أطمأنكم لمستقبل إسرائيل. إسرائيل تستثمر في التكنولوجيا وفي الإنسان، فأنتم في أمان، وطالما إسرائيل محاطة بأنظمة تستثمر في السلطة وفي المال فأنتم في أمان".

مقابل هذا الطرح والفهم الإسرائيلي لأوضاع عربية رسمية، اتخذت من عوامل تحقيق الأمان والطمأنينة للمشروع الصهيوني، تم انتهاج سياسات لا علاقة لها بإفشال هذا المشروع، أو محاربته باستثمارات مشابهة في مجتمعات ومؤسسات عربية. على العكس، ساهمت حالة الاسترخاء العسكري العربي أمام جولات العدوان منذ نصف قرن وإلى اليوم في تثبيتها كقاعدة للحكم والسيطرة على أي حالة معاكسة تنتهك "المعاهدة مع إسرائيل" أو تخرق اتفاق فصل القوات، إلى أن تغير الحال العربي وتطور من القضية الفلسطينية، بدعم وترسيخ مفهوم السلام والتطبيع مع إسرائيل مقابل لا شيء، والانتقال من حالة العداء للمشروع الصهيوني المستمر والمتسع بأضعاف مضاعفة عما كان عليه الحال قبل نصف قرن إلى حالة التعايش معه، لتثبيت أنظمة الاستبداد العربي.

تركة حرب تشرين في الذاكرة والوجدان العربي ثقيلة، إذ لم تُبق القضايا العربية الأخرى على قيد الحياة، ومُررت المناسبة من جيل الى جيل في الجانين السوري والمصري، كأداة من أدوات الاستثمار المنظم في استبداد النظامين السوري والمصري، من خلال الاكتفاء بتمجيد صورة حافظ الأسد في سوريا كـ"بطل الحرب" لتزوير استيلائه على السلطة، وصورة السادات في مصر كـ"بطل للعبور" كتوطئة للتطبيع مع إسرائيل.

حجم انتصار حرب تشرين وكلفته بعد نصف قرن من الحسابات العسكرية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية في الأنظمة التي خاضت هذه الحرب، قاس ومؤلم في نتائجه وفي مردوده على القضية الفلسطينية نفسها، فهذه الجيوش ومؤسساتها العسكرية لم تعد قائمة لخوض حرب استرجاع ما احتله العدو من أرضٍ والدفاع عنها، ولا للمساهمة في معركة تحرير فلسطين، لأنه بدون العناصر الأساسية لاستكمال عملية تحرير الأرض المحتلة في الجولان وفلسطين استمر وتطور الاحتلال ومشروعه إلى الشكل الحالي. ومن تلك العناصر التنمية البشرية والاقتصادية، والأشكال الدستورية والديمقراطية والحرية والمواطنة لبناء الأنظمة والمجتمعات، ليكون لديها القدرة على خوض الحروب أو التفاوض لاسترجاع حقوقها في المجتمع الدولي. وبالتدقيق والبحث عن وقائع ومجريات الحرب وتركتها، لا نجد إلا إنجازاً واحداً هو القدرة على خوض المواجهة مع العدو، إن توفرت الإرادة الحقيقية التي سرعان ما أُجهضت لصالح استمرار أنظمة الحكم التي نجحت في تغيير عقيدة الجيش وولائه للنظام لبقائه وحمايته.

أخيراً، مع حجم ما تسطره جيوش عربية اليوم من "انتصارات" على "الإرهاب" المستبدل ببوصلة تحرير فلسطين ودعم شعبها في مواجهة عدوٍ موغل بالاستيطان والتهويد والقتل المستمر، وخوضها معارك ضد شعوبها بقتله وتهجيره وتدمير حواضره، وتشن حرب على الحريات العامة والفردية، وترتكب مذابح وفظاعات ضد مدن وقرى عربية ضحاياها ملايين العرب.. مع كل هذا يعيدنا الانتصار لمنبع استناد إسرائيل ومشروعها الاستعماري على الطمأنينة الآتية من استثمارات عربية في القمع والظلم والفساد والاستئثار بالسلطة.

والسؤال المطروح: ما الذي بقي من ذكرى حرب تشرين بعد نصف قرن؟ الإجابة ثقيلة في وقائعها على الأرض المحتلة، وفي جعبة العسكر الممسكين بتركة "الانتصار" الأخير الذي أسس لمجموعة هزائم يعايشها العربي في رؤية جيشه ودباباته ومدفعيته وقوى أمنه، وهي تشير إليه كعدو مجهض لانتصار العسكر وتوجه ذخائرها نحوه. والعدو مسترخٍ لمن أكمل مهامه منذ نصف قرن، ومنحه هدوءا وأمنا، وعقد معه سلسلة من المعاهدات، وتحالف مع مؤسسات أمنية وعسكرية واقتصادية عربية تقول للحلم الصهيوني أنت بأمانٍ من عربي يتطلع لتحررهُ منك ومنا.

twitter.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر سوريا إسرائيل الفلسطينية سوريا مصر إسرائيل فلسطين حرب أكتوبر مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات رياضة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع إسرائیل نصف قرن

إقرأ أيضاً:

الكيلو بـ250 جنيه | خريطة منافذ أمان بالجمهورية .. خصم 50‎%‎

مع بداية كل شهر جديد يبحث المواطنون عن أماكن بيع اللحوم ومستلزمات المنزل بأسعار مخفضة، لذلك تستمر منافذ أمان التابعة لوزارة الداخلية، في تقديم خدماتها للمواطنين، لا سيما اللحوم الحمراء والكبدة والسجق والسلع الغذائية الأساسية، بأقل الأسعار، بتخفيضات تصل إلى 50% على اللحوم وجميع المواد الغذائية.

منافذ أمان بالمنوفية

أكد أحمد صلاح، مشرف منافذ أمان في محافظة المنوفية، إنه يوجد 17 منفذًا موزعة على جميع مراكز المحافظة العشرة، وهي "شبين الكوم - منوف - الباجور - أشمون - السادات - تلا - الشهداء - قويسنا - بركة السبع - سرس الليان"، مشيرًا إلى أن بعض المراكز يتوفر بها أكثر من منفذ، بسبب الإقبال الكبير على شراء اللحوم والسلع الغذائية.

أسعار اللحوم بمنافذ أمان

- كيلو اللحوم الوسط 250 جنيهًا.
- كيلو الكبدة 200 جنيه.
- كيلو المفروم 250 جنيه. 
- كيلو السجق 220 جنيهًا.

خريطة مبادرة كلنا واحد بالقاهرة

- أمان منفذ آخر شارع مصطفى النحاس تقاطع متولي الشعراوي التبة الحي الثامن 
- أمان منفذ أسفل كوبري الأزهر أمام نقطة مرور الجمالية والموسكى. 
- أمان منفذ أسفل كوبري العباسية ميدان العباسية الوايلىي
-  أمان منفذ أمام جامعة حلوان - دائرة قسم حلوان
- أمان منفذ أمام محطة مترو سراى القبة أمام ممشى الطاهرة 
- أمان منفذ أول شارع سليم متفرع من شارع ابن الحكم أمام معهد فتيات الزيتون الازهرى حلمية الزيتون 
- أمان منفذ آخر كوبري غمرة بجوار مدرسة السلام وأمام صيدلية العزبى (سلع) 
- أمان منفذ آخر كوبري غمرة بجوار مدرسة السلام وأمام صيدلية العزبى (جزارة) 
- أمان منفذ اسفل كوبري الفنجري أمام عمارات امتداد رمسيس 
- أمان منفذ اسفل كوبري المظلات أمام سينما مودرن (سلع) القاهرة.

محافظة الإسكندرية

-  أمان محل رقم 1 بالسوق التجارى (د) عمارات 258 برج العرب 
- أمان محل رقم 4 بالسوق التجارى ابنى بيتك برج العرب 
- أمان منفذ أسفل كوبري العوايد – ميدان العوايد دائرة قسم رمل ثانى (جزارة) 
- أمان منفذ أسفل كوبري العوايد – ميدان العوايد دائرة قسم رمل ثانى (سلع)
- أمان منفذ أسفل كوبري ميدان الساعة – حي شرق (جزارة) 
- أمان منفذ أسفل كوبري ميدان الساعة – حي شرق (سلع)
- أمان منفذ أسفل كوبري ميدان الساعة 1 – قسم أول المنتزة 
- أمان منفذ أسفل كوبري ميدان الساعة 2– قسم أول المنتزة (سلع) 
- أمان منفذ أسفل كوبري ميدان الساعة 2– قسم أول المنتزة (خضار وفاكهة)
- أمان منفذ أمام الصفوانى بالإبراهيمية – دائرة قسم حي شرق (جزارة) 
- أمان منفذ أمام الصفوانى بالإبراهيمية – دائرة قسم حي شرق (سلع)
- أمان منفذ أمام رئاسة حي منتزة أول سيدى بشر (خضار) 
- أمان منفذ أمام رئاسة حي منتزة أول سيدى بشر (جزارة)
- أمان منفذ أمام رئاسة حي منتزة أول سيدى بشر (سلع).

محافظة بورسعيد

- أمان منفذ بميدان قصر الثقافة - حي المناخ 
- أمان منفذ بميدان قصر الثقافة - حي المناخ - كارفان 
- أمان منفذ زمزم مساكن على بن ابى طالب أمام الصالة المغطاة حي الزهور 
- أمان منفذ زمزم منطقة التعاونيات أمام مركز شباب الزهور 
- منافذ أمان منفذ زمزم منطقة التعاونيات أمام مركز شباب الزهور وبجوار مسجد الحرمين (سلع) 
- منافذ أمان منفذ زمزم منطقة التعاونيات أمام مركز شباب الزهور وبجوار مسجد الحرمين (جزارة)
- منافذ أمان منفذ شارع 100 حي العرب 
- منافذ أمان منفذ شارع عثمان بن عفان بجوار نادى الرباط - حي الزهور

محافظة دمياط

- أمان منفذ بجوار محكمة شطا دائرة مركز شرطة دمياط.
- منافذ أمان منفذ بجوار مديرية الامن شارع المرور (سلع) 
- منافذ أمان منفذ بجوار مديرية الامن شارع المرور (جزارة) 
- منافذ أمان منفذ بجوار مركز شرطة فارسكور 
- منافذ أمان منفذ بجوار مركز شرطة كفر البطيخ. (سلع).

عدد منافذ أمان على مستوى الجمهورية

وأشارت وزارة الداخلية إلى أنه جرى توفير نحو 2985 منفذًا للمبادرة في المحافظات وجاءت خريطة خريطة مبادرة كلنا واحد في القاهرة و المحافظات.

مقالات مشابهة

  • بيان عربي جديد ضد قرارات إسرائيل بحق الأونروا وتهجير الفلسطينيين
  • الاجتماع العربي على مستوى المندوبين: إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال لا تمتلك أي شرعية على الأراضي الفلسطينية
  • علي الدين هلال: تخوفات عربية من هيمنة إسرائيل على المنطقة بعد انهيار إيران
  • جوجل بلاي يطلق شارة «Verified» لتطبيقات الـ VPN لتعزيز أمان المستخدمين
  • سفير مصر الأسبق في إسرائيل: اجتماع وزاري عربي بالقاهرة لبحث التصعيد في غزة ورفض تهجير الفلسطينيين
  • صحافة العالم: موقف عربي موحد ضد تهجير سكان غزة.. اقتراح ترامب تطهير عرقي.. إسرائيل تخترق المنطقة العازلة بسوريا
  • رفض عربي لـتهجير الفلسطينيين وهذه مخرجات الاجتماعي العربي السداسي
  • الكيلو بـ250 جنيه | خريطة منافذ أمان بالجمهورية .. خصم 50‎%‎
  • وكيل «عربية النواب»: البيان العربي المشترك خطوة تاريخية نحو تحقيق السلام الإقليمي
  • إعمار غزة وانسحاب إسرائيل.. القاهرة تستضيف اجتماعًا سداسيًا عربيًا