أبوظبي في 3 أكتوبر/وام/ كرمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الأيتام الفائزين بمسابقة نور لحفظ القرآن الكريم التي نظمتها الهيئة على مستوى الدولة بإشراف الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وذلك ضمن مبادرات الهلال الأحمر الموجهة لصالح الأيتام بصورة عامة، وتشجيعهم على التنافس في مجال حفظ القرآن وإتقان علومه بصفة خاصة.

وأقامت هيئة الهلال الأحمر حفلا بهذه المناسبة في مقرها بأبوظبي، بحضور سعادة حمود عبد الله الجنيبي الأمين العام المكلف للهيئة، ونواب الأمين العام، وسعادة طالب الشحي المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف وتم خلاله تكريم الأيتام الفائزين بالمسابقة في دورتها الأولى وعددهم 17 متسابقا ومتسابقة، وحصلوا على جوائز مالية وشهادات تقديرية.

وأكد سعادة راشد مبارك المنصوري نائب الأمين العام لقطاع الشؤون المحلية في هيئة الهلال الأحمر في كلمته بهذه المناسبة أن الهيئة تهتم بدعم ورعاية الأيتام، وتوفير احتياجاتهم الضرورية من صحة وتعليم، وخدمات أخرى تساندهم وتعينهم على مواجهة ظروف الحياة، مشيرا إلى أن الهيئة سخرت إمكاناتها وحشدت طاقاتها لإنجاح برنامج كفالة الأيتام الذي تنفذه بمساندة أهل الخير والمانحين.

وقال إن برنامج كفالة الأيتام شهد خلال السنوات الماضية إقبالا كبيرا من المحسنين الذين تجود بهم الدولة، وبفضلهم تكفل الهيئة حاليا عشرات الآلاف من الأيتام في الإمارات وفي العديد الدول حول العالم".

وأضاف أن دور الهلال الأحمر لم يقتصر على تقديم الدعم الإنساني فقط للأيتام، بل تعداه إلى تعزيز قدراتهم الثقافية والأدبية والفكرية وغيرها، وفي هذا الإطار جاءت الدورة الأولى من مسابقة نور لحفظ القرآن الكريم، لتضيف بعدا جديدا لمبادرات الهيئة تجاه هذه الشريحة المهمة في المجتمع.

وأكد أن المبادرة لاقت صدى طيبا لدى الأيتام وهو ما تجلى في حجم مشاركتهم في المسابقة وحرصهم على التميز والتنافس على مراكزها الأولى، إلى جانب حرصهم على الحفظ الجيد للقرآن الكريم وتجويد تلاوته واتقان علومه.

وقال نائب الأمين العام : “إننا إذ نعلن من خلال هذا الحفل عن تقديرنا للأيتام حفظة القرآن، فإننا نؤكد لهم أننا لن ندخر جهدا في مساندتهم وتعزيز روح التميز التفوق والإبداع لديهم والوقوف إلى جانبهم لإكمال مسيرتهم في حفظ كتاب الله الكريم” وأعرب عن شكر وتقدير الهلال الأحمر لشركائه في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في تنظيم المسابقة، وتقديم كل أشكال الدعم الفني لها وإلى كل من ساهم في الإعداد والتخطيط والإشراف والتنظيم حتى رأت المسابقة النور.

من جانبه استعرض سعادة طالب محمد الشحي في كلمته أمام الحفل، فضل حفظ القرآن الكريم وقراءته وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، مؤكدا أن فضائل القرآن عظيمة، وأن تلاوته من أعظم أسباب نيل الرضوان.

وأضاف "أن أحسن الحديث كلام الله تعالى، الذي نزل به الروح الأمين على قلب نبينا محمد صل الله عليه وسلم، والقرآن يسره الله للذكر وسهًله للمدارسة والحفظ وأرشد الناس للاهتداء بهديه والاستضاءة بنوره والاستشفاء بآياته، كما حث القرآن الناس على مكارم الأخلاق ودعا إلى مساعدة المحتاجين والأرامل واليتامى والمساكين".

وأشاد الشحي بدور الهلال الأحمر في تنظيم مسابقة نور لحفظ القرآن الكريم، مشيرا إلى أعمال الهيئة النيرة ومواقفها الخيرة التي عمت العالم كله، وأكد أن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف تبذل كل ما في وسعها لخدمة كتاب الله تعالى، عبر إدارتها المتخصصة وإشرافها على مراكز وحلقات تحفيظ القرآن.

عاصم الخولي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الهلال الأحمر الأمین العام

إقرأ أيضاً:

القرآن الكريم دستور حياة مثالية 100 %

الحمد لله أننا مسلمون، والحمد لله أن كتابنا القرآن الكريم، ونبينا محمد بن عبد الله، حقيقة المتأمل في قراءة القرآن، تستوقفه كل الآيات التي تناقش الحياة الاجتماعية، والعلاقات بشتى أنواعها سواء العائلية أو السياسية أو الاقتصادية. وأكثر ما ركَّز القرآن على التعاملات بين البشر. لم يترك القرآن جانباً من جوانب الحياة، إلا ووضع له أصولاً وأحكاماً، من اتبعها ربح وسعد، ومن تركها خسر وتعس. والمتدبر للقرآن، المتتبع لسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، يدرك عظمة الدين الإسلامي وسموه الأخلاقي، هو ببساطة دين الأخلاق الفاضلة، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام، موضحاً جانباً من مهمته العظيمة ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وقد كان العرب ذوي أخلاق رفيعة في كثير من تعاملاتهم، فجاء الإسلام متمماً للحسن منها، نابذاً السيئ، واضعاً منهجاً أخلاقياً عظيماً ، ولو توقفنا عند سور و آيات القرآن التي ترسم وتفصل الآداب والأخلاق للمسلمين، لما كفتنا مقالات، لكن لعلنا نقف عند بعض السور ونبدأها (بالحجرات) والتي حوت كماً هائلاً من التربية الدينية العظيمة. بدأت السورة بشرح التأدب مع الله عزَّ وجلَّ ورسوله، ووجوب طاعتهما، والامتثال لأوامرهما. لقد كان تعامل معلم البشرية مع أصحابه وأهله والناس عموماً، مدرسة نهل منها الجميع أحسن الأخلاق. ومازالت الأمة الإسلامية لن تجد موسوعة للأخلاق الحميدة، كأخلاق محمد عليه الصلاة والسلام. فهو قدوتنا، ومسك الأخلاق وعطرها، ويظل القرآن والسنة، دستورنا ومرجعنا كمسلمين، لننهل منه أطيب القيِّم وأنبلها، ولنعيش مع بعض الأخلاق الحميدة في سورة الحجرات. ففيها آية عظيمة، ما أكثر ما يغفل عنها الناس، فيحكمون أحكاماً قاسية تؤدي لقطع حبال المودة، وقد تشتعل الفتن، وقد تؤخذ صور سيئة عن أناس بينما هم مظلومون ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) سمَّى الله من ينقل النبأ (فاسقاً) حتى لو كان صحيحاً، فهؤلاء الذين يحبون نشر الأخبار ونقلها من جهة لأخرى، ليسوا متثبتين، فمعظمهم ينقل ما يسمع بالتناقل، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( كفى المرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع). هذه قاعدة أخلاقية هامة جداً (تبينوا)، حتى لا تنتهك العلاقات بالأكاذيب، وسوء الفهم. ومن الأولى بمن يمتهن نقل الأخبار بين الناس، أن يتحرَّى ويدقِّق وينقل ما فيه خير، ويبتعد عن الأخبار التي تشيع الفتنة والبلبلة وتؤلب النفوس. وحري بمن تأتيهم أخبار تزعجهم، أن يتبينوا ويتأكدوا حتى لا يقعوا في الإساءة والقطيعة التي تورث الندم والإثم.
ونأتي لآية عظيمة في السورة -والقرآن كله عظيم- (وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) ويختم عزَّ وجلَّ الآية بمعنى كبير جداً ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون). لن أتوقف عند توضيح هذه الآية، فذلك قد يأخذ من الأحرف مالا يتسع له المجال، لكن في هذه الآية توضيح لأهمية الإيجابية بين الناس بالتدخل بالصلح، وإنهاء الخصومات، سواء بين جماعات أو أفراد. وللأسف نحن اليوم كثيراً ما نجد خصومات تستمر لسنوات بين أهل وقرابة وجيران دون تدخل أحد للإصلاح، ودون تراجع من المخطئ والمسيء. ويذكِّرنا الله في آخر الآية بأن (المؤمنون إخوة) قال الرسول (المؤمن أخو المؤمن لا يخذله ولا يظلمه ولا يحقره). ثم نأتي لآية أخلاقية عظيمة في سورة الحجرات أيضاً (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) تخيلوا المستهزئين باسم (المزح المقيت) إن لم يتوبوا اعتبرهم القرآن (ظالمون). بعض الناس (مازحاً) يحقّر الآخرين، وينبزهم بألقاب لا يحبونها، ويهمز ويلمز عليهم، ويعتبر نفسه خفيف ظل صاحب حضور ممتع، والعكس صحيح عند الله قبل البشر فهو مذنب غثيث.
يا للأسف، أصبح البعض يستخدم مصطلح (طقطقة)، لمضايقة الآخرين، وإزعاج المجالس. ليت هؤلاء يقرأون هذه الآية ويعيدون النظر في تصرفاتهم. ثم تأتي الآية التي تنهى عن سوء الظن البعيد عن الحقيقة، لأنه إثم يجر العداوة والبغضاء، فإن لم يستطع المسلم إحسان الظن فلا ينقاد لسوء الظن دون تأكد وتثبت وفي الآية أيضاً نهي صريح عن التجسس هذا الخلق الذميم، والذي تترتب عليه نتائج سيئة جداً تعصف بالسكينة والحياة الآمنة. وفيها تحذير من الغيبة وتصويرها بشكل مرعب (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه).
أجارنا الله وإياكم من مساوئ الأخلاق والأفعال. ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)

مقالات مشابهة

  • أوقاف الوادي الجديد تحتفي بأكبر مسابقة لحفظ القرآن الكريم بالمحافظة
  • انطلاق مسابقة القرآن الكريم في البحر الأحمر
  • محافظ القليوبية يكرم الفائزين في مسابقة القرآن الكريم.. الأربعاء
  • 3 آلاف متسابق يشاركون في أكبر مسابقة لحفظ القرآن الكريم بطوخ بالقليوبية
  • القرآن الكريم دستور حياة مثالية 100 %
  • أمير الحدود الشمالية يكرّم الفائزين بجائزة الملك سلمان لحفظ القرآن
  • جامعة القاهرة تعلن عن المسابقة الطلابية السنوية لحفظ القرآن الكريم
  • لؤي بن غالب يكرم الفائزين في مسابقة القرآن الكريم بنخل
  • تكريم الفائزين بمسابقة راشد بن محمد آل مكتوم للقرآن الكريم لطلبة المدارس
  • تكريم الفائزين بمسابقة راشد بن محمد للقرآن الكريم في دبي