أكد مختصون لـ"اليوم" أن برنامج التقويم الخارجي للمدارس يُعَدُّ خطوة حاسمة وإيجابية نحو تطوير التعليم العامن مؤكدين أنه يسهم في تعزيز شفافية وجودة التعليم العام من خلال تقييم أداء المدارس بطريقة منهجية وموحدة ومستقلة.
وقالت خبير تنمية القدرات البشرية د. عبير العمري، إن برنامج التقويم الخارجي يُعَدُّ خطوة حاسمة وإيجابية نحو تطوير التعليم العام، حيث سيسهم هذا الإجراء في تعزيز شفافية وجودة التعليم العام من خلال تقييم أداء المدارس بطريقة منهجية وموحدة ومستقلة، ويلعب دورًا أساسيًا في تحسين المخرجات التعليمية عبر عدة جوانب.

د. عبير العمري

وأضافت: "التقويم الخارجي يمكنه تحديد نقاط القوة والضعف في نظام التعليم والمناهج، مما يمكّن من تصحيحها وتطويرها بشكل أفضل، أيضًا، يشجع على تحفيز المدارس لتحسين أدائها وتحقيق تطورات مستدامة في مجال الجودة التعليمية".

أخبار متعلقة "تعليم الشرقية" تستضيف ورشة لتطوير مسارات الدراسة الثانويةبعد دهس طالب في الدمام.. مختصون لـ"اليوم": 200 ألف ريال وسجن 4 سنوات ضد المسؤولصور.. ورشة عمل لتجويد ورفع "التحصيل الدراسي" بمدارس جدةتحقيق الكفاءة وتفاعل الآباء

وقالت أستاذ المناهج وطرق تدريس العلوم المساعد بجامعة الملك خالد د. أزهار صالح الشمراني، إن هيئة تقويم التعليم والتدريب ممثلة بمركز تميز تواصل نجاحاتها في تحقيق التنمية الوطنية بجودة عالية الأثر في التعليم والتدريب.

وأشارت إلى أن تلك الخطوة تهدف إلى تحقيق الكفاءة؛ حيث تبدأ الهيئة لأول مرة في تاريخ التعليم بتنفيذ برنامج التقويم الخارجي على مدارس المملكة لقياس مستوى الأداء من خلال المنصة الرقمية "تميز" ضمن البرنامج الوطني للتقويم المدرسي؛ وذلك بهدف تحفيز المدارس لتحسين أدائها، ودعم التحسين والتطوير المستمر، وتحقيق مستويات عالية في نواتج التعلم، والتعرف على مستوى أداء المدارس بما يساهم في تحقيق التنافس الإيجابي بين المدارس.

وأكملت "الشمراني"أن البرنامج يهدف أيضا إلى تعزيز مشاركة الطلبة وأولياء الأمور في عمليات التحسين المدرسي، وتعريف المعنيين وأولياء الأمور بمستوى المدارس، وإبراز المتميزة منها، وتحديد المدارس التي تتطلب مزيدًا من الرعاية والتطوير بما يساهم في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2039.

تقارير تدعم التطوير

وقالت أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الانجليزية المشارك، وكيلة جامعة الأميرة نورة - سابقاً د. هدى الوهيبي: "برنامج تقويم أداء مدارس المملكة يعزز جودة عمليات التعليم والتعلم ويرفع من مستوى مخرجات التعليم العام من خلال ما يوفره من تقارير و بيانات متعلقة بتحديد جوانب القوة لدى المدارس المتميزة و تعزيزها ومعالجة جوانب القصور في المدارس ضعيفة الأداء و تقديم الدعم اللازم لها".

وأكملت قائلة، إن البرنامج يعمل على إعداد تقارير عن مستوى الأداء ومخرجات التعليم العام من خلال التقويم الذاتي الذي تقوم به المدارس في ضوء عدد من المعايير التي وضعتها الهيئة وفق أفضل الممارسات الدولية ولجان التقويم الخارجي التي توفر التغذية الراجعة عن مستوى المدارس باستخدام العديد من أدوات القياس و التقويم".

وأضافت "الوهيبي": "لا شك في أن هذه التقارير سوف تساعد المدارس في عمليات التطوير المستمر من خلال ما تقدمه من خطط التحسين وتقارير مستوى التقدم السنوي، إضافة إلى ذلك فإن هذا البرنامج سوف يقدم البيانات التي تضع المدارس في مستويات أداء متمايزة تساعد أولياء الأمور في اختيار المدارس الملائمة لأبنائهم و تمكّن صناع القرار من الإطلاع على مستوى المدارس وتقديم الدعم المناسب لها بما يحقق أهداف رؤية المملكة و برامجها الطموحة".
وقالت عميدة عمادة الدراسات العليا سابقًا بجامعة نجران أ. د. أمل الشهري: "برنامج التقويم الخارجي يسهم في رفع جودة الأداء التعليمي ووصول المخرجات إلى المنافسات العالمية لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وبرنامج تنمية القدرات البشرية، بالإضافة إلى ضمان جودة وتحسين مخرجات التعليم عن طريق تطبيق معايير تقويم المدارس ومؤشراتها، وتطوير أداء المدرسة بصورة ذاتية، واستثمار مواردها المادية والبشرية لتحقيق أهداف برنامج التقويم والاعتماد المدرسي بالإضافة إلى تقديم مقترحات لتحسين وتطوير من خلال مرحلة التقويم الذاتي والتقويم الخارجي".د. أمل الشهري


وأوضح مدير وحدة الجودة والاعتماد الأكاديمي بكلية التربية في جامعة طيبة، د. بدر البدراني: "يُعتبر تقويم أداء عينة من المدارس المُمثِلة للتعليم العام بالمملكة العربية السعودية، في ضوء معايير التقويم والتميز المدرسي (القيادة المدرسية، التعليم والتعلم، نواتج التعلم، البيئة المدرسية) المستقاة من أفضل المعايير العالمية والمؤشرات الدولية، هو حجر الأساس بعد مشيئة الله عز وجل في نجاح العملية التعليمية فيما يخص التعليم العام، وهنا تأتي الإشارة إلى مؤشر "TALIS" العالمي، الذي يساعد واضعي السياسات التعليمية على استعراض وتطوير السياسات التي تعزز مهنة التدريس، وأفضل الظروف للتعليم والتعلم الفعالين، وكذلك يقوم "TALIS" بمساعدة المعلمين وقادة المدارس وأصحاب المصلحة في التعليم على التفكير في ممارساتهم ومناقشتها وإيجاد طرق لتعزيزها، ويدمج "TALIS" بين أسلوب تحليل الماضي واستقراء الوضع الحالي بهدف استشراف المستقبل ووضع الخطط المستقبلية.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: تعليم مختصون نقاط القوة التعلیم العام من خلال

إقرأ أيضاً:

المناخ والاحتكار الخارجي.. الجانب المظلم لقطاع الصيد البحري في غرينلاند

يمثل قطاع الصيد البحري شريان الحياة في جزيرة غرينلاند، وعنصرا لا يمكن الاستغناء عنه في ثقافة الإنويت العريقة. فرغم الظروف المناخية القاسية والمساحات الشاسعة، يعتمد الكثير من السكان على خيرات البحر بشكل مباشر أو غير مباشر.

ويُعد هذا القطاع الركيزة الأساسية للاقتصاد الوطني، إذ تمثل صادرات المأكولات البحرية أكثر من 90% من إجمالي صادرات غرينلاند، كما يوفر فرص عمل حيوية للمجتمعات الساحلية المنتشرة على أطراف الجزيرة.

ورغم غنى المياه القطبية الشمالية بثروة سمكية وقشرية متنوعة، والجهود المبذولة للحفاظ على استدامة الموارد البحرية، فإن العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية لا تزال تؤرق الصيادين المحليين وتفرض عليهم واقعا قاسيا ومتقلبا.

رحلة الصيد.. ما وراء الشباك

زارت الجزيرة نت الصيادين أفياجا غويلسن ويورغن هنريكسن للتعرف على تفاصيل يومهم العملي في أكبر جزيرة في العالم، ورافقتهم في جولة داخل مصنع لتحضير طعوم الصيد، ومراحل التجهيز الأخرى التي تسبق انطلاق الرحلة.

العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية لا تزال تؤرق الصيادين المحليين وتفرض عليهم واقعا قاسيا ومتقلبا (الجزيرة)

يقول هنريكسن، البالغ من العمر 42 عاما: "في الصباح الباكر، ندخل المضيق البحري. يستغرق الأمر من نصف ساعة إلى ساعة حسب الأحوال الجوية، فالأمواج قد تكون عاتية أحيانا. وبعدها، تستمر عملية الصيد نحو ساعتين قبل أن نعود مجددا إلى العاصمة نوك".

إعلان

ويضيف مبتسما: "من المهم ارتداء ملابس مناسبة، فكلما زادت سرعة القارب، كلما انخفضت درجة الحرارة. إذا أبحرت بسرعة 20 عقدة مثلا، فستشعر كأن الحرارة انخفضت إلى 30 درجة تحت الصفر".

يرتدي الصيادون بدلات نجاة خاصة تحتوي على مواد تساعد الجسم على الطفو في حال السقوط في الماء، وهي مصممة لمقاومة البرد الشديد. ورغم أن الصيد لطالما كان حكرا على الرجال، بدأت النساء تدريجيا في الانخراط، خاصة ضمن الطواقم العاملة على السفن الكبيرة.

وتقول أفياجا غويلسن (29 عاما)، التي عملت لسنوات في مصنع أسماك: "أحب هذه المهنة رغم صعوبتها. اليوم أعرف الكثير عن الصيد وأجده سهلا حين أكون في البحر، حتى وإن بدا شاقا للبعض".

صعوبات ميدانية متراكبة

تتغير أنماط الأسماك المتوفرة في مياه غرينلاند بحسب درجة حرارة المحيطات وتغير التيارات المائية، مما يؤثر على توزيع وهجرة أنواعها. هذا التغير المستمر يجبر الصيادين على التكيف باستمرار والبحث عن مواقع جديدة للصيد.

يرى هنريكسن أن فصل الصيف مثالي لصيد بعض الأنواع، بينما يكون الشتاء مناسبا لأنواع أخرى، مثل سمك الهلبوت، الذي يصبح أكبر حجما في البرد.

ومع ذلك، ليس الأمر دائما بهذه السهولة. ففي فبراير/شباط الماضي، تسببت درجات الحرارة المرتفعة نسبيا في تكسر كتل ضخمة من الجليد داخل مضيق نوك، مما جعل الإبحار شبه مستحيل.

"في رحلة صيد واحدة، قد نكسب نحو 7 آلاف كرونا دانماركية (حوالي ألف دولار)، لكن الطقس ليس دوما في صالحنا".

الطقس المتقلب والجليد العائم في الشمال من أبرز التحديات التي تجعل التنقل في البحار خطرا وغير مضمون. فقد يتحول الهدوء فجأة إلى عاصفة ثلجية أو رياح عاتية. وتؤثر التغيرات المناخية كذلك على مواسم الصيد، حيث تؤدي إلى تقصيرها أو حتى إلغائها، كما يحدث مع صيد الشار القطبي في الأنهار المتجمدة.

ثروة غنية ولكن مراقبة

تزخر مياه غرينلاند بتنوع بحري فريد، من أبرز أنواعه: الروبيان الشمالي (الأكثر تصديرا)، سمك القد الأطلسي، الهلبوت، السلمون الأطلسي، القد الغرينلاندي، الوقار الأحمر، والشار القطبي.

مياه غرينلاند تزخر بتنوع بحري فريد من الكائنات البحرية (الجزيرة)

ومع هذا التنوع، تخضع معظم مصايد الأسماك لأنظمة رقابة صارمة، حيث تفرض الحكومة حصصا سنوية للصيد، وتُلزم الصيادين بالحصول على تراخيص. ويقول هنريكسن: "سنصطاد الكات فيش والهلبوت، لكن هناك قيود حكومية تُصعّب الحصول على ترخيص لصيد الهلبوت، خاصة على الصيادين الأكبر سنا".

إعلان

على طول الساحل الغربي، يرسي الصيادون شحناتهم في أكثر من 40 مصنعا تابعا لشركة "رويال غرينلاند"، حيث تُوزن الأسماك ويُدفع للصيادين بعد ساعات قليلة. معظم هذه الشحنات تُصدّر لاحقا إلى الدانمارك.

ويشرح أحد الصيادين، واقفا قرب مخازن الشركة: "نُسلّم الأسماك صباحا، وبعد 4 أو 5 ساعات نتلقى مستحقاتنا. لكن ما نصطاده يُشحن فورا إلى أوروبا".

تُبرز الشركة على موقعها أنها تمتلك أكثر من 250 عاما من الخبرة في صيد وتصنيع المأكولات البحرية من مياه شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي، وتُشدد على الجودة العالية لمنتجاتها.

علاقات دولية.. بين التعاون والاحتكار

منذ انسحاب غرينلاند من المجموعة الاقتصادية الأوروبية عام 1985، أقامت الجزيرة علاقات ثنائية مع الاتحاد الأوروبي في مجال مصايد الأسماك.

ما تنص عليه الاتفاقية:

يتيح الاتفاق لسفن الاتحاد الأوروبي الصيد في مياه غرينلاند مقابل مساهمة مالية. يُسمح لمنتجات غرينلاند البحرية بالدخول إلى السوق الأوروبية معفاة من الرسوم الجمركية. يتم تنفيذ الاتفاقية بموجب بروتوكول حديث للفترة ما بين 2025 و2030. غرينلاند أقامت علاقات ثنائية مع الاتحاد الأوروبي في مجال مصايد الأسماك منذ عام 1985 (الجزيرة) تفاصيل مالية وفق البرلمان الأوروبي:

تساهم أوروبا بمبلغ سنوي قدره 17.3 مليون يورو، منها:

14.1 مليون يورو مقابل حقوق الصيد. 3.2 ملايين يورو لدعم قطاع الصيد محليا.

ويتم تبادل نسبة كبيرة من الحصص التي تحصل عليها أوروبا من غرينلاند مع النرويج، بينما تُخصص البقية لدول مثل:

ألمانيا (لصيد الهلبوت، القد، والسمك الأحمر) الدانمارك فرنسا (خاصة للروبيان)

رغم أن حكومة غرينلاند تحتفظ حاليا بالتحكم في إصدار التراخيص وتحديد الحصص، فإن الدانمارك، باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة، لا تزال تتعاون معها في بعض الملفات البيئية والدولية.

"صيدنا يُباع بأضعاف مضاعفة في أوروبا"

لكن يبقى السؤال المطروح: هل يستفيد الصيادون المحليون كما يجب من عملهم المضني في هذا القطاع المحوري؟

إعلان

يجيب هنريكسن بمرارة: "غير مسموح لنا بصيد السلمون بسبب القيود، وعندما نصطاد سمك السلور منزوع الرأس، يُباع للدانمارك بـ17 كرونا فقط، بينما يُباع هناك لاحقا بنحو 250 كرونا".

ويختم قائلا: "إنها مبالغ ضخمة يمكن أن نحصل عليها لتحسين حياتنا. آمل أن تغير الحكومة الجديدة هذا الوضع قريبا".

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي يوجه بالاستمرار في تطوير أداء المعاهد العليا
  • أداء مشرّف للمصارعين الجزائريين في اليوم الأول من البطولة الإفريقية للجيدو
  • مختصون لـ"اليوم": رؤية المملكة 2030 خفّضت البطالة.. والقادم يشمل التوطين النوعي والاقتصاد المعرفي
  • وزير التعليم العالي يؤكد استمرار تطوير أداء المعاهد العليا الخاصة للارتقاء بجودة التعليم
  • المناخ والاحتكار الخارجي.. الجانب المظلم لقطاع الصيد البحري في غرينلاند
  • إطلاق مبادرات رائدة لتطوير التعليم المناخي
  • التقويم الهجري اليوم.. موعد عيد الأضحى المبارك فلكيا
  • أخبار مصر اليوم| شراكة استراتيجية واتفاقيات جديدة مع جيبوتي.. وزير التعليم يزف بشرى لمعلمي الحصة.. اعرف حالة الطقس غدًا
  • في أول جولة مفاجئة... وزير التعليم يجري حوار ابوي مع طلاب الشرقية
  • حملة نظافة مكبرة بشوارع مدينة المنصورة بعد استياء المحافظ من أداء حي غرب