حمدي دوبلة
كان السيد القائد واضحا وشفافا وهو يعلن التغيير الجذري وأهدافه المنشودة، وكانت كلماته – كما هي العادة – عميقة المعاني، يسيرة الفهم على المواطن البسيط قبل المسؤول والمختص وصاحب الشأن والقرار.
– الشعب اليمني الذي سطّر صمودا إعجازيا أمام قوى الشر والطغيان التي تكالبت عليه من كل حدب وصوب وقهر بتضحياته أعتى إمبراطوريات الفساد في العالم، قدّم خلال احتفالات ذكرى المولد النبوي الشريف يوم الأربعاء الماضي لوحة عظيمة في الوفاء والحب لرسوله الكريم.
-في اليوم الموعود جاء الشعب في جموع هادرة تقاطرت من كل فج عميق ملبيا دعوة القائد رغم كل البؤس والمعاناة والأثقال التي ألقاها العدوان والحصار على كاهله طوال السنوات التسع الماضية، وليكون شاهدا ومفوّضا لقائده في اتخاذ ما يراه من خطوات وإجراءات باتت ضرورية، لا تحتمل التأجيل في سبيل الحد من المعاناة وتوظيف المتاح من الإمكانيات والموارد في خدمة الناس وتحسين مستوى معيشتهم وتوفير الحياة الكريمة، كما أكد على ذلك السيد القائد وهو يعلن المرحلة الأولى من عملية التغيير الجذري والانتقال إلى واقع أفضل يلمس خيراته كل الناس ويتحقق فيه الإنصاف وتتجسد العدالة الاجتماعية الغائبة بفعل تراكمات وأخطاء سنوات طويلة من السلبيات، والنظرة القاصرة إلى حقيقة المناصب الرسمية وطبيعة وظائفها وأنها ليست ملكا لشخص أو فئة أو جماعة أو حزب وإنما وسيلة لخدمة المواطنين وحل مشاكلهم ورفع مستوى حياتهم.
– كما كان يأمل السيد القائد من إعلان عملية التغيير الجذري، شعر الشعب بشيء من الانتعاش والأمل والتفاؤل لكن كل ذلك، يزال يعتريه أمشاج من الخوف والقلق والترقب، وهو الذي كان على الدوام الضحية الأولى لعقود من الفساد والترهل والإخفاقات في مؤسسات الدولة التي تحولت إلى عبء على عاتق مواطنيها وجعلت غالبيتهم يعيشون تحت خط الفقر وينتظرون المساعدات من الخارج للبقاء على قيد الحياة، مع أن بلدهم من أغنى بلدان المنطقة على صعيد الموارد والثروات الطبيعية والإمكانيات البشرية والمادية.
-يستحق هذا الشعب العظيم الكثير من حكومته ولا يجب أن يُخذل مجددا، خصوصا اليوم وأكثر من أي وقت مضى بعد تضحياته الجسيمة، وعلى حكومة الشراكة والكفاءات القادمة أن تكون عند حسن ظن الشعب والقائد معا، وأن تضع خططا وبرامج آنية وأخرى استراتيجية طويلة المدى، الأولى تعنى بابتكار الحلول والمعالجات السريعة للوضع الإنساني المتأزم وفي طليعة ذلك توفير ما أمكن من مرتبات موظفي الدولة ومحاولة تأمين صرفها شهريا وفق الإيرادات المتاحة، فصرف الراتب هو أقصر الطرق لتحقيق الاستقرار المعيشي والقضاء على الركود الاقتصادي في الداخل، ومواصلة البحث عن حقوق الشعب اليمني وثروته المنهوبة عبر مختلف الوسائل الدبلوماسية وغير الدبلوماسية، فالعدو معروف منذ الأزل بمراوغاته وألاعيبه وتسويفه ومماطلاته، وأما الخطط الاستراتيجية التي يجب أن تضطلع بها الحكومة فتكون أهدافها- وفقا لتأكيدات السيد القائد- تحويل اليمن من مستهلك إلى بلد منتج من مستورد إلى مصدّر، والوصول إلى تنفيذ كل أهداف التغيير المنشود، الذي اختزله السيد القائد ببضع كلمات “توظيف إمكانيات الوطن لخدمة أبنائه وتوفير الحياة الكريمة للشعب”، وعلى المجتمع بكل فئاته وتوجهاته وانتماءاته أن يتحلى بأعلى درجات الوعي واليقظة، فالظرف حسّاس وخطير ولا بد من دعم القيادة والالتفاف حولها ومساندتها لبلوغ هذه الأهداف والغايات النبيلة.. ولا عزاء للمشكّكين والمتقاعسين. #التغيير الجذري
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: التغییر الجذری السید القائد
إقرأ أيضاً:
لا يلبّي الطموح المنشود.. «مؤتمر المناخ» يتفق على تمويل بقيمة 300 مليار دولار للدول النامية
اختتم المؤتمر التاسع والعشرون للمناخ أعماله في اليوم الأحد في باكو- أذربيجان، “باتفاق تعهدت فيه الدول الغنية باستثمار 300 مليار دولار على الأقل سنويا لمكافحة تغير المناخ”.
وذكر موقع الأمم المتحدة، أن “الدول النامية، التي كانت تسعى للتوصل إلى اتفاق يتضمن تمويلا بأكثر من تريليون دولار، وصفت الاتفاق بأنه “إهانة” وبأنه فشل في توفير الدعم الضروري الذي تحتاجه لمحاربة أزمة المناخ”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، “إنه كان يأمل في أن يخرج المؤتمر باتفاق أكثر طموحا بشأن التمويل وتخفيف آثار تغير المناخ، “ليرتقي إلى نطاق التحدي الذي نواجهه”. ولكنه قال إن الاتفاق الحالي يوفر أساسا للبناء عليه”.
وأضاف: “اتفقت الدول أيضا على القواعد التي ستحكم سوق الكربون المدعوم من الأمم المتحدة، والذي سيسهل تبادل اعتمادات الكربون لتحفيز الدول على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والاستثمار في المشاريع الصديقة للمناخ”.
وأشار أنطونيو غوتيريش، “إلى أن المؤتمر عُقد في نهاية عام قاس شهد أرقاما قياسية في درجات الحرارة وكوارث مناخية فيما يتواصل انبعاث غازات الاحتباس الحراري. وقال إن الدول النامية الغارقة في الديون والتي ضربتها الكوارث وتخلفت عن ثورة الطاقة المتجددة، في حاجة ماسة للتمويل”.
وشدد على “ضرورة الوفاء، بشكل كامل وفي الوقت المحدد، بالاتفاق الذي توصل إليه المؤتمر”، وقال: “التعهدات يجب أن تتحول بسرعة إلى أموال. يتعين أن تجتمع الدول معا لضمان تحقيق الحد الأقصى لهذا الهدف الجديد”.
وقال الأمين العام، “إن المؤتمر التاسع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بالمناخ، يبني على التقدم المحرز العام الماضي بشأن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتعجيل التحول في مجال الطاقة، كما توصل إلى اتفاق بشأن أسواق الكربون”.
وأقر غوتيريش، “بأن المفاوضات التي جرت في المؤتمر كانت معقدة في ظل مشهد جيوسياسي غير واضح ومنقسم. وناشد الحكومات أن تنظر إلى هذا الاتفاق باعتباره أساسا وأن تبني عليه”.
وأكد على عدة نقاط: “أولا، يجب على البلدان تقديم خطط عمل مناخية وطنية جديدة على مستوى الاقتصاد تتوافق مع حد ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة، قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين العام المقبل. وشدد على ضرورة أن تتولى مجموعة العشرين، التي تمثل أكبر الدول المسببة للانبعاثات، زمام القيادة”.
وقال إن “هذه الخطط الجديدة يجب أن تغطي جميع الانبعاثات والاقتصاد بأكمله، وتُعجل بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وتساهم في أهداف التحول في مجال الطاقة المتفق عليها في مؤتمر المناخ الثامن والعشرين والاستفادة من فوائد الطاقة المتجددة الرخيصة والنظيفة”.
وقال غوتيريش: “إن نهاية عصر الوقود الأحفوري حتمية اقتصادية. يجب أن تعمل الخطط الوطنية الجديدة على تسريع التحول، والمساعدة في ضمان أن يتحقق ذلك بعدالة”.
وشدد غوتيريش، “ثانيا، على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة للوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في مـيثاق المستقبل. وخاصة فيما يتعلق بالعمل الفعال بشأن الديون وزيادة التمويل الميسر وقدرة الإقراض للبنوك الإنمائية متعددة الأطراف بشكل كبير”.
وأنهى الأمين العام كلمته موجها حديثه إلى المندوبين والشباب وممثلي المجتمع المدني الذين جاءوا إلى باكو، لدفع أطراف الاتفاقية إلى تحقيق أقصى قدر من الطموح والعدالة، وقال لهم: “استمروا في العمل. الأمم المتحدة معكم. وكفاحنا مستمر. ولن نستسلم أبدا”.