يمانيون:
2025-04-07@19:58:10 GMT

التغيير المنشود!

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

التغيير المنشود!

حمدي دوبلة

كان السيد القائد واضحا وشفافا وهو يعلن التغيير الجذري وأهدافه المنشودة، وكانت كلماته – كما هي العادة – عميقة المعاني، يسيرة الفهم على المواطن البسيط قبل المسؤول والمختص وصاحب الشأن والقرار.
الشعب اليمني الذي سطّر صمودا إعجازيا أمام قوى الشر والطغيان التي تكالبت عليه من كل حدب وصوب وقهر بتضحياته أعتى إمبراطوريات الفساد في العالم، قدّم خلال احتفالات ذكرى المولد النبوي الشريف يوم الأربعاء الماضي لوحة عظيمة في الوفاء والحب لرسوله الكريم.


-في اليوم الموعود جاء الشعب في جموع هادرة تقاطرت من كل فج عميق ملبيا دعوة القائد رغم كل البؤس والمعاناة والأثقال التي ألقاها العدوان والحصار على كاهله طوال السنوات التسع الماضية، وليكون شاهدا ومفوّضا لقائده في اتخاذ ما يراه من خطوات وإجراءات باتت ضرورية، لا تحتمل التأجيل في سبيل الحد من المعاناة وتوظيف المتاح من الإمكانيات والموارد في خدمة الناس وتحسين مستوى معيشتهم وتوفير الحياة الكريمة، كما أكد على ذلك السيد القائد وهو يعلن المرحلة الأولى من عملية التغيير الجذري والانتقال إلى واقع أفضل يلمس خيراته كل الناس ويتحقق فيه الإنصاف وتتجسد العدالة الاجتماعية الغائبة بفعل تراكمات وأخطاء سنوات طويلة من السلبيات، والنظرة القاصرة إلى حقيقة المناصب الرسمية وطبيعة وظائفها وأنها ليست ملكا لشخص أو فئة أو جماعة أو حزب وإنما وسيلة لخدمة المواطنين وحل مشاكلهم ورفع مستوى حياتهم.
– كما كان يأمل السيد القائد من إعلان عملية التغيير الجذري، شعر الشعب بشيء من الانتعاش والأمل والتفاؤل لكن كل ذلك، يزال يعتريه أمشاج من الخوف والقلق والترقب، وهو الذي كان على الدوام الضحية الأولى لعقود من الفساد والترهل والإخفاقات في مؤسسات الدولة التي تحولت إلى عبء على عاتق مواطنيها وجعلت غالبيتهم يعيشون تحت خط الفقر وينتظرون المساعدات من الخارج للبقاء على قيد الحياة، مع أن بلدهم من أغنى بلدان المنطقة على صعيد الموارد والثروات الطبيعية والإمكانيات البشرية والمادية.
-يستحق هذا الشعب العظيم الكثير من حكومته ولا يجب أن يُخذل مجددا، خصوصا اليوم وأكثر من أي وقت مضى بعد تضحياته الجسيمة، وعلى حكومة الشراكة والكفاءات القادمة أن تكون عند حسن ظن الشعب والقائد معا، وأن تضع خططا وبرامج آنية وأخرى استراتيجية طويلة المدى، الأولى تعنى بابتكار الحلول والمعالجات السريعة للوضع الإنساني المتأزم وفي طليعة ذلك توفير ما أمكن من مرتبات موظفي الدولة ومحاولة تأمين صرفها شهريا وفق الإيرادات المتاحة، فصرف الراتب هو أقصر الطرق لتحقيق الاستقرار المعيشي والقضاء على الركود الاقتصادي في الداخل، ومواصلة البحث عن حقوق الشعب اليمني وثروته المنهوبة عبر مختلف الوسائل الدبلوماسية وغير الدبلوماسية، فالعدو معروف منذ الأزل بمراوغاته وألاعيبه وتسويفه ومماطلاته، وأما الخطط الاستراتيجية التي يجب أن تضطلع بها الحكومة فتكون أهدافها- وفقا لتأكيدات السيد القائد- تحويل اليمن من مستهلك إلى بلد منتج من مستورد إلى مصدّر، والوصول إلى تنفيذ كل أهداف التغيير المنشود، الذي اختزله السيد القائد ببضع كلمات “توظيف إمكانيات الوطن لخدمة أبنائه وتوفير الحياة الكريمة للشعب”، وعلى المجتمع بكل فئاته وتوجهاته وانتماءاته أن يتحلى بأعلى درجات الوعي واليقظة، فالظرف حسّاس وخطير ولا بد من دعم القيادة والالتفاف حولها ومساندتها لبلوغ هذه الأهداف والغايات النبيلة.. ولا عزاء للمشكّكين والمتقاعسين.

#التغيير الجذري

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: التغییر الجذری السید القائد

إقرأ أيضاً:

د. لبيب قمحاوي .. إسرائيل الكبرى والشرق الأوسط الصغير : مخاض التغيير

#إسرائيل_الكبرى و #الشرق_الأوسط_الصغير : #مخاض_التغيير

بقلم : د. #لبيب_قمحاوي

التاريخ 08/03/2025

lkamhawi@cessco.com.jo

مقالات ذات صلة طرد سفير إسرائيل بإثيوبيا من مقر الاتحاد الأفريقي 2025/04/07

تخوض إسرائيل الآن حروباً من صنعها بالرغم عن كل ما تـدّعيه . وهذه الحروب بعضها حروباً خارجية متعددة الجبهات ضد كل من تراه إسرائيل أو تُصنّفَهُ عدواً لها أو لمصالحها في الإقليم ، وبعضها الآخر حروباً داخلية تجري داخل المجتمع الإسرائيلي أساسها إعادة تشكيل النظام السياسي والقضائي والقانوني الإسرائيلي وكذلك هوية الدولة الإسرائيلية ومنظومة القيم الحاكمة للمجتمع الإسرائيلي نفسه . إن أي محاولة للفصل بين الحروب الخارجية والداخلية التي تخوضها اسرائيل الآن سوف تدفع الأمور بعيداً عن أرض الواقع والحقيقة . فالحروب الخارجية مرتبطة بصعود أقصى اليمين الإسرائيلي إلى الحكم علماً أن صعود أقصى اليمين مرتبط ارتباطاً وثيقاً بإستمرار النزاعات والحروب الدائرة داخل إسرائيل نفسها كدولة وكمجتمع .

إن التغيير في الشرق الأوسط والذي تسعى إسرائيل إلى الوصول إليه من خلال حروبها الخارجية سواء المباشرة المتمثلة بالقتل والتدمير والإحتلال، أوغير المباشرة المتمثلة بالترهيب والإبتزاز ، هو في نفس قوة وأهمية التغيير الداخلي الذي تسعى حكومة أقصى اليمين الإسرائيلي للوصول إليه وفرضه من خلال نزاعاتها وحروبها الداخلية . وتُعْتَبر النزاعات والحروب الداخلية تعبيراً عن آلام المخاض المرافقة للحروب الخارجية ووسيلة لجعلها حروبا حتمية ومقبولة وضرورية لمفهوم الأمن الإسرائيلي فاتحة الطريق بذلك أمام انتصار اليمين الإسرائيلي المتشدد وهدفه في تحويل إسرائيل رسمياً وقانونياً وعلناً إلى دولة يهودية عنصرية بإمتياز، بالإضافة إلى تمكينها من قيادة إقليم الشرق الأوسط بحكم تفوقها العسكري في إنتصاراتها في حروبها الخارجية نتيجة الدعم الامريكي المستمر ، وبذلك تتحقق الرؤيا الإسرائيلية والهدف الأمريكي.

إسرائيل من خلال تفوقها العسكري المستند إلى مخزون متجدد من الأسلحة الأمريكية والدعم السياسي الأمريكي المفتوح قد تجاوزت واقعها الجيوبوليتيكي المحصور في أرض فلسطين والمغلف بقيود وأبعاد القضية الفلسطينية التاريخية لتصبح القوة الضاربة الأقوى في منطقة الشرق الأوسط ، وخرجت بالتالي بعدائها المستمر وحروبها الشرسة من شرنقة القضية الفلسطينية إلى فضاء العالم العربي الضعيف والممزق ومسلوب الإرادة والخالي من العزيمة الوطنية مما جعل إسرائيل قادرة على اللعب في هذا الفضاء الفسيح كما تشاء وتريد تمهيداً للسيطرة على إقليم الشرق الأوسط ككل وإعادة تشكيله بما يسمح لإسرائيل بقيادته بما يتناسب ومصالحها .

إعادة تشكيل الشرق الأوسط هي في الأصل فكرة طرحها يسار الوسط الإسرائيلي من خلال كتابات شمعون بيريز والآن يقوم اليمين الإسرائيلي المتطرف برئاسة بنجامين نتنياهو على تنفيذها بأكثر الأساليب وحشية ودون أي إعتبار لمحددات القانون الدولي والإنساني . الآثار المترتبة على إختراق العالم العربي تمهيداً لإعادة تشكيل الشرق الأوسط لن تكون آثاراً بسيطة كما يتخيل البعض، إذ أن عواقبها الخطيرة لن تكون محصورة بإقليم الشرق الأوسط ، بل سوف تشمل أيضاً إسرائيل نفسها، كونها سوف ترفع حالة العداء المباشر والمبطن للكيان الإسرائيلي إلى حدوده الإقليمية القصوى . فالهدف من إعادة تشكيل الشرق الأوسط هو إخضاع دُوَلِهِ للنفوذ الإسرائيلي مما سيؤدي لتَحَوُّل إسرائيل إلى مَصْدَرِ الخَطَر على مصالح دول المنطقة وشعوبها الأمر الذي سوف يزيد من منسوب العداء الشعبى لإسرائيل ويُدْخِل المنطقة في حلقة مفرغة من الشكوك والعداء ويعمم حالة عدم الإستقرار وينقلها من وضعها الحالي المحصور بالفلسطينيين وبعض العرب إلى عداء لإسرائيل يشمل منطقة الشرق الأوسط ودولها وشعوبها بشكل عام .

الدعم العسكري والسياسي الذي وَفَّرَتْهُ أمريكا لإسرائيل قد خلق منها قوة إقليمية فاقت في قدراتها حتى توقعات إسرائيل نفسها ، مما خلق شعوراً بالتفوق والعَظَمَةِ لدى القيادة الإسرائيلية . إن جنون العظمة الذي رافق انتصارات إسرائيل العسكرية الأخيرة على مستوى إقليم الشرق الأوسط من خلال ذلك الدعم الأمريكي العسكري والسياسي والتكنولوجي المفتوح ، وتهديدها لدول الإقليم في حال تبنيها لسياسات تتعارض ومصالح إسرائيل ، قد أدّى عملياً إلى تخلّيها عن صفة الدولة الضعيفة، والإدعاء بأن وجودها مهدد من قبل الآخرين ، إلى الدولة الأقوى عسكرياً والتي يهدد وجودها الآخرين . إن هذا التحول سوف يؤدي بالضرورة إلى إعادة تشكيل علاقات القوة في المنطقة بالإضافة أنه سيؤدي إلى رفع مستوى التوتر فيها كون التعامل بين دولها من منظور جنون العظمة العسكرية الإسرائيلي لن يؤدي إلى حلول بقدر ما سيؤدي إلى قلاقل ونزاعات . فجنون العظمة العسكرية ذاك سوف يكون في نهاية الأمر هو المدخل الأكيد لخلق الحروب والنزاعات وليس لِفَضّها .

الحروب المتواصلة هي الوسيلة الإسرائيلية لتغيير الأمر الواقع بالقوة من خلال السعي إلى التغيير الديموغرافي والتجزئة والتقسيم السياسي وليس بالضرورة إحتلال الأرض وما عليها. فإسرائيل بوضعها الحالي لن تكون قادرة على ابتلاع وهضم المزيد من الأراضي المأهولة ، ولكن المزيد من الأراضي غير المأهولة بالسكان . فالاحتلال بالمفهوم التقليدي سوف يكون مقتصراً في الحقبة الحالية والمستقبل المنظور على أراضي فلسطين كاملة وعلى حزام من أراضي الدول المجاورة والمطلة على فلسطين والتي قد تؤثر أمنياً على إسرائيل من المنظور الإسرائيلي ، علماً أن هذا المنطق يفقد قيمته الحقيقية في ظل التقدم الحاصل في إستعمال سلاح الصواريخ وسلاح المُسَيَّرات. أما أنواع الإحتلال الأخرى سواء الإحتلال السياسي أو الإحتلال الإقتصادي فهذا لا يستدعي بالضرورة إحتلال الأراضي بقدر ما يستدعي التهديد الإسرائيلي بإحتلالها أوبخلاف ذلك تدمير المدن والقرى على نسق ما حصل في اقليم غزة الفلسطيني .وفي هذه السياق، يعتبر الإحتلال الإقتصادي والسياسي هي الأشكال الجديدة من السيطرة والتي لا تستدعي حروباً أو تواجداً عسكرياً على أراضي الغير . والسلاح الأقوى في هذه الحالة هو الإعتراف الضمني للدول المُسْتَهدَفة بعدم قدرتها على التصدي لقوة إسرائيل العسكرية وعدم رغبتها في التصدي والاشتباك وقبولها بعلاقة التبعية المستندة إلى قوة الخصم كأمر واقع يستدعي القبول بتلك العلاقة ولو على مضض .

يتميز السلوك الإسرائيلي في الحقبة الأخيرة بمؤشرات تشير إلى تحرك السلوك العام للدولة والمجتمع بشكل يبعدها أكثر عن سلوك المجتمعات الأوروبية ويجعلها أقرب إلى السلوك الشرق أوسطي . وقد يكمن أساس هذا التحول في ازدياد السيطرة السياسية لليهود الشرقيين (السفارديم) والإنحسار التدريجي في النفوذ السياسي لليهود الغربيين (الأشكناز) . وهذا الأمر يمكن ترجمته بشكل عام في جنوح العقلية الإسرائيلية مؤخراً وبشكل عام وملحوظ نحو العقلية الشرق أوسطية في استباحة القانون والقضاء وإن بخلفية دينية يهودية عنصرية متزمته ومتعصبة . إن قيام الأفعى الإسرائيلية بتغيير جلدها هو تطور طبيعي تحكمه حتمية المرور بمراحل التطور والنمو ضمن بيئة شرق أوسطية ذات عمق تاريخي وثقافي وحضاري ملحوظ يطغى على كل ما هو جديد ومصطنع ودخيل وليس العكس . فالصغير لا يمكن أن يبتلع الكبير ومن هنا تأتي محاولات إسرائيل المستميتة للتوسع من جهة ، ولتمزيق الكيانات العربية والاقليمية الكبيرة إلى كيانات صغيرة هزيلة يسهل ابتلاعها وهضمها من جهة أخرى ، وهذا جزء من المعركة الدائرة الآن وبدعم أمريكي ملحوظ . ولكن تبقى الحقيقة الأساس أن الخلافات داخل المجتمع الاسرائيلـي هي خلافـات اسرائيلـيـة – اسرائيـليـة وليس خلافات على الموقف من الفلسطينيين أو العرب ، ولا يوجد أي أساس أو بُعْد فلسطيني لتلك الخلافات . فالإسرائيليون مجمعون على عدائهم للفلسطينيين وإن بدرجات متفاوتة ، ولكن في نهاية المطاف يبقى العداء هو العداء مهما اختلفت درجاته وأساليب التعبير عنه .

مقالات مشابهة

  • أول كارثة جوية مدنية تفتح باب التغيير في قوانين الطيران.. ما القصة؟
  • د. لبيب قمحاوي .. إسرائيل الكبرى والشرق الأوسط الصغير : مخاض التغيير
  • إعلام بلا وجوه جديدة… لماذا نخشى التغيير؟
  • سامراء تقاوم فتنة التغيير الديموغرافي من بوابة المراقد - عاجل
  • السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”:الجهاد عامل حماية ونهضة للأمة
  • "حزب المصريين": التصعيد الإسرائيلي ضد أهالي غزة تهديد مباشر لحقهم في الحياة
  • ???? عبد الرحيم أصبح القائد الفعلي للمليشيا (فين حميدتي)
  • الجماز ينتقد إدارة الهلال بعد السقوط أمام النصر: وجب التغيير
  • ???? عبد الرحيم دقلو .. لسان الجاهل مفتاح حتفه!
  • برج الأسد حظك اليوم السبت 5 أبريل 2025.. لا تخشى التغيير