جريدة الوطن:
2025-02-23@06:33:57 GMT

فن الدبلوماسية.. مفاهيم وتاريخ فن الإتيكيت «2»

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

فن الدبلوماسية.. مفاهيم وتاريخ فن الإتيكيت «2»

يتوقَّع الكثيرون بأنَّ فنَّ الإتيكيت هو عبارة عن طريقة مسك السكِّين والشوكة أثناء الأكل، كما ويتساءل البعض من مختلف المستويات والمناصب: هل فنُّ الإتيكيت يُعدُّ من كاريزما الموظَّف والذي سوف يتبوَّأ منصبًا أعلى أم وظيفة مهمَّة؟ وهل فنُّ الإتيكيت أهمِّيته كأهمِّية الطِّب والهندسة والعلوم الأخرى؟ وأنا شخصيًّا أُجزِّئ فنَّ الإتيكيت إلى جزءيْنِ رئيسَيْنِ:(أوَّلهما: فنُّ الإتيكيت الحكومي، وثانيًا: الإتيكيت الاجتماعي).

تطرَّقنا بالمقال السَّابق حَوْلَ تاريخ مفهوم ومعنى الإتيكيت، واليوم سوف نتكلم عن أنواع الإتيكيت وأهمِّيتها بالمُجتمع، وعن أهمِّ فنون الإتيكيت الاجتماعي الذي يُعدُّ هو الجوهر الرئيس بالحياة اليوميَّة والدَّاعم الجوهري للإتيكيت الحكومي.
يُعرف الإتيكيت الاجتماعي بأنَّه الأُسُس الراسخة لتنمية الموارد البَشَريَّة والمُجتمع (إيجابيًّا أو سلبيًّا) وأوَّلها نواة المُجتمع وهي العائلة (الأب، الأُم، الأولاد والبنات). وبدأت أوروبا على وجْهِ الخصوص بعد عصر النهضة الاهتمام كثيرًا بفنِّ الإتيكيت الاجتماعي، حيث بدأت المدارس الدبلوماسيَّة الفرنسيَّة أوَّلًا، ثمَّ الإنجليزيَّة بوضع اللَّمسات التفصيليَّة لكُلِّ مفردات الحياة اليوميَّة بكُلِّ دقَّةٍ وتفانٍ. وبما أنَّ الإتيكيت يُعرف بأنَّه السُّلوك المُهذَّب الرَّاقي للشَّخص، وكيفيَّة التعامل مع الطرف الآخر بكُلِّ معاني الأخلاق الحميدة الأصيلة من: صِدْق، رحابة صدر، بشاشة الوَجْه، الابتسامة الشفَّافة، حُسن الهندام للمظهر الخارجي، الحماسة للعمل اليومي، فنِّ إدارة الحديث واختيار الكلمة الجميلة الراقية، ونبرة الصوت الهادئة، فنِّ المجاملة وإتيكيت التعامل مع الآخرين، كاريزما المرأة بالمناسبات الرسميَّة والحكوميَّة.. وغيرها من المجالات الأخرى.
يتفرع الإتيكيت الاجتماعي إلى أكثر من (115) جزءًا وفي مختلف مجالات الحياة الاجتماعيَّة اليوميَّة، والتي تدخل ضِمْن سلوك وتصرُّفات ومشاعر الشَّخص تجاه الغير من المُجتمع، ومن أهمِّ هذه الفروع: إتيكيت التصميم الداخلي للبيت؛ لأنَّه يُدلِّل على ذَوق وثقافة وكاريزما الزوج والزوجة بالدَّرجة الأساس، لذلك تُركِّز مدارس الدبلوماسيَّة والتي تعتمد على معاهد الديكورات والتصميم الداخلي ابتداءً من ألوان الستائر، الجدران، الأثاث، الإكسسوارات، الطاولات، الصوَر المعلَّقة وأحجامها بحيث تكُونُ كُلُّ هذه التفرعات متناسقة الألوان لِتعطيَ انطباعًا إيجابيًّا أو سلبيًّا على شخصيَّة أهل الدَّار، فلا يُمكِن أن تكُونَ الستائر بلَوْنٍ غامقٍ بُنِّي والأثاث أزرق فاتح والطاولات بلَوْنٍ أسود وغيرها من الألوان غير المتناسقة، وكذلك بقيَّة الغُرَف، وهذا بالأحرى يقع على مسؤوليَّة الزوجة التي هي جوهر المشاعر والذَّوق والأحاسيس الجميلة بالاستشارة مع زوجها، حتَّى النباتات الداخليَّة لها ردود أفعال إيجابيَّة على النَّفْس البَشَريَّة. كما أنَّ التجديد في الديكور الداخلي بتحريك الأثاث بزوايا مختلفة قَدْ يبعث روح الطَّاقة الإيجابيَّة لدى العائلة، ويًعطي انطباعًا عن كاريزما الأُمِّ وربَّة البيت. ومن أهمِّ التفرُّعات الأخرى: إتيكيت الحياة الزوجيَّة، إتيكيت التعامل مع الوالدَيْنِ، إتيكيت التعامل مع كبار السِّن، إتيكيت مع أفراد العائلة (البنات، الولد)، إتيكيت التعامل مع خادمة المنزل التي الآن هي جزء من البيت والتي بدأت تنقل ثقافتها إلى الأطفال وبقيَّة العائلة حتَّى الأكل، إتيكيت إدارة الحديث واختيار الكلمات المُهذَّبة بَيْنَ أفراد العائلة، إتيكيت المزاح وحدوده وقَدْ ينتهي إلى الزَّعل والجفاء، إتيكيت التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، إتيكيت التعامل مع المراهقين، إتيكيت المشي والجلوس، إتيكيت التكلُّم ومستوى نبرة الصوت في المطاعم والحفلات الرسميَّة والاجتماعيَّة، إتيكيت التعارف في الدَّعوات الاجتماعيَّة، إتيكيت اختيار ألوان الملابس، إتيكيت اختيار الهدايا ومناسباتها، إتيكيت اختيار وتقديم الزهور وألوانها، إتيكيت الطَّعام في حفلات الشَّاي الصباحيَّة أو المسائيَّة، إتيكيت حضور حفلات الزواج، إتيكيت زيارة المَرْضى، إتيكيت استقبال ومصافحة رجال الدِّين، إتيكيت التعامل مع المرأة، إتيكيت استعمال الهاتف، إتيكيت أوقات المكالمات الهاتفيَّة، فلَيْسَ من المعقول الاتِّصال السَّاعة 8 صباحًا فقط للسؤال عن الصحَّة والاطمئنان؛ لأنَّه تمَّ تقسيم ساعات اليوم إلى 6 أجزاء في كُلِّ جزء 4 ساعات. فعلى سبيل المثال، السَّاعات المثاليَّة للاتِّصال تبدأ من س9 إلى س1، ومن س5 عصرًا وحتَّى س 9 ليلًا كاتِّصالات روتينيَّة، وتُقسَّم البقيَّة إلى (طارئة، عاجلة، مهمَّة). تتفاخر المدارس الدبلوماسيَّة بمختلف جنسيَّاتها وأنواعها بتطوير وصقل كاريزما جميع شرائح المُجتمع وبمختلف الأعمار بتدريس فنِّ الإتيكيت الاجتماعي في المدارس الابتدائيَّة كمادَّة تفاضليَّة للطلاب، بالإضافة إلى تدريسها بحلقات خاصَّة مكثَّفة استنادًا إلى نوع واسم فنِّ الإتيكيت الاجتماعي. ويمتاز مُجتمعنا العُماني بكُلِّ فخرٍ بنبرة الصوت الهادئ في مختلف الأماكن والمناسبات، بالإضافة إلى كثير من آداب وفنِّ الإتيكيت الاجتماعي، وهذه من الدّلالات الجميلة التي تُدلِّل على الكاريزما الرَّاقية للمواطن العُماني.

د. سعدون بن حسين الحمداني
دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الم جتمع

إقرأ أيضاً:

حزب العدل: تصريحات ترامب تؤكد نجاح الدبلوماسية المصرية في فرض إرادتها

قالت الدكتورة شيماء الكومي، مساعد رئيس حزب "العدل"، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن عدم فرض رؤيته على قطاع غزة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك نجاح القيادة السياسية المصرية في فرض إرادتها وإجهاض مخططات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مؤكدة أن هناك تأييدًا كاملًا من كافة أطياف الشعب المصري لقرارات القيادة السياسية.

وأضافت "الكومي"، في بيان اليوم السبت، أن موقف القيادة السياسية المصرية الحاسم منذ بداية العدوان على قطاع غزة تصدى بكل حزم وقوة لمحاولات تغيير التركيبة الديموغرافية للقطاع أو فرض حلول لا تتناسب مع الواقع الفلسطيني، موضحة أنه منذ اندلاع أحداث الـ7 من أكتوبر من العام الماضي، والتي استشهد على أثرها الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء وإصابة الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال والمدنيين العزل وكانت الرؤية المصرية واضحة تمامًا في رفضها التام لأي سيناريو من شأنه تهجير الفلسطينيين، الأمر الذي أكد عليه الرئيس السيسي مرارًا وتكرارًا في أكثر من مناسبة، مؤكدة أن أي محاولة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي لفرض هذا المُخطط لن يُكتب لها النجاح.

وأوضحت مساعد رئيس حزب "العدل"، أن القيادة السياسية المصرية مارست بدورها ضغوطًا دبلوماسية كبيرة من خلال قنواتها السياسية وعلاقاتها الإقليمية والدولية، ما أفشل جميع التحركات التي تستهدف إخراج الفلسطينيين من أراضيهم وسلب حقوقهم المشروعة، مؤكدة أن مصر لم تكتفِ بإفشال مخطط تهجير الفلسطينيين، بل واصلت بثقلها الدبلوماسي دورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، وقدمت المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، فضلًا عن جهودها المُكثفة لضمان وقف إطلاق النار وتهيئة الأجواء لإعادة إعمار غزة.

وأكدت أن الدولة المصرية كانت ولا تزال وستظل الطرف الأكثر قدرة على إدارة ملف القضية الفلسطينية الشائك، وهو ما يدركه الجميع بما في ذلك الإدارة الأمريكية، موضحة أن القيادة السياسية حشدت الرأي العام العالمي لدعم رؤيتها بشأن إعمار غزة، ولعبت دورًا رئيسيًا ومحوريًا في إقناع المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، والضغط من أجل تقديم الدعم اللازم لإعادة الإعمار.

ولفتت إلى أن الدبلوماسية المصرية حظت بتأييد واسع لموقفها تجاه القضية الفلسطينية، ما عزز مكانتها كقوة إقليمية لا يمكن تجاوزها في أي ترتيبات مستقبلية تخص القضية الفلسطينية، مؤكدة أن مصر ستظل الداعم الرئيسي للشعب الفلسطيني، ولن تسمح بفرض أي حلول غير عادلة، ويكفي أن الدور المصري القوي والثابت هو ما دفع ترامب وغيره إلى الاعتراف ضمنيًا بعدم قدرتهم على فرض أجندات لا تتماشى مع المصالح الفلسطينية والعربية.

مقالات مشابهة

  • شوقي علام: غياب التأهيل العلمي لمتصدري الفتوى يُنتج التطرف والانغلاق
  • إلهام أبو الفتح تكتب: رمضان كريم
  • حزب العدل: تصريحات ترامب تؤكد نجاح الدبلوماسية المصرية في فرض إرادتها
  • أم كلثوم ذاكرة أمة وتاريخ شعب بملتقى الهناجر الثقافي
  • مراحل تطور العملات في المملكة.. فيديو
  • السعودية تحظى بـأسبوع كبير في الدبلوماسية الدولية.. ما علاقة ترامب؟
  • إتيكيت التحضير للعزومات الرمضانية .. فيديو
  • من التهجير إلى التأجير.. ماذا تعرف عن خطط الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع سيناء؟
  • السعودية.. “أسبوع كبير” في الدبلوماسية العالمية
  • التعامل مع الحروق ضمن ندوة علمية في مشفى دمشق