جريدة الوطن:
2025-10-18@00:57:37 GMT

فن الدبلوماسية.. مفاهيم وتاريخ فن الإتيكيت «2»

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

فن الدبلوماسية.. مفاهيم وتاريخ فن الإتيكيت «2»

يتوقَّع الكثيرون بأنَّ فنَّ الإتيكيت هو عبارة عن طريقة مسك السكِّين والشوكة أثناء الأكل، كما ويتساءل البعض من مختلف المستويات والمناصب: هل فنُّ الإتيكيت يُعدُّ من كاريزما الموظَّف والذي سوف يتبوَّأ منصبًا أعلى أم وظيفة مهمَّة؟ وهل فنُّ الإتيكيت أهمِّيته كأهمِّية الطِّب والهندسة والعلوم الأخرى؟ وأنا شخصيًّا أُجزِّئ فنَّ الإتيكيت إلى جزءيْنِ رئيسَيْنِ:(أوَّلهما: فنُّ الإتيكيت الحكومي، وثانيًا: الإتيكيت الاجتماعي).

تطرَّقنا بالمقال السَّابق حَوْلَ تاريخ مفهوم ومعنى الإتيكيت، واليوم سوف نتكلم عن أنواع الإتيكيت وأهمِّيتها بالمُجتمع، وعن أهمِّ فنون الإتيكيت الاجتماعي الذي يُعدُّ هو الجوهر الرئيس بالحياة اليوميَّة والدَّاعم الجوهري للإتيكيت الحكومي.
يُعرف الإتيكيت الاجتماعي بأنَّه الأُسُس الراسخة لتنمية الموارد البَشَريَّة والمُجتمع (إيجابيًّا أو سلبيًّا) وأوَّلها نواة المُجتمع وهي العائلة (الأب، الأُم، الأولاد والبنات). وبدأت أوروبا على وجْهِ الخصوص بعد عصر النهضة الاهتمام كثيرًا بفنِّ الإتيكيت الاجتماعي، حيث بدأت المدارس الدبلوماسيَّة الفرنسيَّة أوَّلًا، ثمَّ الإنجليزيَّة بوضع اللَّمسات التفصيليَّة لكُلِّ مفردات الحياة اليوميَّة بكُلِّ دقَّةٍ وتفانٍ. وبما أنَّ الإتيكيت يُعرف بأنَّه السُّلوك المُهذَّب الرَّاقي للشَّخص، وكيفيَّة التعامل مع الطرف الآخر بكُلِّ معاني الأخلاق الحميدة الأصيلة من: صِدْق، رحابة صدر، بشاشة الوَجْه، الابتسامة الشفَّافة، حُسن الهندام للمظهر الخارجي، الحماسة للعمل اليومي، فنِّ إدارة الحديث واختيار الكلمة الجميلة الراقية، ونبرة الصوت الهادئة، فنِّ المجاملة وإتيكيت التعامل مع الآخرين، كاريزما المرأة بالمناسبات الرسميَّة والحكوميَّة.. وغيرها من المجالات الأخرى.
يتفرع الإتيكيت الاجتماعي إلى أكثر من (115) جزءًا وفي مختلف مجالات الحياة الاجتماعيَّة اليوميَّة، والتي تدخل ضِمْن سلوك وتصرُّفات ومشاعر الشَّخص تجاه الغير من المُجتمع، ومن أهمِّ هذه الفروع: إتيكيت التصميم الداخلي للبيت؛ لأنَّه يُدلِّل على ذَوق وثقافة وكاريزما الزوج والزوجة بالدَّرجة الأساس، لذلك تُركِّز مدارس الدبلوماسيَّة والتي تعتمد على معاهد الديكورات والتصميم الداخلي ابتداءً من ألوان الستائر، الجدران، الأثاث، الإكسسوارات، الطاولات، الصوَر المعلَّقة وأحجامها بحيث تكُونُ كُلُّ هذه التفرعات متناسقة الألوان لِتعطيَ انطباعًا إيجابيًّا أو سلبيًّا على شخصيَّة أهل الدَّار، فلا يُمكِن أن تكُونَ الستائر بلَوْنٍ غامقٍ بُنِّي والأثاث أزرق فاتح والطاولات بلَوْنٍ أسود وغيرها من الألوان غير المتناسقة، وكذلك بقيَّة الغُرَف، وهذا بالأحرى يقع على مسؤوليَّة الزوجة التي هي جوهر المشاعر والذَّوق والأحاسيس الجميلة بالاستشارة مع زوجها، حتَّى النباتات الداخليَّة لها ردود أفعال إيجابيَّة على النَّفْس البَشَريَّة. كما أنَّ التجديد في الديكور الداخلي بتحريك الأثاث بزوايا مختلفة قَدْ يبعث روح الطَّاقة الإيجابيَّة لدى العائلة، ويًعطي انطباعًا عن كاريزما الأُمِّ وربَّة البيت. ومن أهمِّ التفرُّعات الأخرى: إتيكيت الحياة الزوجيَّة، إتيكيت التعامل مع الوالدَيْنِ، إتيكيت التعامل مع كبار السِّن، إتيكيت مع أفراد العائلة (البنات، الولد)، إتيكيت التعامل مع خادمة المنزل التي الآن هي جزء من البيت والتي بدأت تنقل ثقافتها إلى الأطفال وبقيَّة العائلة حتَّى الأكل، إتيكيت إدارة الحديث واختيار الكلمات المُهذَّبة بَيْنَ أفراد العائلة، إتيكيت المزاح وحدوده وقَدْ ينتهي إلى الزَّعل والجفاء، إتيكيت التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، إتيكيت التعامل مع المراهقين، إتيكيت المشي والجلوس، إتيكيت التكلُّم ومستوى نبرة الصوت في المطاعم والحفلات الرسميَّة والاجتماعيَّة، إتيكيت التعارف في الدَّعوات الاجتماعيَّة، إتيكيت اختيار ألوان الملابس، إتيكيت اختيار الهدايا ومناسباتها، إتيكيت اختيار وتقديم الزهور وألوانها، إتيكيت الطَّعام في حفلات الشَّاي الصباحيَّة أو المسائيَّة، إتيكيت حضور حفلات الزواج، إتيكيت زيارة المَرْضى، إتيكيت استقبال ومصافحة رجال الدِّين، إتيكيت التعامل مع المرأة، إتيكيت استعمال الهاتف، إتيكيت أوقات المكالمات الهاتفيَّة، فلَيْسَ من المعقول الاتِّصال السَّاعة 8 صباحًا فقط للسؤال عن الصحَّة والاطمئنان؛ لأنَّه تمَّ تقسيم ساعات اليوم إلى 6 أجزاء في كُلِّ جزء 4 ساعات. فعلى سبيل المثال، السَّاعات المثاليَّة للاتِّصال تبدأ من س9 إلى س1، ومن س5 عصرًا وحتَّى س 9 ليلًا كاتِّصالات روتينيَّة، وتُقسَّم البقيَّة إلى (طارئة، عاجلة، مهمَّة). تتفاخر المدارس الدبلوماسيَّة بمختلف جنسيَّاتها وأنواعها بتطوير وصقل كاريزما جميع شرائح المُجتمع وبمختلف الأعمار بتدريس فنِّ الإتيكيت الاجتماعي في المدارس الابتدائيَّة كمادَّة تفاضليَّة للطلاب، بالإضافة إلى تدريسها بحلقات خاصَّة مكثَّفة استنادًا إلى نوع واسم فنِّ الإتيكيت الاجتماعي. ويمتاز مُجتمعنا العُماني بكُلِّ فخرٍ بنبرة الصوت الهادئ في مختلف الأماكن والمناسبات، بالإضافة إلى كثير من آداب وفنِّ الإتيكيت الاجتماعي، وهذه من الدّلالات الجميلة التي تُدلِّل على الكاريزما الرَّاقية للمواطن العُماني.

د. سعدون بن حسين الحمداني
دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الم جتمع

إقرأ أيضاً:

دوق كينت يعود إلى موقع جنازة زوجته الراحلة في وداع مؤثر جديد

عاد دوق كينت إلى موقع جنازة زوجته الراحلة، دوقة كينت كاثرين، بعد مرور شهر واحد فقط على وداعها الأخير، في مشهدٍ أثار مشاعر الحزن والتأمل بين الحاضرين. 

وظهر الأمير، البالغ من العمر تسعين عامًا، يوم الأربعاء الموافق 25 أكتوبر، داخل كاتدرائية وستمنستر في لندن، لحضور قداس تأبيني للمشير الراحل اللورد تشارلز جوثري، حيث سبق له أن ودّع زوجته في المكان ذاته قبل أسابيع قليلة.

حضور رسمي يعبّر عن الوفاء

ظهر دوق كينت مرتديًا الزي الرسمي الأسود الكامل تعبيرًا عن الحداد، ووقف بهدوء بين كبار الشخصيات والمشاركين في القداس. 

وبدا متأثرًا بالمكان الذي احتضن مراسم وداع شريكة حياته، في لحظةٍ جمعت بين الوفاء الشخصي والواجب الرسمي. وكان الحدث مناسبة لتكريم اللورد جوثري، أحد أبرز الشخصيات العسكرية البريطانية، الذي رحل في 18 سبتمبر عن عمر يناهز 86 عامًا.

شخصيات بارزة تشارك في المراسم

شهدت المراسم حضور عدد من وجوه العائلة المالكة البريطانية والشخصيات العامة، من بينهم أندرو باركر بولز، الزوج السابق للملكة كاميلا، ولاعبة التنس البريطانية السابقة ديبي جيفانز، إلى جانب الوزير السابق والإعلامي المعروف مايكل بورتيو، فضلاً عن عدد من القادة العسكريين والدبلوماسيين الذين كانت تربطهم علاقات وثيقة بالمحتفى بذكراه.

إرث من الحب والاحترام

تأتي هذه الزيارة بعد وفاة الدوقة كاثرين، التي رحلت في 4 سبتمبر عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد حياة طويلة كرّستها للخدمة العامة والعمل الخيري. 

وكانت جنازتها قد أُقيمت في 16 سبتمبر بحضور لافت من أفراد العائلة المالكة، من بينهم الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا والأمير ويليام وكيت ميدلتون.

وبعد شهر من ذلك الوداع، عاد الدوق إلى المكان ذاته، وكأنّ الذاكرة لم تتركه يغادره حقًا، في زيارة حملت بطياتها رسالة وفاء وإنسانية نادرة، من رجلٍ عاش عمره بين أروقة القصور وأصداء الفقد، مستذكرًا شريكة حياته التي ظلت إلى جواره لأكثر من سبعين عامًا.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة بحق عائلة في حي الزيتون
  • دوق كينت يعود إلى موقع جنازة زوجته الراحلة في وداع مؤثر جديد
  • الأمير لويس يواجه انتكاسة بعد رفض أول عرض ملكي رسمي
  • «أم الدنيا» تعيد رسم الخريطة الدبلوماسية
  • الحكومة السودانية تكشف أمام البعثات الدبلوماسية والدولية جرائم “الدعم السريع” في الفاشر وتتقدم بطلب عاجل
  • إصابة 4 أشخاص بتصادم مركبتين
  • دبلوماسي فرنسي سابق: مصر كانت في قلب الدبلوماسية التي قادت لاتفاق السلام في غزة
  • بسمة وهبة: اعتراف معاريف بدورنا في اتفاق غزة تأكيد على قوة الدبلوماسية المصرية
  • أبو العينين: الدبلوماسية المصرية سطرت ملحمة كبيرة في قمة شرم الشيخ للسلام
  • الشباب والرياضة: جلسة حوارية حول "الدبلوماسية العربية ومتغيرات العالم في الوضع الراهن"