لا أعتقد بأنَّ الانسياق وراء الشعارات والدعايات السِّياسيَّة/الإعلاميَّة على سبيل دعم أوكرانيا يُمكِن أن يخدمَ هدفًا مفيدًا بالنسبة لحكومات الدوَل الصغيرة، بل وحتَّى المتوسِّطة الحجم، ذلك أنَّ استعداء موسكو (الاتِّحاد الروسي) قَدْ يَقُودُ إلى تداعيات قَدْ تكُونُ غير محسوبة على المدى البعيد.
الافتراضيَّة الأساس التي أبني عَلَيْها افتراضيَّة هذه المقالة هي أنَّ «الحرب العالَميَّة» بَيْنَ العالَم الغربي من جهة، وموسكو، من الجهة الثانية، هي حرب غير مباشرة، بمعنى حرب بالنيابة، إذ تمَّ استغفال الرئيس الأوكراني زيلينسكي Zelenskyy وتوريطه في مواجهة قَدْ لا تُبقي ولا تَذَر مع موسكو، وهي من أقوى دوَل العالَم الكبرى.
أمَّا كيف قفَزَ هذا الرَّاقص الذي اشتهر بخفَّة حركته على المسرح إلى الموقع الأوَّل في دَولة كانت جزءًا من الاتِّحاد السوفييتي السَّابق، فهو من الغوامض التي لا تدعو إلى الاستغراب والتندُّر فقط، وإنَّما تدعو كذلك إلى التحرِّي والبحث عن الدوافع والإرهاصات الخافية وراء مِثل هذه القفزة النَّوعيَّة الكبيرة (من راقص إلى رئيس دَولة)! ثمَّة أسرار طيَّ هذا الأمْرِ.
أمَّا نحن في الشرق الأوسط: فما هي مصلحتنا في التدخل في حرب «عالَميَّة ثالثة» تَدُور بَيْنَ الكتلة الشرقيَّة والكتلة الغربيَّة الرأسماليَّة، وهي حرب تَدُور رحاها بالوكالة Proxy War .
لذا، توجَّب الاحتكام إلى العقل وبُعد النظر، خصوصًا وأنَّ أحدًا لا يدعونا أو يحاول أن يستدرجَنا إلى «حرب لا ناقة لنَا فيها ولا جَمَل»، بل فيها رجع موجع يضعنا في صفوف أعداء موسكو، تلك الدَّولة الكبرى التي قَدْ تفوز بالنَّصر في حربها هذه ضدَّ الكتلة الغربيَّة، فتمتدُّ أطماعها عَبْرَ حدود أوكرانيا إلى ما لا نهاية.
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
حزب الله: قصفنا تجمعا لقوات الاحتلال الإسرائيلي في مقر قيادة اللواء الغربي
أعلن حزب الله، قصف تجمعا لقوات الاحتلال الإسرائيلي في مقر مستحدث لقيادة اللواء الغربي بثكنة يعرا باستخدام المسيرات، جاء ذلك خلال نبأ عاجل نقلته قناة القاهرة الإخبارية.