عربي21:
2024-12-22@19:13:29 GMT

هل نُزع فتيل الصراع بين كوسوفو وصربيا قبل اشتعاله؟

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

هل نُزع فتيل الصراع بين كوسوفو وصربيا قبل اشتعاله؟

شهدت الحدود بين كوسوفو وصربيا تصاعدا في حدة التوترات في الآونة الأخيرة بعد هجوم غير مسبوق تعرضت له شرطة كوسوفو شنه 30 مسلحا ما أدى إلى مقتل شرطي كوسوفي ألباني، وسط حشد عسكري صربي على حدود الدولة الحديثة التي لا تعترف بها.

ونشرت صحيفة "الغارديان" مقالا أشار إلى أن الدلائل التي ظهرت في نهاية هذا الأسبوع تدل على أن الأزمة الحالية بشأن كوسوفو قد تم نزع فتيلها، موضحا أن بعض القوات الصربية انحسبت من الحدود، كما تراجع التهديد بالعودة إلى الصراع المسلح في الوقت الحالي.



وقال المقال الذي أعده محرر شؤون العالم، جوليان بورغر، وترجمته "عربي21" إن إدارة بايدن تصرفت بشكل حاسم الجمعة الماضي، مستفيدة من بعض الدروس في الفترة التي سبقت غزو أوكرانيا، وكشفت للعلن عن معلومات استخباراتية أمريكية حول تحركات القوات الصربية، واتصلت ببلغراد مهددة بالعقوبات والنبذ. وتم تعزيز قوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي على الفور من خلال نقل قيادة كتيبة من القوات البريطانية التي كانت في المنطقة للتدريب.

ورغم أن الخطر المباشر قد انتهى غالبا بحسب بورغر، إلا أن الأزمة المزمنة بشأن كوسوفو لا تزال تتفاقم؛ فبعد مرور خمسة عشر عاما على إعلان الإقليم الصربي السابق استقلاله، لا تزال كوسوفو في حالة من النسيان على الساحة العالمية، مع اعتراف ما يزيد قليلا عن نصف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة.

وأضاف المقال أن صربيا كافحت في أواخر التسعينيات لمنع انفصالها بعد سنوات من القمع الذي تعرض له سكانها من ذوي الأصول الألبانية. وأدت حملة مكافحة التمرد الوحشية وحملة التطهير العرقي التي قامت بهما بلغراد إلى تدخل حلف شمال الأطلسي وحملة قصف جوي في عام 1999 أدت في النهاية إلى انسحاب الصرب.

وذكر معد المقال أن استقلال كوسوفو الرسمي لم يأت إلا بعد تسع سنوات من مشاورات برعاية الأمم المتحدة وخطة تهدف إلى توفير حماية كبيرة للأقلية الصربية في الدولة الجديدة.


ومنذ ذلك الحين، خاضت صربيا وداعمتها الرئيسية روسيا حملة خلفية لمنع عضوية كوسوفو في الهيئات الدولية، وقد تعززت هذه الحملة بفعل مخاوف العديد من الدول، بما في ذلك خمس دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، من أن هذا الاعتراف سوف يشكل سابقة لانفصال الأقليات العرقية في هذه الدول، بحسب كاتب المقال.

وذكر بورغر أن بلغراد أبقت الوضع في أربع بلديات شمالية ذات أغلبية صربية في حالة من التوتر المستمر، وقد ساعدت في بعض الأحيان الجهود المضنية التي بذلتها الحكومة في بريشتينا لإثبات سيادتها. ولا تزال كوسوفو غير قادرة على اعتبار وجودها أمرا مفروغا منه.

ووفقا للكاتب، يمكن أن تكون أحداث الأسبوع الماضي نقطة انعطاف، اعتمادا على ما إذا كانت ستؤدي إلى إعادة التفكير في السياسة في واشنطن وبروكسل. قد استثمر كلاهما بكثافة في خطة فرنسية ألمانية لتطبيع العلاقات، والتي لن تضطر صربيا بموجبها إلى منح الاعتراف الكامل ولكن على الأقل الاعتراف بجوازات سفر كوسوفو وعلمها وخصائص الأمة الأخرى، وستتوقف بلغراد عن منع كوسوفو من عضوية المؤسسات المتعددة الأطراف. وفي المقابل ستسمح بريشتينا بتكوين رابطة للبلديات ذات الأغلبية الصربية، ما يعزز استقلالها.

وأوضح بورغر أن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، قد وافقا على هذه المبادئ في الاجتماعات التي توسط فيها الاتحاد الأوروبي، لكن فوتشيتش رفض التوقيع على أي وثيقة، وطمأن شعبه بأنه لن يسمح أبدا لكوسوفو بأن تصبح عضوا في الأمم المتحدة.
وبالتالي رفض كورتي المضي قدما في رابطة البلديات الصربية، ورفض الثقة في التأكيدات من وسطاء الاتحاد الأوروبي بأن صربيا ستفي بوعودها في وقت لاحق، وفقا لنص المقال.

ورأى الكاتب أن رد واشنطن وبروكسل كان عبارة عن إلقاء اللوم حصريا على كورتي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن فوتشيتش كان قادرا على إثارة تنافس الحكومات الغربية مع روسيا والصين لصالح بلغراد. على سبيل المثال، كانت الولايات المتحدة ممتنة لتصويت صربيا ضد روسيا في مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا، على الرغم من معارضة بلغراد القوية للعقوبات المفروضة على موسكو.

ويجب على إدارة بايدن والاتحاد الأوروبي الآن بحسب بورغر، دراسة ما إذا كان قد تم التلاعب بهم. وبينما قال فوتشيتش كل الأشياء الصحيحة في السر، كانت الحكومة تعمل على بناء الجيش الصربي، وإغراق وسائل الإعلام في البلاد بالكراهية والخوف من كوسوفو، واتهمت كورتي زورا بتنفيذ "تطهير عرقي وحشي".


وفي 24 أيلول / سبتمبر، نصبت مجموعة شبه عسكرية من صرب كوسوفو المسلحين تسليحا جيدا كمينا لدورية شرطة كوسوفو، وفي القتال الذي أعقب ذلك، قُتل ضابط شرطة وثلاثة مسلحين صرب. وقدمت حكومة كوسوفو أدلة تثبت أن المجموعة كانت مسلحة وتُدار من بلغراد، وقد أوضح المسؤولون الأمريكيون في أحاديثهم الخاصة أنهم يجدون أن هذه الأدلة مقنعة.

وبحسب بورغر، فقد كان من الممكن أن يكون الكمين مصمما لإشعال صراع في شمال كوسوفو، الأمر الذي من شأنه أن يوفر غطاء لبلغراد لإرسال قوات ظاهريا لحماية العرق الصربي. وكان من الممكن أن يكون الهدف البديل هو إرغام قوات السلام على تعزيز وجودها واستعادة المسؤولية الأساسية عن الأمن في شمال كوسوفو من بريشتينا. وسيكون ذلك خطوة إلى الوراء بالنسبة لسيادة البلاد.

إذا كان الأمر كذلك، "فقد نجح فوتشيتش جزئيا بالفعل"، ويعتمد فوزه الآن بشكل كامل على اتجاه السياسة الغربية، وفقا لكاتب المقال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة كوسوفو صربيا الألبانية امريكا صربيا كوسوفو الألبان صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بعثة الأمم المتحدة تزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة

الثورة نت / أحمد كنفاني

زار فريق بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، اليوم، مواقع الآليات والمعدات التشغيلية بميناء الحديدة، التي استهدفها طيران العدوان الإسرائيلي، فجر الخميس الماضي، بعدد من الغارات.

واطلع الفريق الاممي وضابط الارتباط بلجنة دعم اتفاق الحديدة، ومعهم وزير النقل والأشغال العامة محمد عياش قحيم، وعضو الفريق الوطني بلجنة إعادة الانتشار اللواء محمد القادري، ورئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية زيد أحمد الوشلي، ووكيل محافظة الحديدة لشؤون الثقافة والإعلام علي أحمد قشر، على الكرين العائم والكرينات الجسرية واللنشات البحرية الخاصة بقطر السفن، التي طالها القصف الإجرامي وتعرض البعض منها للخروج عن الخدمة، والغرق في البحر.

واستمع الفريق الأممي من المختصين في الميناء، إلى شرح مجمل حول كارثة هذه الجريمة وتبعاتها على الوضع التشغيلي بالميناء، ومدى الالتزام بمعايير الأمم المتحدة والإجراءات المتعلقة بخلو الموانئ من أي مظاهر عسكرية، خصوصا وأنها تخضع لرقابة من قبل بعثة الأمم المتحدة، وثلاثة دوريات ميدانية متواصلة.

وقال وزير النقل “ما وقع ويقع في اليمن يحصل اليوم في فلسطين ولبنان وسوريا، والمجرم واحد”.. موضحًا أن القوانين والتشريعات الدولية في هذا الجانب واضحة في تجريمها لكل الأفعال التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية.

وطالب بعثة الأمم المتحدة بالاضطلاع بدورها ومسؤولياتها وفق قرار ومهام تشكيل هذه البعثة، وإدانة تكرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ورفع تقرير للقيادات العليا في البعثة عن حجم الأضرار والانتهاك السافر، الذي تعرضت له هذه المنشآت الحيوية.

وأكد الوزير قحيم، أن على الأمم المتحدة أن تتحمل المسؤولية الكاملة لعدم القيام بدورها المنشود تجاه هذه التداعيات الكارثية، والأضرار التي تمس مصالح الشعب اليمني، كون هذه المرافق الحيوية منشآت مدنية تقدم خدماتها لملايين اليمنيين.

وأشار إلى أن الكيان الصهيوني المتغطرس الغاصب المحتل، لم يراعِ أي معاهدة او قاعدة من قواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بعدوانه على شعوب المنطقة.. مؤكدا أن رسالتنا للمجتمع الدولي والامم المتحدة هي الثبات والصمود والاستمرار في موقفنا المبدئي الإيماني في نصرة فلسطين حتى وقف العدوان على غزة.

رافقهم خلال الزيارة، نائب رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر نصر عبدالله النصيري، ومدير فرع شركة النفط عدنان محمد الجرموزي.

مقالات مشابهة

  • صربيا .. الآلاف يتدفقون إلى ساحة سلافييا للتظاهر ضد الرئيس فوتشيتش
  • أستاذ علوم سياسية: على العالم التدخل لإنقاذ حالة التجويع التي تشهدها غزة
  • "الجارديان": انتصار روسيا في حرب أوكرانيا يفتح الباب لسباق تسلح نووي بين موسكو والغرب
  • الكرملين: الصواريخ التي تستهدف أراضينا يوجهها متخصصون أمريكيون
  • «ستارلينك» تدخل الخدمة رسميا في كوسوفو.. إنترنت عالي السرعة
  • فريق الأمم المتحدة يزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الصهيوني بميناء الحديدة
  • بعثة الأمم المتحدة تزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة
  • الولايات المتحدة تعقد صفقة مع الشركة المصنعة للطائرة التي رصدت السنوار
  • الولايات المتحدة تقدم حوالي 200 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية للشعب السوداني
  • رسالة حادة من واشنطن للدول التي تدعم الأطراف المتحاربة بالسودان عسكريا