عربي21:
2025-02-22@22:07:42 GMT

هل نُزع فتيل الصراع بين كوسوفو وصربيا قبل اشتعاله؟

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

هل نُزع فتيل الصراع بين كوسوفو وصربيا قبل اشتعاله؟

شهدت الحدود بين كوسوفو وصربيا تصاعدا في حدة التوترات في الآونة الأخيرة بعد هجوم غير مسبوق تعرضت له شرطة كوسوفو شنه 30 مسلحا ما أدى إلى مقتل شرطي كوسوفي ألباني، وسط حشد عسكري صربي على حدود الدولة الحديثة التي لا تعترف بها.

ونشرت صحيفة "الغارديان" مقالا أشار إلى أن الدلائل التي ظهرت في نهاية هذا الأسبوع تدل على أن الأزمة الحالية بشأن كوسوفو قد تم نزع فتيلها، موضحا أن بعض القوات الصربية انحسبت من الحدود، كما تراجع التهديد بالعودة إلى الصراع المسلح في الوقت الحالي.



وقال المقال الذي أعده محرر شؤون العالم، جوليان بورغر، وترجمته "عربي21" إن إدارة بايدن تصرفت بشكل حاسم الجمعة الماضي، مستفيدة من بعض الدروس في الفترة التي سبقت غزو أوكرانيا، وكشفت للعلن عن معلومات استخباراتية أمريكية حول تحركات القوات الصربية، واتصلت ببلغراد مهددة بالعقوبات والنبذ. وتم تعزيز قوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي على الفور من خلال نقل قيادة كتيبة من القوات البريطانية التي كانت في المنطقة للتدريب.

ورغم أن الخطر المباشر قد انتهى غالبا بحسب بورغر، إلا أن الأزمة المزمنة بشأن كوسوفو لا تزال تتفاقم؛ فبعد مرور خمسة عشر عاما على إعلان الإقليم الصربي السابق استقلاله، لا تزال كوسوفو في حالة من النسيان على الساحة العالمية، مع اعتراف ما يزيد قليلا عن نصف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة.

وأضاف المقال أن صربيا كافحت في أواخر التسعينيات لمنع انفصالها بعد سنوات من القمع الذي تعرض له سكانها من ذوي الأصول الألبانية. وأدت حملة مكافحة التمرد الوحشية وحملة التطهير العرقي التي قامت بهما بلغراد إلى تدخل حلف شمال الأطلسي وحملة قصف جوي في عام 1999 أدت في النهاية إلى انسحاب الصرب.

وذكر معد المقال أن استقلال كوسوفو الرسمي لم يأت إلا بعد تسع سنوات من مشاورات برعاية الأمم المتحدة وخطة تهدف إلى توفير حماية كبيرة للأقلية الصربية في الدولة الجديدة.


ومنذ ذلك الحين، خاضت صربيا وداعمتها الرئيسية روسيا حملة خلفية لمنع عضوية كوسوفو في الهيئات الدولية، وقد تعززت هذه الحملة بفعل مخاوف العديد من الدول، بما في ذلك خمس دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، من أن هذا الاعتراف سوف يشكل سابقة لانفصال الأقليات العرقية في هذه الدول، بحسب كاتب المقال.

وذكر بورغر أن بلغراد أبقت الوضع في أربع بلديات شمالية ذات أغلبية صربية في حالة من التوتر المستمر، وقد ساعدت في بعض الأحيان الجهود المضنية التي بذلتها الحكومة في بريشتينا لإثبات سيادتها. ولا تزال كوسوفو غير قادرة على اعتبار وجودها أمرا مفروغا منه.

ووفقا للكاتب، يمكن أن تكون أحداث الأسبوع الماضي نقطة انعطاف، اعتمادا على ما إذا كانت ستؤدي إلى إعادة التفكير في السياسة في واشنطن وبروكسل. قد استثمر كلاهما بكثافة في خطة فرنسية ألمانية لتطبيع العلاقات، والتي لن تضطر صربيا بموجبها إلى منح الاعتراف الكامل ولكن على الأقل الاعتراف بجوازات سفر كوسوفو وعلمها وخصائص الأمة الأخرى، وستتوقف بلغراد عن منع كوسوفو من عضوية المؤسسات المتعددة الأطراف. وفي المقابل ستسمح بريشتينا بتكوين رابطة للبلديات ذات الأغلبية الصربية، ما يعزز استقلالها.

وأوضح بورغر أن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، قد وافقا على هذه المبادئ في الاجتماعات التي توسط فيها الاتحاد الأوروبي، لكن فوتشيتش رفض التوقيع على أي وثيقة، وطمأن شعبه بأنه لن يسمح أبدا لكوسوفو بأن تصبح عضوا في الأمم المتحدة.
وبالتالي رفض كورتي المضي قدما في رابطة البلديات الصربية، ورفض الثقة في التأكيدات من وسطاء الاتحاد الأوروبي بأن صربيا ستفي بوعودها في وقت لاحق، وفقا لنص المقال.

ورأى الكاتب أن رد واشنطن وبروكسل كان عبارة عن إلقاء اللوم حصريا على كورتي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن فوتشيتش كان قادرا على إثارة تنافس الحكومات الغربية مع روسيا والصين لصالح بلغراد. على سبيل المثال، كانت الولايات المتحدة ممتنة لتصويت صربيا ضد روسيا في مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا، على الرغم من معارضة بلغراد القوية للعقوبات المفروضة على موسكو.

ويجب على إدارة بايدن والاتحاد الأوروبي الآن بحسب بورغر، دراسة ما إذا كان قد تم التلاعب بهم. وبينما قال فوتشيتش كل الأشياء الصحيحة في السر، كانت الحكومة تعمل على بناء الجيش الصربي، وإغراق وسائل الإعلام في البلاد بالكراهية والخوف من كوسوفو، واتهمت كورتي زورا بتنفيذ "تطهير عرقي وحشي".


وفي 24 أيلول / سبتمبر، نصبت مجموعة شبه عسكرية من صرب كوسوفو المسلحين تسليحا جيدا كمينا لدورية شرطة كوسوفو، وفي القتال الذي أعقب ذلك، قُتل ضابط شرطة وثلاثة مسلحين صرب. وقدمت حكومة كوسوفو أدلة تثبت أن المجموعة كانت مسلحة وتُدار من بلغراد، وقد أوضح المسؤولون الأمريكيون في أحاديثهم الخاصة أنهم يجدون أن هذه الأدلة مقنعة.

وبحسب بورغر، فقد كان من الممكن أن يكون الكمين مصمما لإشعال صراع في شمال كوسوفو، الأمر الذي من شأنه أن يوفر غطاء لبلغراد لإرسال قوات ظاهريا لحماية العرق الصربي. وكان من الممكن أن يكون الهدف البديل هو إرغام قوات السلام على تعزيز وجودها واستعادة المسؤولية الأساسية عن الأمن في شمال كوسوفو من بريشتينا. وسيكون ذلك خطوة إلى الوراء بالنسبة لسيادة البلاد.

إذا كان الأمر كذلك، "فقد نجح فوتشيتش جزئيا بالفعل"، ويعتمد فوزه الآن بشكل كامل على اتجاه السياسة الغربية، وفقا لكاتب المقال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة كوسوفو صربيا الألبانية امريكا صربيا كوسوفو الألبان صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ما هي برامج الهجرة التي أوقفها ترامب.. تعرف عليها؟

أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا بوقف مؤقت لجميع طلبات الهجرة التي قدمها مهاجرون من أمريكا اللاتينية وأوكرانيا، والذين سُمح لهم بدخول الولايات المتحدة بموجب برامج معينة أطلقتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن.

وجاء القرار، وفقًا لمسؤولين أمريكيين ومذكرة توجيه داخلية نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية٬ استجابة لمخاوف تتعلق بالاحتيال والأمن القومي.

وأشارت المذكرة إلى أن تجميد الطلبات "سيظل قائمًا إلى أجل غير مسمى"، بينما تعمل الجهات الحكومية على "تحديد حالات الاحتيال المحتملة، وتعزيز إجراءات التحقق للتخفيف من المخاوف المتعلقة بالأمن القومي والسلامة العامة".

وينطبق هذا التعليق على عدة برامج هجرة أطلقتها إدارة بايدن، والتي سمحت لمئات الآلاف من الأجانب بدخول الولايات المتحدة بشكل قانوني بموجب قانون الهجرة المعروف باسم "الإفراج المشروط"، الذي يمنح الحكومة الأمريكية صلاحية استقبال الأجانب لأسباب إنسانية أو منفعة عامة.


ما هي البرامج المستهدفة؟
يذكر أن إدارة بايدن استخدمت سلطة الإفراج المشروط على نطاق واسع، جزئيًا لتشجيع المهاجرين على استخدام قنوات الهجرة القانونية بدلاً من عبور الحدود الجنوبية بشكل غير قانوني. ومع ذلك، تحركت إدارة ترامب بسرعة لتعليق هذه الجهود، مدعية أنها أساءت استخدام سلطة الإفراج المشروط.

وتشمل البرامج المستهدفة سياسة "الاتحاد من أجل أوكرانيا"، التي وفرت ملاذًا آمنًا للفارين من الحرب مع روسيا، حيث وصل حوالي 240 ألف أوكراني إلى الولايات المتحدة بموجب هذه العملية قبل تولي ترامب منصبه.

بالإضافة إلى ذلك، سمح برنامج الإفراج الإنساني "CHNV" لـ530 ألف شخص من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا بدخول البلاد عبر ضمانات من مواطنين أمريكيين.

كما شمل التعليق برنامجًا ثالثًا سمح لبعض الكولومبيين والإكوادوريين ومواطني أمريكا الوسطى والهايتيين والكوبيين، الذين لديهم أقارب أمريكيين، بالقدوم إلى الولايات المتحدة والانتظار حتى تصبح البطاقة الخضراء العائلية متاحة.


وقف تصاريحهم  
نظرًا لأن المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة بموجب هذه البرامج حصلوا فقط على تصاريح عمل مؤقتة وحماية من الترحيل – عادة لمدة عامين – فقد تقدم العديد منهم بطلبات للحصول على مزايا هجرة أخرى، مثل "الوضع المحمي المؤقت" للقادمين من دول تعاني أزمات، أو اللجوء، أو البطاقات الخضراء.

 إلا أن التوجيه الداخلي الجديد لدائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية يمنع المسؤولين من معالجة أي طلبات مقدمة من هؤلاء المهاجرين، مما يجمد فعليًا قدرتهم على الانتقال إلى وضع قانوني آخر ويجعلهم عرضة للترحيل إذا تم إنهاء وضعهم المشروط.

بررت المذكرة القرار بالقول إن "معلومات الاحتيال ومخاوف السلامة العامة أو الأمن القومي لا يتم الإشارة إليها بشكل صحيح في أنظمة التحكيم التابعة لدائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية".

وأشارت إلى أن التحقيقات كشفت عن آلاف طلبات التأشيرة الصينية التي تضمنت "رعاة متسلسلين" أو معلومات عن أفراد متوفين أو عناوين متطابقة، بالإضافة إلى حالات احتيال أخرى. كما أشارت المذكرة إلى أن بعض المهاجرين الذين دخلوا بموجب التأشيرة الوطنية الصينية "لم يخضعوا للتدقيق الكامل".


يأتي هذا القرار في إطار الجهود الأوسع لإدارة ترامب لتشديد سياسات الهجرة، والتي تشمل تعليق برامج الإفراج المشروط التي أطلقتها إدارة بايدن، وسط مخاوف متزايدة من الاحتيال والمخاطر الأمنية.

مقالات مشابهة

  • “اغاثي الملك سلمان” يوزّع 900 سلة غذائية في كوسوفو
  • الولايات المتحدة تقترح قرارًا خاصًا في الأمم المتحدة بذكرى الحرب في أوكرانيا
  • دماء على الآيفون.. لماذا يشتعل الصراع بين الصين وأميركا على الكونغو الديمقراطية؟
  • واشنطن تطرح قرارًا "تاريخيًا" بشأن أوكرانيا في الأمم المتحدة الاثنين
  • وفد من المجلس الشعبي الوطني يزور صربيا
  • روبيو: واشنطن ستقدم مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن تسوية الصراع الأوكراني
  • الأمم المتحدة: 9 من كل 10 سوريين يعيشون في فقر
  • الجماز عن هدف آل فتيل: هذولي جنوده
  • ما نوع القنابل التي عرضتها المقاومة خلال تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين؟
  • ما هي برامج الهجرة التي أوقفها ترامب.. تعرف عليها؟