عربي21:
2024-09-19@09:57:13 GMT

هل نُزع فتيل الصراع بين كوسوفو وصربيا قبل اشتعاله؟

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

هل نُزع فتيل الصراع بين كوسوفو وصربيا قبل اشتعاله؟

شهدت الحدود بين كوسوفو وصربيا تصاعدا في حدة التوترات في الآونة الأخيرة بعد هجوم غير مسبوق تعرضت له شرطة كوسوفو شنه 30 مسلحا ما أدى إلى مقتل شرطي كوسوفي ألباني، وسط حشد عسكري صربي على حدود الدولة الحديثة التي لا تعترف بها.

ونشرت صحيفة "الغارديان" مقالا أشار إلى أن الدلائل التي ظهرت في نهاية هذا الأسبوع تدل على أن الأزمة الحالية بشأن كوسوفو قد تم نزع فتيلها، موضحا أن بعض القوات الصربية انحسبت من الحدود، كما تراجع التهديد بالعودة إلى الصراع المسلح في الوقت الحالي.



وقال المقال الذي أعده محرر شؤون العالم، جوليان بورغر، وترجمته "عربي21" إن إدارة بايدن تصرفت بشكل حاسم الجمعة الماضي، مستفيدة من بعض الدروس في الفترة التي سبقت غزو أوكرانيا، وكشفت للعلن عن معلومات استخباراتية أمريكية حول تحركات القوات الصربية، واتصلت ببلغراد مهددة بالعقوبات والنبذ. وتم تعزيز قوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي على الفور من خلال نقل قيادة كتيبة من القوات البريطانية التي كانت في المنطقة للتدريب.

ورغم أن الخطر المباشر قد انتهى غالبا بحسب بورغر، إلا أن الأزمة المزمنة بشأن كوسوفو لا تزال تتفاقم؛ فبعد مرور خمسة عشر عاما على إعلان الإقليم الصربي السابق استقلاله، لا تزال كوسوفو في حالة من النسيان على الساحة العالمية، مع اعتراف ما يزيد قليلا عن نصف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة.

وأضاف المقال أن صربيا كافحت في أواخر التسعينيات لمنع انفصالها بعد سنوات من القمع الذي تعرض له سكانها من ذوي الأصول الألبانية. وأدت حملة مكافحة التمرد الوحشية وحملة التطهير العرقي التي قامت بهما بلغراد إلى تدخل حلف شمال الأطلسي وحملة قصف جوي في عام 1999 أدت في النهاية إلى انسحاب الصرب.

وذكر معد المقال أن استقلال كوسوفو الرسمي لم يأت إلا بعد تسع سنوات من مشاورات برعاية الأمم المتحدة وخطة تهدف إلى توفير حماية كبيرة للأقلية الصربية في الدولة الجديدة.


ومنذ ذلك الحين، خاضت صربيا وداعمتها الرئيسية روسيا حملة خلفية لمنع عضوية كوسوفو في الهيئات الدولية، وقد تعززت هذه الحملة بفعل مخاوف العديد من الدول، بما في ذلك خمس دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، من أن هذا الاعتراف سوف يشكل سابقة لانفصال الأقليات العرقية في هذه الدول، بحسب كاتب المقال.

وذكر بورغر أن بلغراد أبقت الوضع في أربع بلديات شمالية ذات أغلبية صربية في حالة من التوتر المستمر، وقد ساعدت في بعض الأحيان الجهود المضنية التي بذلتها الحكومة في بريشتينا لإثبات سيادتها. ولا تزال كوسوفو غير قادرة على اعتبار وجودها أمرا مفروغا منه.

ووفقا للكاتب، يمكن أن تكون أحداث الأسبوع الماضي نقطة انعطاف، اعتمادا على ما إذا كانت ستؤدي إلى إعادة التفكير في السياسة في واشنطن وبروكسل. قد استثمر كلاهما بكثافة في خطة فرنسية ألمانية لتطبيع العلاقات، والتي لن تضطر صربيا بموجبها إلى منح الاعتراف الكامل ولكن على الأقل الاعتراف بجوازات سفر كوسوفو وعلمها وخصائص الأمة الأخرى، وستتوقف بلغراد عن منع كوسوفو من عضوية المؤسسات المتعددة الأطراف. وفي المقابل ستسمح بريشتينا بتكوين رابطة للبلديات ذات الأغلبية الصربية، ما يعزز استقلالها.

وأوضح بورغر أن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، قد وافقا على هذه المبادئ في الاجتماعات التي توسط فيها الاتحاد الأوروبي، لكن فوتشيتش رفض التوقيع على أي وثيقة، وطمأن شعبه بأنه لن يسمح أبدا لكوسوفو بأن تصبح عضوا في الأمم المتحدة.
وبالتالي رفض كورتي المضي قدما في رابطة البلديات الصربية، ورفض الثقة في التأكيدات من وسطاء الاتحاد الأوروبي بأن صربيا ستفي بوعودها في وقت لاحق، وفقا لنص المقال.

ورأى الكاتب أن رد واشنطن وبروكسل كان عبارة عن إلقاء اللوم حصريا على كورتي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن فوتشيتش كان قادرا على إثارة تنافس الحكومات الغربية مع روسيا والصين لصالح بلغراد. على سبيل المثال، كانت الولايات المتحدة ممتنة لتصويت صربيا ضد روسيا في مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا، على الرغم من معارضة بلغراد القوية للعقوبات المفروضة على موسكو.

ويجب على إدارة بايدن والاتحاد الأوروبي الآن بحسب بورغر، دراسة ما إذا كان قد تم التلاعب بهم. وبينما قال فوتشيتش كل الأشياء الصحيحة في السر، كانت الحكومة تعمل على بناء الجيش الصربي، وإغراق وسائل الإعلام في البلاد بالكراهية والخوف من كوسوفو، واتهمت كورتي زورا بتنفيذ "تطهير عرقي وحشي".


وفي 24 أيلول / سبتمبر، نصبت مجموعة شبه عسكرية من صرب كوسوفو المسلحين تسليحا جيدا كمينا لدورية شرطة كوسوفو، وفي القتال الذي أعقب ذلك، قُتل ضابط شرطة وثلاثة مسلحين صرب. وقدمت حكومة كوسوفو أدلة تثبت أن المجموعة كانت مسلحة وتُدار من بلغراد، وقد أوضح المسؤولون الأمريكيون في أحاديثهم الخاصة أنهم يجدون أن هذه الأدلة مقنعة.

وبحسب بورغر، فقد كان من الممكن أن يكون الكمين مصمما لإشعال صراع في شمال كوسوفو، الأمر الذي من شأنه أن يوفر غطاء لبلغراد لإرسال قوات ظاهريا لحماية العرق الصربي. وكان من الممكن أن يكون الهدف البديل هو إرغام قوات السلام على تعزيز وجودها واستعادة المسؤولية الأساسية عن الأمن في شمال كوسوفو من بريشتينا. وسيكون ذلك خطوة إلى الوراء بالنسبة لسيادة البلاد.

إذا كان الأمر كذلك، "فقد نجح فوتشيتش جزئيا بالفعل"، ويعتمد فوزه الآن بشكل كامل على اتجاه السياسة الغربية، وفقا لكاتب المقال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة كوسوفو صربيا الألبانية امريكا صربيا كوسوفو الألبان صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

«القاهرة الإخبارية»: الخارجية الأمريكية تدرس مقترحا لوقف إطلاق النار في غزة

قال رامي جبر، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من واشنطن، إن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر صرح خلال مؤتمر صحفي اليوم، بشأن مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، بأن أمريكا تدرس مع شركائها مصر وقطر مقترحًا معدلاً لطرحه على طرفي الصراع، حماس وإسرائيل.

وأكد «جبر» خلال مراسلته للقناة، أن ميلر لم يحدد جدولًا زمنيًا لهذا المقترح، مشيرًا إلى أن الخارجية الأمريكية ترى أن الحرب في المنطقة لن تعيد الإسرائيليين واللبنانيين إلى منازلهم.

أمريكا تريد تقديم مقترح يؤدي إلى إتفاق

وأضاف، أن ميلر أوضح أن أمريكا لن تقدم مقترحًا قبل التأكد من أنه سيؤدي إلى اتفاق. وأشار إلى أن الولايات المتحدة، بالتعاون مع مصر وقطر، تسعى لضمان أن يكون المقترح الجديد لوقف إطلاق النار في غزة خالياً من أي ثغرات يمكن أن يستغلها أي من طرفي الصراع، سواء حماس أو إسرائيل.

واختتم بالقول إنّ: «الولايات المتحدة تقول إن هذا الإتفاق بدوره سوف يؤثر على الصراع الذي يبدأ بالكاد في الجبهة الشمالية لدولة الاحتلال مع حزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، والتوصل إلى إتفاق في غزة لا تزال الولايات المتحدة تعتقد أنه ممكن وسيؤدي إلى تهدئة التوتر بين حزب الله وإسرائيل».

مقالات مشابهة

  • رايتس ووتش تنتقد الخطاب العنصري ضد الهايتيين السود بالولايات المتحدة
  • رددها ترامب.. المرأة التي أشعلت فتيل شائعة أكل المهاجرين لقطط تعرب عن ندمها
  • عطيف: ميتروفيتش لا يعود للضغط مع ‎صربيا ويُقاتل مع ‎الهلال .. فيديو
  • السودان في حرب فارغة من المعنى.. بايدن يخاطب طرفي الصراع ويوجه دعوة
  • لوكاشينكو: أي هجوم على بيلاروس سيشعل فتيل الحرب العالمية الثالثة
  • باحثان: على أمريكا التخلي عن التطبيع بين إسرائيل والسعودية لهذا السبب
  • مقال بنيويورك تايمز: القضية التي أصبح فيها أقصى اليمين الإسرائيلي تيارا سائدا
  • الأمم المتحدة تدعو أطراف الصراع في السودان إلى الامتناع عن استهداف المدنيين
  • تقرير: الصراع بين الولايات المتحدة والصين يضرّ العالم
  • «القاهرة الإخبارية»: الخارجية الأمريكية تدرس مقترحا لوقف إطلاق النار في غزة