بالوعة الأموال الباردة تُزيد سخونة مطبخ العراق السياسي: مَن سيفتح مغارة علي بابا؟ - عاجل
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
بغداد اليوم - ديالى
يبدو أن المطبخ السياسي في العراق عموما وديالى خصوصا سيزداد سخونة مع اقتراب الانتخابات المحلية التي تجريها البلاد للمرة الرابعة نهاية العام الجاري بالتزامن مع زيادة "تدفق الأموال الباردة من بالوعة الأحزاب والكيانات السياسية"، في وقت يعاني المواطن من مشاكل عدة سواء على مستوى الخدمات أو الحصول على الحقوق المشروعة إلا أن الحال تظهر بـ"أريحية" أكثر للمرشحين الذين يحصلون على عشرات الملايين من أحزابهم لصرفها على دعاياتهم الانتخابية.
من يجيب على هذا الاستفهام؟
وبحسب حديث القيادي في تحالف الحكمة فرات التميمي لـ"بغداد اليوم" فإن العامل الأهم في خلق انتخابات عادلة هي "ضبط إيقاع الإنفاق المالي" ومنع استغلال موارد الدولة وطمأنة الأهالي من ناحية منع أي ضغوط لدفعهم لاختيار قائمة دون أخرى.
بدوره، يرى رئيس "تيار بيارق الخير" محمد الخالدي أن "انتخابات كانون الأول ستكشف مرة أخرى حجم الأموال لدى بعض القوى السياسية والتي ستنفق بشكل كبير لكسب الأصوات ما يضع علامة استفهام كبيرة من أين أتت كل تلك الأموال وما هو مصدرها".
ويؤكد في حديث لـ "بغداد اليوم": ان "استغلال موارد الدولة موجود ولا يختلف عليه اثنان لذا فإن التنافس لن يكون منصف بين القوى السياسية".
انتخابات تنعش الاقتصاد
أما المحلل السياسي عدنان التميمي، أشار إلى ان "الانتخابات في ديالى ليس بموعد عادي بل هو مصدر إنعاش اقتصادي بسبب حجم البذخ غير الطبيعي للأموال بسبب التنافس الشديد بين القوى السياسية التي تحاول إغراء الناخبين بشتى الصور للحصول على أصواتهم".
ويقول لـ "بغداد اليوم" إن "الانتخابات ستفتح مغارة علي بابا السياسي في ضخ الأموال التي جزءا كب ير منها هي أموال الشعب وجاءت من اتفاقيات فاسدة بعضها رهن التحقيق والبعض الآخر لايزال بعيدا عن الرقابة خاصة مع تعقيدات ملف تعقب الفاسدين في مؤسسات الدولة". متوقعا " إنفاق من 20-30 مليار دينار على الأقل في انتخابات ديالى".
المال والعشيرة والجناح المسلح
وهناك أربعة حيتان تقود بوصلة ديالى الانتخابية ولها الكلمة العليا في مسارها الانتخابي بسبب ثقلها المالي والسياسي والتسليحي. يقول المراقب السياسي حبيب خليل، مضيفا "يحتاج المرشح في ديالى إلى ثلاثة عوامل، وهي المال والعشيرة والجناح المسلح".
ويوضح لـ"بغداد اليوم" قائلا: "ديالى مقبلة على متغيرات مهمة، أبرزها ملامح فقدان قوى معروفة لتأثيرها بتقلص وجودها في المجلس لا سيما وأن انتخابات 2021 كانت بمثابة بداية نهاية قوى تقليدية كانت توصف ب" المهمة ". على حد قوله.
ومن المقرر أن يجري العراق الانتخابات المحلية في 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وستكون هذه أول انتخابات محلية تجرى في العراق منذ إبريل/ نيسان 2013.
وتعد انتخابات مجالس المحافظات المزمع إجراؤها في الموعد المذكور، هي الرابعة خلال العشرين عاما المنصرمة بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003.
ففي أواخر عام 2005 أجريت الانتخابات المحلية الأولى بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية، بعد الاستفتاء العام على مشروع الدستور الدائم في منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر من ذلك العام. وفي كانون الثاني/ يناير 2009 أجريت الانتخابات المحلية الثانية، وفي نيسان/ أبريل 2013 أجريت الانتخابات الثالثة.
وتتولى مجالس المحافظات المنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ولهم صلاحيات الإقالة والتعيين وإقرار خطة المشاريع بحسب الموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، وفقا للدستور العراقي.
وسيشارك في الانتخابات، 296 حزبا سياسيا انتظموا في 50 تحالفا إلى جانب أكثر من 60 مرشحا سيشاركون بقوائم منفردة.
ويتنافس المرشحون على 275 مقعدا هي مجموع مقاعد مجالس المحافظات العراقية، وجرى تخصيص 75 منها، ضمن كوتا للنساء، و10 مقاعد للأقليات العرقية والدينية.
المصدر: بغداد اليوم
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الانتخابات المحلیة بغداد الیوم
إقرأ أيضاً:
الكشف عن ثلاثة أسباب لوجود فيتو إقليمي على الفتنة الطائفية في العراق - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
كشف الخبير في الشؤون الأمنية، صادق عبد الله، اليوم الثلاثاء (18 آذار 2025)، عن وجود ثلاثة اسباب لوجود ما أسماه بـ"الفيتو الإقليمي" على الفتنة الطائفية في العراق.
وقال عبدالله في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "دول الجوار، بالإضافة إلى بعض الدول الإقليمية، قد أدركت خطورة الاضطرابات الطائفية في العراق، وأن هذه الاضطرابات قد لا تبقى داخل حدود العراق، بل تمتد إلى عواصم أخرى".
وأضاف أن "هذه الدول باتت تشعر بالقلق من ارتدادات الفتنة الطائفية، وبالتالي فإن هناك محاولات جادة لدعم استقرار العراق والتقليل من حدة التوتر الطائفي"، لافتًا إلى أن "هناك دوافع كبيرة لدى هذه الدول في عدم دعم أي طرف قد يساهم في تصعيد الأوضاع الطائفية".
وأشار إلى أن "العديد من الدوائر المخابراتية في دول الجوار وبعض الدول الإقليمية قد تورطت بشكل غير معلن في أحداث الاضطرابات التي شهدها العراق بعد عام 2006، عبر دعم مجموعات مسلحة لتحقيق أجندات خاصة، لكن مع تحول هذه الاضطرابات إلى فتنة طائفية امتد تأثيرها إلى عواصم عدة، ما دفع هذه الدول إلى اتخاذ موقف حازم ضد الفتنة الطائفية في العراق".
وأوضح عبد الله، أن "هناك ثلاثة أسباب رئيسية وراء هذا (الفيتو الإقليمي)، وهي ارتدادات الفتنة الطائفية إلى دول أخرى في المنطقة، وعودة العديد من المقاتلين من العراق إلى بلدانهم، مما يشكل تهديدًا لأمن هذه الدول، والتأثير السلبي للاضطرابات الأمنية على البيئة التجارية والاقتصادية في المنطقة، مما يفاقم حالة عدم الاستقرار".
وتابع، أن "أي جهة إقليمية لن ترغب في فبركة مقاطع فيديو أو استغلال الوضع في سوريا لإثارة الفتنة الطائفية بين العراق وسوريا، لأن ذلك يتعارض مع (مشروع الشرق الأوسط الجديد) الذي تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقه".
وأكمل أن "الأحداث في الساحل السوري، رغم حجم الفيديوهات المروعة التي انتشرت، لم تشير إلى تورط العراق في دعم العلويين أو الهجمات ضدهم، مما يعكس محاولات حثيثة لتجنب دخول العراق في أية صراعات طائفية".
وأكد، أن "الحكومة العراقية تتبنى سياسة واضحة بعدم التدخل في الشأن السوري"، مشيرًا إلى أن "هذه الرسالة قد وصلت إلى حكام دمشق بعد زيارة مدير المخابرات العراقية في الأيام التي تلت سقوط نظام الأسد".
وأختتم عبد الله حديثه بالتأكيد على حرص الحكومة العراقية على عدم الانخراط في الصراعات الطائفية في سوريا، مشيرًا إلى أن "هذا الموقف يعكس التزام العراق بعدم السماح بامتداد الفتنة الطائفية إلى أراضيه".
وكان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني قد وصل الى العاصمة بغداد يوم الجمعة الماضي والتي تعد هي الأولى له منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول الماضي وتشكيل حكومة سورية جديدة.
وقال الشيباني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية فؤاد حسين: "نزور بغداد ضمن جهودنا لتأكيد وحدة الصف بين العراق وسوريا وبلدنا جاد في تعزيز روابطنا" مؤكدا ان "سوريا جادة في تعزيز الروابط مع العراق".
وأضاف الشيباني "نهدف من زيارتنا للعراق تعزيز التبادل التجاري وإزالة الحواجز بين البلدين".