موقع 24:
2025-03-04@16:02:17 GMT

في درنة المنكوبة.. الليبيون يطاردون السراب

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

في درنة المنكوبة.. الليبيون يطاردون السراب

لا يزال عبد السلام القاضي يبحث عن والده وشقيقه، منذ أن اجتاحت سيول قوية أحياء بأكملها في مدينة درنة الليبية الشهر الماضي، ورغم أنه لا يتوقع أن يجدهما على قيد الحياة، فإنه يريد أن يدفنهما ليكون لديه قبر يرثيهما عنده.

وبحث القاضي مع أصدقائه عن والده وشقيقه في التلال الطينية، حيث كان يوجد منزل عائلته ذات يوم، كما سأل عنهما في جميع المستشفيات، حتى أنه أمعن النظر في صور الجثث التي جرى انتشالها حتى الآن، والبالغ عددها 4 آلاف جثة.

وقال القاضي (43 عاماً)، الذي أمضى يومين مسافراً إلى درنة من منزله الجديد في الولايات المتحدة "ربما واخدهم البحر، أو في المينا هنا.. كانت أياماً صعبة جداً والله، أيام صعبة جداً والله".

وبعد مرور 3 أسابيع على السيول التي أودت بحياة الآلاف، لم يتمكن عدد كبير من الناجين حتى الآن من العثور على أحبائهم، بينما يحتدم الخلاف بين الفصائل الليبية المتنازعة حول من يتحمل مسؤولية هذه الكارثة، وسبل إعادة بناء المدينة المدمرة.

وتواجه عدة عائلات الآن احتمال عدم معرفة ما حدث للآباء أو الأطفال أو غيرهم من الأقارب، على الرغم من الجهود المبذولة لتحديد هوية الجثث باستخدام الصور الفوتوغرافية أو اختبارات الحمض النووي. ودُفن الكثير من هذه الجثث على عجل في مقابر جماعية.

ويقول القاضي، الذي لم يتمكن من التعرف على مدينته عندما وصل إليها، إن والدته وشقيقته لا تزالان يحدوهما الأمل في نجاة والده وشقيقه. لكن القاضي يرى إنه ينبغي عليه أن يتعايش مع حقيقة وفاتهما، وأضاف "الصعوبة في أول أيام كانت الأمل. يجي لك واحد يقولك لا لا شوفتهم هناك، لا واحد هنا، كانت يعني زي ما بنقول يموتون عندك كل يوم.. دوخوني وخلوني طلعت من عقلي".

عملية إعادة بناء معقدة

وبُنيت مدينة درنة على نهر موسمي، يمتد من سلسلة جبلية إلى البحر، وهي مدينة ساحلية تقع في شرق ليبيا، وتُعرف بأنها مركز ثقافي.

وعانت المدينة من الفوضى في أعقاب الانتفاضة الليبية التي دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011. واستولى عناصر تنظيم داعش الإرهابي على المدينة في عام 2015، مما أدى إلى مقتل أحد شقيقي القاضي، قبل أن تسيطر عليها قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر.

والدمار الآن على نطاق مختلف. فبين عشية وضحاها، تحول واد ضيق يمتد بين الشوارع والمباني الأنيقة إلى مساحة واسعة من الطين والصخور وكتل مواد البناء، ولكن ترتيب عملية إعادة إعمار درنة سيكون معقداً مع انقسام ليبيا بين حكومة معترف بها دولياً في طرابلس بالغرب، والمناطق الشرقية التي يسيطر عليها حفتر مع مؤسسات موازية.

مبعوث الأمم المتحدة لليبيا يدعو إلى استجابة موحدة لكارثة الفيضانات https://t.co/BBJKYtroG7

— 24.ae (@20fourMedia) October 2, 2023

ويمكن رؤية جهود الإغاثة في الشوارع حيث تعمل الحفارات على إزالة الأنقاض. لكن السكان، الذين تحدثوا إلى رويترز الأسبوع الماضي، اشتكوا من أنهم لم يتلقوا أي مساعدة في ترميم أو إعادة بناء المنازل أو الشركات.

وكان محمد الغويل (49 عاماً) يحاول إزالة الطين الذي غطى رفوف محل بقالة يملكه شقيقه، وقال: "هناك غياب تام للدولة لطمأنة المواطنين.. قررنا تخفيف بعض آلامنا من خلال التنظيف على قدر استطاعتنا لإعادة الحياة إلى المناطق المنكوبة".

وقالت الحكومة في شرق البلاد، وهي غير معترف بها دولياً، أول أمس الأحد، إنها أجلت مؤتمراً دولياً لإعادة الإعمار كان مقرراً. وقالت حكومة طرابلس أيضاً إنها ستعقد مؤتمراً لكنها لم تحدد موعداً. ويقول محللون إن إعادة الإعمار والتنسيق المطلوب في دولة ممزقة، يمكن أن يشعل صراعاً آخر على السلطة.

وارتفعت بالفعل تكلفة العمال المؤقتين بشكل كبير للغاية بالنسبة لخالد الفورتاس، الذي قال إنه لا يستطيع تحمل الأجور المرتفعة التي يطالب بها العمال للمساعدة في تنظيف منزله المتضرر.

وأما بالنسبة للقاضي، تظل الأولوية هي العثور على أفراد عائلته المفقودين، وهي مهمة شاقة بالنسبة له ولآلاف الآخرين، وقال "مدينة كاملة تحت المياه. ما زال فيها ناس العمارات، يعني بالإمكانيات اللي عندنا مستحيل نطلعوهم".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ليبيا درنة

إقرأ أيضاً:

تنحي القاضي.. تطور مثير في محاكمة رجل أعمال وابنه بقضية بلوجر شهيرة

شهدت اليوم الثلاثاء، أولى جلسات محاكمة رجل أعمال ونجله وآخرين، بتهمة إكراه بلوجر بالتوقيع على عقود تنحي القاضي عن نظر القضية لاستشعاره الحرج.

ومن المقرر أن يتم تحديد جلسة أخرى لنظر القضية أمام دائرة مغايرة.

كانت قررت جهات التحقيق، إحالة رجل الأعمال “ك. ح”، ونجله وآخرين، بتهمة إكراه البلوجر “عبير. أ”، على التوقيع على عقود إلى المحاكمة الجنائية.

وجاء في أمر الإحالة، أنه عقب مطالعة الأوراق وما تم فيها من تحقيقات؛ تتهم جهات التحقيق “ك. م”، و"محمود. ك"، و"محمد. ك"، و"تامر. ح"، و"محمد. س"، و"عاطف. ص"، أنهم في يوم 2024/4/23، بدائرة قسم أول أكتوبر بمحافظة الجيزة، أكرهوا بالقوة والتهديد المجني عليها “عبير.ع”، زوجة نجل المتهم الأول، بالتوقيع على عقود.

مقالات مشابهة

  • تنحي القاضي.. تطور مثير في محاكمة رجل أعمال وابنه بقضية بلوجر شهيرة
  • مراسل سانا بطرطوس: غارات جوية نفذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على محيط مدينة طرطوس، دون تسجيل خسائر بشرية حتى الآن، فيما تعمل فرق الدفاع المدني مكان الاستهدافات
  • انتخاب القاضي الياباني إيواساوا يوچي رئيسا لمحكمة العدل الدولية خلفا لنواف سلام
  • مراسل سانا: إصابة عدد من المدنيين بجروح جراء انفجار مجهول السبب حتى الآن في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي
  • القاضي زيدان يبحث مع وزيرة الهجرة ملف إعادة النازحين
  • كارلسون: نظام كييف باع أسلحة أمريكية في السوق السوداء بخمس ثمنها لحماس والقوات التي تسيطر على سوريا
  • القاضي زيدان يلتقي وفد فجر العلمية ويستعرض جهودها الإنسانية في غزة
  • بعد تصدرها التريند.. صور مي القاضي تثير الجدل على السوشيال ميديا
  • مسلسل العتاولة 2 الحلقة 1.. مي القاضي تجسد دور راقصة
  • مسلسل الكابتن الحلقة 2.. أكرم حسني يواجه أشباح الطائرة المنكوبة