هآرتس تزعم وجود لقاءات سرية قديمة بين زعماء يهود والسعودية.. تفاصيل
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
تواصل وسائل الإعلام العبرية الحديث باهتمام عن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والاحتلال الإسرائيلي، وسلطت الضوء على علاقات قديمة سرية قد ترقى إلى "تحالف سري" بين السعودية وزعماء يهود، كان لهم دور حاسم في احتلال فلسطين وقيام "إسرائيل".
وأوضحت "هآرتس" في تقرير لها أعده عوفر أديرت، أنه "قبل 95 سنة فشلت المحاولة الأولى لعقد لقاء يهودي–سعودي؛ الياهو أفيشتاين (إيلات)، وهو طالب في معهد دراسات الشرق في الجامعة العبرية والذي أصبح فيما بعد رئيس جهاز "الموساد".
وفي كتابه بعنوان "من عشيقة إلى معروفة للجمهور"، قال البروفيسور الإسرائيلي إيلي فوده من قسم الدراسات الإسلامية ودراسات الشرق الأوسط في الجامعة العبرية: "هكذا تم حفظ هذه الإمكانية للقاء يهودي–سعودي أول، حتى لو كان بشكل سري ومجهول".
وأضاف فوده: "كانت هناك علاقات سرية لإسرائيل مع دول وأقليات في الشرق الأوسط، والفصل الذي تم تكريسه للسعودية رسم الاستعراض التاريخي الشامل والأكثر حداثة الذي كتب حتى الآن في هذا الموضوع، والذي يمكن أن يسلط الضوء على الاتصالات لإقامة العلاقات بين الدول في الوقت الحاضر".
"أرض وعرة"
ونوهت "هآرتس"، إلى أن "هذه العلاقات تم نسجها في البداية من وراء الكواليس، وتراوحت بين اتصالات معينة وتبادل الرسائل ومشاركة معلومات استخبارية، وحتى الدفع قدما بمبادرات سلمية"، منوهة إلى أن "فوده في كتابه، اعتبر العلاقات الطويلة بين الدول نوعا من "الحلف السري"، الذي وضع على قواعد براغماتية، ضمن أمور أخرى، سلسلة أعداء وخصوم مشتركين في الشرق الأوسط، والعلاقات المتبادلة بين الدول، وجرت إلى جانب العداء العلني الذي أظهرته العائلة المالكة والخطاب العدائي الذي اتخذته تجاه اليهودية والصهيونية".
وزعم فوده أن "زعماء السعودية تمسكوا بمقاربة واقعية وبراغماتية تجاه اليهود في فلسطين، وبعد ذلك تجاه قيام الدولة اليهودية"، مضيفا أنه "رغم أن تسوية القضية الفلسطينية تم وضعها منذ البداية كأساس رئيسي للتطبيع، السعودية كانت على استعداد لإقامة علاقات سرية مع إسرائيل، تقوم على مصالح مشتركة أخرى، وفي بعض الأحيان كانت العائلة المالكة في السعودية تضع العقبات".
ورأى أن "إسرائيل فوتت عدة فرص لتحسين العلاقات مع الرياض؛ لأنها اختارت تجاهل طلباتها أو رفضتها لأسباب غير مفهومة".
أما المبادرة الثانية بحسب الصحيفة، كانت من قبل "أفيشتاين"، "فقد حققت النجاح؛ في 1937، بصفته عضوا في الدائرة السياسية في الوكالة الدولية، التقى في بيروت لإجراء محادثة وصفت بأنها غير رسمية، مع فؤاد حمزة، المدير العام في وزارة الخارجية السعودية، هذا اللقاء مهد الطريق للقاء جمع بين حمزة ودافيد بن غوريون، الذي كان في حينه رئيس إدارة الوكالة".
وعن اللقاء، قال البروفيسور يهوشع فورات من الجامعة العبرية: "في اللقاء حلل بن غوريون مسألة "أرض إسرائيل" في سياق الوضع العام في الشرق الأوسط وكونها محاطة بالدول العربية، وقال حمزة؛ يجب مناقشة النزاع في فلسطين من وجهة نظر عرب فلسطين".
وعلق فوده: "رغم أن مواقف الطرفين كانت بعيدة عن بعضها، إلا أن المحادثات ساعدت على التعرف على وجهات النظر والمصالح للطرف الآخر".
وذكرت "هآرتس"، أن "أفيشتاين في تلك السنة، سافر إلى لندن كعضو في بعثة مثلت الاستيطان اليهودي في حفل تتويج الملك جورج السادس، وخاب أمله في محاولته إقامة علاقات مباشرة مع الأمير سعود، ولي عهد السعودية، ومع يوسف ياسين، سكرتيره، وكانا قد مثلا المملكة في حفل التتويج.
ولفت فوده، أن "الأمير سعود، استشاط غضبا ووبخ حمزة بشدة، عندما علم بلقاء الأخير مع بن غوريون"، موضحا أن "محاولة موشيه شريت، رئيس القسم السياسي في الوكالة، عندما التقى مع دبلوماسي سعودي في الممثلية السعودية في لندن، وطلب إقامة علاقة مباشرة مع الملك، وقد فشلت".
وكتب المؤرخ هارولد آرمسترونغ لـ بن غوريون: "ربما البذور التي زرعتها ستعطي ثمارها، وربما ستذبل وتجف، أجد أن الأرض صخرية ووعرة".
لقاءات سرية
وبينت الصحيفة، أن "المؤرخ آرمسترونغ، حظي بإمكانية بالاتصال المباشر مع الملك وتوجه إليه بمبادرة منه، وفي تلك السنوات، كان هناك عدة محاولات لحل مسألة "فلسطين/أرض إسرائيل" عن طريق إقامة فيدرالية عربية وتضمين إسرائيل كمكون يهودي فيها، وأحد هذه المحاولات تضمن اقتراحا بوضع ابن سعود على رأس هذه الفيدرالية، ومن حاول الدفع قدما بهذه الفكرة هو السيناتور جوهان فيلبي، وهو مستشرق بريطاني له علاقات ودية مع العائلة المالكة في السعودية".
أخبار متعلقة
ونبهت إلى أن "السعودية لم تشارك في أي يوم بصورة كبيرة في الحروب ضد إسرائيل، والبعد الجغرافي عن ساحة الخلافات مكنها من الحفاظ على بعد أيديولوجي عن النزاع الإسرائيلي–العربي، وفي حرب 1948، أرسلت المملكة قوة صغيرة، تقريبا لم تشارك في القتال، وابن سعود عارض خطة التقسيم، لكن موقفه نبع من الخوف من أن الأردن سيوسع مناطق نفوذه في العالم العربي ويسيطر على فلسطين".
وأشار فوده، إلى أن "الأب المؤسس للمملكة، وضع أسس السياسة الخارجية بشكل عام، وتجاه الصهيونية وإسرائيل بشكل خاص، وكانت فيها مقاربة سياسية براغماتية، لا ترتكز على عقيدة أيديولوجية متشددة".
ولفتت "هآرتس" إلى أن "ابن سعود ومع مرور الوقت، سلم بهذه الخطة"، وكذلك "وريثه سعود، واصل هذا الخط ولم يقدم مساعدة عسكرية لمصر في حرب سيناء".
وزعمت أن "مشاركة مصر في الحرب الأهلية في اليمن في الستينيات، أوصلت العداء بين القاهرة والرياض إلى الذروة، ووضعت إسرائيل والسعودية للمرة الأولى في نفس المعسكر، وقد حاولتا إضعاف التهديد المصري".
وبحسب أحد التقارير، فإن "رئيس المخابرات السعودية، كمال أدهم، كان يعرف أن طائرات إسرائيلية، حلقت في سماء بلاده في الطريق إلى إنزال الذخيرة للجناح الملكي في اليمن".
وأشارت "هآرتس"، إلى أن "السياسة الخارجية البراغماتية استمرت أيضا في عهد الملك فيصل، الذي رفض إرسال قوات إلى مصر في حرب 1967، وعقب الحرب – بحسب فوده - اعترف بشكل مباشر بإسرائيل وبحدود 1967، ولكن هذا الاعتراف لم ينضج لدرجة الحوار بين الطرفين، ومنذ تلك الفترة، سجلت عدة محاولات فاشلة لإجراء اتصالات".
وتابعت: "بعد الحرب تمت تجربة الأمل في إحداث اختراقة في العلاقات، البارون أدموند دي روتشيلد التقى في باريس مع الثري السعودي عدنان الخاشقجي، المقرب من العائلة المالكة، بهدف تحديد لقاء مع فيصل. عدنان طلب من روتشيلد تزويده بتفويض من غولدا مئير، رئيسة الحكومة في حينه، لكن مثل هذه المصادقة لم يتم الحصول عليها، ورجل الموساد مناحيم (ناحيك) نبوت، شهد أنه في 1969 تسلمت إسرائيل طلبا من فيصل بفتح حوار لتسوية سياسية".
وأشارت إلى أن "القوات السعودية لم تشارك أيضا في حرب أكتوبر 1973، وفي السبعينيات، واصل عدنان لعب دوره في الاتصالات السرية، وعلاقته التجارية مع يعقوب نمرودي وكمحي جعلته قناة اتصال محتملة بين الجانبين. كمحي نقل إليه معلومات عن خطة عمليات تخريب لتقويض استقرار النظام في السعودية، والأخير وعد بنقلها إلى فهد، الذي أصبح بعد ذلك وليا للعهد، وفي وقت آخر، حولت إسرائيل للسعودية بواسطة جهاز مخابرات عربية معلومات عن مؤامرة لاغتيال فهد".
وقال كمحي: "تحت الأرض، جرت طوال فترة طويلة عمليات تبادل معلومات استخبارية محدودة"، وأضاف رئيس "الموساد" السابق أفرايم هليفي: "في النصف الأول من ذاك العقد، كانت محاولة لعقد لقاء سري في لندن بين أدهم ووزير خارجية إسرائيل آبا إيبان، الذي لم يستيقظ في الوقت المناسب، ولم ينجح في الوصول إلى اللقاء. ربما كل شيء كان سيظهر مختلفا الآن، أحيانا يحدث ذلك، الناس يجب أن لا يناموا في الوقت غير الصحيح".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة السعودية فلسطين فلسطين السعودية الاحتلال الإسرائيلي صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العائلة المالکة الشرق الأوسط بن غوریون فی حرب إلى أن
إقرأ أيضاً:
يتهم إسرائيل بالعنصرية ويجمع المساعدات لغزة.. روبوت مخصص لدعم تل أبيب يخرج عن السيطرة
خرج أحد روبوتات الذكاء الاصطناعي المعني بالترويج لإسرائيل على منصات التواصل الاجتماعي عن السيطرة. فانحرف مساره وبدأ يقذف الاتهامات ضد الدولة العبرية، إلى حد أنه وصف جنودها بأنهم "مستعمرون بيض في إسرائيل العنصرية".
اعلانونفى الروبوت الذي يدعى "FactFinderAI "حادثة مقتل عائلة إسرائيلية في 7 أكتوبر، وألقى اللوم على إسرائيل بسبب خطة الولايات المتحدة لحظر تطبيق تيك توك.
واعتبرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن خروج الأداة عن السيطرة يعد أمرًا خطيرًا، قائلة إن نشر حساب مخصص للترويج لإسرائيل على الإنترنت "معلومات مضللة بشأنها" يعد أمرًا يدعو للسخرية والقلق في ذات الوقت، ويستدعي الانتباه إلى مخاطر استخدام التقنيات التوليدية الجديدة (الذكاء الاصطناعي) لأغراض سياسية.
وزعم الروبوت، أن جميع الأسرى الإسرائيليين لدى حماس قد أطلق سراحهم وهو ما لم يحدث بعد، وشجّع المتابعين على التضامن مع غزة، وأحالهم إلى جمعية خيرية تجمع الأموال للفلسطينيين.
أحد المنشورات القديمة للروبوت يقول فيها إن رفض حماس المستمر لوقف إطلاق النار يسلِّط الضوءَ على تفضيلها النفوذ السياسي والحرب النفسية على الاعتبارات الإنسانية.Relatedخبير ذكاء اصطناعي يحذر: إيّاك أن تخبر "تشات جي بي تي" بأسراركهل ستصبح غزة ساحة اختبار إسرائيلية للروبوتات العسكرية؟"حدثت أمور مدهشة".. تقارير تزعم أن غوغل زودت الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في حربهكما انتقد الروبوت الحسابات المؤيدة لإسرائيل، بما في ذلك حساب الحكومة الرسمي على موقع "إكس".
وبحسب "هآرتس"، يعد الروبوت واحدًا من مجموعة أدوات تستخدمها إسرائيل فيما يعرف بـ"الهاسبارا"، وهي كلمة باللغة العبرية تعني "الشرح" وتستعمل عادة كدليل على الدعاية الإسرائيلية.
وقالت "هآرتس"، إن تل أبيب ترتكز مؤخرًا على أدوات الذكاء الاصطناعي، وتدعم المبادرات التكنولوجية والمدنية على اختلافها منذ أوائل عام 2024، وقد ضخت الملايين لدعم مشاريع تركز على رصد ومكافحة معاداة السامية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وليس واضحًا بعد إذا ما كان الروبوت الناشط على "إكس" ممولًا رسميًا أو بشكل مستقل، لكن انحرافه بشكل مفاجئ أثار القلق، فقد أشاد بدور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" وقال عنها إنها تلعب دورًا حاسمًا في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية السعودية: تقاطعات الماضي والحاضر في تحف بديعة بمعرض بينالي للفنون الإسلامية بسبب تعليق حسابه بعد اقتحام الكابيتول.. ميتا توافق على دفع 24 مليون يورو لحل نزاعها مع ترامب نتنياهو "ضعيف جدًا".. رئيس الوزراء لا يستطيع الجلوس لفترة طويلة بعد عملية البروستاتا روبوتغزةالذكاء الاصطناعيمعاداة الساميةإسرائيلوسائل التواصل الاجتماعي اعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. الفصائل الفلسطينية تفرج عن دفعة جديدة من الأسرى بينهم أربيل يهود وبن غفير يصف المشهد بالفشل المطلق يعرض الآنNext ترامب يأمر البنتاغون بإعداد مركز احتجاز للمهاجرين في خليج غوانتانامو يعرض الآنNext سانا: الرئيس أحمد الشرع سيلقي خطابا موجها للشعب السوري مساء اليوم يعرض الآنNext الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات "رافال" الفرنسية في صفقة بلغت 16.6 مليار يورو يعرض الآنNext شاهد: فرحة أسرة الأسيرة أغام بيرغر بعد أن أفرجت عنها حماس اعلانالاكثر قراءة في رد صارم على مخطط ترامب لنقل سكان القطاع .. الأردن ومصر: "تهجير الفلسطينيين سيضر بجهود التطبيع" كارثة على ضفاف الأنهار المقدّسة: عشرات القتلى والجرحى أثناء تجمع 150 مليون هندوسي في الهند لطي صفحات الماضي وتجاوز "الأخطاء".. الشرع يطالب موسكو بتسليم بشار الأسد بالصور.. كل ما تحتاج معرفته عن عام الثعبان: رأس السنة الصينية 2025 ترامب: تحدثت مع الرئيس المصري وسيوافق كما سيوافق ملك الأردن على استقبال الفلسطينيين.. والسيسي ينفي اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةقطاع غزةتقاليدحركة حماسسورياضحايابشار الأسدتحطم طائرةروسياالاتحاد الأوروبيالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025