أبوظبي في 3 أكتوبر/ وام/ أعلنت "أدنوك" و"فيرتيغلوب" الشراكة الاستراتيجية بين "أدنوك" وشركة "أو سي آي" اليوم بدء التطبيق التجريبي لأول وحدة معيارية لالتقاط الكربون في العالم تستخدم تقنية “CycloneCC” وذلك في مصنع الأسمدة النيتروجينية المملوك بالكامل لـشركة "فيرتيغلوب" في مجمع الرويس الصناعي بأبوظبي .

تم تصميم هذه التقنية التي قامت بتطويرها شركة "كربون كلين" بهدف خفض تكاليف عمليات التقاط الكربون من مصدر الانبعاثات داخل المنشآت الصناعية.

وتعتمد تقنية التقاط الكربون التقليدية من مصدر الانبعاث على ضخ الغاز في أبراج كبيرة لامتصاص وعزل ثاني أكسيد الكربون يتم بداخلها استخدام المذيبات والحرارة لفصل ثاني أكسيد الكربون والتقاطه وضغطه، حيث تستهلك هذه الطريقة الكثير من الوقت والمال وعادةً ما يستغرق تنفيذ المشاريع سنوات عديدة.

وتستخدم وحدات التقاط الكربون، التي تعتمد تقنية "CycloneCC" وتنتجها شركة "كاربون كلين"، "طبقة قاعدية مضغوطة دوارة" تسمح بتركيب وحدات معيارية لالتقاط الكربون مسبقة التجهيز يصل حجمها إلى نصف حجم وحدات التقاط الكربون التقليدية.

وتساهم وحدة التقاط الكربون التي تستخدم تقنية "CycloneCC" في تعزيز قدرة مشروع "أدنوك" الحالي لالتقاط ثاني أكسيد الكربون واحتجازه في طبقات المياه الجوفية الكربونية في المناطق البرية في أبوظبي.

ويتيح نجاح التجربة إمكانية نشر تقنية "CycloneCC" لالتقاط الكربون الفعّالة من حيث التكلفة على نطاق واسع في عمليات "أدنوك" و"فيرتيغلوب".

وبهذه المناسبة، قالت صوفيا هيلديبراند، رئيسة قطاع التكنولوجيا في "أدنوك": "تعمل ’أدنوك‘ على استكشاف جميع الفرص التي تساهم في خفض انبعاثات عملياتها والاستفادة من أحدث التقنيات والشراكات لتحقيق هدف الوصول للحياد المناخي بحلول عام 2045.. ويعتبر تطوير ونشر تقنيات فعّالة من حيث التكلفة لالتقاط الكربون مُمكّناً رئيساً للوصول للقدرة السنوية المستهدفة لالتقاط واستخدام وتخزين 10 ملايين طن سنوياً من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030".

وأضافت :" يدعم إعلان اليوم، القرار الذي أتخذته "أدنوك" مؤخراً بمضاعفة هدف رفع قدرتها على التقاط الكربون لتصل إلى 10 ملايين طن سنوياً من ثاني أكسيد الكربون.. وضمن استراتيجيتها الموسعة لإدارة الكربون تهدف "أدنوك" إلى إنشاء منصة فريدة تربط جميع مصادر الانبعاثات ومواقع احتجاز الكربون للمساهمة في تسريع تحقيق أهداف دولة الإمارات و"أدنوك" في مجال خفض الانبعاثات.. وتستند هذه الاستراتيجية إلى قرار الاستثمار النهائي الذي اتخذته "أدنوك" لتنفيذ مشروع "حبشان" الرائد لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه بسعة 1.5 مليون طن سنوياً..وتقوم "أدنوك" منذ عام 2016، بتشغيل منشأة "الريادة" لالتقاط الكربون وتخزينه واستخدامه في أبوظبي، والتي تستطيع التقاط ما يصل إلى 800 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.. كما تعمل الشركة على تنفيذ عدد من المشاريع التكنولوجية المبتكرة، بما في ذلك مشروع لتعدين ثاني أكسيد الكربون واحتجازه بالكامل ومشروع آخر لحقنه في طبقات المياه المالحة الجوفية في أبوظبي.

ويعد استخدام وحدات التقاط الكربون التي تعمل بتقنية "CycloneCC" واحداً من عدة مشاريع تقوم "فيرتيغلوب" باستكشافها ضمن التزامها الراسخ بخفض البصمة الكربونية لعملياتها، والمساهمة في تلبية الطلب المتزايد على الهيدروجين والأمونيا منخفضة الانبعاثات.

من جانبه، قال أحمد الحوشي، الرئيس التنفيذي لشركة "فيرتيغلوب": "تتعامل ’فيرتيغلوب‘ مع تغير المناخ بجدية تامة، ونحن نثق في قدرة تقنيات التقاط الكربون على القيام بدور مهم ومحوري في تمكين الانتقال في قطاع الطاقة وتحقيق مستقبل مستدام.. وسعداء باختيار ’أدنوك‘، الشركة الرائدة في مجال التقاط الكربون وتخزينه في منطقة الشرق الأوسط للتقنية الخاصة بشركة ’كربون كلين‘ لاستخدامها ونشرها في مصنع ’فيرتيغلوب‘ للأسمدة النيتروجينية في مجمع الرويس الصناعي، ونتطلع إلى الدور المهم لهذه الشراكة الاستراتيجية في تحقيق أهداف وطموحات دولة الامارات لخفض الانبعاثات والوصول إلى الحياد المناخي".

وتتمتع شركة "كربون كلين" بخبرة طويلة تمتد لأكثر من عشرة سنوات في مجال تصميم وبناء وتشغيل منظومة التقاط الكربون من القطاعات الصناعية التي يصعب الحدّ من انبعاثاتها مثل صناعة الحديد والأسمنت والبتروكيماويات، وتمتلك أكثر من 85 براءة اختراع في أصول تتوزع عبر أكثر من 30 دولة حول العالم.

تجدر الإشارة إلى أن تقنية "CycloneCC" التي تنتجها الشركة كانت قد فازت بجائزة "أديبك" ضمن فئة أفضل ابتكار للعام في تكنولوجيا الطاقة النظيفة.

من جهته، قال أنيرودا شارما، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "كربون كلين": يكتسب هذا المشروع أهميةً كبيرة باعتباره الأول عالمياً باستخدام تقنية ’CycloneCC‘ في القطاع الصناعي، وهو ما يقربنا من التسويق الكامل لواحد من الحلول النموذجية التي ستلعب دوراً رئيساً في خفض انبعاثات قطاعات الصناعات الثقيلة وتحقيق الحياد المناخي.. ويسعدنا التعاون في هذا المشروع مع ’أدنوك‘ التي تبذل جهوداً رائدة لتطوير الحلول الهامة للحدّ من تداعيات تغير المناخ مثل تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه".

ومن المتوقع أن يبدأ التطبيق التجريبي لوحدة التقاط الكربون التي تستخدم تقنية "CycloneCC" خلال الشهر القادم.. وسيتيح نجاح التجربة نشر المزيد من هذه الوحدات التي يتم تصنيعها في دولة الامارات في المرافق التي تديرها "أدنوك للغاز" وشركات أخرى ضمن مجموعة "أدنوك".

عاصم الخولي/ أحمد النعيمي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: ثانی أکسید الکربون لالتقاط الکربون التقاط الکربون

إقرأ أيضاً:

ميومبو غابة أفريقية بحجم إندونيسيا تخزن انبعاثات الصين من الكربون

في قلب أفريقيا الجنوبية، حيث تلتقي السافانا بالحياة البرية، تمتد غابات ميومبو الخضراء على قرابة 1.9 مليون كيلومتر مربع عبر 7 دول أفريقية، من تنزانيا وزامبيا، وصولا إلى أنغولا وموزمبيق حيث تلعب دورا مهما في تخزين الكربون، مما يجعلها حليفا حيويا في معركة البشرية ضد التغير المناخي.

وتُعرف غابات ميومبو بكونها أكبر نظام بيئي للغابات الاستوائية الجافة في العالم، وقد سميت كذلك على اسم أشجار ميومبو التي تشبه البلّوط، وتنتشر بكثافة في المنطقة وتتخللها مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك نتوءات صخرية ومناطق عشبية واسعة.

ولا تعد غابة ميومبو مطيرة، فهي جافة ومفتوحة نسبيا، حيث تنمو الأشجار السائدة فيها حتى ارتفاع يتراوح بين 10 و20 مترا، وتتساقط أوراقها خلال موسم الجفاف الطويل لتنمو أوراقا جديدة مع هطول الأمطار.

وتعادل مساحتها تقريبا مساحة المكسيك أو إندونيسيا أو دول القرن الأفريقي مجتمعة (الصومال، جيبوتي، إريتريا، إثيوبيا) وتقع معظمها في أنغولا والكونغو الديمقراطية وملاوي وزامبيا وزيمبابوي وتنزانيا وموزمبيق.

وغابات ميومبو نوع خاص من الغابات شبه المتساقطة الأوراق، تهيمن عليها أشجار من الفصيلة البقولية، تغطي المنطقة البيئية مساحة واسعة عبر وسط وجنوب أفريقيا، مما يجعلها أوسع أنواع الغابات الاستوائية الجافة انتشارا في العالم.

نهر زامبيزي ينبع من شمال غرب زامبيا ويمر عبر غابات ميومبو (شترستوك) فطريات للأكل

وتتمتع غابات ميومبو بعدد من الخصائص البيئية الفريدة التي تجعلها مناسبة بشكل خاص للاستخدام المستدام، إذ تتجدد بسرعة كبيرة، وفق ما أثبتته الدراسات.

إعلان

كما تتميز بكونها شديدة التحمل للقطع المتكرر، وطالما لم يُمسّ نظام الجذور تحت الأرض، يمكن لبقع صغيرة من الأشجار المقطوعة أن تتعافى تماما في نحو عقدين.

وتُعرف أنواع أشجار ميومبو الرئيسية أيضا باسم "الفطريات الجذرية الخارجية" حيث توجد علاقة تكافلية بين جذور الأشجار والفطريات، مما يُنتج تنوعا هائلا من الفطريات الصالحة للأكل.

وصنفت إحدى الدراسات 77 نوعا من الفطريات الصالحة للأكل في الكونغو الديمقراطية وبوروندي، منها 15 نوعا على الأقل يُؤكل بانتظام، مصدره غابات ميومبو.

أنواع عديدة من الثدييات تعيش في غابات ميومبو بالقارة الأفريقية (شترستوك) تنوع بيولوجي

ورغم أن غابات ميومبو لا توجد بها نفس الكثافة الكبيرة من الثدييات الموجودة في السافانا الأفريقية الشهيرة، فإنها تتمتع بتنوع بيولوجي غير عادي، كما يقول جيمس دويتش المدير التنفيذي لمؤسسة "أنقذوا الغابات المطيرة".

ويشمل ذلك التنوع البيولوجي نحو 8500 نوع من النباتات، فضلا عن الحيوانات الضخمة الشهيرة مثل الأسود والفهود والكلاب البرية والزرافات، ووحيد القرن الأسود، وبعض أكبر مجموعات الفيلة المتبقية في القارة.

وتلعب هذه الغابات القديمة أيضا دورا قاريا وحتى عالميا، فهي تحمي تجمعات المياه الحيوية، بما في ذلك نهر زامبيزي، وتؤوي بعض الثدييات الكبيرة الأكثر شهرة في العالم، وتخزن كميات كبيرة من الكربون.

كما تشير الدراسات إلى أن غابة ميومبو وغابات "موباني" المتداخلة معها جغرافيا توفر سبل العيش والموارد الأساسية لأكثر من 300 مليون شخص تُقدر قيمتها بحوالي 9 مليارات دولار، بما في ذلك مواد البناء والغذاء والأدوية الطبيعية.

الغطاء الحرجي ينخفض في غابات ميومبو جراء قطع الأشجار (غيتي) ثروة في خطر

ورغم أهميتها في النظم البيئية، شهدت غابة ميومبو انخفاضا في الغطاء الحرجي بمقدار الثلث تقريبا بين عامي 1980 و2020، حيث تقلصت مساحتها من حوالي 2.7 مليون كيلومتر مربع إلى 1.9 مليون.

إعلان

وجاء هذا التدهور الكبير في مساحة الغابة جراء قطع الأشجار للحصول على الأخشاب والفحم، في منطقة تعاني من نقص الطاقة على نطاق واسع، إضافة إلى التعدين، وممارسة الزراعة المتنقلة.

وأفاد تقرير لمنظمة "أنقذوا الغابات المطيرة" بأن شركة "بورتوسيل" البرتغالية لصناعة اللب تسعى لتطهير ما يصل إلى 237 ألف هكتار، بما في ذلك غابات ميومبو في موزمبيق لزراعة أشجار الكينا.

ويقول لوثاندو دزيبا المدير الإقليمي لشرق أفريقيا ومدغشقر وغرب المحيط الهندي -في جمعية الحفاظ على الحياة البرية- إن فقدان هذه الغابات له عواقب وخيمة على المجتمعات الريفية لأنها تعتمد بشكل كبير على المنتجات التي يتم جمعها في منطقة ميومبو.

انخفاض مساحة غابات ميومبو يهدد التنوع البيولوجي وحياة الحيوانات (غيتي) امتصاص الكربون

وتشير دراسة حديثة نشرت في مجلة "اتصالات الأرض والبيئة" إلى أن غابات ميومبو قد تخزن ما يصل إلى 2.2 مرة من الكربون فوق الأرض أكثر مما كان يعتقد سابقا.

واستنتجت الدراسة، وهي الأولى من نوعها، نُشرت في يوليو/تموز 2024، أنّه يُحتمَل أن تحتجز غابة ميومبو أكثر من ضعف كمية الكربون فوق الأرض مقارنة بما كان يُعتقد سابقا.

وحسب التقديرات، يُعادل هذا الفارق 3.7 مليارات طن متري إضافي من الكربون المخزن في جميع أنحاء الغابة، وهي تقريبا أكثر من الكمية التي أطلقتها الصين في الغلاف الجوي عام 2023.

ويهدف "تحالف استعادة ميومبو" -الذي تأسس بين 11 دولة ومنظمات في سبتمبر/أيلول الماضي- إلى وقف التهديدات التي تتعرض لها الغابة ومعالجتها من أجل تعزيز إدارة هذه الغابات وقدرتها القدرة على التكيف مع تغير المناخ وتنمية المجتمع بوصفها خزانا للكربون، وكذلك لأجل إنقاذ حوض نهر زامبيزي.

مقالات مشابهة

  • أميركية الشارقة وجامعة الأخوين تتعاونان لتعزيز البحث في اللغة العربية وتطوير الذكاء الاصطناعي الأخلاقي
  • ميومبو غابة أفريقية بحجم إندونيسيا تخزن انبعاثات الصين من الكربون
  • تقنية متطورة للكشف المبكر بفحص الحمض النووي... أمل جديد لمرضى السرطان
  • أدنوك للحفر تفوز بعقد قيمته 5.99 مليار درهم لتوفير خدمات الحفر المتكاملة لـ5 سنوات
  • تجمع مطارات الثاني يحصد شهادة عالمية لتتبع الكربون
  • "رفاه".. حملة طلابية بـ"تقنية نزوى" لنشر ثقافة الصحة النفسية
  • «التقاط الأوتاد» يشارك في تصفيات «مونديال 2026»
  • تسجيل ثاني إصابة مؤكدة بحمى القرم في كركوك
  • سعودي يؤسس مدرسة حرفية تقنية في السعودية
  • «لوريال» و«ابن سينا» تتعاونان باستدامة قطاع الجمال