دعا الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، إلى إنشاء بورصة عربية سلعية وإنشاء صندوق عربي للأزمات للمساعدة في مواجهة الأعباء المترتبة على تلك الأزمات، مع ضرورة إقامة البرنامج العربي للغذاء لمساعدة ضحايا الكوارث والأزمات الغذائية الطارئة، خاصة في الدول العربية الأكثر تضررًا، وكذلك تعزيز شبكات الأمن الغذائي والاحتياجات من السلع الغذائية الأساسية، إلى جانب إنشاء منصة عربية لطلبات وعروض المنتجات الزراعية.

 

جاء ذلك خلال افتتاح أعمال مؤتمر ومعرض الأمن الغذائي العربي 2023 "الصناعات الغذائية ودورها في تحقيق الأمن الغذائي العربي"، الذي عقد تحت رعاية ملك المغرب محمد بن الحسن السادس في مدينة مراكش - المملكة المغربية، وبحضور الرئيس المنتدب لدى رئيس الحكومة والمكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة السيد مصطفى بايتاس، ووزير الصناعة والتجارة رياض مزور، ورئيس اتحاد الغرف العربية سمير عبد الله ناس، ورئيس جامعة الغرف المغربية للتجارة والصناعة والخدمات الحسين عليوي، بالإضافة إلى وفود من 13 دولة عربية وأجنبية. 

ونوه حنفي إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها عالمنا العربي في موضوع الأمن الغذائي، حيث ارتفع الجوع بنسبة 90%، كما أن هناك 141 مليونا يعانون من انعدام الغذاء المعتدل أو الشديد ويمثلون تقريبا ثلث سكان المنطقة العربية.

وقال أمين عام اتحاد الغرف العربية، إن الدول العربية تستورد 55% من احتياجاتها الأساسية من المواد الغذائية بفاتورة بلغت نحو 61 مليار دولار عام 2020، وهناك إحصاءات تشير إلى أنّه من المتوقّع أن تصل فاتورة استيراد الغذاء في المنطقة إلى 90 مليار دولار بحلول السنوات الـ 10 القادمة.

وأضاف: “تعيش البلدان العربية هذا الواقع الصعب رغم أن مساحة أراضيها الصالحة للزراعة تقدر بنحو 220 مليون هكتار، يتم استغلال ثلثها فقط، ومع أن العالم العربي يستحوذ على نحو 25% من إنتاج الحبوب العالمي، فإنه لا ينتج إلا 2.5%”. 

وتابع: “بالإضافة إلى ذلك، فإنّ المساحة المقدرة للزراعة في العالم العربي لا تتجاوز نسبة 30.5%، والتي تعادل المساحة الكلية لدول تصنف معظمها ضمن أكبر 15 بلدا مصدرا للقمح في العالم مثل أوكرانيا ورومانيا، كما أن متوسط الإنتاج الزراعي العربي يمثل نحو 4% فقط من الإنتاج العالمي”.

ورأى أن التصحّر في المنطقة العربية لم يعد مجرد ظاهرة بيئية عابرة، بل أصبح خطرا يهدد بابتلاع دول عربية بأكملها، حيث إن نحو 35.7 مليون هكتار من الأراضي الزراعية العربية، أي ما يعادل 18% من مجموع المساحة الصالحة للزراعة، يقع تحت تأثير التصحر، خاصة في المناطق المحاذية للصحراء الأفريقية الكبرى، ويؤكد الواقع الذي تعيشه المنطقة أن 68.4% من أراضيها متصحرة، و20% منها مهددة بالتصحر، بينما لا تتعدى الأراضي غير المتصحرة 11.6% من إجمالي مساحتها.

كما رأى أن هناك ضرورة لتطوير وتعزيز التجارة البينية العربية للسلع الزراعية لتقليل الاستيراد من الخارج، وتعزيز التعاون بين الدول العربية المصدرة للغذاء، مع بلورة آليات مبتكرة لتقديم نموذج مبسط للعمل التكاملي العربي في مجال الأمن الغذائي العربي.

وشدد على أنه ينبغي تطوير التشريعات في المجال الزراعي لضمان توفير المدخلات واقتناء التقنيات الحديثة، وعمل التسهيلات اللازمة لضخ المزيد من الاستثمارات العربية للمشاريع الزراعية التي تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي، والاستفادة من مزايا منطقة التجارة الحرة العربية لإقامة المشاريع الزراعية المشتركة التي تهدف إلى تصدير السلع الغذائية في ما بين الدول العربية.

وقال: “يجب تحسين مناخ الاستثمار الزراعي في الدول العربية من خلال تشجيع القطاع الخاص والعام على الاستثمار فيه، مع أهمية تبني مجموعة من السياسات التجارية للعمل على ترقية التجارة البينية العربية للسلع الغذائية، وتبسيط إجراءات استيراد الغذاء سواء على مستوى تخفيف القيود الإدارية والجمركية وتسهيل التحويلات المصرفية ومراقبة الأسواق ووضع سقف سعري للسلع الغذائية الرئيسية لحماية الطبقات الهشة والتأكد من وصول الغذاء لها”.

واعتبر أن هناك ضرورة لتبني برامج خاصة لدعم القطاع الزراعي، لا سيما صغار المنتجين، وأخرى إرشادية لمواجهة هدر الغذاء، وكذلك تطوير الإنتاج الزراعي العربي والتحول إلى الحديث بدلاً من التقليدي، وذلك بإدخال الوسائل التقنية الحديثة وخاصة الزراعة الذكية، مع ضرورة الاهتمام بالدراسات والبحث العلمي التقني في مختلف المجالات، خاصة القطاع الزراعي، مع الاستفادة من مخرجات البحوث والدراسات العلمية لتحسين وتوفير وزيادة إنتاج المنتجات الزراعية الأساسية.

وحث أمين عام الاتحاد الحكومات في الدول العربية على تنفيذ مشاريع البنى التحتية التي تخدم القطاع الزراعي مع أهمية تعاون الدول العربية في إنشاء نظام تبادل المعرفة الإلكتروني والابتكارات الزراعية بهدف تسهيل التعاون والتعامل في مثل هذه الأزمات وتطوير أداء القطاع الزراعي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اتحاد الغرف العربية أزمات الغذاء استيراد الغذاء الأزمات الغذائية القطاع الزراعی الأمن الغذائی الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

بمشاركة عربية ودولية.. اختتام فعاليات المؤتمر الإقليمي العربي الثالث للدواجن

اختتمت أمس فعاليات المؤتمر الإقليمي العربي الثالث للدواجن الذي انعقد خلال الفترة من 25 لـ28 أبريل بالغردقة بمشاركة مصر والأردن وأمريكا وتونس وصربيا وأندونيسيا. 

حضر المؤتمر الدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، ممثلا عن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمهندس محمود عبد العاطي مدير مديرية الزراعة بالبحر الأحمر واللواء محمد سليم رئيس حي شمال الغردقة، نيابة عن اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر.

وشهد المؤتمر الذي نظمته مؤسسة المنتدى المصري للدواجن العديد من المحاضرات من البيطريين والخبراء حول أبرز التحديات التي تواجه مجال الإنتاج الداجني، خاصة فيما يتعلق بأمراض الدواجن واستخدام المضادات الحيوية والسلالات الجديدة وصناعة الأعلاف والحلول المقترحه للنهوض بكل قطاع منها وتنميتها، مع رفع المقترحات من ورش العمل إلى توصيات المؤتمر حتى تستفاد منها دوائر صناعة القرار. 

من جانبه قال الدكتور محمد عبد السلام شكل، أستاذ أمراض الدواجن بجامعة القاهرة ورئيس مجلس أمناء المنتدى المصري للدواجن، إن أمراض الدواجن ليست بحاجة لتأشيرة دخول حتى تنتقل من دولة لأخرى، فالعمل المشترك أساسي ومهم لتغطية الاحتياجات البشرية من الغذاء وحماية الاقتصاد وتوفير وظائف العمل.

وأشار إلى المميزات الهائلة لقطاع الدواجن، خاصة وأننا في منطقة تعاني من فقر مائي، موضحا أن من مميزات صناعة الدواجن أن كل كيلو لحم أبيض يستهلك 10% من احتياجات اللحم الأحمر، سواء مياه أو أعلاف بالإضافة إلى سرعة دورة التربية التي تصل بالكتكوت إلى دجاجة خلال شهر وبرأس مال صغير.

وأضاف شكل، أنه تم التنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة العالمية ومنظمات جامعة الدول العربية وإتحاد الجامعات العربية مؤكدا أن المؤتمر سيقوم برفع المقترحات من ورش العمل إلى توصيات المؤتمر، حتى تستفاد منها دوائر صناعة القرار ، الأمر الذى سيعزز الوصول لنجاحات أكبر تصب فى خدمة القطاع والعاملين به سواء فى مصر والدول العربية.

وأكد أننا نمتلك فرصاً لتحقيق التكامل العربى فى صناعة وإنتاج الدواجن بهدف الوصول لحل مشكلات الصناعة لتحقيق الإكتفاء الذاتى خاصة وأن هذه الصناعة أحد أهم ركائز الأمن الغذائى . 

واختتم المؤتمر فعالياته بتكريم المشاركين مع التأكيد على فتح أفاق للتعاون ووجود ممثلين للمنتدى في الشرق الأوسط وأوروبا والأمريكتين وجنوب شرق أسيا.

طباعة شارك الدواجن البحر الأحمر الغردقة الثروة الداجنة الثروة الحيوانية مصر الزراعة

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية تؤكد ضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لوقف النزاع المسلح بالسودان  
  • متحدث الحكومة: جهاز مستقبل مصر يهدف لدعم التنمية الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي
  • متحدث الوزراء: جهاز مستقبل مصر يهدف لدعم التنمية الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي
  • وزير الزراعة يؤكد أهمية النهوض بالقطاع الزراعي في محافظة ديرالزور
  • خالد حنفي: شراكة استراتيجية عربية - صينية لمواجهة تحديات الحرب التجارية العالمية
  • متحدث الوزراء: دعم التنمية الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي على رأس أولويات جهاز مستقبل مصر
  • الدول الأصعب بالحصول على تأشيرة دخول أمريكا.. دولة عربية بينها (إنفوغراف)
  • بمشاركة عربية ودولية.. اختتام فعاليات المؤتمر الإقليمي العربي الثالث للدواجن
  • العراق في المركز الثامن كأكثر الدول استقبالا للصادرات الزراعية المصرية
  • تباين مؤشرات أسواق المال العربية بمستهل تعاملات الأسبوع