الجيش المنصور.. شعر العامية صوت انتصار أكتوبر
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
كتب- محمد شاكر :
وعيون على كل الناس بتدور
ومنارة ما بتبطلش النور
والشعب مع الجيش المنصور
ع الجسر العالي محاوطينها
عبَّر الشاعر الكبير الراحل فؤاد حداد، عن فخره وفرحته الكبيرة بانتصار أكتوبر المجيد، في قصيدته العامية "ضي جبينها"، التي تعد من القصائد المغمورة التي لم تحظَ بالانتشار الكبير الذي كان يجب أن تناله مثل باقي القصائد التي عبرت كلماتها عن النصر.
ونتعرض، خلال السطور التالية، إلى عدد من قصائد شعر العامية التي شدت بحب مصر، نتنسم عبيرها ونشم شذاها في مثل هذه الأيام المجيدة التي عبر عنها مبدعو مصر بكل قوة في مختلف مجالات الإبداع وفي القلب منها شعر العامية.
نهاية الأسطورة
ونجد الرائع صلاح جاهين -من أهم شعراء العامية في تاريخ مصر الحديث- يسطر ملحمة بديعة، ويسخر من مقولة "الجيش الذي لا يقهر"، بعدما هزمه الجيش المصري شر هزيمة بأقل الإمكانات، في ساعات معدودة، وجاءت القصيدة بعنوان "نهاية الأسطورة"؛ حيث يقول فيها:
بني إسرائيل العقل منهم تاه
في متاهة الأساطير يا ولداه
والحقد ضيع رشدهم وطفاه
خلطوا ما بين البطش والمعاناة
واحتاروا: همه غلابة ولا عتاه
شعب اتلعن م الرب، واللا حاباه
والرب رب الكون، واللا أداه
مخصوص لهم؟ سبحانه في علياه!
الرد جالهم يعدل الموازين
على إيد جنود من مصر، بني آدمين
لا مختارين م المولى ولا ملاعين
بس الوطن لا بد يحموا حماه
دولا مين ودولا مين
ويعد أشهر أعمال الشاعر أحمد فؤاد نجم، في هذا الصدد، أغنيته ذائعة الصيت "دولا مين ودولا مين"، والتي ينتصر فيها كعادته للجندي المصري البسيط من أولاد الفلاحين الذين ينتمي إليهم، وقامت السندريلا سعاد حسني بغنائها، وتقول كلماتها:
دولا مين ودولا مين
دولا عساكر مصريين
دولا مين ودولا مين
دولا ولاد الفلاحين
دولا الورد الحر البلدي
يصحى يفتح اصحي يا بلدي
دولا خلاصة مصر يا ولدي
دولا عيون المصريين
دولا مين ودولا مين
دولا يا سينا ولاد الشهدا
دولا التار لا ينام ولا يهدا
خلِّي ترابك يسكن يهدا
ويضم الشهدا الجايين
دولا مين ودولا مين
الحرب لسه في أول السكة
وأبدع الشاعر زين العابدين فؤاد، قصيدة بعنوان "الحرب لسه في أول السكة"، جاء نصها كالتالي:
"الحرب لسه في أول السكة
الفلاحين بيغيروا الكتان بالكاكي
ويغيروا الكاكي بتوب الدم
وبيزرعوك يا قطن ويا السناكي
وبيزرعوك يا قمح سارية علم
وبيدخلوكي يا حرب فحم الحريقة
وبيزرعوكي يا مصر شمس الحقيقة
وانتي ميدان الحرب
سينا البداية
وانتي جنينه الصلب
والنصر راية
انتي البكا والغلب
انتي الرحاية
انتي البارود والحب
أكتوبر يا تاريخ محفور
وكتب الشاعر بهاء منيسي، قصيدة بعنوان "أكتوبر يا تاريخ محفور"، يقول مطلعها:
أكتوبر يا تاريخ محفور
جوانا بحروف من نور
راح تفضل جوانا الذكرى
امبارح واليوم دا وبكرة
يوم ستة غيَّرنا الفكرة
وهزمنا الجيش المغرور
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: حريق مديرية أمن الإسماعيلية مؤتمر حكاية وطن الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني انتصار أكتوبر شعر العامية
إقرأ أيضاً:
جزائرية وسعودي يتأهلان في الحلقة الثالثة من «أمير الشعراء»
تأهل الشاعر حسين علي آل عمار من المملكة العربية السعودية، والشاعرة نجوى عبيدات من الجزائر، إلى المرحلة الثانية من برنامج «أمير الشعراء» بموسمه الحادي عشر، الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث، وبثت حلقته الثالثة مساء أمس «الخميس» على قناتي «أبوظبي» و«بينونة» من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي.
وتنافس في الحلقة أربعة شعراء هم أحمد إمام من مصر، وحسين علي آل عمار من السعودية، والـمختار عبدالله صلاحي من موريتانيا، ونجوى عبيدات من الجزائر، أمام لجنة التحكيم المكونة من الدكتور علي بن تميم، والدكتور وهب رومية، والدكتور محمد حجو.
حضر الحلقة الدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث، وأعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج الدكتور محمد أبو الفضل بدران، والدكتور عماد خلف، والشاعر رعد بندر، والفنان السوري أسعد فضة، وجمهور من الشعراء والإعلاميين والأدباء والمثقفين ومحبي الشعر.
وأعلنت لجنة التحكيم في ختام الأمسية قرارها بتأهل الشاعر حسين علي آل عمار بحصوله على 44 درجة من 50، والشاعرة نجوى عبيدات الحاصلة على 43 درجة من 50، فيما حصل أحمد إمام على 42 درجة، والـمختار عبدالله صلاحي على 32 درجة، وسينتقل الفائز منهما بتصويت الجمهور خلال هذا الأسبوع، إلى المرحلة التالية.
وكانت نتيجة تصويت الجمهور في الحلقة الماضية أسفرت عن تأهل الشاعر جبريل آدم جبريل من تشاد بحصوله على مجموع 80 نقطة من 100، لينتقل إلى المرحلة الثانية رفقة الشاعرين عبدالرحمن الحميري من الإمارات، وعبدالسلام سعيد أبو حجر من ليبيا، المتأهلين في الحلقة الماضية بقرار لجنة التحكيم.
وكان أول شعراء الأمسية التي قدمها الإعلامي نيشان، الشاعر أحمد إمام من مصر، وقصيدته «سَفَر»، التي قال الدكتور على بن تميم إنها اتشحت في أبياتها الأولى بالالتباس والوحشة والحيرة، وامتزجت فيها النار بالنور، وهو ما قال إنه يمثل طبيعة، كما قدم قراءة في أبيات القصيدة ومعانيها، فيما وصف الدكتور محمد حجو القصيدة بأن فيها قدراً وافراً من المتعة والجمال، مشيراً إلى بعض ملامح التناص الديني فيها، لكنه قال إن ما يؤخذ على القصيدة هو جنوحها إلى التفاوت في شعرية أبياتها، فأحياناً تسمو في التعبير، وأحياناً تضعف فيها البنية الفنية.
الدكتور وهب روميّة من جهته أشاد بالقصيدة وتراكيبها اللغوية والبلاغية، ووصفها بأنها تسمو بالضرورات إلى آفاق روحية رحبة، لكنّ فيها تقشفاً بلاغياً واضحاً، وقال إنه بالرغم من هذا التقشف فهي قصيدة ممتازة ونموذج للقصيدة التي تقل فيها الصور فتنهض عناصرها التعويضية بوظيفة الصورة الغائبة.
الشاعر الثاني حسين علي آل عمار من السعودية جاءت قصيدته بعنوان «قَابَ حُلم أو أبعَد» وقال الدكتور محمد حجو إن فيها ملمحاً فلسفياً تأملياً شفافاً ينتظم بناءها الفكري، يتمثل في صراع الذات ومشقتها النفسية للعبور من براءة الطفولة إلى لوثة الحياة.
وأضاف أنه بغض النظر عن بعض التعبيرات اللغوية التي لا تناسب قوة وجمال القصيدة، فإن فيها طاقة تعبيرية جمالية متدفقة تدل على التمكن من اللغة.
من جانبه قال الدكتور وهب روميّة إن الشاعر عبّر عن موضوع القصيدة مستعيراً لغة المتصوفة وتقاليدهم ممزوجةً بمعاناة الشعراء في رحلة الكشف الشعري، فيما ناقش الدكتور علي بن تميم موضوع القصيدة وقدّم عدداً الملاحظات حول ما يعوزها ليصبح موضوعها أكثر إقناعاً وواقعية.ثالث شعراء الأمسية الـمختار عبدالله صلاحي من موريتانيا ألقى قصيدته «سَبحٌ في الحُلم» التي أشار الدكتور وهب روميّة إلي أن عنوانها يحيل إلى الحلم لكن أبياتها ما عدا بيتين تطغى عليها رؤية عقلية صارمة، كما أشار إلى أن ذات الشاعر لا تكاد تظهر في القصيدة إلا معتمدة على الآخر، وهو ما قال إنه يخالف روح العصر الحديث التي تبرز الذات الفردية.
الدكتور علي بن تميم من جانبه أشاد باستخدام الشاعر لفكرة القرين عن طريق شطر الذات إلى شطرين واقعي ومجازي، فيما تناول الدكتور محمد حجو بالتحليل عدداً من الإشارات التناصية التي حفلت بها القصيدة، مشيراً إلى أن بعضها لم يرق إلى التعبير عن القيمة الرمزية المتوخاة فبدا كأنه حشو في النص، الذي قال إنه برغم لغته المتينة والمتماسكة لم يستطع ربط القارئ بسياق العنوان الجميل والموحي.
وكانت الشاعرة نجوى عبيدات من الجزائر آخر المتنافسين في الليلة بقصيدتها «بُرنُسٌ لأوجاعِ الغُربة» التي أشاد بها الدكتور علي بن تميم وقال نحن إزاء شاعرة تحاول التعبير عن قضايا المرأة العربية وأوجاعها وأحلامها، مشيراً إلى أن ذكر «البرنس» في القصيدة جعل التجربة شخصية أكثر، مما يثير التساؤل هل نحن أمام تجربة شخصية أم عامة؟ وعاد ليؤكد وضوح البعد النسوي في القصيدة.
وقدم الدكتور محمد حجو بعض الملاحظات اللغوية لتصحيح عدد من التركيبات في القصيدة، ووقف بالتحليل على ما ورد في القصيدة من جماليات، فيما وصف الدكتور وهب روميّة القصيدة بأنها تعبر عن أحلام شاعرة وأشواقها إلى وجود أكمل وأنقى في واقع كئيب، وقدم عدداً من الملاحظات بينت جماليات القصيدة ودلالاتها.
وتحدث المشاركون في الأمسية، عن الشعراء الذين تأثرت تجاربهم الشعرية بهم وبشعرهم، فقال أحمد إمام إنه توقف كثيراً عند تجربة الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، وديوانه «مدينة بلا قلب»، الذي أكد أنه غير وجهة نظره عن الكتابة الشعرية، بينما تحدث حسين علي آل عمار عن تأثره بالدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي (1940-210م) ووصفه بأنه قامة أدبية فارعة لا يخطئها الضوء.
من جهته تحدث الـمختار عبدالله صلاحي عن الدكتور محمد ولد عبدي، ناصحاً الشباب بقراءة شعره وأن يتطرقوا للموضوعات التي تطرق إليها، فيما اختارت نجوى عبيدات الحديث عن الشاعر الشعبي ياسين أوعابد، وقالت إنه يلمس الروح والقلب من خلال قصائده التي يتغنى بها الشارع الجزائري، ويصور من خلالها هموم الإنسان البسيط.
واستضافت الحلقة المباشرة الثالثة الفنانين أحمد الزميلي ومحمد بشار اللذين قدما لوحة موسيقية تغنيا فيها بأبيات متنوعة من عيون الشعر العربي في حقبه المختلفة، كما أعربا عن سعادتهما بالمشاركة بالأداء في «أمير الشعراء» هذا الموسم، وتناولا النمط الموسيقي الذي يؤديانه وعلاقته بالأغاني التراثية العربية.