د. الحوارات يكتب: تعديل وزاري يزعزع العدالة !
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
#تعديل_وزاري يزعزع العدالة / د.منذر_الحوارات
رغم انخفاض حجم الرضى الشعبي على الحكومات بشكل عام وعلى هذه الحكومة ايضاً بحسب ما تظهره مراكز الدراسات، إلا أن الحكومة بذاتها لا تزال قادرة على الاستحواذ على اهتمام الرأي العام بغالبية اطيافه، وهذا ما حصل خلال الأسابيع الماضية قبيل إجراء التعديل الوزاري، وهي حكومة تقلبت وتبدلت كثيراً للحد الذي أعطى المراقبين الإنطباع بغياب الإستقرار الداخلي فيها وأنها لم تصل حتى بعد سبع تعديلات إلى حالة من التمازج والإنسجام بين أعضائها حتى على صعيد الوزارات فقد لاحظ المراقبون أن دمج الوزارات قد فشل تماماً برغم الجهد الإعلامي الذي بُذل للترويج له، والآن يُبذل نفس الجهد للترويج لتفكيك هذه الوزارات، مما خلق حالة من الحيرة بسبب هذا التخبط ولم يستطع أحد الوصول إلى الغاية من وراء هذا الدمج والفك .
ولأن التعديل الوزاري في الدولة الأردنية يدخل في باب الأحجيات ويدار في غرف مغلقة من قبل الأطراف الحاضنة للراغبين في التوزير، وبعيداً تماماً عن الرأي العام والذي يجب أن تنحصر مهمته في المراقبة وتداول الشائعات التي تبثها جهات على دراية، وفي الغالب تأتي على شكل تسريبات متناقضة للصحفيين والذين يقوموا بدورهم وبحثاً عن السبق الصحفي بنشر وتداول تلك المعلومات، وهذا ما لُمس أخيراً عندما بدأت ماكينات التسريب ببث خبر عن توزير نائبين، ودار الجدل هل هذا يجوز أو لا يجوز، وانهمك الجميع في جدل بيزنطي حول تناقض هذا التوزير مع المادة ٧٦ من الدستور المعدل في العام ٢٠٢٢ والتي تمنع توزير النواب وهم على رأس عملهم، لكن لم ينتبه أحد إلى أن هؤلاء النواب كانوا سيستقيلون من مجلس النواب وبالتالي لن يكونا برلمانيين وهم وزراء .
لكن في اللحظة الحاسمة وقبيل إعلان التعديل تدخلت جهة مرجعية لإيقافه ربما خشية إغضاب إحدى الدول العربية وتوتير العلاقات معها، أو ربما خشية أن تنفتح شهية النواب لتكرار هذه التجربة، لكن المهم ليس كل ذلك رغم أهميته فقد كان الضجيج والصخب في مكان بينما الحدث الحقيقي في مكان، فثمة قرارات خطيرة كانت تُتَخذ بعيداً عن كل هذا الضجيج وعلى نارٍ هادئةً، فما لم ينتبه إليه أحد أو يناقشه أو ربما تغاضى عنه لغاية ما، هو أن جل الأسماء التي تم توزيرها هي ذات مرجعيات حزبية وثلاثة منها يتم تداولها على أن لها حضور شبه مضمون في الانتخابات القادمة، علماً أن بعض هؤلاء الوزراء صرحوا أنهم لم يعلموا بأسمائهم إلا صبيحة التعديل مما يعطي الانطباع أن التوزيع كان على أساس حزبي وليس شخصي، لكن السؤال هل يصح ونحن على بعد أقل من عام من الإنتخابات أن تعطى الأفضلية لأحزاب بعينها أن تكون في أقرب نقطة من منطقة صنع القرار بدون أي تفويض شعبي من خلال الصناديق أو حتى من خلال استطلاع رأي موثوق .
مقالات ذات صلة المناصب بين التكنوقراط ومراهقي السياسة وأصحاب الواسطات… ! 2023/10/03قد يقول قائل أنه في الحكومات التالية ستكون الأحزاب المُشَكِلة للحكومة هي من سيدير الانتخابات اللاحقة، هذا صحيح لكن في حينها تكون هذه الأحزاب قد حصلت على الموافقة والتفويض الشعبي من خلال الصناديق، لذلك فإن توزير أربعة أحزاب يطرح الأسئلة بإتجاهين، الأول هل تريد المرجعيات وضع هذه الأحزاب على سلم القيادة المستقبلية وتمهيداً لذلك قامت بهذه الخطوة ؟ أو أن الرئيس يجهز أوراقه للمستقبل ويطرح نفسة كرئيس حكومة مستقبلي لذلك هو يجهز تحالفه الحزبي منذ الآن ؟ في كلا الحالتين إن صدق الحدس فيهما فإن ذلك يعتبر مساً وزعزعة للمسافة المتساوية التي يجب أن تقفها الدولة من الأحزاب كافة حفاضاً على نزاهتها وتعزيز ثقة المجتمع بها، لكن الدلائل تشير إلى أن العدالة المطلوبة تمت زعزعتها وبأكثر من اتجاه.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: تعديل وزاري
إقرأ أيضاً:
أحمد يحيى يكتب عن التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب: إنجازات وتحديات مستقبلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حققت مصر إنجازات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، ولكن التحديات لا تزال قائمة؛ مما يتطلب مواجهة هذه التحديات استراتيجية شاملة تجمع بين الجهود الأمنية والتنموية والفكرية، مع تعزيز التعاون الدولي.
فيما خاضت مصر خلال العقد الماضي تحديات كبيرة في مواجهة الإرهاب والتطرف، وحققت إنجازات ملحوظة في هذا الصدد، وقد شكلت هذه التجربة نموذجًا يُدرس على المستوى الإقليمي والدولي. في هذا التحليل سنستعرض أبرز ملامح هذه التجربة، ونحلل التحديات المستقبلية التي تواجهها مصر، مع تقديم رؤى مستقبلية خلال السطور التالية:
أبرز إنجازات مصر في مكافحة الإرهابضرب البنية التحتية الإرهابية: تمكنت القوات المسلحة والشرطة المصرية من توجيه ضربات موجعة للتنظيمات الإرهابية، وتفكيك خلاياها النائمة، وتدمير مخابئها ومصانعها للأسلحة والمتفجرات.
مكافحة الفكر المتطرف: أطلقت مصر حملات واسعة النطاق لمواجهة الفكر المتطرف، من خلال نشر الوعي الديني الصحيح، وتدريب الأئمة والخطباء، ودعم المؤسسات الدينية المعتدلة.
التنمية الشاملة: أولت الدولة المصرية اهتمامًا كبيرًا بالتنمية الشاملة في المناطق الأكثر تضررًا من الإرهاب، من خلال توفير الخدمات الأساسية، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وخلق فرص عمل للشباب.
التعاون الدولي: تعاونت مصر مع العديد من الدول والشركاء الدوليين لمكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتنسيق الجهود لمواجهة التهديدات الإرهابية المشتركة.
التحديات المستقبليةالتطرف الفكري: يظل التطرف الفكري أحد أكبر التحديات التي تواجه مصر، حيث يستغل الإرهابيون وسائل التواصل الاجتماعي لنشر أفكارهم المتطرفة وتجنيد الشباب.
تمويل الإرهاب: لا تزال مصادر تمويل الإرهاب تمثل تحديًا كبيرًا، حيث يتم تهريب الأموال والأسلحة عبر الحدود، واستخدام العملات المشفرة في عمليات التمويل.
التغيرات المناخية: قد تؤدي التغيرات المناخية إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، مما قد يزيد من فرص استغلال الإرهابيين لهذه الظروف لتجنيد الشباب.
العودة المتوقعة للمقاتلين: مع تراجع نشاط تنظيم داعش في سوريا والعراق، قد يشهد العالم عودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم، مما يشكل تهديدًا أمنيًا جديدا.
رؤية مستقبليةاستمرار مكافحة الإرهاب: يجب على مصر أن تستمر في جهودها لمكافحة الإرهاب، مع التركيز على الجانب الاستباقي، وتطوير القدرات الاستخباراتية والأمنية.
تعزيز التنمية الشاملة: يجب مواصلة جهود التنمية الشاملة في المناطق الأكثر تضررًا من الإرهاب، مع التركيز على خلق فرص عمل للشباب، وتوفير الخدمات الأساسية.
مكافحة التطرف الفكري: يجب تكثيف الجهود لمواجهة التطرف الفكري، من خلال نشر الوعي الديني الصحيح، ودعم المؤسسات الدينية المعتدلة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الرسائل الإيجابية.
التعاون الدولي: يجب تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتنسيق الجهود لمواجهة التهديدات الإرهابية المشتركة.