أصدرت المؤتمر الثامن للتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، بيانا ختاميا، دعا فيه إلى ضرورة تضافر الجهود الفلسطينية والعربية والدولية كافة وحشدها، من أجل نشر الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى والمعتقلين وفضحها وإدانتها، وخاصة النساء والأطفال والمعتقلين الإداريين.

كما دعا إلى العمل على تكثيف الجهود على الصعيد الدولي، لوقف معاناة الأسرى وإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال بالتنسيق والتعاون مع الهيئات المعنية بشؤون الأسرى في الوطن، وكل الهيئات الدولية الحقوقية المختصة.

ودعا البيان الختامي للمؤتمر، إلى تدويل قضية الأسرى والإسراع في إحالة الجرائم المرتكبة بحقهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، وإلى القضاء الجنائي الدولي، حتى لا تبقى إسرائيل كسلطة محتلة فوق القانون الدولي وتستطيع الإفلات من العقاب. كما رفع درجة التعاون مع المؤسسات الحقوقية الدولية لتحقيق هذه الأهداف. إلى جانب ذلك تفعيل لجان التحالف القانونية والطبية والإعلامية والسياسية، ومتابعة الجهود التي قام بها التحالف الأوروبي في المحكمة الجنائية الدولية سابقا حول انتهاكات حكومة الاحتلال للقوانين الدولية، والاستفادة من المنصة الإلكترونية التي أنشأتها المحكمة الجنائية الدولية، لتلقي الشكاوى من ضحايا الاحتلال، وخاصة من الأسرى وذويهم. ومطالبة المحكمة من خلالها بالبدء بالتحقيق في الجرائم المرتكبة بحق الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.

وقرر المؤتمر، بالتنسيق مع مؤسسات الوطن، التوجه إلى النقابات والمؤسسات الأوروبية الطبية، وإلى الصليب الأحمر الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، لمتابعة ملفات الأسرى المرضى، والعمل على تشكيل وفود طبية دولية للاطلاع على أوضاعهم الصحية داخل سجون الاحتلال، إلى جانب تسليط الضوء على معاناتهم والضغط لتوفير العلاج الطبي الملائم لهم، لإنقاذهم من خطر الموت الذي يهدد حياتهم، وتنظيم العديد من الحملات الوطنية والعربية والدولية للوصول إلى هذه الأهداف.

وأدان البيان الختامي للمؤتمر، سياسة الاحتلال الإسرائيلي في اعتقال الأطفال الفلسطينيين، وانتهاك حقوقهم التي كفلتها لهم كل القوانين والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الطفل، لا سيما الطفل الأسير أحمد مناصرة الذي يتعرض للعزل الانفرادي والإهمال الطبي والتعذيب، والعمل على رفع وتيرة التنسيق بين المؤسسات الحقوقية الدولية لتصعيد حملة التضامن معهم حتى نيلهم حريتهم.

وأكد البيان، مواصلة الحملة الدولية الي أطلقها التحالف الأوروبي لمناصرة الأسرى، بالتنسيق مع المؤسسات الفلسطينية والعربية ذات الصلة، لدعم نضالات المعتقلين الإداريين، ومقاطعة محاكم الاحتلال، والمطالبة بوقف سياسة الاعتقال الإداري وإلغائها، والإفراج عن المعتقلين الإداريين، وحث كل الدول المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، على عقد مؤتمر دولي لتطبيق الاتفاقيتين الثالثة والرابعة لعام 1949، وإجبار سلطات الاحتلال على تطبيقهما على الأسرى في سجون الاحتلال، والعمل على إلغاء القوانين العنصرية الإسرائيلية بحق الأسرى التي تنتهك القانون الدولي الإنساني، وقانون حقوق الإنسان، والعمل على عقد مؤتمر شعبي في إحدى العواصم الأوروبية، تشارك فيه الجاليات الفلسطينية، وحركات التضامن الأوروبية مع نضال الشعب الفلسطيني، لدعم نضالات الأسرى والمعتقلين وحقوقهم العادلة والمشروعة في الحرية والكرامة الإنسانية.

وقرر المؤتمر الثامن للتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، في بيانه، إطلاق حملة دولية بمشاركة مؤسسات الوطن لإدانة سياسة الاحتلال باحتجاز جثامين الشهداء الأسرى، باعتبارها جريمة حرب وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، والعمل على الإفراج عن الجثامين، سواء جثامين الأسرى، وجثامين الشهداء المحتجزين في ثلاجات الموتى ومقابر الأرقام، ووقف معاناة ذويهم.

ودعا إلى تطوير الجهد الإعلامي للتحالف، والتنسيق المشترك مع الهيئات المعنية بشؤون الأسرى داخل الوطن، عبر اللجان الإعلامية المشتركة، لفضح جرائم الاحتلال ضد الأسرى والمعتقلين وإدانتها، والعمل على توثيق جرائم الاحتلال بحق الأسرى، وإنتاج الأفلام القصيرة والصور، ونشر المواد الإعلامية عبر الذكاء الاصطناعي، لشرح معاناة الأسرى للرأي العام الأوروبي والدولي، وإيصال هذه الوثائق إلى الحكومات والسفارات والمسؤولين في أوروبا وبلدان العالم الأخرى.

وثمن المؤتمر، الإنتاج الفكري والثقافي والأدبي للأسرى والأسيرات، ونشر إصداراتهم، وتقدير كل المبادرات المبذولة وتثمينها وتشجيعها، لدعم الجهود الإبداعية للأسرى، وترجمة إبداعاتهم إلى لغات أخرى.

وناقش المؤتمرون، في ختام المؤتمر، الوضع الداخلي للتحالف، إذ تم التأكيد على الالتزام بالوضع القانوني للتحالف كجمعية أوروبية مسجلة لدى المحاكم والدوائر المالية الأوروبية، وعلى تنشيط لجان التنسيق بين الدول المختلفة وتوسيعها، لتتسع للكل الفلسطيني والعربي وللمتضامنين الأجانب، والعمل على اتساع انتشارها لتصل إلى دول وقارات أخرى، والعمل على مأسسة عمل التحالف وتنظيمه.

وقرر المؤتمر تشكيل لجنة تضامن دولية تضم المؤسسات والجمعيات والأحزاب والبرلمانيين والمتضامنين الأوروبيين، لتنظيم حملة تدويل قضية الأسرى وتصعيدها، وإشراكهم الفعلي في عمل التحالف. ولإنجاح هذا التوجه، قرر التحالف تنظيم ورشة عمل في شهر شباط في بروكسل، للبدء بتطوير عمل التحالف وتنظيم أطره ولجانه المنبثقة عنه ومأسستها.

وكان التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، قد عقد مؤتمره الثامن في العاصمة الإسبانية مدريد في الثلاثين من الشهر المنصرم واستمر ليومين، وذلك تحت شعار الوقف الفوري للإهمال الطبي المتعمد واسترداد جثامين الشهداء.

وشهد المؤتمر حضورا أوروبيا ودوليا واسعا ومتميزا، بمشاركة نخبة من البرلمانيين والمحامين والحقوقيين وممثلي الأحزاب وحركات التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني، وعلى رأسهم عضو البرلمان البريطاني السابق والرئيس الفخري للتحالف كريس وليامزن، ورئيس لجنة تنسيق التحالف في إسبانيا رامون كازانوفا، وسفير نيكارغوا في إسبانيا، وبمشاركة سفير دولة فلسطين في إسبانيا حسني عبد الواحد، ووفد هام من الحقوقيين والنشطاء من أبناء شعبنا في أراضي عام 48، ووفد عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين برئاسة الوزير قدورة فارس، ونادي الأسير، والهيئة العليا لشؤون الأسرى والمحررين، ومركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية، ووفد عن الإعلام الرسمي الفلسطيني برئاسة الوزير أحمد عساف، ورئيس المكتبة الوطنية الوزير عيسى قراقع، والمؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى، وعدد من الأسرى والمحررين وذويهم، ورئيس الاتحاد الفلسطيني في أميركا اللاتينية ريكاردو محرز، وعدد من الحقوقيين في الدول العربية والولايات المتحدة الأميركية وغيرها من دول العالم.

المصدر : وكالة وفا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: سجون الاحتلال بحق الأسرى والعمل على

إقرأ أيضاً:

الكاتب والصحفي اللبناني علي رضا يوسف سبيتي لـ” الثورة”:   جئنا من أرض المقاومة إلى رأس الحربة في الدفاع عن فلسطين

من بيروت إلى صنعاء… الكلمة تقاوم وفلسطين لا تغيب من البحر الأحمر إلى حدود فلسطين.. الرصاص يتكلم حيث تصمت الأنظمة  ¶ اليمن لا يرفع شعار فلسطين بل يقاتل من أجلها  ¶ السيد عبدالملك مدرسة إيمان وثبات ووعي قرآني.. وقائد لا يتراجع عن فلسطين ¶ أنصار الله اليوم أصبحوا رمزاً في أوروبا والحق لا يحتاج إلى تلميع  ¶  نحن في لبنان لا نأسف على التضحيات.. بل نفخر بها على طريق القدس المقاومة اليوم لم تعد وحدها.. الشعوب بدأت ترى الحقيقة رغم التواطؤ الإعلامي ¶ الشعوب الغربية بدأت تفهم.. والتضامن لم يعد مجرد شعارات ¶ الإعلام الممول لم يعد قادرًا على تشويه صورة أنصار الله ¶ ما يفعله اليمن هو المعيار الحقيقي لنصرة فلسطين  ¶  قائد الثورة اليمنية ثابت على موقفه رغم الحصار والحرب ¶  ما يجري في البحر الأحمر هو الفعل الحقيقي لمساندة غزة ¶ التضامن الشعبي في الغرب يجب أن يتحول إلى مواقف سياسية ¶ وسائل التواصل كسرت احتكار الرواية الغربية وزادت وعي الشعوب ¶ هذا المؤتمر الذي يحمل شعار »فلسطين قضية الأمة«.. يؤكد أن معركة الوعي لا تقل عن معركة السلاح ¶ على كل مشارك أن يعود من صنعاء فاعلاً لا متضامناً فقط

 

 

 

 في زمنٍ تحاول فيه بعض الأنظمة أن تُطفئ شعلة المقاومة باسم الواقعية، وتُبدد مركزية فلسطين تحت ذرائع «السلام» و»التطبيع»، يخرج الصوت الصادق من بيروت ويصل صداه إلى صنعاء «الكلمة لا تزال تقاوم، وفلسطين لم ولن تغيب».

من أرض الجنوب اللبناني، حيث ارتسمت ملامح الانتصار، إلى اليمن الثائر الذي أصبح رأس الحربة في دعم غزة، جاء الصحفي اللبناني علي رضا ليؤكد أن المقاومة ليست خيارًا عابرًا، بل عقيدة راسخة تتجلى في الميدان كما في المنبر.

في حوار صريح وجريء أجرته معه «الثورة»، يكشف الصحفي اللبناني علي رضا رؤيته حول دور اليمن المحوري في معركة فلسطين، ويُضيء على قيمة الكلمة كمقاومة لا تقل أثراً عن الرصاص، ويصف المؤتمر الثقافي في صنعاء بأنه أكثر من فعالية… إنه جبهة واعية تُسند البندقية وتُحرج أنظمة تخلّت عن فلسطين.

من بيروت التي لم تساوم، إلى صنعاء التي لم تُساير، يتحدث عن محور المقاومة، عن البحر الأحمر، عن الشارع الأوروبي، عن السيد عبدالملك الحوثي كقائد استثنائي، وعن فلسطين كقضية لا تموت… مهما طال ليل التطبيع:

الثورة  / ماجد حميد الكحلاني

 

 

 

حدثنا عن انطباعك من زيارتك لليمن ومشاركتك للمؤتمر الثالث تحت شعار فلسطين قضية الأمه؟

لقد جئنا من لبنان، من أرض المقاومة، إلى يمن الإيمان والصمود والمقاومة، وهذه الأرض الطاهرة باتت اليوم رأس الحربة في الدفاع عن فلسطين ومقارعة العدوان الأمريكي والصهيوني، وقد كان لي الشرف بالتواجد هنا في هذه الأرض الطيبة بين شعب طيب، مقاوم، صبور، صامد. رغم سنوات الحصار الطويلة والحروب المتواصلة، ثابتًا على موقفه، متجذراً في انحيازه للقضية الأساس وهي قضية فلسطين.

مشاركتنا في المؤتمر هذا العام تكتسب رمزية إضافية كونه يُعقد تحت شعار «لستم وحدكم»، وهو الشعار الذي تطبقه اليمن فعلاً، لا قولاً، عبر مواقفها وعملياتها، وبحضور شخصيات من مختلف أنحاء العالم.. من لبنان، من أوروبا، من أمريكا اللاتينية، من الصين، جميعهم اجتمعوا في صنعاء ليقولوا بصوت واحد.. نحن مع اليمن وفلسطين، في خندق واحد، مؤكدين أن دعم فلسطين واجب أممي لا يسقط بالتقادم.

هذا المؤتمر الثقافي ليس فعالية رمزية، بل محطة نضالية تؤكد أن معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة السلاح، يجب ألا نغفل أي جبهة.. لا الإعلامية، ولا الثقافية، ولا السياسية، ولا العسكرية – فكلها تشكل ساحة من ساحات المواجهة في معركة التحرير الكبرى.

فلسطين ليست قضية هامشية

برأيك، ما دور محور المقاومة في هذه المرحلة؟ وهل الدفاع عن فلسطين ما زال يمثل قضية مشتركة للمحور؟

بلا شك إن الدفاع عن فلسطين ليس قضية هامشية بالنسبة لمحور المقاومة، بل هو جوهر وجوده وروحه الجامعة، ما شهدناه في السابع من أكتوبر من اندلاع المقاومة داخل فلسطين، أعقبه في الثامن من أكتوبر تحركٌ نوعي ومنسّق لمحور المقاومة في مختلف الجبهات.. من جنوب لبنان، ومن اليمن، ومن العراق، في معارك إسناد حقيقية للشعب الفلسطيني.

هذا التكاتف، وهذا التعاون بين جبهات المقاومة، ليس طارئاً ولا موسمياً، بل هو بناء استراتيجي طويل المدى. ونحن نؤمن بأن هذا التلاحم سيؤتي ثماره، بإذن الله، مهما بلغت التضحيات.

نحن في لبنان، قدّمنا تضحيات جسام في هذه المعركة، لا نقول «نأسف» عليها، بل نفخر بها، لأنها على طريق القدس. نؤمن أن كل دم يُسفك على هذا الطريق، هو خطوة تقربنا من النصر. فكلما قدّمنا أكثر، كان العوض من الله أعظم… والعوض الذي نطلبه ونعمل من أجله هو تحرير فلسطين، كاملة، من البحر إلى النهر.

ضرورة التمييز

كيف تقيّم المشهد الدولي حالياً تجاه العدوان المتجدد على غزة؟ وهل ترى تحوّلاً في المواقف؟

من المهم دائماً أن نُفرّق بين مواقف الحكومات ومواقف الشعوب، سواء في أوروبا أو غيرها. في مؤتمرنا الحالي، حضر عدد من المشاركين من دول أوروبية، وقد نقلوا لنا صورة حقيقية من الشارع الأوروبي، تؤكد أن شريحة واسعة من المجتمع باتت تدرك حقيقة ما يجري، وتدعم القضية الفلسطينية بشكل متزايد.

لقد أصبح من الواضح أن كثيرًا من الناس في الغرب باتوا يرون أن ما تقوم به حركات المقاومة كـ«حماس» و«حزب الله» و»أنصار الله» هو دفاع مشروع عن الشعب الفلسطيني، وأنهم من خلال مواقفهم يدافعون عن حقوق الإنسان، على عكس ما تروج له بعض الحكومات التي تدّعي الحرص على القيم الإنسانية، بينما تغض الطرف عن الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين في غزة.

نأمل ألا يبقى هذا التضامن الشعبي محصوراً في المظاهرات والشعارات، بل إن يتطور ليُترجم في المستقبل إلى مواقف سياسية حقيقية، تنعكس من خلال دعم رسمي وفعلي من حكومات أوروبية وغربية للقضية الفلسطينية، بما يُعيد الاعتبار للعدالة والكرامة الإنسانية.

قائد الثورة.. مدرسة متكاملة

ما هو تقييمك لدور قائد الثورة اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في ترسيخ القضية الفلسطينية كأولوية؟

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، ليس مجرد قائد، بل هو مدرسة متكاملة في الصبر والثبات، ومعلم حقيقي في الالتزام بالمبادئ. يستمد قوته من الشعب اليمني الأصيل، ويعكس بإيمانه وصلابته إرادة هذا الشعب الذي صمد في وجه الحصار والحروب.

ما يميّز هذا القائد أنه بقي ثابتًا على موقفه من القضية الفلسطينية، ولم يتخلّ عنها رغم كل التحديات التي مرّ بها اليمن. ولو كان في موقعه قائد آخر يفتقر إلى هذا الإيمان العميق وهذه الروح القرآنية، لربما تراجع أو تذرّع بالظروف للانسحاب من الموقف. لكن السيد عبد الملك أثبت أن نصرة فلسطين واجب لا يسقط، وأن دعم غزة موقف لا يتغير مهما اشتدت الأزمات.

إن تمسكه بالقرآن الكريم، وإيمانه بأن اليمن بلد القرآن، هو ما جعله يستمر بثبات في دعم الشعب الفلسطيني، ونحن في لبنان نُكنّ لسماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي كل المحبة والتقدير، وندعو له دائماً بطول العمر، وبالسداد، والنصر بإذن الله، لأنه قائد عظيم ومحبوب، ومصدر فخر لأمتنا.

أمريكا لن تستطيع هزيمة »أنصار الله«

كيف تردّ على المزاعم الأمريكية والإسرائيلية بشأن عمليات البحر الأحمر ودورها في فك الحصار عن غزة؟

ما يجري اليوم في البحر الأحمر يُمثّل أحد أصدق وأوضح مشاهد الدعم العملي لفلسطين. فبينما نرى صواريخ “فلسطين 2” تتجه نحو تل أبيب، نرى في الوقت ذاته حصاراً مفروضاً على السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، في خطوة تؤكد أن هناك من لا يزال يترجم تضامنه مع غزة بالفعل لا بالقول.

الإدارة الأمريكية، وكعادتها، تحاول تزييف الحقائق؛ فتارة تزعم أنها أرسلت بوارجها لحماية «حرية الملاحة»، وتارة أخرى تدّعي أنها تدافع عن نفسها في البحر الأحمر. لكن السؤال الجوهري هو: ما الذي أتى بك إلى هناك أصلاً؟ هذه ليست مياهك، وليست أرضك.

والأهم من ذلك، أنك لن تستطيع هزيمة «أنصار الله»؛ فهم أبناء الأرض، وحملة قضية، ومؤمنون بعدالة موقفهم. التاريخ اليمني يشهد بأن هذا الشعب لا يُكسر ولا يُهزم، فادعاءات أمريكا وحلفائها ما هي إلا محاولات يائسة للتشويش على مشهد أصبح واضحاً للجميع.

اليوم، الشعوب العربية، بل وحتى الأوروبية، بدأت تُدرك أن ما يقوم به «أنصار الله» ليس عملاً معزولاً أو عدائياً، بل هو موقف نابع من إيمان حقيقي بنصرة فلسطين. وحتى من كانوا في السابق يصدقون الرواية الغربية التي تصف «أنصار الله» بالجماعة المسلحة أو الإرهابية، أصبحوا اليوم يرون الحقيقة: أنها حركة تناضل من أجل قضية إنسانية عادلة.

وقد أكد لنا العديد من أصدقائنا في أوروبا أن «أنصار الله» باتوا يحظون باحترام وتقدير متزايد، وأن صورتهم تغيّرت بشكل كبير في الوعي الأوروبي، حيث يُنظر إليهم اليوم كقوة تقف في وجه الظلم وتُدافع عن الحق الفلسطيني بكل شجاعة.

لا تحرير بدون مقاومة

هل تعتقد أن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين؟

لا خلاف على أن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، ولا يوجد حل لتحرير فلسطين سوى عبر البندقية، كما قال الإمام السيد موسى الصدر، أعاده الله، لكن هذا لا يتحقق إلا بتكاتف الجهود وتكاملها، وهو ما يؤمن به محور المقاومة، حيث تتعاون القوى الصادقة من “أنصار الله” في اليمن، إلى “حزب الله” في لبنان، فالمقاومة العراقية، وصولاً إلى الفصائل الفلسطينية، في إطار جهد مشترك لنصرة القضية المحورية للأمة وهي قضية فلسطين.

هذا التعاون الاستراتيجي، إن استمر وتعزز، سيكون بإذن الله طريقًا حقيقيًا نحو تحرير فلسطين، لأنها لا تُحرر بالشعارات، ولا بالمفاوضات وحدها، بل بالمواجهة والمقاومة، ومن يطالب بتسليم السلاح تحت شعار «السلام» يُظهر سذاجة مفرطة، لأن العدو لا يمنح السلام إلا لمن يفرض عليه احترامه بالقوة. السلاح هو وسيلة البقاء، ومصدر الاحترام، وعامل الردع الوحيد أمام عدو لا يفهم سوى منطق القوة.

اليمن يقف على الجبهة الأمامية

هل ترى أن ما قام به اليمن تجربة يجب أن يقتدى بها من جميع الشعوب العربية في مواجهه الظلم والطغيان؟

ما قام به اليمن ليس مجرد تجربة ناجحة، بل هو فعل يضع كل من يدّعي نصرة فلسطين أمام اختبار حقيقي، اليمن اليوم يُحرج الأنظمة العربية، ويُحرج الدول التي تتحدث باسم الإسلام وتزعم أنها تقف مع القضية الفلسطينية، بينما يقتصر دعمها على التصريحات أو المفاوضات.

ورغم أهمية العمل السياسي في بعض المراحل، إلا أنه لا يكفي وحده، ما يفعله اليمن هو الفعل الحقيقي.. مقاومة صادقة، عملية، ومباشرة، ورغم كل حملات التشويه ومحاولات الإعلام الممول للنيل من صورة «أنصار الله»، فإن الحقيقة باتت واضحة أمام الشعوب، خاصة في ظل وجود وسائل التواصل التي فضحت الكثير من الأكاذيب.

اليوم، الجميع يرى أن اليمن يقف على الجبهة الأمامية دفاعاً عن فلسطين، وأن هذا النموذج هو الطريق الذي يجب أن يُحتذى به في مواجهة الظلم والطغيان، لا بالكلام بل بالفعل والموقف.

فرصة ثمينة لتبادل التجارب

ما رسالتك من خلال مشاركتك في المؤتمر؟ وماذا تتوقع من مخرجاته؟

هذا المؤتمر الثقافي يعتبر في غاية الأهمية، لأنه يضع الوعي في قلب المعركة، نحن لا نقاتل فقط بالبندقية، بل بالكلمة، بالفكر، بالإعلام، بالشعر، بالمسرح، وبكل وسيلة تعبير. ويُعد المؤتمر محطة في غاية الأهمية، خاصة في ظل التحديات الكبرى التي تواجه القضية الفلسطينية اليوم، نحن لا نزال في بدايات المؤتمر؛ فقد كان يوم أمس هو يوم الافتتاح، ولا تزال أمامنا أيام مهمة من النقاشات والمباحثات.

نأمل أن تسفر الأيام المقبلة، خصوصًا بعد انتهاء الجلسات الحوارية والمشاورات، عن مخرجات عملية وواضحة، تتجسد في خطط ثقافية وإعلامية تستهدف فئة الشباب بشكل أساسي، وتعمل على تأطير جهودهم في دعم القضية الفلسطينية على المستوى الثقافي والفكري والإعلامي.

المؤتمر فرصة ثمينة لتبادل التجارب وتوحيد الجهود، وقد كان الحضور الدولي الواسع دليلاً على أن فلسطين لا تزال حاضرة بقوة في وجدان الأحرار حول العالم، وما ينبغي على كل مشارك فعله بعد انتهاء المؤتمر هو أن يتحول من موقع المتضامن إلى موقع الفاعل، من الكلام إلى العمل، وأن يعود إلى بلده أو مجتمعه حاملاً مسؤولية نشر الوعي، وتحفيز الناس، خاصة الشباب، على نصرة فلسطين بكل الوسائل الممكنة.

ونحن على ثقة أن المخرجات ستكون على قدر التطلعات، وسنعمل جميعًا على تنفيذها والبناء عليها للتحضير لخطوات أكبر وأكثر تأثيرًا في العام القادم، بإذن الله.

مقالات مشابهة

  • صناع الخير: عينيك في عنينا أبرز المبادرات الصحية للتحالف الوطني
  • زيارة بن حبريش الى السعودية تغضب الإنفصاليين بحضرموت.. حملة اعتقالات تطال قادة عسكريين وحلف قبائل حضرموت يصدر بيانا تحذيرا
  • أسرى يكشفون عن ترحيل الدعم السريع لـ «200» من ضباط الجيش إلى دارفور
  • ” فيديو مفبرك”.. اتحاد الكرة الأردني يصدر بيانا بعد تداول فيديو مسيء للعراق
  • الديوان الملكي السعودي يصدر بياناً هامّاً
  • حزب صوت الشعب يصدر بياناً بشأن «المهاجرين غير الشرعيين» في ليبيا
  • جديد الجهود الفرنسيّة لعقد المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار
  • الكاتب والصحفي اللبناني علي رضا يوسف سبيتي لـ” الثورة”:   جئنا من أرض المقاومة إلى رأس الحربة في الدفاع عن فلسطين
  • عاجل| السوداني: سيتم حل الفصائل المسلحة بالعراق بعد انتهاء مهمة التحالف الدولي
  • الجيش الإيراني يصدر بيانا بمناسبة يوم القدس العالمي