ما قصة تماثيل عين غزال الأردنية التي احتفل بها غوغل؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
عمّان – على قمة جبل القلعة في وسط العاصمة عمّان، تتربع التماثيل الحجرية -المعروفة بتماثيل "عين غزال"- وتعد أحد أقدم التماثيل التي صنعها الإنسان على مر التاريخ، إذ تصور أجسادا بشرية يعود تاريخها إلى ما يزيد على 8 آلاف عام قبل الميلاد.
وقد تم اكتشافها لأول مرة في الموقع الأثري بمنطقة عين غزال (شمال شرقي عمّان) في 30 سبتمبر/أيلول 1983، وتم العثور على مجموعة ثانية منها في عام 1985.
تعود قصة اكتشاف تماثيل عين غزال أثناء أعمال التنقيب في الموقع الذي يعود تاريخه إلى "العصر الحجري الحديث قبل الفخاري" (10200- 6400 ق.م)، إذ تم العثور على 32 تمثالا بشريا، مصطفةً داخل حفرتين تحت أرضيات المنازل المهجورة منذ فترة طويلة، وهو ما يعتبر -بحسب باحثين- دليلا على استيطان الإنسان للمنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ.
ويقول خبير الآثار، وعضو مجلس أمناء مُتحف الأردن، الدكتور زيدان كفافي إن "تماثيل عين غزال تعتبر الأكثر تميزا، وهي من النوع الفريد على مستوى العالم، بسبب طريقة صناعتها وتشكيلها على هيئة هيكل بشري من أعواد القصب، ومن ثم طليها بطبقة من الجص".
أحد تماثيل "عين غزال" بالمتحف الأردني بعمّان (الجزيرة) "أقدم عاصمة في العالم"ويضيف كفافي، في حديثه للجزيرة نت، أن "الموقع الذي اكتشفت فيه التماثيل يعد اليوم جزءا من العاصمة عمّان، وعمره يقارب 10 آلاف عام، وهذا يعني أننا نتحدث عن بزوغ أقدم عاصمة في العالم، بالنظر إلى أن الآثار المكتشفة تعود إلى العصر الحجري قبل الفخاري".
تماثيل "عين غزال" تعود إلى العصر الحجري الحديث (الجزيرة)ويلفت كفافي النظر إلى أن "طريقة تصنيع التماثيل تعطي مؤشرًا مهمًّا على معرفة السكان القدماء -في تلك الفترة الزمنية- بكيفية صناعة الجص، بالإضافة إلى أن دقة التصنيع تنعكس في تشكيل عناصر الوجه كالأعين والأنوف والأفواه، بل الأكثر غرابة هو استخدامهم الكحل المستخلص من مادة القار لعمل حدقة العين".
ويتابع "ما يشدك أكثر فأكثر هي تلك الحرفية في صناعة الأنوف، وكذلك الأرجل والأيدي والأصابع والأظافر، وهذا الأمر يعكس التقدم الفكري والذهني لدى سكان المنطقة".
موقع عين غزال الأثري تم اكتشافه أثناء توسعة الجرافات طريقا في العاصمة عمّان (الجزيرة)وردًّا على سؤال للجزيرة نت حول لحظة اكتشاف التماثيل في منطقة عين غزال لأول مرة، قال كفافي -الذي يعتبر أحد مديري مشروع حفريات عين غزال- "تم اكتشاف الموقع الأثري أثناء توسعة الجرافات لطريق في العاصمة عمّان في عام 1979 في منطقة عين غزال، ومن ثم بدأت الحفريات الأثرية فيه في عام 1982، عن طريق بعثة أثرية أردنية-أميركية مشتركة من دائرة الآثار العامة، وجامعة اليرموك، والمركز الأميركي للأبحاث الشرقية بعمان، وجامعة سان دييغو، ومركز التصحر في جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأميركية".
ويبلغ ارتفاع التمثال الكامل (للرجال والنساء والأطفال) قرابة متر، والنصفي نحو 40 سنتيمترا، بحسب كفافي.
ولا يعلم على وجه الدقة الأسباب الحقيقية التي دعت النحاتين القدماء لصنع تماثيل عين غزال، إلا أن إجماع العلماء انعقد على أنها قد أدت الغرض الذي صنعت من أجله، وتم دفنها بعد ذلك بأساليب فريدة، لتصبح مادة خصبة لأبحاث العلماء، والفنانين التشكيليين على مر العصور.
تماثيل "عين غزال" اكتسبت شهرة عالمية لدى الهواة ودارسي الآثار (الجزيرة) اهتمام عالميواكتسبت التماثيل المكتشفة شهرة عالمية، إذ يمكن مشاهدتها في المتحف الوطني للآثار في جبل القلعة بعمان، والتراث الأردني بجامعة اليرموك في إربد (شمالي الأردن)؛ وفي فرع متحف اللوفر بأبو ظبي في الإمارات، وفي متحف اللوفر بباريس، والمتحف البريطاني في لندن، إذ خضعت للترميم في بريطانيا، قبل أن تتم إعادة بعضها للأردن لتعرض في المتحف الوطني بعمّان.
ويشير عالم الآثار كفافي إلى أن "احتفاء محرك البحث العالمي (غوغل) بمرور 40 عاما على اكتشاف تماثيل عين غزال، يعود للاهتمام العالمي بهذه التماثيل، لما تمثله من أهمية تاريخية، إذ تعتبر من الأقدم في العالم، لذا فنحن مطالبون في الأردن بالمحافظة على هذا الإرث التراثي العظيم، والاهتمام به والترويج السياحي له على كافة المستويات".
غوغل يحتفي بتماثيل عين غزال في 30 سبتمبر/أيلول من كل عام وهو يوم اكتشافها (الجزيرة)وكانت دائرة الآثار الأردنية قد أصدرت بيانا، قالت فيه إن شركة غوغل احتفلت بتماثيل عين غزال عبر شعار مبتكر (غوغل دودل) جديد، يظهر على صفحتها الرئيسية للبحث "نظرا لكونها أحد أقدم التماثيل للشكل البشري"، وهي التماثيل المكتشفة في الأردن في عام 1983.
واستمد موقع عين غزال اسمه من نبع ماء كان يسقي سكان عمَّان لفترة من الوقت، وهو موقع يتمركز على ضفتي نهر الزرقاء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تماثیل عین غزال إلى أن فی عام
إقرأ أيضاً:
خلال زيارة مسؤول أوروبي كبير لـ”الأردنية”.. طلاب في رسالة: توقفوا عن التواطؤ وحاكموا الاحتلال
#سواليف
وجهت #كتلة_أهل_الهمة في الجامعة الأردنية رسالة إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية #جوزيف_بوريل بواسطة رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات.
وجاءت الرسالة خلال زيارة بوريل للجامعة اليوم الخميس لمنحه درجة الدكتوراة الفخرية في العلاقات الدولية.
وطالبت كتلة أهل الهمة في رسالتها المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الضغط بشكل حازم وغير مشروط على #الاحتلال لفتح المعابر فورا والسماح بدخول #المساعدات_الإنسانية العاجلة إلى قطاع #غزة.
مقالات ذات صلة الأمم المتحدة تحذر من قرب إغلاق المخابز في غزة لنقص الوقود والدقيق 2024/11/21كما طالبت الكتلة المجتمع الدولي بالتصدي لدعم آلة الحرب الصهيونية والعمل على محاسبة ومحاكمة الاحتلال.
ورفضت الاستمرار بدبلوماسية الكلمة، داعية لاتخاذ إجراءات اقتصادية ودبلوماسية رادعة ضد الاحتلال بما يشمل فرض العقوبات وتجميد التعاون السياسي والعسكري والأمني.
وعبر الكتلة عن رفضها لاستمرار السياسات المتخاذلة “حد التواطؤ”، مبينة أن كل يوم في تأخير التحرك الجاد هو شراكة ضمنية في الجريمة.