صحيفة بريطانية: حرب أكتوبر أعادت تنظيم الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
لا تزال حرب أكتوبر المجيدة تشغل الصحف العالمية والإسرائيلية والبريطانية، رغم مرور 50 عامًا عليها، وقد عنونت صحيفة “الجارديان” في مقال لمراسلتها في القدس بيثان ماكيرنان "الأيام التالية كانت جحيما": كيف أعادت حرب يوم الغفران تنظيم الشرق الأوسط؟".
وقالت ماكيرنان في مقالها، إن أحداث حرب أكتوبر غيرت إسرائيل والمنطقة ومسار الحرب الباردة، مشيرة إلى أن أصداء حرب "يوم الغفران" حسب التسمية الإسرائيلية، لا تزال محسوسة حتى اليوم.
وأضافت أنه "بعد حرب الأيام الستة (حرب النكسة 1967) ، تملك إسرائيل شعور بالغطرسة والرضا عن الذات، فبعد ثلاث جولات من القتال مع الدول العربية المحيطة بها على مدى 25 عاما منذ ولادة إسرائيل في عام 1948، بدا أن إسرائيل قد أخضعت أخيرا جيرانها المعادين لها، ولأول مرة منذ آلاف السنين، بدا مستقبل الشعب اليهودي آمنا".
وأوضحت ماكيرنان أن الحال استمر كذلك إلى أن وقعت حرب أكتوبر 1973 وظهرت نتائجها للعالم.
وتابعت "لم يعد الشرق الأوسط كما كان مرة أخرى. وبسبب رضاها عن أدائها العسكري الأولي، تمكنت مصر من الجلوس إلى طاولة المفاوضات لإجراء محادثات أسفرت عن مغادرة الإسرائيليين لشبه جزيرة سيناء كجزء من أول اتفاق سلام عربي مع إسرائيلي، والذي تم التوصل إليه في عام 1979".
وفي إسرائيل، قالت الكاتبه إن صدمة الحرب أحدثت تحولا في المشهد السياسي، لافته إلى استقالة رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير مع حكومتها بأكملها.
وأضافت: "أما حزب العمل الديمقراطي الاجتماعي الذي حكم إسرائيل حتى ذلك الحين فقد شهد انحدارًا منذ ذلك الحين، ورغم أنه استوعب الدرس الواقعي المتمثل في أن إسرائيل لا تستطيع الاعتماد على التفوق العسكري فحسب، فقد بدأ خليفتها إسحق رابين عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حرب أكتوبر المجيدة الصحف العالمية صحيفة الجارديان الشرق الأوسط حرب يوم الغفران إسرائيل جولدا مائير حرب أکتوبر
إقرأ أيضاً:
لماذا تعد خطة ترامب لـتطهير غزة زعزعة لاستقرار الشرق الأوسط؟
نشر موقع "ريسبونسيبل ستيتكرافت" تقريرًا يتناول فيه تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إجبار دول عربية مثل مصر والأردن على استقبال لاجئين من غزة كجزء من خطة لـ"تطهير" المنطقة، معتبرًا أن ذلك يعدّ جريمة حرب وفق القانون الدولي.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إنه في حال منح الرئيس ترامب الضوء الأخضر لتنفيذ مثل هذا المخطط، فإن النتيجة ستكون زعزعة استقرار الدول المجاورة بشكل كبير، مما يتناقض مع الهدف الذي أعلنه الرئيس الأمريكي خلال الفترة الماضية بالرغبة في تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
خطر الإطاحة بملك الأردن
وأوضح الموقع أن الأردن على وجه الخصوص سيواجه اضطرابات يمكن أن تطيح بالملك عبد الله الثاني والنظام الملكي الذي تعاون لفترة طويلة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ما يعني أن تخسر واشنطن حليفًا وتحوّله إلى عدو، أو في أفضل الأحوال حكومة لا تهتم بالتعاون مع تل أبيب وواشنطن.
وذكر الموقع أن الأردن وقع معاهدة سلام مع "إسرائيل" في 1994، وكان أحد البنود الرئيسية في المعاهدة هو أن لا تقوم "إسرائيل" بتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها.
واعتبر أن إجبار الفلسطينيين على عبور الحدود نحو الأردن سيضع الملك عبد الله أمام خيارين: إما أن يرد على هذه الخطوة، مما قد يؤدي إلى فقدان المساعدات الأمريكية التي تساعده في الحفاظ على عرشه، أو السماح باستمرار هذه الجريمة، وهو ما قد يؤدي إلى الإطاحة به.
وأضاف الموقع أن الإخوان المسلمين في الأردن، والذين فازوا بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية في أيلول/ سبتمبر، وتعرضوا في السنوات الأخيرة لقمع متزايد من النظام وردوا عليه بمواقف أكثر تصلبا، سيكونون الأقرب إلى تولي السلطة إذا تمت الإطاحة بالملك.
وتوقع الموقع أن تكون الحكومة الناتجة عن الإطاحة بالنظام في الأردن، سواء كانت من الإخوان أو من فصيل آخر، مؤيدة بشكل كبير للقضية الفلسطينية، تناغما مع مشاعر عموم الأردنيين الذين ينحدر أكثر من نصفهم من أصول فلسطينية، وقد تجلى عمق تلك المشاعر في المقاطعة الواسعة للمنتجات والشركات الأمريكية والأوروبية، بالإضافة إلى الهجمات الأخيرة على الحدود والسفارة الإسرائيلية.
قصر نظر ترامب
وكان السيناتور ليندسي غراهام، وهو جمهوري وحليف قوي للرئيس، قد عبر عن استغرابه من تصريحات ترامب بشأن إجبار حلفاء الولايات المتحدة على قبول اللاجئين الفلسطينيين، وقال: "لا أعرف ما الذي يتحدث عنه. لكن اذهبوا وتحدثوا مع محمد بن سلمان، اذهبوا وتحدثوا مع الإمارات، اذهبوا وتحدثوا مع مصر. ما خطتهم للفلسطينيين؟ هل يريدون رحيلهم جميعًا؟".
وحسب الموقع، فإن رؤية ترامب ربما تقوم على أن حكومات الأردن ومصر تعتمد على الولايات المتحدة ولا تستطيع رفض خططه، لكن ليس من مصلحة الولايات المتحدة والحكومة الإسرائيلية تسهيل الإطاحة بالملك عبد الله واستبداله بحاكم أقل تعاونًا.
وكان أعضاء من الكونغرس، قد ناقشوا في بداية الحرب على غزة خطة تتطلب من حلفاء الولايات المتحدة قبول اللاجئين الفلسطينيين، وتلك الدول هي مصر وتركيا والعراق واليمن، لكنها لم تشمل الأردن، وربما يعكس ذلك فهما تاريخيا عميقا بأن تهجير الفلسطينيين إلى الأردن لم يسهم سابقا في حل القضية الفلسطينية، وفقا للموقع.
وكتبت وزيرة التعليم السابقة في منظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، على منصة إكس: "ملاحظة إلى الرئيس ترامب: إن فلسطين، بما في ذلك غزة، والضفة الغربية والقدس، هي أرض الشعب الفلسطيني […] إن التطهير العرقي ليس أمرًا غير إنساني وجريمة حرب فحسب، بل يمثل أيضًا تهديدًا خطيرًا لاستقرار المنطقة بأكملها ولسيادة الدول المجاورة. وهكذا تبدأ الحروب، ولا تنتهي".
وختم الموقع بأن تعهدات ترامب بإحلال السلام في المنطقة لن تتحقق بزعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة مثل الأردن ومصر، لأن ذلك سيؤدي إلى عكس ما وعد به تمامًا.