"باب السلسلة".. ملاذ المبعدين عن المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
القدس المحتلة - خاص صفا
في الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك، يتربع باب السلسلة بين المدرسة الأشرفية شمالًا، والمدرسة التنكرية جنوبًا، يتميز بنقوش معمارية مختلفة صُنعت من الجبص الملون لتضفي جمالًا ورونقًا خاصًا على أبواب أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
ويُشرف الباب الذي يحظى بمكانة تاريخية عالية، ويعود بناؤه إلى سنة 912م، على شارع يضم العديد من المدارس الإسلامية في القدس المحتلة، وهو طريق باب السلسلة.
جُدد بناؤه في الفترة الأيوبية عام 1200م، وله مدخلان: الأول شمالي يُسمى باب "السكينة"، وهو مقفل ولا يُفتح إلا للضرورة، والثاني جنوبي يُسمى باب السلسلة، وهو مفتوح، ولهما مدخل مستطيل بارتفاع 4.5 أمتار.
هذا الباب كباقي أبواب الأقصى، بات مسرحًا لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه الذين يُدنسونه عقب خروجهم من المسجد الأقصى، بالطقوس والصلوات التلمودية، والرقصات الاستفزازية، و"السجود الملحمي"، وغيرها من الانتهاكات العنصرية.
وأضحى الباب مكانًا وحيدًا يتجمع عنده المرابطون والمرابطات المبعدون عن المسجد الأقصى، كي يُرابطوا على أعتابه، متحدين بالصلاة وقراءة القرآن الكريم الاحتلال وإجراءاته التعسفية بحقهم، غير آبهين لعمليات القمع والتنكيل، التي تزداد خلال موسم الأعياد اليهودية.
ورغم الإبعاد والقمع، يحرص المبعدون على استمرار رباطهم عند باب السلسلة يوميًا، والتصدي لاقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم بالهتافات والتكبير، في مشهدٍ يُعبر عن دفاعهم الشديد عن المسجد الأقصى، وشوقهم للصلاة في باحاته.
قيمة استراتيجية
ويشكل باب السلسلة قيمة استراتيجية وأهمية تاريخية كبيرة، كونه يُعد من أجمل أبواب الأقصى وأكثرها ارتفاعًا، ومطلًا على حائط البراق، وهو الممر الوحيد إلى باب الخليل وقلعة القدس التاريخية. كما يقول الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب
ويوضح أبو دياب، في حديث لوكالة "صفا"، أن هذا الباب يُفضي إلى حارة باب السلسلة، التي تُعد من أهم الحارات في القدس القديمة، ومن معالمه سبيل سليمان القانوني والمدرسة التنكزية والمكتبة الخالدية، والمحكمة المملوكية، بالإضافة إلى الكثير من المدارس والأسبلة.
ويضيف أن سلطات الاحتلال تستهدف هذا الباب التاريخي عبر السيطرة عليه بشكل غير مباشر، من خلال السماح للمتطرفين اليهود بالخروج منه عقب اقتحامهم المسجد الأقصى، والقيام بأعمال استفزازية وطقوس تلمودية عنده.
وخلال ما يسمى عيد "العُرش" اليهودي، شهدت منطقة باب السلسلة تصاعدًا غير مسبوق في وتيرة الاعتداءات على المبعدين، تخللها اعتقال ثلاثة منهم، فضلًا عن عمليات الضرب والدفع التي طالت عددًا من المرابطات وإبعادهن بالقوة عن المنطقة، في محاولة لإنهاء بؤرة الاشتباك المتبقية في وجه العدوان عند باب السلسلة.
ولم تسلم الطواقم الصحفية من اعتداءات الاحتلال، بل تعرضت لمضايقات واستفزازات المستوطنين في المنطقة المذكورة أمام عدسات الكاميرات، بالإضافة إلى عرقلة عملهم وتغطيتهم للأحداث التي تشهدها البلدة القديمة والمسجد الأقصى ومحيطه.
ملاذ المبعدين
ويعتبر باب السلسلة واحدًا من أهم الأبواب الثلاثة التي يتم فتحها للمصلين لأداء صلاتي العشاء والفجر، ويفضّل الناس بشكل عام استخدامه أكثر من غيره من الأبواب الأخرى، كونه يقود إلى أسواق البلدة القديمة وشوارعها.
وبهذا الصدد، يبين أبو دياب أن الاحتلال يتعمد فتح الباب، إلى جانب بابي حطة والمجلس لأداء صلاتي العشاء والفجر فقط، في محاولة خطيرة لإغلاقه بالكامل، وبسط سيطرته الكاملة عليه.
وشهد الباب- وفقًا للباحث المقدسي- الكثير من الأحداث والعمليات الفدائية، التي أدت لإصابة ومقتل جنود إسرائيليين، فضلًا عن تحويله إلى ثكنة عسكرية، تُشكل نقطة أمنية لتواجد قوات الاحتلال بشكل دائم فيها، لأجل حماية المستوطنين، باعتباره ملاصقًا لحارة الشرف التي هودها وحولها إلى ما يُسمى "حارة اليهود".
ويتابع أن الباب يشكل أيضًا، ملاذًا وحيدًا للمبعدين عن الأقصى والنقطة الأقرب إليه، بهدف التعبير عن رفضهم لسياسة الإبعاد، والدفاع عن المسجد وحمايته من ممارسات المستوطنين.
ويؤكد أن "جماعات الهيكل" المزعوم عينها على كل أبواب الأقصى، وتحاول الضغط على حكومة الاحتلال باتجاه فتحها أمام الاقتحامات، سيما بابي الأسباط والسلسلة، نظرًا لأهميتهما التاريخية.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: قدس باب السلسلة تهويد المسجد الأقصى باب السلسلة عن المسجد
إقرأ أيضاً:
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024، المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستعمرين اقتحموا باحات الأقصى، وقاموا بجولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية.
المصدر : وكالة سوا