مرصد الأزهر ينشر مؤشر أنشطة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا خلال سبتمبر 2023
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
نشر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، مؤشر أنشطة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا لشهر سبتمبر 202، موضحًا أنه انتابت حالة من الاضطراب مؤشر العمليات الإرهابية التي تشنها التنظيمات المتطرفة في إفريقيا خلال شهر سبتمبر 2023؛ حيث اختلفت بداية الشهر عن نهايته، فبينما واصل المؤشر في مطلع الشهر حالة الهبوط التدريجي، جاءت الأيام العشر الأخيرة من الشهر ودقت معها نواقيس الخطر من استفحال النشاط الإجرامي الذي تمارسه جماعات العنف والإرهاب في ربوع القارة، خاصة حركة الشباب الصومالية التي تسعى بشتى الطرق لاستغلال انسحاب بعثة الاتحاد الإفريقي وقوامها 3000 جندي من الصومال، بجانب الضربات المتفرقة التي توجهها التنظيمات الإرهابية التي تطمع في فرض سيطرتها على الساحل غربًا ودخول بعض المليشيات المسلّحة على خط المواجهة.
وأوضح المرصد، أن شهر سبتمبر 2023م سجّل في مجمله انخفاضًا نسبيًّا مقارنة بشهر أغسطس من العام ذاته بمعدل 3.1%؛ حيث وقعت (31) عملية إرهابية، أسفرت عن سقوط (757) ضحية، و(120) مصابًا، واختطاف (9) آخرين. بينما بلغ عدد العمليات في شهر أغسطس (32) عملية إرهابية، خلّفت وراءها (219) ضحية، وإصابة (74) شخصًا، واختطاف (55) آخرين. وعلى الرغم من انخفاض عدد العمليات الإرهابية الشهر الماضي، إلا أنّ عدد الضحايا فاق العدد المسجل في شهر أغسطس من العام ذاته، بما يمكن التعبير عنه بـ"انخفاض معدل العمليات مقابل تفاقم دمويتها".
وتابع المرصد: هذا يمكن تفسيره بأن الهجمات كانت أكثر فتكًا، لا سيما الهجمات التفجيرية وأن عددًا غير قليل من تلك الهجمات استهدف تجمعات أو أماكن مزدحمة كما حدث في الصومال في الجمعة الأخيرة من الشهر عندما استهدفت حركة الشباب سوقًا محليًا بولاية هير شبيلي بوسط البلاد.
منطقة شرق إفريقيا
وأكد المرصد، أنه بحسب الإحصائية فقد جاءت منطقة شرق إفريقيا في المركز الأول من حيث عدد العمليات والضحايا؛ إذ شهدت بمفردها (16) حادثًا إرهابيًا، أي أكثر من نصف العدد الإجمالي للعمليات الإرهابية التي نفذتها التنظيمات المتطرفة في إفريقيا خلال الشهر، بما يعادل (51.6 %)، خلفت ورائها (534) من الضحايا، و(88) من المصابين، وكان لـدولة "الصومال" منها النصيب الأكبر بواقع (13) عملية إرهابية، بينها (5) عمليات تفخيخ، ما أسفر عن سقوط (518) ضحية، و(70) جريحًا. أما "كينيا" فقد تعرضت لـ (3) عمليات إرهابية أدت إلى مقتل (16) شخصًا، وإصابة (18) آخرين.
ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الصراع الدائر بين القوات الحكومية وحركة الشباب الإرهابية يشهد حالة من الاستنفار؛ حيث يشتعل قتال القوات الحكومية ضد الحركة بمؤازرة مليشيات عشائرية مسلحة، فضلًا عن دعم قوات بعثة الاتحاد الإفريقي، وتارة أخرى تخبو جذوة الصراع معها، وما يجري حاليًا لا يعدو عن كونه حربًا بين قوى غير متكافئة من ناحية التنظيم والتكتيكات والقدرة على البقاء في ساحة الحرب، فتكمن الإشكالية في افتقار الحكومة إلى آلية تنفيذ استراتيجية الحرب الشاملة التي أعلنتها الحكومة ضد حركة تعد الأقوى والأكثر تنظيمًا في شرق إفريقيا.
منطقة الساحل الإفريقيووفقًا للإحصائية، فقد احتلت منطقة الساحل الإفريقي المرتبة الثانية من حيث عدد العمليات وما أسفرت عنه من ضحايا؛ حيث شهدت المنطقة خلال شهر سبتمبر المنصرم، (13) هجومًا إرهابيًا أي بما يعادل (41.9 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، أدت إلى مقتل (204)، وإصابة (32) بجراح. وقد تعرضت "مالي" وحدها لـ (7) عمليات إرهابية والتي أدت إلى مقتل (77)، وإصابة (10). وتعرضت "بوركينافاسو" لـ (4) عمليات أسفرت عن مقتل (6)، وإصابة (10) بجراح. بينما تعرضت "النيجر" لعمليتين إرهابيتين أسفرتا عن مقتل (45)، وإصابة (12) آخرين.
ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن منطقة الساحل الإفريقي لا زالت تشهد أزمات سياسية وتوترات أمنية متداخلة نتيجة لانتشار التنظيمات المسلحة العابرة للحدود وعصابات الجريمة المنظمة، وانخراط بعض الدول في المواجهات للوصول إلى الموارد والثروات الطبيعية وفرض السيطرة والنفوذ. ويجدّد المرصد تحذيره من مغبة تردي الأوضاع الأمنية، وحالة عدم الاستقرار السياسي التي تشهدها بعض دول الساحل، والذي قد يطال دولًا أخرى كانت من قبل بمنأى عن التهديدات الإرهابية.
منطقة غرب إفريقيا
أما منطقة غرب إفريقيا، فقد جاءت في المرتبة الثالثة، حيث تعرضت لهجومين إرهابيين، أي بما يعادل (6.4 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، وقع أحدهما في "نيجيريا"، ما أدى إلى مقتل (10)، واختطاف (9). فيما وقع الهجوم الثاني في "غانا" التي لم يصلها خطر الإرهاب بعمق من قبل، حيث أسفر الهجوم عن سقوط (9) من الضحايا، دون وقوع أي إصابات.
وتمثل جمهورية غانا" - ضمن مجموعة دول أخرى مطلة على خليج غينيا - حالة استثنائية على خارطة النشاط الإرهابي في المنطقة، فرغم تجاورها مع "بوركينافاسو" إحدى أكثر دول المنطقة تضررًا من تهديدات التنظيمات الإرهابية، إلا أنها لم تكن مسرحًا لعمليات إرهابية. وبرغم ذلك سعت التنظيمات الإرهابية إليها في إطار محاولات التغلغل والتوسع الجغرافي التي تسعى إليه هذه التنظيمات. لذا يهيب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بالجهات الفاعلة في المنطقة بضرورة التصدي لهذا الزحف المخيف القادم من دول الجوار، وضرورة تأمين العبور عبر الحدود النفاذة.
منطقة وسط إفريقيا
وقال مرصد الأزهر، إن العجيب في هذا الشهر أن منطقة وسط إفريقيا لم تشهد وقوع أي هجمات إرهابية – فيما تم الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام الرسمية والموثوقة، غير أن قياديًا بتنظيم «القوات الديمقراطية المتحالفة» الموالي لتنظيم داعش الإرهابي، لقي مصرعه أثناء عملية تمشيط قام بها الجيش الكونغولي مدعومًا بالجيش الأوغندي. الأمر الذي يمكن تفسيره بأن التنظيمات المتطرفة المنتشرة في وسط القارة الإفريقية وجدت حائط صد قوي في وجه إجرامها، وهو ما يثمّنه مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، داعيًا إلى مزيد من المواجهات الحاسمة في سبيل القضاء على تلك التنظيمات.
جهود مكافحة التنظيمات الإرهابيةوعلى صعيد جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهر سبتمبر (913) قتيلًا و(473) معتقلًا، فضلًا عن استسلام (2) آخرين.
ففي منطقة شرق إفريقيا، تمكنت الحكومة الصومالية من تصفية (557) من مقاتلي حركة "الشباب" الإرهابية، واعتقلت (2)، فيما استسلم إرهابيان طواعية لقوات الجيش، من جانبه تمكن الجيش الغيني من اعتقال (6) من عناصر الحركة الإرهابية خلال عملية أمنية بالبلاد.
وفي منطقة الساحل، أسفرت جهود القوات الأمنية في "مالي" عن تصفية (6) من العناصر الإرهابية. وتمكنت القوات البوركينية من تحييد (17) عنصرًا واعتقال (9) آخرين.
وفي غرب القارة، أثمرت جهود الجيش النيجيري في مكافحة تنظيمي "بوكو حرام" و"داعش غرب إفريقيا" تحييد (179) من العناصر الإرهابية، واعتقال (456) آخرين.
هذا ويؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن مكافحة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا تتطلب تعاونًا محليًا وإقليميًا ودوليًا، ومواجهة عسكرية وفكرية على حد سواء، مع ضرورة أن تكون هناك خطط تنمية حقيقية لمواجهة الفقر الذي يعد أرضًا خصبة لانتشار الأفكار المتطرفة. ويهيب المرصد بالمجتمع الدولي أن يكون هناك نوع من الدعم والمساندة الجادة للتخلص من مثل هذه الأزمات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مرصد الأزهر أنشطة التنظيمات الإرهابية أفريقيا مكافحة التطرف حركة الشباب الاتحاد الإفريقي التنظیمات الإرهابیة فی إفریقیا العملیات الإرهابیة منطقة الساحل عدد العملیات شرق إفریقیا حرکة الشباب شهر سبتمبر إلى مقتل
إقرأ أيضاً:
بكلمات مؤثرة.. مرصد الأزهر ينعي الشهيد خالد نبهان صاحب عبارة «روح الروح»
نعى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بكلمات مؤثرة، الشهيد خالد نبهان، صاحب العبارة التي هزت العالم «روح الروح»، والتي سطّر بها قصة إنسانية مشرفة في الدفاع عن الوطن.
وعبر الصفحة الرسمية لـ مرصد الأزهر تم نشر النعي الآتي، تخليدا لذكرى أناس هم المستحقّون لأن يذكرهم التاريخ بإنسانيتهم وحبّهم لأرضهم التي ولدوا عليها، وحرصهم في الدفاع عن هذه الأرض حتى ولو كان الثمن حياتهم، وكانت كلمات النعي التي أطلقها مرصد الأزهر كرسالة تذكارية للعالم كالآتي: «روح الروح… كلمات هزت ضمائر العالم منذ عام لتعود اليوم من جديد بعد استــ شــ هاد قائلها، الشيخ خالد نبهان، في قصف و-حشي لا يختلف عما استهدف حفيدته الطفلة ريم، ليغادر في صمت ووجع بعدما استطاع رسم البسمة والأمل على وجه الفلسطينيين رغم فقده لـ "روح الروح" كما وصفها… ويسطر برحيله قصة إنسانية جديدة تضاف إلى أكثر من 40 ألف قصة اســ تشــ هد أصحابها، تاركين خلفهم ذكريات لا تنسى ليثبتوا للعالم أنهم ليسوا أرقامًا بل أرواحًا تبحث عن الأمل والوطن».
الشهيد خالد نبهان نموذج يجسّد معاناة الفلسطينيينيذكر أنه في وقت سابق من اليوم الإثنين، استشهد خالد نبهان، الرجل الفلسطيني المشهور بعبارة «روح الروح»، والذي قال هذه العبارة حينما كان هناك قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات جنوب قطاع غزة، وأثناء القصف هرول خالد إلى المكان الذي يتواجد فيه جثمان حفيدته الطفلة ريم، وبكى بكاء شديدا واحتضن الجثمان وظل يكرر عبارة «روح الروح»، في لحظة حزينة من كل الاتجاهات، من الظلم والفجر الذي تملّك جيش الاحتلال وجعلهم يستمرون في انتهاكات مستحدثة لم يذكر التاريخ مثلها، من الأطفال الذين راحوا غدرا غير حفيدته، من الأبرياء المستهدفين في المستشفيات، من الشيوخ والنساء الذين يتم تخويفهم، من البلد الذي بدأت بيوته تتحول لبيوت، فلم يرى أحد أو يسمع منذ بداية عهد البشرية وحتى الآن عن أطفال ونساء يموتون جوعا بسبب حصار، أو عن قصف لمستشفيات يتم فيها معالجة المصابين، أو عن استهداف مخيمات لنازحين تحمل بين جدرانها القماشية كل الأبرياء الذين ليس لهم ذنب في هذا العالم، سوى أنهم فلسطينيون يريدون البقاء في أرضهم.
اقرأ أيضاًلحق بحفيدته بعد عام على استشهادها.. من هو الشيخ خالد نبهان صاحب عبارة «روح الروح»؟
استشهاد الشيخ خالد نبهان صاحب عبارة «روح الروح»