من الجماعة إلى الحركة.. الاتجاه الإسلامي في تونس تواجه مصيرها
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
إذا جاز القياس الأدبي على التاريخي، جاز لنا القول إنّ علاقة الحركة الإسلامية في تونس بالسلطة السياسية، قد كانت محكومة وبشكل متواتر بثنائية سرديّة هي "الأزمة والانفراج". وبحسب الوضع الذي تكون عليه السلطة من القوّة أو الضعف تتعامل مع الحركة إمّا بالحلّ الأمني والملاحقة والتضييق أو بالمناورة والمداورة وترك هامش للحركة.
إذا كانت مرحلة التأسيس قد حققت غاية التفاف الأنصار وتحشيد الجموع حول فكرة "الإسلام الاحتجاجي" الذي يستحضر ميراث النبوّة و"عذابات بواكيرالدعوة" فإنّ مرحلة ما بعد التأسيس (1982/ 1984) وانكشاف التنظيم هي مرحلة "إدارة الأزمة". فبعد اعتقال القيادات الأولى شهد التنظيم فراغا قياديا سريعا ما ملأته قيادات الصف الثاني وأهمّ هؤلاء علي العريض الذي ترأس مجلس الشورى رغم دخوله مرحلة السريّة. ووجدت الجماعة نفسها ضمن مأزق دستوري بين شرعيتين: قيادة مفوّضة بما قرره المؤتمر وقيادة شرعية مؤقتة بما فرضه واقع الملاحقة الأمنيّة. والسبب في هذه الازدواجية هو أنّ قوانين التنظيم ـ لقلة الخبرة في الفقه الدستوري ـ قد صيغت على غير مقاس حركة مهددة بالقمع والاعتقالات. ورغم سدّ هذه الثغرة فيما بعد غير أنّ الأمر عاد هذه الأيام لنفس المأزق.
على كلّ حال اجتمع من تبقّى من مجلس الشورى الشرعي المنبثق من مؤتمر سوسة الاستثنائي لتدارس الوضع التنظيمي فانتخب فاضل البلدي مشرفا مؤقتا فما لبث أن غادر البلاد ملاحقا. فوقع تعيين قيادة مفوّضة بادرت بلائحة في شهر ماي/ أيار 1982 تضمّنت ثلاثة نقاط:
1 ـ اعتبار أنّ مجلس الشورى والمشرف الأصليين في وضعية لا تمكّنهم من تأدية مهامهم.
2 ـ اعتبار المجلس الجديد هو مجلس شرعي مؤقت وكذا المشرف الجديد إلى حين عقد مؤتمر الحركة أو خروج المشرف الأصلي (راشد الغنوشي) من السّجن.
3 ـ في صورة توفر ثلثي المجلس الأصلي أو خروج المشرف الأصلي من السجن يقع الاحتكام إلى القاعدة لتسوية الوضعية القانونية والشرعية.
وبهذه اللائحة صعد مهندسان إلى أعلى التنظيم: حمادي الجبالي مشرفا وعلي لعريض رئيس مجلس الشورى. وهكذا عاد التنظيم إلى وحدته ورصّ صفوفه رغم صراع الشرعيات.
الحقيقة أنّ بن عليّ قد أنقذ رقاب الإسلاميين من المشنقة ولكنّه سوف يهيّء لهم كمّاشة ستمتدّ على أكثر من عشرين سنة.غير أنّه لا بدّ من توقّف عند هذه النّقطة بالذّات لكونها مثّلت من فترة إلى أخرى عنصر توتّر تنظيمي أثّر بشكل مباشر على قواعده وفتح الباب لخروج أفراد نوعيين عن التنظيم. ونشهد هذه الأيام تقريبا نفس السيناريو يعاد بعد حملة اعتقالات لأهمّ قيادات "النهضة" ـ وريثة الاتجاه الإسلامي ـ وتململ القواعد وترددها في اتخاذ قرار انجاز المؤتمر الحادي عشر الذي تأخّر لأربع سنوات. قلنا إنّ المأزق القانوني الذي ما يفتأ يظهر في أغلب المراحل إنّما يعود لطبيعة مثل هذه الحركات والتنظيمات التي لم تستطع التخلّص من عقليّة العمل السرّي والحسابات الأمنيّة وهاجس الحفاظ على "جسم الحركة". فتكون "إكراهات الواقع" أسبق على "احترام اللوائح".
لم يكن والطوق الأمني يضيق على الحركة من سبيل لبعث الروح في التنظيم غير الانكفاء على هموم الحركة الداخليّة وأهمّها "رسم ملامح البديل الإسلامي" للإجابة على سؤال المضمون الذي كثيرا ما أحرج طلبة الاتجاه الإسلامي في الجامعة في فترة الثمانينات. من أجل هذا وقع إقرار ما يسمّى بـ"مشروع الأولويات" ويتضمّن تمشيات ثلاثة متصلة الحلقات:
أ ـ تقييم المرحلة السابقة من العمل الإسلامي.
ب ـ تحديد خصائص الوضع التونسي حضاريا وسياسيا واقتصاديا وتحديد الأصول المنهجية والعقائدية لفكر الحركة وما يتأسس عليها وعلى تحديد خصائص الوضع من برامج وبدائل.
ج ـ رسم استراتيجية العمل الإسلامي مستقبليا على ضوء التقييم وتحديد خصائص الواقع ورسم ملامح البديل الإسلامي.
وكان علينا انتظار صائفة 1984 لإعداد مشروع التقييم وسنة 1986 لظهور الورقات الفكريّة.
ويمكن التعليق على هذا المشروع بأنّه بداية تحوّل في "عقل التنظيم" من الشعار إلى التأسيس النظري الذي سيكون ورقة عمل ورؤية تلزم المنتمين إليه على معنى الخلفية الايديولوجية المنضبطة لقراءة الواقع التونسي وربط البديل بـ "التراث الفقهي". وبدون الدخول في تفاصيل نظريّة مشروع لنا طرح أسئلة الأفكار: على أيّ مدرسة فقهية استند هذا البديل؟ هل المالكية التي تهيمن على المدرسة الزيتونية؟ هل هي انتقائية "تأخذ من كلّ مدرسة بطرف"؟ ما مدى تأثير ابن تيمية وما نعلم منه من تشدّد في سياقنا هذا؟ (لراشد الغنوشي كتاب بعنوان "القدر عند ابن تيميّة") وأهمّ من كلّ هذا أين هذه الوثيقة التقييمية نصّا ظلّ "مجهولا"؟ ورغم كلّ هذه الأسئلة لا بدّ من اقرار فضل لهذه الورقة يتمثّل في الايمان بالنّقد الذاتي وما يمكن أن يسمح به من مرونة سنجد أثرها لاحقا.
كان سياق الثمانينيات في الحقيقة هو سياق مواجهة حركة الاتجاه الإسلامي لمصيرها. تدير أزمات متلاحقة من قضايا الشرعية فالفراغ النظري إلى نزيف الانكشافات المتتالية. كان آخرها في كانون ثاني/ يناير 1983 حيث انكشف للسلطة المرتبكة زمنئذ بين قضية خلافة بورقيبة والرعب الذي جرّته أحداث قفصة، المكتب التنفيذي للحركة ومجلس الجامعة وتعتبر هذه من أقوى الضربات التي تلقتها الحركة ودفعتها إلى إلغاء الفصل بين مؤسستي الشورى والتنفيذي مركزيا وجهويا فتصبح الحركة بثلاثة رؤوس: حمادي الجبالي علي لعريض ومحمد القلوي.
وللحق أثبتت هذه الحركة قدرة على التطور التنظيمي وتجدده ويُعزى هذا إلى ايمان عقائدي يبثّ فيهم حماسة واستعدادا للتضحية.
المسألة النقابية
انتبهت الحركة إلى أهمية العمل النقابي الذي بدا يستفرغ الاتجاه العاشوري (نسبة للحبيب عاشور الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل 1913 ـ 1999 المسجون ساعتها بعد أحداث 78) وتحتلّ التنظيمات اليسارية مواقع متقدمة في النقابات. وسواء كان الدخول إلى النقابات هو فصل من فصول مواجهة "العلمانية" أو كانت تكتيكا لتوسيع جبهات المواجهة فإنّ ضربة تموز / يوليو 1981 قد كشفت ضعف تواجدهم في أهمّ منظمة اجتماعية قادرة على تحقيق التوازن مع السلطة. فانتدبت لهذه المهمّة العنصر الحركي محمد القلوي لا لوضع خطّة يتسرّب بها رفاقه إلى هياكل الاتحاد بل وضع الدراسات لفهم القوى النقابية وتصنيفها بحسب قربها من الهويّة أو انكارها لها.
مرّة أخرى تسقط الحركة في فخّ الانكشاف بعد عثور الأمن على أرشيف الحركة بضاحية حيّ الزهور بالعاصمة في 6 تموز / يوليو 1986 وكان أخطرها. فقد كشف كلّ مجريات مؤتمر سليمان (1984) السرّي نوابا ولوائح ونقاشا داخليا وهو ما عجّل الحركة للإسراع بعقد مؤتمر المنار في كانون ثاني / يناير 1987 ولكنّه في الآن نفسه عجّل أيضا بحملة اعتقالات واسعة ستشهد أحكاما قاسية تصل إلى الإعدام.وقد كانت الخطة تعتمد على مساندة رئيس الاتحاد في صراعه ضدّ اليسار باعتباره في كلّ الأحوال أفضل من "العلمانيين" ومحاولة التسرّب للقيادات المتوسّطة. وقد نجح القلوي في تمكين الإسلاميين من نقابات التعليم التقني والبناء والكهرباء والغاز والوصول إلى المكاتب الجهوية. وبرغم هذه الاكتساح فإنّ ضعف التجربة النقابية وغياب ثقافة النضال من داخل هياكل تعتبر أنّ الدفاع عن الطبقة العاملة استراتيجيا تسعى نحو أفق اشتراكي هو ما جعل من هذا النضال نضالا "مشبوها" في أزمنة الايديولوجيات.
الإسلاميون في الجامعة
كان النشاط التلمذي في الثمانينيات يصبّ مباشرة في الجامعة. وكلّ هذا الزّخم البشري كان يمور في أغلب الأجزاء الجامعيّة ويشكّل ظاهرة جديدة في الفضاء الجامعي الذي هيمن علية اليسار الطلابي لعقد كامل خاصة بعد ما سمي بـ "انقلاب مؤتمر قربة"( 1971 ). ظهرت تسمية "الاتجاه الإسلامي" أول ما ظهرت في الجامعة التونسية من خلال إمضاء طلبة إسلاميين لبيانهم الانتخابي بدار المعلمين العليا سنة 1977 وانطلق من هناك تيار سيجتاح الجامعة التونسية بل سيكون طرفا نوعيا مهيمنا خصوصا بعد تبنّيه قراءة مختلفة لتاريخ الحركة الطلاّبية عن قراءة اليسار المتمسّك طوال عقد السبعينات ونصف الثمانينات بهيكل نقابي مؤقت تحضيرا لعقد المؤتمر 18 الخارق للعادة.
كانت قراءة "التأسيس" عند الإسلاميين تعيد ربط الحركة الطلابية برافدها الزيتوني معتبرة أنّ الاتحاد العام لطلبة تونس ليس إلا جناحا طالبيا للحزب الحاكم وأنّ القطع مع هذا الهيكل ضروري بتأسيس اتحاد آخر سمّي "الاتحاد العام التونسي للطلبة".
كان شعار الطلبة الإسلاميين في تلك الفترة هو: "لا لا للتدجيل الهياكل للتمثيل" ولمّا وجدوا من اليسار في الجامعة الذي انقسم على شيع مختلفة ردّا عنيفا بل دمويا رفعوا شعار: "نطالب بالحرية في الجامعة كما نطالب بها في البلاد"، وبذلك دشّنوا المواجهة مع السلطة السياسية لا في الجامعة فقط ولكن في الشارع أكثر. أمّا على مستوى ثقافي فقد أدخل الإسلاميون تقاليد جديدة كـ "يوم الطالب" والاحتفال بـ "اليوم العالمي للتنديد بالاستعمار والامبريالية" وأصدروا مجلّة حائطيّة سمّوها "الحدث السياسي" تعبّر عن مواقفهم وتصدر فيها بياناتهم. وظهرت قيادات من مثل عبد الرؤوف بولعابي وعبد العزيز التميمي الهاشمي الحامدي والعجمي الوريمي وعبد الكريم الهاروني...ولم يسلم هؤلاء من الاعتقال والملاحقة.
هذا التلخيص المخلّ لحضور الإسلاميين في الجامعة لا يمنع من تقييم تجربتهم التي كانت في تنسيق تام مع قيادات الاتجاه الإسلامي خارج الجامعة. وليس خافيا أنّهم ورقة ضغط على النّظام من لدن القيادة السياسية وبتوجيه من مكتب الجامعة في التنظيم. غير أنّ أهمّ ما يمكن الاشارة إليه في سياقنا هذا أنّ الطلبة الإسلاميين قاموا في فترات كثيرة بدور القاطرة التي تجرّ القيادة إلى مواقف عالية السّقف في ظرف دقيق مرّت به البلاد. فلن تتأخّر "أحداث الخبز"( 29 ديسمبر 1983 ـ 5 يناير 1984 ) التي هزّت عرش بورقيبة وأعلنت عن ظهور الإسلاميين كرقم جديد في المعادلة السياسية. كان هذا الحدث بداية الانفراج بين الإسلاميين والسلطة.
السابع من نوفمبر يعيد خلط الأوراق
مرّة أخرى تسقط الحركة في فخّ الانكشاف بعد عثور الأمن على أرشيف الحركة بضاحية حيّ الزهور بالعاصمة في 6 تموز / يوليو 1986 وكان أخطرها. فقد كشف كلّ مجريات مؤتمر سليمان (1984) السرّي نوابا ولوائح ونقاشا داخليا وهو ما عجّل الحركة للإسراع بعقد مؤتمر المنار في كانون ثاني / يناير 1987 ولكنّه في الآن نفسه عجّل أيضا بحملة اعتقالات واسعة ستشهد أحكاما قاسية تصل إلى الإعدام.
في جهة السلطة كان هناك جنرالا يتربّص بالزّعيم بعد تدهوره كلّ ملكاته وأصبح عاجزا عن تسيير الدولة ويعيش كوابيس استيلاء الإسلاميين على تونس فيمعن في إسداء التعليمات للقضاء ليستأصل شأفتهم. كانت البلاد على كفّ عفريت تتقاذفها أزمة سياسيّة واجتماعية بلغت أوجهها. كان الوزير الأوّل زين العابدين بن علي يحيك مؤامرة سمّيت بـ "الانقلاب الطبي" على بورقيبة فيذيع في فجر السابع من تشرين ثاني / نوفمبر 1987 بيانا يزيح بموجبه الرئيس "نظرا لطول شيخوخته واستفحال مرضه". واعتمادا على الفصل 57 من الدستور يتولّى الرئاسة المؤقتة وقيادة القوات المسلّحة.
بلا شكّ تلقّي الإسلاميون سواء من كانوا في السجن أو من كانوا ملاحقين أو مهجّرين هذا البيان بنوع من الارتياح خاصّة في نقطتين: "لا ظلم بعد اليوم" و"إنّ شعبنا قد بلغ من الوعي والنضج ما يسمح لكلّ أبنائه وفئاته بالمشاركة البناءة في تصريف شؤونه".
الحقيقة أنّ بن عليّ قد أنقذ رقاب الإسلاميين من المشنقة ولكنّه سوف يهيّء لهم كمّاشة ستمتدّ على أكثر من عشرين سنة.
إقرأ أيضا: الحركة الإسلامية في تونس.. سؤال تاريخ النشأة والمرجعية
إقرأ أيضا: الحركة الإسلامية في تونس.. التمكين السياسي وأسئلة الشرعية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير التاريخي تونس تونس تاريخ سياسة اسلاميون أفكار أفكار تغطيات سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجلس الشورى فی الجامعة فی تونس ولکن ه
إقرأ أيضاً:
5 سنوات على بريكست: بريطانيا بين دولة ذات سيادة مسؤولة عن مصيرها أم منقوصة ومعزولة أوروبيا
بعد مرور خمس سنوات على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، تشير استطلاعات الرأي إلى تحول في المزاج العام البريطاني، حيث يرى غالبية المواطنين أن قرار الانفصال كان خطأً.
اعلانفي الحادي والثلاثين من يناير/كانون الأوّل 2020، وتحديداً في الساعة الحادية عشرة مساءً بتوقيت لندن، أنهت بريطانيا رسمياً عضويتها في الاتحاد الأوروبي التي استمرت قرابة خمسة عقود، منهية بذلك حقبة من حرية التنقل والتجارة مع 27 دولة أوروبية.
وقال أستاذ العلوم السياسية أناند مينون، رئيس مركز أبحاث "المملكة المتحدة في أوروبا المتغيرة"، إن تأثير الانفصال كان "عميقاً للغاية" وأدى إلى تغيير جذري في الاقتصاد البريطاني.
وكانت بريطانيا، ذات الإرث التاريخي العريق، قد أجرت استفتاءً في يونيو/حزيران 2016 حول البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه. وقد مهدت عقود من تراجع القطاع الصناعي، إلى جانب سنوات من تخفيض الإنفاق العام وارتفاع معدلات الهجرة، الطريق لحجة أن البريكست سيمكن المملكة المتحدة من "استعادة السيطرة" على حدودها وقوانينها واقتصادها.
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بعد اجتماعه مع الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنجهام، لندن، يوم الجمعة 13 ديسمبر 2019.Matt Dunham/2019 APوتشير تقديرات مكتب الموازنة البريطاني إلى أن الصادرات والواردات البريطانية ستكون أقل بنحو 15% على المدى الطويل مما كان يمكن أن تكون عليه لو بقيت المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، كما ستنخفض الإنتاجية الاقتصادية بنسبة 4%.
وقد واجهت الشركات البريطانية تحديات كبيرة في التكيف مع الوضع الجديد، فعلى سبيل المثال، اضطر لارس أندرسن، مدير شركة "ماي نيمتاغز" في لندن، إلى إنشاء مقر في أيرلندا لمواصلة التجارة مع الاتحاد الأوروبي، حيث يجب أن تمر جميع الطلبات المتجهة إلى دول الاتحاد عبر هذا المقر قبل إرسالها.
سلال تظهر رموز البلدان وتسميات الملصقات في انتظار رزمة من ملصقات أطفال المدارس في مصنع ”ماي ناميتاغز“ في لندن، الخميس، 30 يناير 2025. Alastair Grant/2025 APوعلى عكس التوقعات، لم تؤد مغادرة الاتحاد الأوروبي إلى خفض معدلات الهجرة، وهو ما كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الكثيرين للتصويت لصالح المغادرة، بل إن الهجرة إلى المملكة المتحدة اليوم أعلى بكثير مما كانت عليه قبل البريكست، مع ارتفاع عدد تأشيرات العمل الممنوحة للعمال من مختلف أنحاء العالم.
Relatedفي أهم اتفاق لها منذ بريكست.. بريطانيا توقع على انضمامها إلى شراكة التجارة الحرة عبر المحيط الهادئبريطانيا ترجئ تطبيق ضوابط بريكست الحدودية إلى العام 2024أولى جلسات لجنة التحقيق البريطانية.. إفادات بأن بريكست أعاق استعدادات لندن لكوروناورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى تحول في الموقف العام من البريكست، يبدو أن إعادة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي احتمال بعيد المنال. حيث يسعى رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر، الذي تولى منصبه في يوليو/تموز الماضي، إلى "إعادة ضبط" العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، لكنه استبعد إعادة الانضمام إلى الاتحاد الجمركي أو السوق الموحدة.
وفي حين رحب قادة الاتحاد الأوروبي بتغير لهجة ستارمر مقارنة بأسلافه، يبدو أن المملكة المتحدة لم تعد أولوية قصوى للاتحاد الذي يواجه مشاكل خاصة به، وسط تنامي الشعبوية في القارة.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ستارمر يزور بروكسل لتجاوز سنوات البريكست وإعادة إحياء العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لندن ولعنة البريكست.. جدل في بريطانيا يعزو أزمة نقص الخضروات إلى الخروج من الاتحاد الأوربي من البريكست إلى الندم عليه.. معاناة بريطانيا تكبر بعد 3 سنوات من هجران أوروبا بريكستالمملكة المتحدةالاتحاد الأوروبيبوريس جونسوناعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. إسرائيل تجري مشاورات أمنية لاستئناف الحرب على غزة وترامب واثق من استقبال مصر والأردن للفلسطينيين يعرض الآنNext قولوا وداعًا لأمريكا.. ترامب يُعيد تهديد مجموعة "بريكس" إذا فكرت في استبدال الدولار يعرض الآنNext هجوم أوكراني بـ49 مسيرة على روسيا يشعل النار في مصفاة نفط فولغوغراد إحدى أكبر المصافي في البلاد يعرض الآنNext إليكم أبرز الرؤساء العرب الذين هنأوا الشرع على توليه رئاسة سوريا يعرض الآنNext "نفعل الكثير من أجلهم وسيفعلون ذلك".. ترامب أكيد من قبول عمان والقاهرة لخطة تهجير الفلسطينيين اعلانالاكثر قراءة ترامب يؤكد مقتل جميع ركاب الطائرة المدنية وطاقم المروحية العسكرية بالعاصمة واشنطن السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق القران عدة مرات الرئيس السوري أحمد الشرع يخاطب السوريين الليلة ودمشق تستقبل أمير قطر حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا الزبيدي الممنوع من العودة إلى جنين؟ يتهم إسرائيل بالعنصرية ويجمع المساعدات لغزة.. روبوت مخصص لدعم تل أبيب يخرج عن السيطرة اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلحركة حماسغزةقطاع غزةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامبمحادثات - مفاوضاتسورياأسرىالذكاء الاصطناعياليابانروسياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025